إن من المعيب حقا وبعد كل هذه
السنوات وبالرغم من بعثرة عشرات المليارات هنا وهناك ... أن لا نجد ولا دولة عربية
أو خليجية لديها اكتفاء ذاتي ؟
ماذا تعني بالإكتفاء الذاتي ؟
أعني أن الدولة تكون مكتفية ذاتيا
ومن داخلها على المواد الغذائية والإستهلاكية والإستثمار وليست بحاجة أي دولة
خارجية ... وأنا هنا أتحدث عن المواد الغذائية والإستهلاكية ... وجميعنا يعرف أن
الإستثمار هي مغارة علي بابا والـ40 حرامي ؟
ماذا لو حل أمر ما في العالم على ضوء
ذلك عجزت الدول التي تتعاون معك من أن توفر لك أي طلبيات غذائية ؟ ماذا لو حدثت
حرب أو حروب وعجزت السفن والطائرات عن توصيل أي شحنات استهلاكية لكم ؟
إن من العقل والمنطق أن يكون هناك
قرار شديد الحزم والحسم بأن تكون دولنا مكتفية ذاتيا ؟
في الكويت خرج مسئول نحمد الله أن
دائه لم يصب الدول المجاورة ؟ المهم أن هذا الكائن البشري الغريب خرج بفكرة مفادها
: لنعطي الكويتيين مساحات أراضي لتربية الأغنام والأبقار وبذلك يوفرون هم اللحوم
والألبان للدولة ؟
كلام منطقي صحيح وجميل وهذا هو
المطلوب فعليا ... لكن لنكتشف لاحقا أن هذه الأراضي أصبحت أماكن للهو العائلات
والأطفال والبعض حولها إلى أوكار للمخدرات والخمور والبعض حولها لجلسات السمر وما
يصاحبها من كل المحظورات بما فيهم المسئول الذي أقتطع أرضا هو الأخر لنفسه ... هذا
ناهيك عن العمالة البنغالية وكيف أصبح البعض منهم تجارا بسبب مواطن كويتي فاسد
خلفهم لا هم له سوى بضعة دنانير كل أخر شهر وحتى إذا كان مصدرها غير مشروع ؟
كل هذا يحدث عندما تعلمون أن مساحة
أرض في منطقة الهجن = 1.600م = 100 دينار سنويا = 350 دولار سنويا ... يا بلاش ؟
ومساحة الأرض في منقطة كبد = 2.500م = 12 دينار سنويا = 43 دولار فقط لا غير ...
يا بلاش ؟ وعدد هذه القسائم بالآلاف ؟؟؟ !!! ؟؟؟
كل هذه الأراضي هل حققت شيئا ؟
النتيجة ( 0 )
إن ما يحدث لهو عبث يعطيك مؤشر أن
المسئولين فاسدين وبعض الناس فاسدين واستغلاليين والقانون ومتابعته ومراقبة تطبيقه
لهو نكته سخيفة ؟
مــا هـــو الحـــــل ؟
الحل من وجهة نظري المتواضعة أن توزع
إنذارات على كل أصحاب هذه القسائم ودون أي استثناء بأن يوفر كل منهم سنويا القيمة
الغذائية الفلانيه وتحدد من كذا إلى كذا ... على سبيل المثال أن توفرون لي
كحكومة من كل صاحب قسيمة لحوم أغنام أبقار دجاج بط حمام وغيرها ... من 200 كيلو إلى 300 كيلو سنويا ... وتسلم رسميا
إلى الحكومة بآلية معينة ودقيقة وخالية عن أي تلاعب أو تحايل ... وأنت يا راعي
الأبقار عليك أن توفر لي على سبيل المثال من 10 إلى 30 لتر حليب طازج يوميا
وأيضا تسلم إلى الحكومة بالجهة المعنية ... والحكومة تشتري بضاعتكم كلها والدفع
بعد 3 أيام ؟
وأصحاب المزارع وما أدراك ما أصحاب
المزارع ... كل صاحب مزرعة عليك أن توفر لي على سبيل المثال سنويا ألف
كرتون خيار و2000 كرتون طماطم وتأتي على البقية كوسا باذنجان ورقيات وغيرها من
الخضروات ... وتسلم إلى الحكومة بنقل وبشكل رسمي لا يمكن التلاعب أو التحايل فيه
مطلقا ... مع اشتراط زراعة القمح والدقيق أيضا ... والحكومة تشتري بضاعتكم كلها
والدفع بعد 3 أيام ؟
وأصحاب رخص صيد الأسماك ... على واحد
منكم أن يوفر لي يوميا على سبيل المثال من 500 كيلو إلى 2000 كيلو من مختلف أنواع
الأسماك وتسلم للحكومة فورا وطازجة بتسليم رسمي موثوق فيه ... والحكومة تشتري بضاعتكم كلها والدفع بعد 3
أيام ؟
بذلك سنكتشف بعد سنة واحدة من هذا
التطبيق بالشكل المنظم والدقيق أن الكويت مكتفية ذاتيا من أهم المواد الغذائية ...
ومن يخالف أو يتخلف تسحب قسيمته ورخصته وتصادر من قبل الحكومة ؟
كما أن هناك حل بديل لكني أتحفظ عليه
لأنه سيكون بمثابة فكرة ولها سعر وليست بالمجان كي أضعها هنا هكذا ... هذا
بالإضافة إلى أن هناك الكثير جدا من الأخوة والأخوات الأفاضل الكرام الذين يتابعون
صفحتي هذه من كل حدب وصوب ... لذلك أرجو تفهم حرصي على عدم ذكرها ... لكنها
فكرة تحتاج إلى رأس مال من 50 إلى 100 مليون دينار وتدر دخلا مرعبا سنويا + توفر
الإكتفاء الذاتي للدولة بنسبة 100% ولمدة 50 عام قادم ؟
المهم في الأمر هنا أننا يجب أن
يتوفر الإكتفاء الذاتي من اللحوم والبيض والألبان والحليب والخضروات والقمح والدقيق
... حتى نكون بمأمن من أي أزمة دولية قادمة مهما كان نوعها ... ولا يغيب عن ذهنكم
أن الأيدي العاملة للقيام بهذا الإكتفاء هو أن يكون على يد أبناء الوطن بنسبة لا
تقل عن 60% ... كي نظمن أن لا نكون تحت رحمة أي عمالة من أي دولة وتحت أي ظرف كان
؟
في الإمارات الدولة الأكثر قانونا
وتقدما وازدهارا وأنا من عشاقها فعلا ... لكن هل حققوا اكتفاء ذاتيا بالرغم من كل
هذه الثروة المرعبة ؟ الجواب هو ( كلا ) ... لماذا ؟ لأن حقيقة المستقبل مغيبة عن
صاحب القرار وجعلوا أنظاره تتحول إلى أكثر مول أو فندق أو برج متميز ؟
كيف تزرع الإمارات وهي أرض صحراوية
تربتها ناعمة لا تقبل الزراعة والنمو ؟
نزرعها ونزرع أبوها بعد لا يوجد أمر
بشري مستحيل أمام الكــــاش ...
كفاكم خمولا وكفاكم فسادا وكفاكم
احتكارا وكفاكم بعثرة الأموال في غير مكانها الصحيح ... فسيأتي يوما قسما بالله
الكريم كأنني أرى الكثيرون منكم يربون الدواجن والأغنام في بيوتهم وفي شققهم بل
وتحترموهم وتخافون عليها كخوفكم على أبنائكم من هول ما هو قادم ؟
ألا هل بلغت ألا اللهم فاشهد ...
دمتم بود ....
وسعوا صدوركم