2017-11-12

العدالــــة العــــوراء ؟

هذا الموضوع لا يخص القضاء الكويتي لا من قريب ولا من بعيد لذلك اقتضى التنويه .

الموضـــــــــوع 
في الحياة كذب ثم كذب من ظن أو اعتقد أن هناك عدالة مطلقة في لأرض وبين الناس وبين الدول والحكومات ... إنما هي عدالة "نسبية" تختلف من دولة إلى أخرى وتتغير حسبما اقضت الظروف سواء كأنظمة أو كأفراد أو كمؤسسات ... والعدالة المطلقة بنسبة 100% لا توجد سوى عند رب العالمين جل جلاله فهو رب العدل وسنرى عدله ورحمته وعقابه وعذابه يوم العرض العظيم وبأم أعيننا ... وشطح عقل من خيل إلى نفسه أنه عادل بل نحن بني البشر عدالة كانت ولا تزال وسوف تبقى ناقصة لكننا نجتهد ما استطعنا في ميزان حياتنا لإرضاء ضمائرنا من العدل والحق الذي نحن بهما مؤتمرين بأمر من رب العالمين في ديننا الحنيف ؟
أقول ما سبق وأنا خللا فاضحا وصل صراخه لأصقاع الأرض لكن أهل العدل لا يسمعونه وكأنهم "صم بكم عمي" أو أنهم لا يريدون أن يرون لحقيقة من شدة خجلهم من أنفسهم وربما من شدة سوء ضمائرهم أو من هول جهلهم ... فإني رأيت وقرأت ورصدت وتأكدت وتيقنت يقينا لا يساوره اللبس ولا الشك أن هناك ظلما فاضحا وعجزا عظيما وأحكام قضائية من أولها لآخرها معيبة ... فعندما تجد دولة ما في مكان ما ينتقدها ويشتمها الملايين أكرر الملايين عبر أشهر وسنوات وبالدليل عبر مواقع التواصل الإجتماعي وترى هذه الدولة عاجزة "تماما" من محاسبة الملايين في دول متعددة وكثيرة وفجأة تنتفض هذه الدولة وتقيم دعوى قضائية ضد مستخدم واحد أو 10 مستخدمين لمواقع التواصل الإجتماعي دون عن باقي الملايين والكارثة يحكم لها وفي صالحها !!! ... فكيف تم انتقاء هؤلاء الـ 10 أو حتى الألف وهناك عجز عن باقي الملايين أو مئات الآلاف لم لم يحاسبوا مثلما حوسب هذا أو هؤلاء الـ 10 ... ولماذا هؤلاء حصريا دونا عن باقي الملايين ؟ ... ولماذا "على سبيل المثال" في الكويت تحديدا لماذا ليس في السعودية أو الإمارات أو قطر أو الأردن أو حتى في أمريكا !!!
يا سادة يا كرام عدالتكم ناقصة وأحكامكم فاضحة والحكومات العربية والأجنبية تمتدح وتنتقد وتشتم 24/7 دون أي توقف لتضارب التوقيت المحلي مع العالمي + لا يحق لدول يحكمها الإستبداد والطغيان أن تتشبث وتتزلف بالحرية والعدالة وتلبس قناع المظلوم وتتمسح ببلاط القضاء لينصفها وهي دول وأنظمة لم تعرف في تاريخها سوى الظلم والقهر حتى نجحت نجاحا باهرا بصناعة شعوب العبيــــــد فمنذ متى والعبد أصبحت له كلمة وكرامة ؟... إنه التحايل وإني أراها "استغفالا واستحقارا واستهزاء وتظليلا" للقضاء العادل والمنصف "نسبيا" أمام دول وأنظمة قضاتهم أنفسهم هم مجرد عبيـــــد وممثلين باهرين ... كالنازي هتلر طاغية ومجرد أهلك الحرث والنسل وتجاوز ضحاياه ما يتجاوز الـ 200 مليون نسمة ونفس وروح ما بين قتيل وجريح ومفقود فهل قضاء هتلر والنازية يستحق أي توقير واحترام أو حتى له حرف من كلمة "العدالة" ؟ وقضاء صدام حسين عفن اللحود وستالين ولينين وموسيليني وعيدي أمين وسوهارتو وبريجينيف وكيم سونج وطغاة العثمانيين وبعض العباسيين وبعض الأمويين ... أليس هؤلاء هم "بعض" طغاة الأرض وكان لهم دول وكيانات وقضاء وقوانين وتشريعات فما كان تاريخهم إلا أنهم من أقذر كائنات عرفتها البشرية في تاريخها ... فكيف يتم احترام قضاء الطغاة ودول الإستبداد وشعوب العبيد ؟ ... بل كيف تطبق العدالة الناقصة إن كان "الشاتم" بالملايين وأنت تختار وتنتقي 5 منهم ليس لشيء سوى أنك إما عاجز أو أنك قاضي جاهل وأرعن أو أنك مستبد أو أنك عبد مأمور لا حول لك ولا قوة وأن قسمك كان مجرد تحصيل حاصل للوظيفة حتى تمارس أمراضك على من هم أقل منك شأنا ومنصبا ؟

100 ألف يشتمون ويستحقرون أحد المشاهير هل أحاسب وأطبق القانون على 100 ألف أو هذا المشهور عليه أن يغادر الموقع ؟ بمعنى تحاسب 100 ألف لأجل فرد واحد فقط إنه الجنون بعينه ... أنت أصلا مشهور فما لك ومالك بمواقع التواصل الإجتماعي ؟ فأصبحت القضايا تجارة يتكسب منها كل مرتزق ولو أن القضاء لطم هؤلاء على وجوههم منذ البداية لعرفوا قدرهم وحجمهم منذ البداية ... ولو كنت أنا قاضيا لسألت المشهور أو حتى الحكومة والدولة التي جاءت لتشتكي على حفنة : هل هذا أو هل هؤلاء هم فقط حصريا من تطاولوا عليكم وشتموكم في مواقع التواصل الإجتماعي ؟ ... من سابع المستحيلات أن تكون الإجابة "نعم" وستكون "كلا" ... سأجيبهم على الفور : حسنا اذهبوا وهاتوا لي كل من شتمكم وكل من تطاول عليكم ليستحقوا العقاب وينالوا الجزاء فإن من الظلم أن أجرّم وأؤدب 10 أفراد فقط وأترك مليون يسرحون ويمرحون يشتمونكم ليل نهار دون أن يطالهم سيف العدل وأن أجعل هؤلاء الـ 10 عبرة لمليون غيرهم فهي لغة تجار القانون فيا ترى كلمة "عبرة" كم مرة ستتكرر لازدهار تجارتكم الفاسدة وماذا سأجيب لو أن أحد خصومكم جلب لي الآلاف ممن يشتمونكم ويقول لي : يا حضرة القاضي لم تحاسبني ولم تحاسب كل هؤلاء وهذا الدليل بمئات وآلاف صور التغريدات والتعليقات والفيديوهات في مواقع التواصل الإجتماعي ؟

إما أن تحاسب الجميع أو تترك الجميع القانون ليس مزاجية وليس انتقاء فإن كان كذلك فهو الظلم بعينه والفساد بعينه والإستبداد بنفسه .




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم