2017-12-11

نساء قصور الحكم .. خيانات مؤامرات طغيان ؟

يظن الكثيرين أن قصور الحكم في كل زمان ومكان أن من يسكنون في تلك القصور الفاخرة والتي تحتوي على عجائب الزمان من كل ما لذ وطاب وكل ما لبس وتزين وكل ما وضع وترصع أنهم بنعم وخير ... والحقيقة هي أن ليس كل بيت وقصر حكم يعني أن أهل البيت في استقرار وسعادة بل الواقع دائما ما يكون أنهم يظهرون للحاكم أو السلطان ما يسره ويخفون عنه كم مرعب من المؤامرات والصراعات ... والكل في هذا الصراع هم أبرياء ومظلومين والكل يتآمر عليهم وكأنه مسلسل تشاهده منذ آلاف السنين وإلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة ؟

إن السلطة السياسية التي تطبق قبضتها على حكم البلاد والعباد تتفرع مغرياتها بشكل يفوق عقل الإنسان العادي كثيرا فلا تجد من يعارضك ولا تجد من ينصحك ... خزائن البلاد تحت يديك أموال لا تعرف كيف تصرفها خدم وحشم وحرس وأجهزة تعمل 24/7 لخدمتك الكل يتمنى خدمتك والكل طوع أمرك ... وفي نهاية الأمر الحاكم أو السلطان أو حتى أمير المؤمنين هو إنســــان بشر له فطرته وله غرائزه البشرية وبالتالي لا أحد يستطيع إشباعها سوى المــــــرأة ... فالمرأة كانت ولا تزال وسوف تبقى هي أهم وأخطر عامل رئيسي في قصور الحكم بل هي المحور نفسه وهي حتى نقطة ضعف وقوة للسلطان ... ولذلك كانت المرأة سببا في هدم أركان دول وكيانات وسلالات وما أكثر دلالة إلا حكم الفراعنة وسيل المؤامرات التي فسرها الباحثون + مؤامرات النساء في الدولة الأموية ثم طغيان النساء والجنس في الدولة العباسية ثم ما أبدعت به الدولة العثمانية من حرب "حريم السلطان" وعجائب "الحرملك" ... وصولا إلى الدول العربية الحديثة وما حدث ويحدث وسيحدث فيها من عجائب النساء ... ولا ننسى إمرأة سيدنا لوط ومؤامرة إمرأة عزيز مصر "زليخة" على سيدنا يوسف والمرأة التي حرضت على قتل سيدنا عيسى ابن مريم وغيرهن ؟

يقول الأديب أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري الملقب بـ "الجاحظ" المتوفي سنة 255 هـ : كان ميل العرب للإماء أكثر من الحرائر لأن الجمال في كثير من نساء هذه الأمم المفتوحة أوفر والحسن أتمّ فقد صقلتهن الحضارة وجلاهن النعيم ولأن العادة أن لا تُنظر الحرة عند التزويج بخلاف الأمة لذلك صار أكثر الإماء أحظى عند الرجل من أكثر المهيرات "الأكثر مهرا" : إن الرجل قبل أن يملك الأمة قد تأمل كل شيء منها وعرف ما خلا خطوة الخلوة فأقدم على ابتياعها بعد وقوعها بالموافقة والحرة إنما يستشار في جمالها النساء والنساء لا يبصرن من جمال النساء حاجات الرجل ومواقفهن قليلا والرجال بالنساء أبصر قد تحسن المرأة أن تقول أنفها كالسيف وعينها عين الغزال وعنقها إبريق فضة وشعرها العناقيد وهناك أسباب أخرى بها يكون الحب أو البغض في الوصف ومن أقوال العرب الأمة تشترى بالعين وترد بالعيب والحرة غل في عنق من صارت إليه قال بعضهم وقد اشتهرت الأصقاع المختلفة بميلهم إلى أجناس مختلفة من النساء بحكم الجوار وبحكم ما كانوا يشترون ويأسرون فمن ذلك أن أهل البصرة أشهى النساء عندهم الهنديات وبناتهن واليمن أشهاهن عندهم الحبشيات وبناتهن وأهل الشام الروميات وبناتهن "انتهى الإقتباس" ... ويعرف عن العباسيين أنهم أمة الخلافة التي أفرطت في النساء نكاحا وحبا وعشقا وهياما وقتلا وهجرا ... فكانت "الخيزران" سبيه من خرشنة بلدة قرب ملطية "تركيا" زوجة الخليفة العباسي المهدي وأم الخليفة موسى الهادي وهارون الرشيد ابني محمد المهدي ... ويزيد بن الوليد بن عبدالملك أمه "شاهفرم" بنت فيروز ... ومروان بن محمد بن أمة كردية ... وأبو جعفر المنصور أمه بربرية تسمى "سلاّمة" ... والمأمون أمه تسمى "مراجل" والمعتصم أمه تسمى "مارده" والواثق أمه تسمى "قراطيس" والمتوكل أمه "شجاع" وسمت العرب ابن العربي إذا كانت أمه الهجيني والهجيني المعيب ؟
الحرملك وأسراره
الحرملك هو : الحرم الهُمايوني والتركية العثمانية "Harem-i Hümayun" أي حريم السلطان العثماني ... ومن أسرار "الحرملك" الذي كان دائما ما يكون في الطوابق العليا وليس السفلية أنه يضم حريم السلطان وزوجاته وأبنائه ووالدته وجواريه اللاتي كانوا بالمئات جاؤا نتيجة "هدايا - شراء - سبايا - وفاتنة الجمال من أجبرتها ظروف الحياة القاسية للعيش هناك" ... وكان السلطان يزور أجنحة حريمه بمساعدة “الكايا” وهي من أكبر موظفي الحرملك ومن بين وظائها تنظيم أوقات زيارات السلطان لحرمه أو من يشاء ... ولكي يتم إعلان وصول السلطان إلى منطقة الحريم كان يلبس حذاء من فضة لإثارة صوت وضجة لانتباه الحريم بوصول السلطان ... ومن المحظور أن تنظر جارية إلى وجه السلطان أو في عينيه فهي أقل منه مكانة ومن واجبها الإنحناء للنظر إلى الأرض أمامه ... لكن كانت هناك تصنيف خطير في قصر السلطان وهي "القـــادن" وهن الجواري المفضلات التي أنجبت الواحدة منهن ولداً للسلطان وهن بمثابة "زوجات غير شرعيات" له وهن في المرتبة الثانية في الحرملك بعد والدة السلطان ... وتتمتع "القادن" بجناح خاص وعدد كبير من الجاريات والخصيان "الخصيان الرجل الذي يقطع جزء من ذكره حتى تموت شهوته حتى لا يطع أو ينظر لنساء السلطان" ... وكانت النساء القادن تعيش مع بعضهن بجو تنافسي حاد أما القادن التي أنجبت الولد البكر للسلطان فتسمى بـ”باشقدان”
 
قدرت الدراسات والبحوث العلمية + بحثي ورصدي المختلف ... أن الإنسان منذ سن بلوغه وحتى انتهاء رغبته الجنسية أي طيلة حياته ما بين العادة السرية والجماع فإن الإنسان الطبيعي يمارس الجنس ما لا يقل 7.000 مرة والإنسان شديد الرغبة يزيد عليهم بألف أي 8.000 مرة والرجل المفرط ومهما كانت قوته لن يزيد العدد عن 10.000 مرة طيلة حياته ... ولذلك هي نقطة الضعف التي من خلالها يدرك أي رجل على وجه الأرض أن الفطرة هي من تسيره في هذه الحياة ... وعلى هذا الأساس كانت ولا تزال المرأة هي العنصر الرئيسي باستغلال هذا الأمر وكان له تأثيرا خطيرا كارثيا على اتخاذ القرارات سواء الشخصية أو السياسية حتى ... ولا عجب إذا ما علمتم أن النساء هن أهم وأخطر عنصر لانتزاع أخطر الأسرار والمعلومات في جميع أجهزة المخابرات الدولية في العصر الحديث ويستحيل أن جهاز مخابرات في العالم العربي والغربي ليس له نساء فعالين في هذا المجال وتحديدا "الجنسي" ؟

ما سبق كان انعطافا على أهمية المرأة في قصور الخلافة ومدى أهميتها بالدرجة الأولى وكم بسببها ضعف حاكم وقويت شوكة حاكم وسقط وزير وصعد وزير ... بل كثيرا ما كانت أخطر قرارات الدولة تخرج باسم الحاكم لكن في الخفاء كانت هناك إمرأة خلف هذه القرارات ... وبالمناسبة لا شأن للحلال والحرام في قصور الخلافة والحكام فكل شيء يعتبر مباح ولا شأن للأديان على الإطلاق فيما حدث ويحدث وسيحدث ... إنه عالم لا يوجد عاقل يتمنى أن يدخله من هول الخيانات والمؤامرات وعدد الفرق المتنافسة على "الحظوة" وكل "قطب" ولديه فريقه من المخلصين يحاربون "قطب" آخر منافس له وفي الخفاء هناك نساء يديرون المشهد وهن في صراع لا يعرف له أي حدود ... فكل أدوات الحرب مباحة أموال مناصب سحر جنس ونساء خمر مخدرات تهديد اعتقال تعذيب قطع أرزاق تشويه سمعة إحالة للقضاء سجن إقصاء وإبعاد ... كل شيء يمكن أن يخطر في بالك ستجده واقعا حاضرا ... ولذلك هلك بني أمية بظلمهم وبفجورهم وهلك العباسيين بسبب نسائهم وسقطت الدولة العثمانية بسبب كم مؤامرات نسائهم وما أشبه البارحة بأيامكم هذه ؟
 
هلك رجل استهزأ بإمرأة هلك




دمتم بود ...




   وسعوا صدوركم