إن أعظم كتاب سماوي منزل عرفته
البشرية هو القرآن الكريم كتاب فيه من البلاغة والحكمة وأخبار الأولين ما لم
يكتشفه كل المفسرين إلى يومنا هذا وفيه من الإعجاز ما تشيب له الولدان ... كتاب
سماوي وضع الخالق عز وجل فيه لنا قوانين الحياة من الإرث والزواج والأسس
الإقتصادية وتنظيم الحياة الإجتماعية ... ليكون هذا الكتاب المقدس هو دستور الحياة
النافع والصالح لكل عهد وزمان ... وهو هبة ونعمة من رب تعجز العقول البشرية عن وصف
أفضاله ونعمه علينا سبحانه جل جلاله وعظم سلطانه ؟
لكن مشكلتنا وكارثتنا حدثت ووقعت في
المفسرين لهذا الكتاب العظيم وهم بشر يصيبون ويخطؤن وليسوا منزهين وليسوا معصومين
... ففسروا القرآن كل حسب رؤيته واجتهاداته وفكره وحجم ثقافته منذ أكثر من 1.400
عام هجرية ... وبالرغم من أن العرب في قديم الزمان كان الكثير منهم يملك فصاحة
لسان وبلاغة لو أحضرته في وقتنا هذا لعجز عن حواره أكبر وأعتى خبراء اللغة العربية
مثلما لو ذهبت إليهم أنت اليوم إلى زمانهم لأصبحت عليهم معجزة من شدة ما تعرف من
تقدم وتطور ... فنزل القرآن ببلاغة توازي وتناسب فصاحة وبلاغة أهل ذاك الزمان رحمة
ونعمة برب العالمين سبحانه وتعالى ؟
كارثة المفسرين وإلى يومنا هذا كمن
أهل الجاهلية عندما قالوا
{ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } الشعراء
فلو
جلست وأردت أن تصحح فكر ما أو تفسير لآية ما لكانت حجتهم قال الشيخ الفلاني وقال
العالم العلاني وارجع لمذهب وسيرة الإمام أحمد ابن حنبل أو الإمام أنس ابن مالك أو
الإمام أبوحنيفة النعمان أو الإمام محمد بن ادريس الشافعي جزاهم الله عنا خير
الجزاء ورحمهم برحمته ... وكأن الأئمة الأربعة هم الشريعة الإسلامية ولا يجوز أن
تخرج عليهم أو ترفض مناهجهم ؟ والأصل في الإسلام أن كل يؤخذ برأيه ويرد إلا كتاب
الخالق عز وجل وسنة رسوله – عليه أفضل الصلاة والتسليم – وما دون ذلك جاز لك بأخذه
أو رده أيا كانت الأسماء ؟
لقد ثبت علميا أن مسألة النقل في
الأحاديث لا تكون بأصلها وبحقيقتها فأجرى العلماء تجربة علمية مذهلة ... فجاؤا
بعشرة أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض وأجلسوهم على طاولة مستديرة ... ثم همس الأول همسا
بحديث في أذن الثاني ونفس هذا الحديث نقله الثاني إلى الثالث ثم إلى الرابع وهكذا إلى
أن وصل الحديث الأول إلى الشخص العاشر ... فاكتشفوا أن ما وصل إلى الجالس رقم 10
لم يكن بدقة الحديث الأول ... خذوا هذا المثل : يقول الأول للثاني ( همسا في أذنيه
) خالد وجاسم وعبدالله ذهبوا إلى المطعم الفلاني فينقل الثاني إلى الثالث جاسم
وعبدالله وخالد ذهبوا إلى المطعم ( لاحظ اختلف الأصل ) فينقل الثالث إلى الرابع
عبدالله وخالد وجاسم ( ســـ ) سيذهبون إلى المطعم ( لاحظ اختلف المعنى ) وهكذا ...
فاختلفت الرواية والمعنى والقصد ... فما بالكم بأحاديث أشرفنا وأطهرنا – عليه
الصلاة والسلام – وروايات وأحاديث الأئمة التي تناقلوها أكثر من 1.400 سنة ؟
إن رب العزة سبحانه وتعالى له حكمة
وبلاغة وتصور ورحمة من سابع المستحيلات أن يستوعبها عقل بشري مهما وأيا كان فيقول
جل جلاله
{ ونحن أقرب إليه من حبل الوريدِ }
سورة ق
ومن ضمن التفاسير جاء القرطبي في
التفسير وقال : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد هو حبل العاتق وهو ممتد من ناحية
حلقه إلى عاتقه وهما وريدان عن يمين وشمال وهذا تمثيل للقرب ؟؟؟ بينما العلم يؤكد
أن الإنسان لديه آلاف الأمتار من الأوردة ووريد يمين وشمال في الرقبة والفخذين
وأوردة سطحية وأوردة عميقة ... فلماذا لم يقل رب العزة سبحانه ( ونحن أقرب إليه من
أوردته ) ولماذا قال ( وريد ) واحد ومفرد ؟ فهل أنتم أكثر حكمة من قصد رب العالمين
سبحانه ؟ ومثلما يقول المفسرون أن سيدنا إسرافيل – عليه السلام - وهو الموكل
بالنفخ في الصور ( البوق ) هو من سينفخ إذا بانتهاء الدنيا وابتداء الآخرة ...
فماذا يفعل سيدنا إسرافيل منذ آلاف وملايين السنين هل جالس هكذا دون عمل أو نشاط
أو أن العمل الموكل إليه متوقف عليه أو إن لم يكن موجود فهل لن تقوم الساعة ؟ كلا
وأبدا ... إن رب العزة سبحانه أكبر مما نعتقد والتوصيف بهذه العقلية فيه تطاولا
وتجاوزا على رب العالمين ربنا ورب كل شيء وهو الغني عنا ونحت الفقراء إليه ... مثل
المشايخ عندما يقولون : لا تجوز الصلاة إلا ويديك على صدرك ؟ والأصل والحقيقة أنه
لم يثبت أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – كان يضم يديه ... والصلاة بضم اليد أو
بإطلاقها مستقيما لا شيء فيها ... لكن العقليات والعرف أصبح يقول من يضم يديه في
الصلاة فهو سني ومن يطلقها فهو شيعي ... لاحظ إلى أين يأخذونا في أمور في قمة
التفاهة وكيف يغيبون العقول ويضللون الناس بعقيدتهم السمحة البسيطة الجميلة ... وأيضا
كمن يقول لا تلمس القرآن الكريم وأنت لست على وضوء مستندين إلى قوله سبحانه { لا
يمسه إلا المطهرون } والأصل أن المطهرون هم المطهرون من أي جنابة من أي مني أو
احتلام للرجل والمرأة التي عليها الدورة ... فلاحظ كيف يفسرون وفق ما يعتقدون ثم
يفرضون الأمر علينا فرضا وإن جادلتهم ظنوا بك ظن السوء وشككوا حتى في عقيدتك ؟
لاحظوا سقت لكم كذا مثال بشكل مختصر
جدا يبين لكم حجم الفوضى التي نعيشها أو التي أوقعونا فيها ... والمضحك أن حجة
الجهلة عندما يقولون : هل أنت أكثر علما من فلان أو فلان ؟ وكأن الحكمة وكالة
حصرية وكأن العلم محصور في فلان أو علان ... فإن كان لديكم العلم بكبر السن حسنا لكن لماذا تفاخرون بقادة جيوش المسلمين وهم كانوا صغار مراهقين لا
يملكون من العلم والحكمة شيئا مثل
أسامة بن زيد 18 سنة
سعد بن أبي وقاص 17 سنة
الأرقم بن أبي الأرقم 16 سنة
طلحة بن عبيد الله 16
الزبير ابن العوام 15 سنة
عمرو بن كلثوم 15 سنة
معاذ بن عمرو بن الجموح 13 سنة
زيد بن ثابت 13 سنة
فهل تأخذون المسألة وفق ما تهوى به
أنفسكم فنا يجب أن يكونوا كبار وهنا لا شيء إن كانوا صغار ومراهقين ؟
فسروا القرآن وفق ما يريدون ووفق ما
يعتقدون وحرفوا في الأحاديث النبوية الشريفة وحرفوا في الحقائق وزوروا التاريخ
وخالفوا حقائق الأمور ومنعوا ما أمر الله وحللوا ما حرمه الحق سبحانه ... والنتيجة
إنشقاق وكره وبغضاء بين أمة الإسلام وأكل مال الحرام وتحليله وفق ما تهوى به
الأنفس من باب
{ من اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه }
فهذا يأتي الآية وفق
مصلحته وذاك يقلبها وفق ظرفه وكل يفسرها حسب مصلحته ... والكارثة حتى عندما
يشاهدون القتلة والإرهابيين يقتلون الناس وينكلون بهم ويمثلون بجثث الموتى ويرهبون
الأمة تحت راية الله أكبر أيضا صمت الكثير منهم بحجة أن هذا هو الجهاد ... وهذا ما
هو بجهاد والجهاد في سبيل الله سبحانه بريء منهم إلى يوم الدين ... { قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
} جملة قيلت في زمن الجاهلية والظلام والتخلف قرأناها في القرآن الكريم واليوم
تنطبق علينا ونحن نعيش في زمن إرهاب الفكر وتحريف الدين وحب السيطرة الجاهلية
بالرغم من ثورة الحياة في كل شيء ؟
رحم الله أبو الطيب المتنبي عندما قال
جاز الألى ملكت كفـاك قدرهـم فعرفوا
بـك أن الكلـب فوقهـم
لا شيء أقبح من فحل لـه ذكـر تقوده
أمـة ليسـت لهـا رحـم
سادات كل أناس مـن نفوسهـم وسادة
المسلمين الأعبـد القـزم
أغاية الدين أن تحفوا شواربكـم يا
أمة ضحكت من جهلها الأمـم
ألا فتى يـورد الهنـدي هامتـه كي ما
تزول شكوك الناس و التهم
فإنه حجة يؤذي القلـوب بهـا من دينه
الدهر و التعطيل و القدم
ما أقدر الله أن يخـزي خليقتـه ولا
يصدق قوما في الذي زعموا
أيها الناس أفيقوا من سباتكم السخيف
وتحرروا من عبودية قال الشيخ وقال العالم فعودوا إلى الأصل وهو الكتاب والسنة وليس
عليكم في دينكم أي سلطان فيقول ربكم خالقكم ومرجعكم إليه وهو الأرحم والأكرم
سبحانه وتأملوا في هذه الآية جيدا وكثيرا
{ يُرِيدُ الله بِكُمُ اليسر وَلاَ
يُرِيدُ بِكُمُ العسر }
وأصدقاء الظلام يريدون العسر في
الأمة فأصبحوا محترفين فيه حتى ضاقت الأنفس وزاد الناس فقرا وانتشر وعم الفساد بكل
أشكاله وألوانه هم يتنعمون أينما وطئت أقدامهم والأمة في هم وكدر وضيق ؟
كفى بالقرآن ناصحا وكفى بالموت واعظا
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
دمتم بود ...
فيديو وردة الجزائرية تقرأ القرآن
فيديو أم كلثوم تقرأ القرآن
فيديو محمد عبده يقرأ القرآن