غريب أمر البشر يحرفون ما يحلوا لهم
ويقلبون الحق باطلا والباطل حقا وفق الظرف والوقت والزمان الذي يناسبهم أو الذي
يحتاجون إليه ... فتجد البعض يدافع بشراسة عن وجهة نظر بشكل وكأن وجهة النظر هذه
هي من الدين أو المسلمات التي لا يجوز المساس بها ... وتجد البعض يستعبد أهل بيته
بحجة العادات والتقاليد والأخر يظلم ويدمر مستقبل بنته أو زوجته أو أخته باسم
العادات والتقاليد ... ويدافع عن عاداته وتقاليده بل ويجعلها أهم وأكبر من الشرع
والدين نفسه ... وفي هذا الموضوع سأجلب لكم حقائق وأدلة لا تقبل الشك على الإطلاق
لتكتشفوا أننا نعيش في جهل وإن هو إلا ما ورثناه عن أباؤنا الأولين ... ... وقيل
أن أي عادات وتقاليد تتغير أو تتلاشى كل 100 عام ... وفي زمننا هذا وعصر السرعة
والتطور والتقدم فإن التغير سيكون أسرع وربما كل 50 سنة ؟
ما هي العادات والتقاليد بالحرف
وبالمعنى ؟
العادات : هو ما تعود عليه الناس وما
ألفوه في أيامهم
التقاليد : هو التقليد أي مطابقة
الفعل نفسه وممارسته دون أي تطوير
إذن العادات والتقاليد ليست من الدين
في شيء وليست كتاب مقدس وليس فيها صكوك الغفران وليست فطرة بشرية ... إنما هي أمور
مقلدة وأفعال منقولة رضي بها الناس أو المجتمع بعضهم رضي بها بنفس راضية والبعض
رضي بها مغصوبا ومكروها عليها ... فألفوها فتعودوا عليها ثم بجهالتهم جعلوا من
التقليد تقديس ومن العادات شعائر والخروج عنها كفرا والتمرد عليها شذوذا ومن يخرج
عنها الويل والثبور وعظائم الأمور حتى أهل بيته لن يسلموا من التوبيخ والتجريح ...
وحتى لا يحول حديثي إلى فلسفة فأنتقل بكم الآن إلى سرد بعض الحقائق التاريخية من
أمثلة العادات والتقاليد في الكويت حصريا لعدم التطويل ؟
في أربعينات القرن
الماضي كانت المرأة الكويتية بشكل عام يستحيل أن تخرج من منزلها إلى الشارع إلا
بغطاء كامل تماما وكأنها مثل كومة ظلام تتحرك في عز النهار ... واليوم نجد المرأة
مكشوفة الوجه ... كما أن المرأة الكويتية في الماضي يستحيل أن تخرج دون حجاب
واليوم أصبح الأمر طبيعي أن تخرج دون حجاب وبلبس على أخر صيحات الموضة العالمية
... بل من كان يصدق أن حتى أن يتخيل أن زوجته أو ابنته أو أخته أو أمه تقود سيارة
ليل نهار ؟ نعم كان ذلك من المستحيلات ولا تستغربون أن أول امرأة كويتية قادت
سيارة في تاريخ الكويت والجزيرة العربية هي الشيخة بدرية سعود المحمد الصباح زوجة
الشيخ فهد السالم في عام 1947 ... ثم صدر القرار الرسمي في الكويت بالسماح للمرأة
الكويتية بقيادة السيارة في عام 1970 ... ومن كان يتصور أن ابنته أو زوجته أو أخته
تخرج صباحا بسياراتها إلى العمل وتختلط بالرجال ؟ أمثلة كثيرة وكثيرة جدا لا حصر
لها كانت من صنع العادات والتقاليد منها تلاشى تماما والبعض الأخر موجود وسيتلاشى
؟
وهناك من العادات والتقاليد في كل
الأوطان العربية تغيرت وتلاشت فهل العادات والتقاليد أمرا مقدسا حتى يقدسه سفهاء
القوم تحت حجج : عيب – ماذا يقول الناس – هذا ليس أصيل وهذا مو أصيل هذا سني وهذا
شيعي هذا أبيض وهذا أسود هذا فقير وهذا غني ... مسميات وحجج ووجهات نظر متخلفة ما
أنزل الله بها من سلطان البس هذا لا تلبسين ذاك تستري لا لبسي بكيفج قصر صوتك لا
رفعي صوتج بل حتى الوقار والإحترام تلاشى لمهن عظيمة فأين مدرس الأمس ومدرس اليوم
وأين رجل الدين الأمن ورجل الدين اليوم والطبيب ورجال الأمن وغيرهم ... بها قهروا
النساء وفتنوا الناس وكتموا الحق وأشاعوا الباطل وزهقت أرواح وكتمت أنفاس وتحطم
مستقبل أفراد وكبتت حريات وذل الكريم ورفع شأن الوضيع وكل هذا حدث وما زال وسوف
يبقى باسم العادات والتقاليد حتى وإن كانت هذه العادات والتقاليد تخالف الشرع نعم
وإن خالفت الشرع تبقى العادات والتقاليد عند البعض أهم من الدين نفسه ؟
طيب هل هي من الدين ومن المنطق ومن ومن
ومن ؟
والله لا هي من الدين ولا بطيخ بس
ممكن أحوله من الدين باللف والدوران وبالتحايل وتحويل الحق إلى باطل هذي مو صعبة
عند العرب ... بس اسكت جذي أهلنا ربونا وجذي علمونا ونخاف من حجي الناس وشيقولون
خوالك وعمامك ؟
انزين الناس يصرفون عليكم أو مسؤلين
عنكم أو الجنة والنار بيدهم ؟
لأ بس ما لنا خلق الحجي والباب اللي
اييك منه ريح سده واستريح !!!
كلما قرأت التاريخ وكلما تعمقت في
تاريخ الأوطان العربية ومجتمعاتها الحالية كلما زاد يقيني بأننا عشنا وسنعيش في
أكاذيب تعرف أولها ويستحيل أن تعرف آخرها ... أكاذيب أصبحت كالجينات وكالأمراض
تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل ... دون أن ينهض رجل واحد ويصرخ ويقول للناس :
أفيقوا من سباتكم السخيف وانفضوا غبار الجهل عن رؤوسكم وعقولكم ... لكن في حقيقة
الأمر خرج الكثيرون وصرخوا ونادوا وكتبوا وحذروا ونبهوا لكنهم حوربوا من جهلاء
وسفهاء المجتمع أو من المستفيدين من سطوتهم على المجتمع ... واتهموهم فقالوا عن
هذا ديوث وقالوا عن ذاك ليبرالي وقالوا عن هذا مجنون وقالوا عن ذاك سفيه وأرعن ...
ولا أستغرب تلك الأوصاف ولا تستغربوا فقد سبقنا وسبقهم بمئات وآلاف السنين من طعن
وشكك واتهم جهابذة العلماء مثل الرازي وابن سينا وابن رشد والخوارزمي وابن فرناس
وابن النفيس وغيرهم ... ومات هؤلاء العلماء وغيرهم الكثيرين وهم مظلومين ظلم شديد
وحتى أهاليهم لم يسلموا من أذية وقدح قومهم ... ثم بعد سنين طويلة اكتشفوا حقيقة
كنوز هؤلاء العلماء وانظر اليوم كيف يتفاخرون بهم وأنهم من أعلام الإسلام ... ولا
تعرف هل هو النفاق أم هو الجحود والنكران أم هي لغة المصالح والظروف ؟
نحن أمهر أمة تنصر الباطل وتجهض الحق
... نعم نحن نتمتم ونتحدث بالحق ونريد الحق ولا نريد شيئا غير الحق ... لكن كل منا
يرى الحق بمنظوره هو وبعقليته وثقافته هو وحسب ما تخدمه ظروفه هو ؟
أجرى المختصين مقارنة بين
اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية والروسية فكانت النتيجة الصادمة كالتالي
اللغة الروسية : 130 ألف كلمة
اللغة الفرنسية : 150 ألف كلمة
اللغة الإنجليزية : 600 ألف كلمة
اللغة العربية : أكثر من 12 مليون
كلمة
تبي عادات وتقاليد تفضل هذا من العادات
والتقاليد بتضحك عليه ليش تضحك عليه أنت معاه واحد ... لأن في ناس قاعدين يضحكون عليك لأنهم ما يشوفون في فرق بينك وبينه ؟
قالوا : العادات والتقاليد قوانين أموات تسري على الأحياء
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم