2016-11-15

أمثلة على ذمة وضمير العرب في العمل ؟

منذ البداية هذا الموضوع يندرج تحت : مع عدم التعميم
الدين معاملة - المسلم لا يكذب - المؤمن لا شتّام ولا طعّان ... لكن الواقع يقول عكس كل ذلك جملة وتفصيلا وقع أليم مرير يحكي لكم كم ومدى ضعف الضمير وعدم الذمة أدى إلى اختلال موازين كل المجتمعات العربية ... ميزان العدل ينتقدونه بتناقض القضاء أو التشكيك فيه لكنهم ينسون أنفسهم بأنهم كانوا هم أول من ظلم وجار وطغى ... يظلمون وفق ما تقتضيه المصلحة الشخصية ويجورون حسب قوة ونفوذ الطرف المعني ويطغون عندما لا يجدون أي رادع لهم في غفلة من الزمن ... لذلك كان ولا يزال وسوف يبقى العرب التي هي أمتي أمة الرياء والنفاق والشماتة أمة كالمثل القائل : مزاح وطعن رماح ... أمة يقولون ما ليس في قلوبهم كمثل أغلب دواوين الكويت تجلس معهم فيبدون لك وجها كريما وما أن تغادر حتى يبدون لك وجها لئيما ... لذلك لنسوق بعض من الأمثلة على الضمير الغائب بشكل عام في المجتمع ؟

1- يقوم صاحب المطعم لإعداد صحن من الطحينة التي يضيفها على السندويش يقدرها أن تكفي لـ 300 خبزة أو صمونه فمع العمل يقصها لتكمل 600 خبزة أو صمونه حتى ولو نقص هذا من ذاك .
2- تأتي بعامل لإصلاح الصرف الصحي أو الماء فيحاول أن يخرج منك بأكبر قدر ممكن من الفائدة المالية وليس بجودة العمل والبعض يتعمد أن لا يستمر نجاح مهمته حتى تطلبه مرة أخرى فيصلح ويأخذ منك مزيدا من المال كعامل الستلايت والكهرباء وغيرهم .
3- تأتي لموظف لتنجز معاملتك وأنت في داخلك متأكد وهو في داخله متيقن من سهولة إنجازها لكن الموظف يتعلل لك بورقة ناقصة أو بعطل في النظام أو يعطيك موعدا كلما كان بعيدا كلما ضمن إبعادك ونفس هذا الموظف لو جاءه صديق لأنجز له أي معاملة حتى لو كسر القانون ووضعه تحت رجليه .
4- يأتي مسؤل ويعين وافد أجنبي أو عربي بوظيفة حكومية مرموقة دون أي حياء ودون أدنى شعور من الخجل يتم التعيين وهو يعرف ومتأكد أن مثل شهادة المقيم وأفضل منه يوجد كويتيين ينتظرون هذه الوظيفة ولا ينظر إليهم وكأن العمل الحكومي ملك أبوه ولا اللي خلفه جليل الحيا .
5- مهمة إمام المسجد أن يؤم المصلين 5 صلوات في اليوم وعلى إثر ذلك توفر له وزارة الأوقاف السكن والراتب لكن رجل الدين الذي يفترض فيه الثقة والأمانة ودقة العمل الناصح الأمين ينام ويترك حارس المسجد أو أي أحد من المصلين يؤم المسجد بدلا عنه .
6- استخدام أدوات الحكومة من هاتف وسيارة وعمال وطاقم عمل لأعمال شخصية خارج وبعيدة كل البعد عن أساس ومهمة العمل .
7- توظيف الأقارب في العمل والواسطة وتعيين القياديين وفق النفوذ والمصالح لا وفق الكفائة والشهادة وتحمل المسؤلية .

وخذ وقس على ما سبق من رئيس الحكومة إلى أصغر موظف حكومي ومن المواطن إلى الغفير ... إنها يا سادة ثقافة الفساد الذي تتربع في نفوسكم { ونادوا يا مالك ليقضِ علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون } ؟ 

أعرف الكثيرين ( وليس الكل ) في تويتر لكنهم لا يعلمون أني أعرفهم يسطرون المثالية والشرف والنزاهة في تويتر ... وفي حقيقتهم هم سفلة القوم وأرذلها لم يسلم من خبثهم أحدا ويتفننون بمضرة هذا وذاك ... متناسين هؤلاء الجراثيم أنهم مجرد وقت عابر سيمر بهم مثلما من سبقوهم وبعد خروجهم لم يجدوا من يرميهم بالسلام والتحية ... وقد رأيت مثل هذا المثال الواقعي مرات كثيرة في حياتي ... قبل مدة كنت في المقبرة لتقديم واجب العزاء لأحد الأسر الكويتية الكريمة وإذ أرى بأم عيني رجلا أقسم بالله أنه كان ذوو نفوذ خطير ومركزا مرعبا في الكويت إسمه يهز هزا ... وكان يأمر فيطاع يقول فيتم التنفيذ له في اللحظة ويطلب كائن من يكون فيأتون به إليه كان ظالما فاسدا أرعنا ... وجدته في المقبرة وقد أكله مرض السكري ودمر جسمه الضخم وأصبح نحيلا ويتلفت يمينا وشمالا والناس كثر في المقبرة ولا أحد يرميه بالتحية ... لا أحد يسلم عليه لا أحد اقترب منه وأعرف يقينا أن غالبية من كانوا في المقبرة عرفوه شكلا وإسما من شهرته لكنهم تجاهلوه وأنا أحدهم يعرفني وأعرفه شخصيا وتجاهلته ... وسبب تجاهلي له أنه كان مسؤلي ونشب بيننا شجار وصراخ في مكتبه فاستغرب الكل من هذا الذي يصرخ في وجه سيد النفوذ وأعترف أني قد تضررت جدا بسببه مثلي مثل الآلاف ... فكيف كان وكيف أصبح واللهم لا شماتة ولعلها آية من ربكم أن يرينا نهاية الظالمين ؟

لا تسألوا السلامة ولا تطلبوا الستر والأمان من ربكم وأنتم في داخلكم فاسدون مفترون في المال عبيد تباعون ... فلا أحد خُلق وقد استطاع التحايل على خالقه ولا أحد يستطيع الكذب على الله سبحانه فكما تظلمون ستظلمون وكما تسرقون ستسرقون وكما تتكبرون سيتكبر عليكم ... أيا كان أسمك ومهما علا شأنك إنها مسألة وقت لا أكثر ولا أقل ... ومن لم يستطيع قهرك فربك كفيل بأن يجلسك أخر أيام عمرك لترى بأم عينيك كيف تكون عاجزا ذليلا تقضي حاجتك في سريرك ويأتي من يكشف عورتك وينظفك كما ينظف الرضيع في أول أيامه ... فما أضعفك وما أحقرك وما أتفهك يا ابن آدم تصارع في هذه الدنيا من أجل المال والنفوذ ثم تترك كل تعب السنين وتذهب من هذه الدنيا عاريا ثم تعود إلى أصلك ... تراب عاد لتراب ؟

فهل من متعظ ؟
هل من عقل حكيم ؟
هل من مراجعة أخيرة مع النفس ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم