هذه القصة حقيقة وأبطالها أحياء يرزقون ؟
هي : كانت في سن 18 عام واليوم 28 عام .
هو : كان في سن 19 عام واليوم 29 عام .
هي : من أسرة عريقة وذات ثراء فاحش .
هو : من أسرة أصيلة لكنها على قد الحال .
هي : كالسمكة الجميلة ذات الألوان الزاهية ولكنها تعيش في محيط أسماك القرش التي لا ترحم .
هو : عقل وفكر وثقافة ودماثة خلق قلما نجدها في وقتنا الحاضر ورجل مسالم
هي : كانت في منطقة الروضة ... تائهة قاصدة جمعية الإصلاح الاجتماعي ( وانتو بكرامة ) لوضع مبلغ كتبرع لوجه الله ولم تستدل على مقصدها .
هو : كان في نفس المنطقة لمقابلة صديق .
استوقفته تسأله عن موقع جمعية الاصلاح : طلعي مني ... لفي هالصوب ... تييج مطبه ... الجمعية تصير على ايدج اليسار ... كملي سيدا جنج طالعه من الروضة ... تحصلين جمعية الإصلاح على ايدج اليمين .
ومن باب الحرص وبيني وبينكم من باب العياره عطاها الرقم بحجة إذا أو أخاف تضيعين دقي علي !!!
ذهب في طريقه وذهبت في طريقها ؟
لكنه وفي حقيقة الأمر هو جسده نعم ذهب في طريقه ولكن قلبه ذهب معها وما غابت حتى أصبح ذهنه لا ينفك ولا يتوقف من التفكير فيها ؟ صوتها ... جمالها ... مع وضع بالاعتبار المرحلة العمرية وقتها ؟
مضت دقائق ولم تتصل ؟
مضت ساعات ولم تتصل ؟
أصيب بخيبة أمل لالالا صكت فيه الدنيا ؟
بعد يومين أو ثلاثة تمالك نفسة وسرق شجاعة عنتر بن شداد وبادر بالاتصال :
ألو
نعم
شلونج
من معاي
ما عرفتيني ؟
صكت التلفون بويهه !!!
بعدها بدقائق عاود الاتصال بشكل مؤدب :
ألو
نعم
أنا اللي بالروضه اللي سألتيني عن بيت الزكاة .
إي يا هلا ومرحبا شلونك سوري ما عرفتك .
وتوالت الاتصالات يوم بعد يوم أسبوع بعد أسبوع شهر بعد شهر حتى أصبحت خيوط الصباح تتراقص على سهر الليالي ودفئ الحديث وهمس المشاعر ... فكانت شبه تائهة فرسم لها الطريق وحرص عليها كمن يحرص على نفسه بحديث طاهر شريف عفيف متجرد من أي رغبات أو أطماع أو أهداف شخصية .
ومرت الأشهر ولم يفيقوا إلا والأشهر أصبحت سنوات ياااااااا ألهذه الدرجة ؟ هل هم تجاوزوا الوقت أم الوقت هو من تجاوزهم ؟؟؟
ما أدري أكمل لكم القصة ولا أقصها وأجزئها لكم ؟؟؟
يالله بكملها لكم وبصير لكم اليوم حبابه ....
المهم مرت سنين من الحوارات والاتصالات واللقاءات ( النظيفة ) وراحت السكره ويت الفكره ؟؟؟
دخل الإثنان في مسألة الارتباط الأبدي وهو الزواج
هو : رجل حساس ولا يترك للصدفة مجال ... بالعربي يحسبها بالملي ومخلص في رغبته بالزواج منها ؟
هي : متمرده وتحبه حب حقيقي ولا تعرف سوى أنها تريد الارتباط به مهما كان الثمن .
هو : متردد حيث أنه من المتوقع أن والدها يمكن أن يرد طلبه أو أن يستهزئ به إذا ما علمنا أن والدها من النوع ( الشرس ) ولا يتوانى عن فعل أي شيء ؟
هي : لا اتردد وتعال وأنا من صوبي بحاول وعل وعسى ربك ايسر الأمور .
أرسل وكالعادة المراسيل الذين يمهدون للطلب الرسمي ولكن والدها منذ البداية وبدون أي مقدمات رفض الطلب بالعبارة المتعارف عليها ( ما عندنا بنات للزواج ) ؟
هي : امش نسافر بره ونتزوج ونحط أبوي جدام الأمر الواقع وأنا عندي اللي يكفينا ؟؟؟!!!
هو : لا يبا هذا مو حل وهذي مو طريقة ... أهلي شبيقولون علي وأهلج ليش أسوي فيهم جذي .
ومضت الأيام والليالي وتحولت السعادة إلى تعاسة .
قالت : خلنا جذي ليما ربك ياخذ أمانة أبوي وعقبها كل الأمور بتصير بيدي وعادية ؟
قال : هذا مو حل والأعمار بيد الله سبحانه .
بتقولون أمها وينهي وشنو دورها ؟؟؟
والدتها في ذمة الله منذ وقت طويل .
وأخذ صاحبنا يقرر بالقرار المصيري والقاتل وهو الابتعاد وإنهاء العلاقة ؟
ليش ما قاوم وتحدى وسوى المستحيل علشان ياخذها مهما كان الثمن ؟؟؟
الرجل من النوع الهادئ والمسالم وليس من النوع الذي يثير المشاكل ويدخل العوائل في نزاعات ... بالعربي اهو الريال جذي شخصيته وتفكيره وطبعه .
ورويدا رويدا صارحها بالأمر فبكت من صميم قلبها فهو بمثابة الظل الذي استظلت به طوال عشرة سنوات وكان هو ملاكها وحارسها الروحي وكانت هي النفس الذي يملأ رئتيه بأنظف وأطيب الأنفاس والميزان الذي يوزن فيه حياته ... لدرجة أنه لم يكمل دراسته وعمل بوظيفة جدا عادية من أجل إذا ما تم سؤاله من والدها هل تعمل وأين تعمل يكون لديه الجواب والقدرة على فتح بيت جديد .
هما لا يزالان يتواصلان بين حين وأخر والقلوب تتقطع من جور وظلم الفارق الاجتماعي الواسع بينهما .
هما يريدان بعضهما البعض هي بأي ثمن وهو لا يريد الإضرار بسمعتها وسمعته مهما كان الثمن .
اليوم هي تعيش جسد بلا روح بسبب عناد والدها الأناني والمتسلط وهو يعيش إنسان على هامش الحياة كمن التائه بالصحراء لا حول له ولا قوة .
ومن ناحيتي أنا كنت أعارضه وأطلب منه بأن يتحدى مو أبوها لو يدها يطلع من قبره تاخذها يعني تاخذها وهو ربما يرى مالا أنا أراه وربما كانت هناك أمور خافية عني .
يا أخي خلك معاها واصبر عيها ما تدري ربك وتصاريفه للأمور سبحانه وياما شفنا وحوش وطواغيت طخت وطاحت .
يا صاحبي نصيحتي لك أصبر وياما ناس أظفرت بعد طول الصبر .
يا ما وحده غنية خذت فقير وعاشت مرتاحة
يا ما غني أخذ فقيرة وعاش معاها مرتاح
فكر وعيد التقييم وحطها باختبارات جدية وشوف مواقفها وجديتها بعد ما صقلتها ولا تنسى إنها روح وإحساس ومشاعر يمكن ايي شخص ويغير اتجاهها من ناحيتك والقلب النظيف والصدر الحنون نعمة مو كل واحد تمر بطريجه .
انتهت القصة والعاشقان المتيمان هما اليوم محطمان ليس بسببهما ولكن بسبب الغني والفقير
حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه
دمتم بود .......
وسعوا صدوركم