فترة المراهقة لدى الإنسان بين الولد
والبنت هي من سن 12 – 13 سنة إلى 22 – 25 سنة ... في هذا العمر لن أتحدث عن وجهة
نظر أو ما شابه بل سأتحدث عن نفسي ... ففي تلك الفترة وفي طيش الشباب وبطبيعتي
المتمردة كنت أرى نفسي دائما على حق وعلى صواب والكره الأرضية كلها خطأ في خطأ ...
لا أتقبل النصيحة ولا أتقبل الرأي الأخر ولا أسمح إلا لما يخطر في بالي صح كان أم
خطا ... وكانت قناعاتي متركزة على أنه إذا أصبت فحسنا وإذا أخطأت فأنا الذي سأتحمل
نتيجة خطأي مهما كان ... ولا أحد يحق له أن يوجهني فكنت متمردا على الأخ والأخت
والأب والأم والخال والعم ... وهذا ليس تفاخرا معاذ الله بل أسرد ما سبق لأثبت
أنني كنت على خطأ تام وكامل بل وأخطاء جسيمة كلفتني ثمنا لا يوصف أبدا ... وهذه
الأخطاء كانت نتيجة عقلية جاهلة ومنطق سفيه ورعونة ثمنها واجب الدفع بشكل مؤكد وتم
دفع الثمن ... هي نفس مراهقة بعض من يعيشون بيننا اليوم نفسها أو أشد منها أو أقل أو شيئا منها ... لا يقبلون رأي ويعيشون وكأنهم علماء الأرض وفي حقيقتهم ما هم إلا جهلة لكن لا يشعرون ؟
هناك مقولة صدقناها عن جهالة وهي
الإنسان بعقله لا بعمره وكم من صغير
عقله غلب الكبير
وهذه مقولة خاطئة وغير منطقية وغير
صحيحة لأن الكبير مر في حياته على مواقف تشيب لها الولدان من أمور وقصص وأسرار ...
والصحيح هو أن الكبير ربما لا يجيد فن الحوار وربما هو خجول وربما صمته لحكمه هو
يراها دون غيره ... أما الصغير وأحدده ( وجهة نظري ) من عمر 13 إلى حتى 30 عام
فماذا رأى وماذا مر عليه وكم قرأ وفهم وتعلم ومن صاحب وما هي المواقف الكارثية
التي مرت عليه وما هي العبر التي استخلصها من كل تلك الأحداث وأسئلة لا حصر لها ؟
عندما يتصاحب صديقان رجل ورجل أو
امرأتان أو رجل وامرأة أو حتى لو تزوجان وكانت فجوة العمر بينهما من 10 إلى 20 عام
... لا شك أن الكبير سواء أكان رجلا أو إمرأة هم من يملكون الثقافة والعقل والحكمة
... وفيما أقصد الرجل أو المرأة أصحاب فكر وثقافة ومعرفة وحكمة ولا أقصد السفهاء
والمرضى النفسيين منهم ؟
في أيامنا هذه توجد أعمار من 18 إلى
30 تقريبا ينظر لنفسه وكأنه نعمة الله على الأرض فمن رافقه كتبت له الجنة ومن
عاداه حقت عليه نار جهنم ... وهذه عقلية جاهلة أيا كانت ومهما كانت رجل أو إمرأة
وأيا كان ما يملكون وأيا كان حسنهم وجمالهم فبالنهاية عقولهم هواء وقلوبهم مريضة
... فتجدهم يتحدثون بثقة غير عاديه ويتحدثون عن الغير بكبرياء ويرفضون النصيحة وإن
قبلوها فإنهم يقبلوها من باب الخجل وليس من باب احتياج الإنسان العاقل لأي نصيحة
ومهما كانت ؟
من نعم الخالق عز وجل على عبده إن
رزقه بالإنسان الحكيم ... فالسفيه يحتاج إلى الحكيم بشكل لا يوصف لكن الحكيم ليس
بحاجة السفيه على الإطلاق ... لذلك تحب تعشق تصادق تزامل إياك والجاهل
وإياك والعنيد وإياك والسفيه فإنهم قوم لا دواء لهم إلا الزمـــــان فهو الدواء
الوحيد المؤكد علاجه ونجاحه فيهم ... اتركهم وتجنبهم وتأكد أنه سيأتي يوما يعظوا
أصابعهم ندما والأرواح والأرزاق على رب العالمين وليست على فلان أو فلانه واللي
خلقهم خلق غيرهم واللي حطهم بطريقك يحط غيرهم ... أما ما يقال خلف ظهرك من افتراء
وبهتان وظلم وعدوان فتجاهله فلو كانوا رجال لقالوه في وجهك ولو كانوا على حق
لواجهوك فيه ... فيكفيك ما أخذته من حسناتهم وما أخذوه هم من سيئاتك ألا يكفيك ذلك
؟؟؟
أيها الناس من يعتقد أنه العارف الفاهم فتأكد
أنه الجاهل المسكين ومن يعتقد بأنه يملك القوة والسطوة والنفوذ فإنه أعمى البصيرة لم يقرأ
حكايات من في القبور ... وغلطة الفاهم أنه رق قلبه فنصح الجاهل فضاعت نصائحه لمن لا يستحق لأن الجاهل غالبا ما يكون
معتقدا بأنه الفاهم والأذكى حتى لو وقع في ألف مصيبة ... وتركه للزمن سيكون أفضل
منك بألف مره ومن نصائحك ولو نصحته عدد رمال الأرض فلن ينتصح ولن يتعظ ... وفر خبرتك وحكمتك لمن يستحق ودع الزمان يتكفل بكل جاهل وأرعن وسفيه بطريقة أفضل منك بألف مره ؟
رفعت الأقلام وجفت الصحف وأغلق
الكتاب واحترق الغلاف وسقط العفاف ولا أمل ولو بألف عرّاف فانتظر يوما تحمل
على الأكتاف فلا تنفعك وقتها لا أحلاف ولا أعراف ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم