دول الخليج أو دول مجلس التعاون
الخليجي الذي تأسس هذا الكيان في فبراير 1981م والمكون من الكويت والسعودية وقطر
والبحرين والإمارات وسلطنة عمان ... دول 6 يملكون مجتمعين 15% من مساحة الوطن
العربي بـ 2.058 مليون كم مربع وبامتداد بحري يتجاوز أكثر من 2.929 مليون كم وبتعداد
سكان يتجاوز أكثر من 50 مليون نسمة نصفهم مواطنين والنصف الآخر مقيمين ... ودول
الخليج تملك فعليا وحاليا القدرة على إنتاج النفط بأكثر من 15 مليون برميل نفط
يوميا وتمتلك احتياطات نفط وغاز بأكثر من 900 مليار برميل نفط وأكثر من 100
تريليون متر مكعب من الغاز وبالتالي تتحكم بأكثر من 40% من طاقة العالم ... وإلى
ذلك تمتلك دول مجلس التعاون الخليجية صناديق سيادية واستثمارات حول العالم تجاوزت
قيمتها بأكثر من 2.5 تريليون دولار أي أكثر من 2.500 مليار دولار ... بعد هذه
الأرقام شبه المؤكدة والتي وضعتها بأقل تقدير تتضح القوة الإقتصادية الخليجية ومدى
رعبها وقدرتها على إخضاع ما لا يقل عن أكرر لا يقل عن 100 دولة عضو في الأمم
المتحدة كدول مستقلة ذات سيادة من أصل 192 دولة ؟
لن أتحدث عن الفقر في دولنا ولا عن
حجم وكم الفساد ولا عن التنمية ولا عن النهضة المزيفة ولا عن سوء التعليم وكوارثه
ولا عن سوء المستشفيات والمستوى الطبي المؤسف ولا ولا ولا ... لكنني سأتحدث عن
الأمن ليس الداخلي فالداخلي ما قصروا مكفين وموفين قبضه حديدية 5Star ... سأتحدث عن الأمن الخارجي
والذي يعتبر من أهم الأولويات بل هو أهم من النفط الذي أصلا لم نشعر به على
الإطلاق ومن يسمع الإسطوانه ويصدقها فهو يحتاج إلى طبيب نفسي لمعاينة حالته
العقلية ... المهم موضوعنا اليوم هو عن الأمن الخليجي الخارجي والتخبط السياسي
المهول الحاصل وكأن هناك من نشر دقيق وماء على رؤوسنا وعقولنا ثم صب علينا القليل
من الماء ثم جففنا في شمسنا الشهيرة بحرارتها ثم أصبحنا كالأخشاب لا ننظر ولا
نتكلم ولا نفكر بل ولا نستطيع ... بالرغم من الأذرع الأخطبوطية والقوة الإقتصادية
الخليجية التي يمكن من خلالها تطويع كائن من يكون بل والله تطويع أبو أمريكا واللي
خلّف روسيا مجتمعين ؟
كشفت
حقيقة الدبلوماسية الخليجية ومدى ضعفها الشديد والخوف والرعب من أي جرأة كل هذا
حدث في اختبار الدبلوماسية الخليجية أثناء مفاوضات 5 + 1 التي عقدت بين كل من الولايات
المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالإضافة إلى وألمانيا في مقابل إيران
وحدها أثناء البحث والإتفاق حول برنامج إيران النووي ... ونجح الغرب ليس بتفكيك
البرنامج النووي الإيراني للأبد كلا وأبدا ... لكن ما حدث هو مجرد تأخير بمعنى لو
كانت إيران ستعلن للعالم عن امتلاكها للقنبلة النووية في 2017 فهي الآن يمكن أن
تعلن ذلك سنة 2038 وربما أقل من ذلك ... ثم تبادلت أمريكا الهدايا مع إيران
وتبادلوا جواسيسهم باستلام كل بلد جواسيسه للآخر ثم دفعت أو ستدفع أمريكا لإيران
مبلغ وقدره 1.7 مليار دولار هي فوائد الأموال الإيرانية التي تم تجميدها في البنوك
الأمريكية ... ويا سلام سلم كل هذا يحدث جهارا نهارا أمام دول الخليج وهم صامتون
!!!
أيها
السادة أعوا إلى ما أقوله من حقائق تاريخية
أعيدوا
قرائة التاريخ جيدا وأعني قرائة التاريخ الأمريكي والبريطاني فهم قد صنعوا رضا
بهلوي الإيراني في 1925 ثم عين إبنه محمد رضا بهلوي ( شاه إيران ) وريثا للعرش سنة
1926 حتى انتهى حكمهم على يد الثورة الخمينية سنة 1979م بتكتيك مخابراتي سياسي تمت
صناعته في باريس وأمريكا وبريطانيا ؟
أعيدوا
قرائة من صنع صدام حسين عفن اللحود ومن سمح له بغزو الكويت تحت حجج وأكاذيب صدقها
الجاهلون وكيف ومع من اجتمع صدام حسين في السفارة الأمريكية في الأردن سنة 1979
بزيارة سرية ثم عاد إلى العراق ونفذ انقلابه على الرئيس العراقي أحمد حسن البكر
آنذاك ... وما هي أسرار إسقاط نظامه في 2003 وكيف غدر الأمريكان بعشرات القيادات
العراقية الذين كانوا يملكون معلومات مرعبة بل كنوز من الأسرار حتى لا تظهر
الحقائق للعامة ... وكيف بول بريمر الأمريكي الجمهوري يهودي الديانة كيف وقع على
قرار بحل الجيش العراقي وتفكيكه وكأنه لم يكن ومسحه مسحا تاما وكليا ... ثم غض
الأمريكان الطرف كليا عن التسلل الإيراني الذي تجاوز أكثر من 3.5 مليون إيراني
دخلوا العراق بين الفترة من 2003 إلى 2006 وتم تجنيس أكثر من 5 ملايين إيراني
بالجنسية العراقية حتى عام 2010 ... كل ذلك حدث بعدما منعت أمريكا كل دول الخليج
من أي تدخل في الشأن العراقي منعا تاما حاسما حتى تم تسليم العراق تسليما إلى
إيران فأصبح العراق مجرد محافظة إيرانية ؟
أعيدوا
قرائة الأزمة السورية وكيف الخليجيين وكل الدول العربية وقفوا عاجزين عجزا تاما
كاملا عن اتخاذ أي خطوات عسكرية جريئة تجاه النظام السوري الذي وصلت جرائمه إلى
حتى أمريكا واستراليا من اللاجئين بعد أن أغرقوا أوروبا بكثافتهم ووصل عددهم إلى
أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري هناك ... فكانت الأوامر الأمريكية هي العليا ولا شأن
يعلوا فوق شأنها فهي من تعلم ونحن لا نعلم وهي من ترى ونحن ما لا نرى ... نحن فقط
ندفع الأموال ونضخ الإستثمارات فتفوقنا على أكبر بقرة تتمتع بالصحة والعافية مبروك
لكم هذا الإنجاز العالمي ؟ يمعنى أن الدول الغربية تاريخيا لا أمان لهم ولا تعرف متى هو موعد بيعكم ولمن ؟
ما
هي الحلول وما هي البدائل أمام هذا الإنبطاح أمام ماما أمريكا وسادة أوروبا
وقياصرة روسيا ؟
إن
كنتم تنتظرون المكاسب السياسية والعسكرية حتى قدوم الرئيس الأمريكي الجمهوري
القادم في 2017 فأنتم إلى ذلك الوقت ستحرقون ما لا يقل عن 20% من احتياطاتكم
المالية ... وماذا تملك دول الخليج سوى النفط والغاز والكــــاش ؟ لا شيء فلا
صناعات ولا عقول ولا خبراء ولا حتى زراعة بطيخ كلنا دول مستورده بامتياز ؟ هل
فكر أحد منكم على اختراق كل الخطوط الحمراء والإنفتاح على شياطين الأرض ؟
ومن
هم شياطين الأرض ولماذا ننفتح عليهم ؟
يا
حبيبي أمريكا وروسيا وأوروبا أصبحنا بأياديهم مجرد ألعاب صغيره هذا يرمينا على
الآخر والآخر يبتزنا والآخر يطمئنا والعب فيهم واكسب وقت واحرق أسعار النفط وعزز
الصراع الطائفي المقيت بين السنة والشيعة ثم احرق مقدراتهم ومدخراتهم حتى نجعلهم
مثل العراق الذي يعيش يوما بيوم على بيع النفط وخزائنه خاوية بل الحكومة العراقية
تفكر بإعطاء نصف موظفين الدولة إجازة إجبارية مفتوحة بنصف راتب وذلك لعجزها عن دفع
رواتب موظفيها ... ومخطط روسيا وأوروبا وأمريكا أنا أراه كالتالي
اشحنوهم
طائفيا وليضرب بعضهم بعضا
ثم
انخفاض
أسعار النفط عالميا بسببهم
ثم
حرق
وسحق احتياطاتهم المالية
ثم
جرهم
إلى حروب إقليمية فيما بينهم
ثم
نجعلهم
دول تعاني من الدّين والحاجة ويزدادوا فقرا
ثم
تتحرك
النقمة الشعبية ضد الحكام كجزء ثاني من ربيع الحمير
ثم
تدب
الفوضى فيما بينهم وقتها نحــــن من نقرر من يبقى ومن يرحل ونقسم أوطانهم كيفما
شئنا
هذا
هو مخططهم ونحن دخلنا فعليا في المرحلة الثالثة مما سبق ... كفاكم ترددا وخوفا بل
كفاكم كياسة وأدبا اخترقوا واجعلوا أسودا داخل قلوبكم ولا تخافوهم ... واذهبوا
وانفتحوا على الصين فهي ذات قوة عسكرية مرعبة ونفوذ اقتصادي مهول واجلبوهم إلى
منطقتنا ودولنا جهارا نهارا ... وفي أثناء ذلك اصدموا الأرض كلها بذهابكم إلى أكثر
دولة يرتعب منها العالم ألا وهي كوريا الشمالية واعقدوا معها صفقات الأسلحة
بالمليارات ورحبوا برئيس كوريا الشمالية في أراضينا واستقبلوه استقبال يليق بدولة
نووية داهية خطيرة لا يستهان بها على الإطلاق ؟
أنا
أراهن كائن من يكون أن روسيا وأمريكا وأوروبا سيحدث لديهم زلازل سياسية كافية
بالإطاحة بأنظمة حكمهم وحرق جميع مخططاتهم ؟
إن
سألوكم : لماذا هذا الإنقلاب ألسنا أصدقائكم ؟
أجيبوهم
: إنها السياسة يا سادة ولعبة المصالح ننحني باتجاهها وقتما رأينا مصلحتنا في
صالحها ... فإما يكون لنا ما يكون وإلا ذهبنا إلى أقصى الأرض وتعاونا مع شياطينها
مهما كان الثمن فأمننا لن نسمح لأحد أن يتحكم به أو يبتزنا من خلاله ... وإذا ما
حاولتم حرق منطقتنا فنبشركم بأنه أثناء حرق منطقتنا ستندلع نيران أخرى في مناطق
أخرى حول العالم ... فزوالنا وزوال أنظمة حكمنا مرتبط بزوال الأمن والإستقرار
العالمي بأسره ؟
في
العقل أفكار وفي القلب حسرة على ما آلت إليه أوضاعنا وما ستؤل إليه مستقبلا ...
تغدوا فيهم قبل ما يتعشون فيكم ... فوقت الغروب قد أزف وموعد العشاء قد اقترب فهل أنتم
مدركون أم مستشاريكم نائمون أم للبصيرة فاقدون ؟
ألا
هل بلغت اللهم فاشهد
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم