تخيلوا
لو أصيب أحد ما بمرض خطير وسلم نفسه لطبيب وجراح وهيئة تمريضية فشخصوه وعرفوا
مبدئيا أن حالته خطيرة ... لكن لسوء تقدير ما لإهمال ما لعدم مبالاة المهم لأي سبب
كان تم تأخير علاجه ماذا ستكون النتيجة ؟؟؟
النتيجة
بالأخير هي إما أن يستأصل جزء مهم من جسم المريض أو أن يكون مقعد باقي حياته أو أن
يتوفى إلى رحمة الله تعالى ... نفس بشرية زهقت والسبب هو عدم العمل بالأسباب ثم
طبيب لا يستحق هذه المهنة الإنسانية العظيمة وكان الله في عون أهل ومحبين المريض
ربما كان واحد وبما كانوا ألف ... الإهمال والتأخير قتل وأزهق نفسا مع العلم أنه
كان بالإمكان علاجه أو توفير مستشفى أخر أكثر تطورا لكن الفاشلون هم من يعلقون
فشلهم على كلمة ( هذا يومه ) ولو بمشي بحجوة ( هذا يومه ) جان نص الكويتيين جثث
تنتظر من يدفنها ؟
القصد
أن التأخير في حسم المشكلة يؤدي إلى كارثة
منذ
أن بدأت المسيرات الغير مرخصة من الغوغائيين لم أكتب عنها قط ولم أتطرق لها أبدا
لقناعتي بأنها مرحلة وسوف نتعداها وهي في طريقها إلى التلاشي مع الأخذ بعين
الإعتبار أنها ستتصاعد إذا ما صدرت أحكام بالحبس على رموزهم ومن ثم أيضا ستتلاشى
مهما كان الثمن ؟
معارضة
قليلة أدب ؟ مظاهرات في المناطق وقطاع طرق ؟ التطاول على سمو الأمير والد الجميع ؟
ضرب مكونات المجتمع ؟ اقتحام مجلس الأمة ؟ ثم قضايا في قضايا كانت بالعشرات وأصبحت
بالمئات وربما ستصل إلى الآلاف ؟؟؟ !!! ؟؟؟
ما
يحدث من مسيرات الغوغائيين وتغريدات غير مسؤلة وتصرفات حمقاء ... إنها ليست مشكلة
الحكومة ولا مشكلة المجلس القائم حاليا ولا مشكلة وزارة الداخلية والتي جهودهم
بالفعل يشكرون عليها ويسحقون كل أنواع الدعم ولا مشكلة المجتمع الآمن ...
إنها
مشكلة قضـــــــــــــــؤنا ومحاكمنا فقط لا غير ؟؟؟
لينتبه
الجميع أني لا أتحدث عن عدالة القضاء كلا وأبدا ولا أسمح حتى لنفسي بالتشكيك في
قضاؤنا كي لا أفتح الباب للسفهاء ويتطاولوا وينالوا منه وهو أخر حصوننا الآمنة على
الأقل إلى الآن ؟
إنني
أتحدث عن البيروقراطية ومسلسل التأجيل في القضايا التي لا نعرف متى تنتهي ... تأجيل
ثم تأجيل ورى تأجيل وبعدها تأجيل وشهر وبعده شهر وسنة وتأتي بعدها سنة ... والمشكلة
أن المتهم موجود ومحاضر التحقيق أو النيابة موجودة والتحريات الأمنية موجودة
والأدلة أمامكم ... فما هو الأمر الخطير الذي بسببه يكبل الحـــق ويقيد ويتحول الحــق
هو الضحية وهو المجني عليه لينتظر سنه وسنتين وأربع سنوات ؟؟؟
لم
نعد قادرين على لجم أنفسنا بما ستنفجر به صدورنا من القهر الذي نشاهده في السير
البطيء في قضايا أمن دولة غاية الخطورة قسمت المجتمع وفرقت الكويتيين ... والكارثة هي أن المتهمين
أحرار طلقاء والأكثر دهشة أن المتهمين لا يزالون يشاركون ويؤثرون في المظاهرات
الغير قانونية ويتحركون والمصيبة أن بعض رموزهم حتى باستطاعتهم أن يغادروا الكويت
ويسافروا إلى أي مكان يشاؤون ؟؟؟ !!! ؟؟؟
يرحم
والدينك شلوووووووووون ؟؟؟
حضرتك قبل لا تكون قاضي أنت إنسان ومسلم وكويتي
ومواطن وبعدين قاضي ... يعني أنت تشوف اللي نشوفه وتعرف اللي نعرفه وتشعر باللي
نشعر فيه ومتأكدين مليار % من وطنيتك ومتأكد يا حضرة القاضي 1000% أن من أطلقت
سراحه بكفالة بحجة أنه لا يشكل خطر على المجتمع أو لا يشكل أي تأثير على سير
القضية ... أمامك وبالصور وبالتقارير قاعد يزعزع أمن الكويت ويتحرك مع المتظاهرين
ويقودهم ويحركهم كل يوم وكل أسبوع وكل شهر ومنهم وليد الطبطبائي وجمعان الحربش
ومسلم البراك وغيرهم ... فبربك وبضميرك وبأمانتك كيف تريدنا أن نفسر نحن المواطنين
العاديين ما يحدث إلا أن نتحسر وننقهر ونضرب أخماس في أخماس ؟؟؟
السواد
الأعظم من الشعب الكويتي كان يتهامس واليوم أصبح يتحدث لماذا القضاء يتأخر في
إصدار الأحكام إلى كل هذه المدة ؟ وإلى متى ؟ والخوف أن يصل الناس إلى مرحلة
الصراخ وفي الصراخ تذهب العقول وتأتي السقطات التي لا يؤاخذ عليها فاعلها ... فحتى
الطلاق بحالة الغضب لا تحتسب الطلقة وهذه من باب الرحمة ؟
يقال أن القاضي
لا يتأثر بالصحافة أو بثورة المجتمع على قضية ما ؟؟؟
من
الجهبذ الخطير قائل هذه الجملة ؟؟؟
لماذا
لا يتأثر أليس هو بشر مثلنا يأكل ويشرب ويتزوج وينجب ومنهم الجيد والسيئ ويضحك
ويبكي ويتألم ويشعر ويتفاعل مع مصائبنا ؟؟؟
أنت
قاضي وبيدك سلطات تحاسب وتعاقب وتصل إلى حد الحبس ابتداء من سمو ولي العهد وانتهاء
بالأحداث ... فافرض أمرك وسلطتك على من تشاء واختصر الوقت فالأمور لم تعد تحتمل
التأجيل ... والتأخير بأخذ الحق ظلم بيننا نحن بني الإنسان ؟
هل
تعلمون أيها القضاة الأجلاء الكرام أنه ولغاية لحظة كتابة ونشر هذا الموضوع أن
لولا عناية الحليم الكريم سبحانه وتعالى بوطننا لكانت الكويت في حرب أهلية كانت لن
تعرف النهاية إلا بقتل العشرات وربما المئات من أبناء هذا الوطن ... والسبب هو حضرتكم
الذين أطلقتم سراح المجرمين والمشبوهين والمتهمين بكفالات مالية بحجة أنهم لا
يشكلون خطرا وأنتم حالكم كحالنا تشاهدونهم في الشوارع يقودون الحراك العفن ...
فماذا تقولون في أنفسكم أنتم وما ذنب الكويت الوطن الآمن وما ذنبنا نحن أن نبتلى
بهؤلاء المجرمين وما ذنب المجتمع بأن يتناحر فيما بينه فكريا وسياسيا وتصل الأمور
إلى حد الخلافات والمنازعات والتطاول والشتائم والتقاضي فيما بينهم بسبب ما يحدث
والسبب هو تأخيركم بحسم والفصل في القضايا الخطيرة التي يعيش وطننا فيه ؟
هذه
مقالة فيها من العتب من النفوس المحتقنة إلى الصدور الرحبة ... لا نشكك في ذممكم
معاذ الله ولا نطعن في أحكامكم فكلنا خاضعين لها ... لكن نرجوكم ثم نرجوكم بالفصل
بالأحكام بأسرع وقت ممكن وأيا تكن نوعها وأيا يكن الحكم إعدام براءة حبس أيا يكن المهم
عجلوا بالحسم والفصل في القضايا ... هذا هو مطلبنا ولم نطلب المستحيل ولم نتدخل بسلطاتكم ... قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه ووقتها لن تكون
لأحكامكم أي قيمة تذكر ... في وقت رؤوس الشياطين تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتدب
الفوضى العارمة في وطنكم ووطنا الحبيب الكويت ... ففوتوا الفرصة عليهم وأشهروا سيف
القضاء وثوبه الناصع في وجه كل من تسول له نفسه العبث بحقوق الناس والبلاد والعباد
... وألفت عنايتكم أن بين حصنكم الحصين وبين هتك ستاره ووقاره شعرة سيقطعها من
أطلقتم سراحهم وستعرفون صدق مقالي بعد صدور أحكامكم عليهم ... فراقبوا وارصدوا
تصريحاتهم لتعرفوا كم صدقت معكم والأيام بيننا أيها الحصن الآمن الأخير لنا ؟
قال
يا فرعون من فرعنك قال من منعني ؟
دمتم
بود ....
وسعوا
صدوركم