2017-12-10

ماذا بقي لكم من شرفكـــم بعد أقصاكـــم ؟

يظن الجهلة أن الشرف هو العرض فقط أي النساء حصريا ... لكن في الحقيقة أن الشرف تتعدد أنواعه كشرف المقدسات وشرف الأوطان وشرف الكرامة وشرف الأعراض وشرف الرجولة ... فشرف الأوطان دنسه الخونة والجواسيس وعبيد المال وسرّاق الأوطان وكلاب الطغاة ... وأما شرف الرجولة فقد قرأناه في كتب ومراجع التاريخ وصولا إلى واقع أيامنا هذه من الفجور في الخصومة ودناءة الخلاف والتلذذ بوكز الصغير والإستقواء عليه ... وأما شرف الكرامة أن تهان كرامة الرجل فيظن أن الأمر طبيعي وعادي فيستأنس الإهانة ويظن أن الأمر غير مقصود حتى لا يشعر بأي غيرة على رجولته وكرامته ... وأما شرف الأعراض فهي واضحة أن يكون الرجل غيور على شرفه وعرضه من أي انتهاك أم مساس وإن انعدمت هذه الغيرة دخل في خانة "الديانة" ... وأما شرف المقدسات فإن المرء ينعدم إحساسه تماما إذا ما احتل قدسه وصودر المسجد الأقصى ليصبح ملكا مطلقا للمحتل ثم يصل الأمر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بنفس العملية كل مرحلة تأخذ 70 عام حتى يجد الرجل أن لا مقدسات لديه ... وبما أننا في زمن نـــدر وسقط فيه شرف الرجولة وشرف الأوطان وشرف الكرامة وشرف المقدسات ... فلا عجب أن يخرج حليف وحبيب وصديق إخوان القردة والخنازير الرئيس الأمريكي ترامب اللعين ويعلن جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد أنه يعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ليل الأربعاء بتاريخ 6-12-2017م ؟
كان بإمكان الرئيس الأمريكي أن ينقل سفارته إلى القدس بهدوء ودون أي ضجة إعلامية وبتكتم شديد ... لكنه تعمد أن يخرج علنا أمام العالم ليعلن قراره حتى يوصل رسالة أهم من نقل سفارته من تل أبيب إلى القدس وهي : ها أنا الآن أتحداكم يا أمة العرب والمسلمين وأمرغ أنوفكم في التراب وأهين كل قيمكم ومبادئكم بل وأدوس عليها حتى بنعال الحمام ودينكم وإسلامكم ومقدساتكم ما هي إلا شعارات أزعجتمونا فيها فاذهبوا أنتم ودينكم ومقدساتكم إلى الجحيم ومن يجرؤ على تحدي أمريكا أيها العرب الحفاة الرعاع فما أنتم سوى بدو صحراء وقليلا من النفط وكم كبير من الجهل والتخلف والإرهاب" !!! ... ثم يتبعه نائبه ليسجل كلمة للشعب الإسرائيلي والصهيوني متفاخرا باعتراف أمريكا القدس عاصمة إسرائيل وقال : كفاحكم كفاحنا ومصيركم مصيرنا ... فأي إهانة أكثر مما حدث وجرى أم هي مؤامرة حيكت ورتبت فصولها وخيانة عظيمة يتخفى خلفها كل ساقط ولقيط وخائن وعميل ؟
اليهود بطبيعتهم يعشقون الكذب وتزوير التاريخ وهم يشتركون مع العرب في هذه الخاصية ... لكن كذبة اليهود التي ساقوها على العالم أن أرض فلسطين هي أرض أجدادهم منذ 3.000 عام ... لكن الحقيقة التاريخية التي لا تقبل الشك أو اللبس هي أن اليهود هم بنو إسرائيل الذي يثبت ويؤكد القرآن الكريم وكتب التاريخ أنهم من أهل مصر ومن صلبها ... وقد نزحوا من مصر إلى سيناء مع نبيهم ورسولهم سيدنا موسى عليه السلام ومن ثم إلى أرض فلسطين ... ونو إسرائيل هم 12 قبيلة غالبيتهم من نسل سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف بدليل سورة البقرة { وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم } ... وقد عرف عن بني إسرائيل واليهود أنهم كاذبون ومنافقون لا يؤخذ منهم عهدا ولا وعدا ولا حقا ولا خيرا وهم ناكثوا للعهود خائنوا الأمانة ... وأكثر أمة قتلت الأنبياء والمرسلين ولا يتقون الله ولا يستحون والمال لديهم أهم من الله والتجارة أهم من الحياة ونسلهم نسل الجبان لم يعرف عنهم قتال الرجال ولا شجاعة الأبطال ولا معارك ذات صيت عظيم ... إنها سلالة خبيثة توعدهم رب العالمين بعذاب عظيم يوم القيامة ... وإثباتا على ما أقول فهناك اتفاقية معاهدة أوسلو التي وقعت في 1993م والتي تنص على حل الدولتين الإسرائيلية ولهم القدس الغربية والفلسطينيين ولهم القدس الشرقية ... ومنذ 1993 إلى 2017 = 24 سنة وها هم اليوم ينكثون الإتفاقية ويتنصلون من المعاهدة ويعلن الرئيس الأمريكي أن القدس بأكملها هي عاصمة إسرائيل بضغط ودعم من اللوبي الصهيوني في أمريكا ... ليخرج رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو في خطابه بعد خطاب ترامب ويقول :   إن هذا يوم تاريخي كانت القدس عاصمة للشعب اليهودي منذ 3 آلاف عام وكانت عاصمة لإسرائيل منذ 70 عاما وهذا كان هدفنا منذ اليوم الأول لإسرائيل ؟ 

ضوء أخضر للجماعات الإرهابية
لا أحد يتفق مع الجماعات الإرهابية لأن لديهم تاريخ نجس بصناعة ميادين قتال بعيدة عن إسرائيل + ارتكابها لمجازر كانت سببا مباشرا لأن يكون الشعب العربي والإسلامي هم أمة الإرهاب بلا أي منافس حتى ... ولذلك وبعد قرار ترامب "الإرهابي" بات هناك تأييد لأعمال انتقامية "مشروعة" ضد المصالح الأمريكية والصهيونية في العالم ... مع الإنتباه أن هذه ليست وجهة نظري الشخصية بل هو رصد أجريته في مواقع التواصل الإجتماعي بشبه أمنيات بأن أي أحد أي جماعة أي منظمة تقوم بأي عمل انتقامي ضد إسرائيل فإنها ستحصد تأيدا شعبيا عربيا لم يسبق له مثيلا ... وهذه ردة فعل طبيعية جدا من أجل تفعيل جبهة لطالما ظل أصحابها طيلة سنوات في الصناعة الإرهابية الأميركية ... بعدما اعترفوا علنا بأنهم هم من صنعوا تنظيم القاعدة والأدلة الكثيرة التي تشير إلى أن أمريكا هي أيضا من صنعت ومولت ووفرت الدعم العسكري واللوجستي لتنظيم داعش الكافر ... إذن ترامب أطلق "صافرة" البداية لأعمال انتقامية وإن وقعت وحدثت فإنه سيرمي اللوم على الحكومات العربية والخليجية بأنهم لم يفعلوا ما يلزم ولا ما يكفي لمكافحة الإرهاب ... والذي اتضح أن حجة مكافحة الإرهاب الأمريكية كانت للوقاية من هذا اليوم يوم الإعتراف بالقدس عاصمة موحدة أبدية للكيان الصهيوني والعرب والخليجيين كعادتهم بلعوا الطعم وعادوا أنفسهم بأنفسهم ؟
وما هو موقف جامعة الدول العربية ؟
مجرد ذكرها في مدونتي المتواضعة فهذا شرف لها لا تستحقه جامعة ومجلس العهر السياسي الذي فقد الحياء والخجل من شعوبهم ... فهم رجال على شعوبهم وذكور أمام الصهاينة ؟
 
وما هو المتوقع في قادم الأيام ؟
بعدما انكشفت مؤامرة صفقة القرن ودخلت حيز التنفيذ الفعلي فإن الإرهــــــاب سيصبح عمل مشــــروع فقط ارصدوا ردة الفعل الشعبية في مواقع التواصل الإجتماعي وفي المدونات والصعف والمقاهي والمجالس ... نتفق نختلف مع ما سيحدث قريبا لكن الشعوب العربية كافة تريد بشدة وبإصرار عمل بل أعمالا دموية تقع وتحدث في إسرائيل وضد أميركا لأنها على يقين أن الحكومات لن تستطيع رد كرامتها التي سلبت وأهينت أمام أمم الأرض كافة ... بل ستصدم الحكومات العربية إن فتحت أبواب التبرع لفلسطين من كم وحجم التبرعات التي سيحصدها الشعب الفلسطيني ؟

الرئيس الأمريكي ترامب استحقركم استحقارا مهينا مذلا عظيما
{ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان }




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم