هذا حوار حقيقي تم بين كويتية مسلمة
وعراقية يهودية
هذه القصة كانت قبل الغزو العراقي
الغاشم أي قبل أكثر من 22 عام مضى .
الكويتية كانت كثيرة السفر بقصد
السياحة والعراقية كانت مقيمة في لندن ... تعارفتا على بعضهم البعض في أحد مطاعم
لندن وتوطدت العلاقة بينهما فأصبح اللقاء لقاءات وامتدت لوقت طويل ... حتى اكتشفت
الكويتية في إحدى زياراتها لبيت العراقية بناء على دعوة عشاء بأن العراقية صديقتها
هي يهودية الديانة ... فارتعبت وخافت فتدخلت ابنة العراقية ( رحيل ) وقلت للكويتية
: أنتي صديقتنا ونحترمك ونكن لك كل التقدير والإحترام ولا نريد منك أي شيء سوى أنك
امرأة محترمة وودودة وأصبحتي صديقة والدتي المفضلة ؟
واستمرت علاقتهما بالاتصال فيما
بينهما ... وقبل الغزو بأسابيع قليلة جدا كانت الكويتية في لندن وحصل هذا الحوار :
العراقية : يا أم فلان صدام راح يدخل عليكم .
الكويتية : يدخل علينا !!! مستحيل
صدام يدخل علينا ... أصلا أميرنا قبل أيام كان في العراق وصدام قال حق عياله : إذا
صار فيني شي روحوا لعمكم جابر ... وهذا شفناه بالتلفزيون ... يا معوده قولي صدام
لا يدخل عليكم أنتو .
العراقية : صدام يدخل علينا !!! يخسي
لا أهو ولا 10 مثله يجرؤون على غزونا ... أصلا هذا عميل يا أختي أنتو الكويتيين
هوايه ( وايد – كثير ) طيبين وبسرعة ينضحك
عليكم ؟
الكويتية : مستحيل مستحيل صدام يدخل
علينا ... إحنا وقفنا معاه ومع العراق وبينا روابط متينة ومصاهرة من زمان شلون
يدخل ؟ لالالا هالكلام كلش مو داش براسي .
العراقية : يا أم فلان بموسى ورب
موسى راح يدخل عليكم ويغزوكم ويشردكم ... وقتها إحنا راح نطلعه منكم وراح نستضعف
العراق وراح نحتله وراح نفككه ... وهذا اليوم اهو يوم فرح وعيد عندي لأني ما أنسى
دموع أمي واهي مطروده من بغداد ؟
هنا تدخلت ابنتها ( رحيل ) وقالت :
والله يا خالتي إن كل كلام ماما صحيح
100% ... أصلا كيف أنتو بهالبرود ولا كأن شي راح يحصل ؟
الكويتية : أنتو من صجكم اتحجون ؟
صدام يدخل علينا ؟ الله أكبر عليكم تبون تفرقون بينا ليش جذي ؟
العراقية : يا أم فلان والله لو ما
أنتي غالية علينا ما نقول لج هذا الكلام وأنتي حرة وراح تشوفين .
عادت الكويتية إلى الكويت وتركت بعض
أبنائها في لندن لتمضية باقي العطلة هناك ... وما هي إلا أيام ووقع اليوم المشئوم يوم الغزو العراقي الغاشم على
الكويت ... وفي أول أسبوع من الغزو كانت الإتصالات الكويتية الخارجية تعمل بشكل
جيد في جميع أنحاء الكويت ... فاتصلت العراقية على الكويتية فكان هذا نص الحوار :
العراقية : ألو ألو ألو أم فلان
شلونج طمنيني ؟
الكويتية وهي تبكي بحرقة شديدة :
شلوني بعد هالمصيبة الله لا يوفجه ولا يربحه هالمجرم الظالم ناكر الجميل .
العراقية : أنا شنو قلت لج ؟ شنو
فهمتج ؟ مو حذرتج وأنتي استهزأتي بكلامي ؟
الكويتية : محد بالكويت كان يتخيل
مجرد تخيل إن العراق راح يغزون الكويت بهالصورة البشعة ... ويستمر بكائها ؟
العراقية : أنزين أنتي طلعي شنو مقعدج
بالكويت طلعي وتعالي لندن وكل شي تحت أمرج وكل اللي تأمرين فيه أنا حاضرة أنتي
أختي ولا أتركج أبدا .
الكويتية : ما أقدر أهد وأترك الكويت
هذي ديرتي ما أخليها لو أموت فيها ما أطلع منها .
العراقية : يا أم فلان شنو ديرتي ما
ديرتي ولج طلعي لا تصير مجازر عندكم والكويت راح ترجع والله راح ترجع بس محتاجة شوية
وقت ... تعالي لندن واعتبري نفسج بسياحة ما عليج كل الأمور راح تخلص .
الكويتية : ما أقدر أطلع وأخلي ريلي
وباجي عيالي أهني بالكويت وين نروح كلنا ... بهذلنا الله يبهذله ... بس الله يخليج
ديري بالج على عيالي .... و .... وخليهم يتصلون فيني أمس كلمتهم وانقطع الخط ؟
العراقية : نص ساعة وأجيبهم عندي
وأخليهم يخابرونج لا تشغلين الخط .
الكويتية : إن شاءالله .
ويعد نصف ساعة اتصل أبناءها وكان
طبيعي اتصال مأساة بين أم انفطر قلبها خوفا على وطنها وعلى أبنائها ... وبعد انتهاء
المكالمة وصّت الكويتية صديقتها العراقية على أبنائها وطلبت منها أن تتصرف وتنقلهم
من لندن إلى مصر ... فقامت العراقية مشكورة بتأمينهم لعدة أيام وتكفلت بجميع
مصاريفهم وقطعت لهم تذاكر طيران على الدرجة الأولى وبيد كل منهم مبلغ من المال وذهبوا
إلى مصر هناك ... فكانوا جيران رئيس الحكومة المصرية السابق كمال الجنزوري وكانوا
بأمان وكل أمورهم تسير بشكل طبيعي .
الكويتية فعلا لم تخرج من الكويت على
الإطلاق وصمدت وتحملت ونقص الخبز في الكويت فصنعت تنور خبز وأصبحت يوميا تعجن
وتخبز وتوزع على من حولها ... فكان الحق سبحانه كريم في كل شي سبحانه ومن عليها
وعلينا جميعا بنعمة تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم .
رحم الله الكويتية ورحم الله
العراقية
انتهت القصة
الله لا يعيدها من أيام
الصداقة الحقيقية لا تعرف دين ولا
مذهب إنما تعرف صفاء النفس وطيب الأعمال
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم