يروي لي أحد الأصدقاء المقربين فيقول
ارتبطت بفتاة ارتباط الحريص الأمين
ثم بعد فترة قصيرة جدا انتقل الأمر إلى التفكير الجدي بالزواج منها مع فارق العمر
بيننا أكثر من 14 عام ... وكانت تحدث بيننا مشاكل صغيرة وبسيطة ثم أنبه وأحل هذه
المشاكل بسرعة حتى لا تتفاقم الأمور ثم تطورت المشاكل إلى الأكبر والأكبر وأنا
أعلمها وأنصحها وأفهمها أخطائها وكانت ترضخ وكنت أتجاوز حتى وصلت إلى مرحلة بت
أعرف في قادم الأيام ما سوف يحدث منها ... وربما لأن عمرها صغير وحبها متربع في
قلبي لكن كان هناك الأهم والأخطر ... فقد فكرت ماذا لو تزوجت بها وأنجبت منها طفلا
أو طفلين فماذا سيكون مصير هؤلاء الأطفال ؟ بالتأكيد ستحدث بيننا مشاكل كالعادة
وأنا لم أعد أحتمل وبالتالي الطلاق واقع لا محالة والضحية سيكونون هم الأطفال
وبالتالي قرار الزواج منها سيكون خطأ كارثيا سيضرب أطفال لا حول لهم ولا قوة ولا
ذنب لهم ... وهي بالرغم من طول المدة لم تفهم إلى الآن أني لا أحتاج ولا أريد سوى
الإستقرار الكامل والهدوء التام فيكفيني ما عشته وما رأيته من وقتي وزماني ...
فقررت الإبتعاد عنها مرة ومرات لكن قلبي كان دائما يخذلني وأعود وأعطي الفرصة تلو
الفرصة زهي تعطي الوعود الوعد تلو الوعد وكله هباء منثورا ... ولا توجد هناك أي
فائدة حتى باتت المشاكل شبه مؤكدة كل شهر أو شهرين على أبعد تقدير ... حتى جاء
اليوم الذي شتمتني فيه بكلمة مهينة جارحة جدا لأي رجل حقيقي فأغلقت السماعة بوجهها
ولم ألتلفظ بأي كلمة وفي هذه الليلة لم أنم من القهر ... وكنت أقول لها قبل أن
تحدث هذه المشكلة أغلقي الهاتف قبل أن تحدث مشكلة ... فقررت قرار نهائي الإبتعاد
عنها بسلام وبهدوء إكراما لأيام جميلة مضت ... وبعدها بأيام حدث صراع مرير بين
قلبي وعقلي فاتفق الإثنان على إعطائها أخر فرصة فقلت لتكون الفرصة الأخيرة لها
فيكون التفاهم الحاسم والنهائي بيننا فإن عقلت وحكمت عقلها واعتذرت فهذا خير لنا
وإن لم تحكم عقلها فالإنفصال والإبتعاد النهائي سيكون مؤكدا ... فاتصلت بها عل
وعسى أن نصلح ما أفسده الدهر مثلما يقولون فقلت : أريد أراك لنحسم أمورنا بشكل
نهائي فإن سارت الأمور بالطيب والإتفاق النهائي فهذا خير وبركة وإن لم تمشي
السفينة على ما نشتهي فإنه الفراق ... فرفضت دون أي تفكير وبسرعة صدمتني فأضاعت
أخر فرصة وقطعت أخر حبل وصل بيننا وأنا قد فقدت الثقة فيها ولا أمل من إصلاحها ولا
دواء من غرورها الأرعن وسفاهتها وجهالتها وعمر الحلو ما يكمل ؟
فيسألني الصديق ما هو رأيك ؟
فأجبت : هل فعلا كانت نيتك أمام الله
سبحانه أنك عاقد العزم والنية على الزواج بها ؟
فقال : نعم ورب الكعبة نيتي زواج
أمام ربي ورسوله والناس أجمعين .
فقلت : ألم تجري منك عيوب أو أخطاء ؟
قال : بلى فأنا لست ملاكا ... لكني
الأكبر سنا والأكثر حكمة وأنت تعرفني جيدا .
فقلت : نعم أعرفك وأثق بعقلك ورأيك ؟
ثم سألته : ما هي أكبر عيوبها التي
جعلتك تصل إلى قرار الإنفصال النهائي ؟
أجاب : تعتبرني أناني ومغرور ومتكبر وتنتقدني
كثيرا حتى باتت نصائحي تعتبرها كالأسطوانة وتسخر مني بشكل كبير وكأني بعمرها
وكأنها سيدة العقل والحكمة ولا تعتبر من مشاكلنا السابقة وكأنها ما رأت مني خير قط وكأنها هي المتجملة والمتفضلة الصابرة علي وكأن الحب له وقت معين أو لحظات معينة ؟
ثم سألته : وما هي أفضل حسناتها
وطيبها معك ؟
فأجاب : وفية مخلصة لي وتنشر الفرح
من حولي لكن لا تأمن لها لأن ما فرحت به الآن ستخرجه مني قهرا أضعافا مضاعفة ؟
فقلت : اسمع يا صديقي قرار الإبتعاد
عنها كان صحيحا لأنك لو تزوجت بها فستكون كارثة وبجهالتها لن تكون أنت الضحية فقط
بل حتى أبنائها منك كما ذكرت سابقا ... وأنت صحيح في عمر تحتاج إلى الهدوء
والإستقرار وأي علاقة مهما كان نوعها إن لم تجد فيها راحتك فتركها أفضل بكثير ...
ومن خلقك خلق غيرك ومن خلقها خلق غيرها وستجد أنت من يستحقك ويعرف قيمتك جيدا وهي
أيضا ستجد من يستحقها ويعرف قيمتها جيدا وكل منكم الإستحقاق والقيمة مساوية
لمستواه الفكري والنوايا هي الفيصل بينكم ... فبما أنها صغيرة فتأكد أن هناك من
سيأتيها من أهل النوايا الشيطانية فيروغ بها كما تروغ الثعالب وقتها لن ينفع ندمها
شيئا على ما فرطت به من رجل حكيم وذوو نية طيبة سليمة وأمانة كبيرة ؟
يا صديقي إن النصح في هذه الأيام
يعتبر عيبا ثم عيبا ثم عيبا ... فغالبية الناس اليوم تكره النصيحة ولا تعرف للحكمة
دربا وأفضل حل ودواء لهم هو الوقت والأيام ... فالوقت والأيام هم وحوش ضارية لا تعرف الرحمة مطلقا ...
وأنت أخذت نصيبك من هذه الوحوش الضارية وأعرف جيدا الأثمان القاسية والمرة التي
دفعتها ... فالدهر قد أذل الرجال وأبكاهم فما بالك بالنساء ... وكصديق ناصح أمين
أقول لك أن قرارك سليم واهتم لصحتك فلو غدا حدث لك مكروه بسببها وقتها لن ينفعك
شيئا لا هي ولا حبها ولا جهالتها ... واتركها لأيامها فهي خير من سيلقنها دروس
وعبر لا حصر لها وأنا وأنت نعرف تماما نهاية المغرورين والثقة الزايدة شنو نتيجتها شفناهم بعيونا وقلنا اللهم لا شماته واللهم ارحمنا برحمتك واحفظنا وأنت خير الحافظين ... واليوم أن تبحث عن إمرأة كي تستقر معها فالمسألة أسهل من السلام عليكم ...
فالرجال من يريدون اللهو والتسلية كثر لكن من يريدون الإستقرار الحقيقي هم قلة
وأنت من القلة ... فابتعد بسلام مثلما بدأت بالسلام ويحكم بينكم رب السلام يوم لا
ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ؟
الثقة الزائدة بالنفس في عمر السفاهة وغرور وتفلسف
( البعــــض )
ضيع منكم بشر
معرفتهم ذهب ما تعرفون قيمتهم أكلوها الحين صحتين
يا رب يا بو فلان ربي يعوضك بالأحسن
منها وتطمن راح يعوضك ربك كله خير
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم