أيها العاجزون الراقدون تحت التراب
يا من ملأتم الأرض بقوانينكم وكنزتم
المال في خزائنكم وقهرتم الناس بخزعبلاتكم حتى قصت بهم سجونكم ... منكم من قدّس
الأعجام ومنكم من كان عميلا للرومان ومنكم من كان خادما للأمريكان ومنكم من كان
يتفاخر بالأجسام والأحجام ... ومنكم من كان عبدا للأصنام ويتفاخر وحوله الأقزام ...
ومنكم من كان مغرورا متكبرا لا يضام ولا يلام ومعصوما من الآثام متفاخرا بالإجرام
وبرمي السهام مهما وأيا كان ... وكنتم تحرصون على لبس أغلى الهندام وبأغلى الأثمان
وتتنافسون على مد الموائد وعليها الغزلان والأغنام والفاكهة التي تقهر الأيتام
بخدم وولدان وتتحدون الأيام بجهالة ومنطق الرعيان بضحكات وقهقهات وما أنتم إلا أسياد الجور والبهتان ... وملئتم المدن والقرى بعسسكم باستحكام وأرعبتم خلق الله
بانتقام ... وتنافستم بعدد النساء والجواري بالأرقام وتتفننون بوصف الأجساد وفن
هتك الأعراض بافتخار ؟
أيها الراقدون دون حرس أو عسس
قد تنوعتم على عروشكم ما بين طغاة
وظلاّم ما بين فاسد وسارق ما بين زاني وفعل مخزي ... وأنجبتم من هم على شاكلتكم وبأغلب
أطباعكم ومقاربا لتصرفاتكم بل أبنائكم تفوقوا عليكم فسرقوا وفسدوا وفسقوا وأخرجوا
كنوز الأرض فنهبوها واستحلوها فتفوق التلميذ على الأستاذ ... ثم بعد ذلك بوقاحة
وبوضاعة أصبحوا ينعمون على الرعية من حقوقهم ويصورون للعالم بأنهم أهل الجود
والكرم والسخاء قدس الله سرهم كم هم كرماء وتفوقوا على الطائي بالسخاء ... خسئتم
ثم خسئتم بل هي أموال سرقتموها أنتم وآباؤكم الأولين وأطعمتم عبيدكم ما بين حكيم
وعميل وما بين رجل دين تنوعتم باختيار دياناتهم واستلطفتم مذاهبهم فساقوا للعباد
شرا وبؤس ما في قلوبهم من سوء اللسان وكذب البيان ؟
أيها النائمون بأكفانكم حفاة عراة
أين جيوشكم وأنتم في قبوركم ؟ وأين
ما سرقتموه وأنتم في لحودكم ؟ وأين كلابكم المطيعة في أوامركم ؟ وأين أوامركم
وصراخكم والتراب فوق رؤوسكم ؟ أين أهلكم وزوجاتكم وأولادكم من بعدكم ؟ من منكم
الآن يستطيع أن ينطق بحرف واحد ؟ أجيبوني أفتوني يا عظام عادت لأصلها ولمكانها في
التراب ... ألا لعنة الله على ملك لا ينفع صاحبه يهلكه ولا ينفعه تصاحبه اللعنة
حتى وهو في ظلمة الجحور والقبور ... لا أحد يشكره ولا يذكره ولا أحد يزوره سوى
تاريخ وكتاب أسود ؟
يا أهل الهيبة والسلطان في دنياكم
كيف ستلاقي خالقك ماذا ستقوله له ؟
وبأي وجه تقابله ؟ هل ستجادله أم ستبرر سوء دنياك ؟ أم تحسب نفسك بأنك ذو دهاء
عظيم حتى في يوم لقائك هذا ؟ أم تحسب أن حكمائك ومستشاريك سيحملون شيئا من وزرك ؟
أم ماذا سيكون حالك يومها ؟ بل كيف سترد على شكاوي رعيتك يا لا أعدادهم ويا لا
انتقامهم ويا لا اقتصاصهم منك في موعدك هذا ؟
تبا لضمائر تجاهلت الفقير والسائل
تبا لملك يأتي بساعة ويذهب في لحظة
تبا لسلطة أوهمت صاحبها بأنه ملك
الأرض
تبا لمال وسلطان لا ينفع صاحبه يوم
القيامة
تبا لصحبة لا يدور الرأي والحق فيما
بينهم
تبا لنفس لئيمة ظنت أنها مخلدة في
الأرض
يا ابن آدم كم أنت ضعيف وتظن أنك
عظيم وما أنت إلا قطعة لسان وقماش ناكر للجميل
أفبعد هذا البيان تبحث عن التبيان ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم