الديمقراطية الكويتية ممارسة من 96
سنة وصدر في تاريخ الكويت 4 دساتير
الدستور الأول في 1921م : يعد أول
دستور مكتوب بدولة الكويت ويحتوي على خمس مواد فقط، وقد تم إنشاء مجلس استشاري في
السنة نفسها تطبيقاً لهذا الدستور وجرى اختيار أعضاء المجلس الاستشاري عن طريق
التعيين وعددهم 12 عضواً فقط .
الدستور الثاني 1938م : تم صياغة هذا
الدستور من قبل المجلس التشريعي الذي أنشئ في العام نفسه وأعضاء المجلس التشريعي كانوا
منتخبين وعددهم 15 عضواً ويعد أكثر تطوراً من الدستور الذي سبقه .
الدستور الثالث 1961 : أصدر هذا
الدستور الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم لينظم عمل السلطات العامة حتى يتم
الانتهاء من الدستور الدائم وتم العمل بهذا الدستور لمدة عام واحد فقط .
الدستور الرابع 1962 : وهو الدستور
الحالي المعمول به منذ ذالك التاريخ وفي عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم
الصباح وهو مكتوب ومسجل وموثق بمواده وبفصوله الأربعة .
ما سبق يعطينا تاريخ ديمقراطي في
الحياة الإجتماعية الكويتية يمتد لأكثر من 95 سنة ماضية وإلى يومنا هذا ... لكن
سياسة الحكومات الكويتية وتحديدا من الدستور الرابع أي أكثر من 54 سنة ماضية هي
نفس السياسة وبنفس الأسلوب مع اختلاف الأشكال وطريقة الحديث وتغير الشخوص ... التي
تعتمد على كسب تأييد أكبر قدر ممكن من أعضاء المجلس حتى تتمكن الحكومة من تمرير
قوانينها وتنفيذ مشاريعها ... واستمرت تلك اللعبة السياسية لعقود فتارة المجلس
معارض وتارة المجلس حكومي ... وما بين هذا وذاك حدثت صراعات سياسية عنيفة وصلت إلى
إطلاق النار على عضو راحل إلى حل المجلس وتعطيل العمل ببعض مواد الدستور وشل وتوقف
الديمقراطية ... كل هذا حدث ويحدث ولا يزال يحدث ولا خاسر في كل هذا الصراع سوى
الكويت وأهلها من المخلصين لها ... لو جئت بهيئة تحقيق دولية مستقلة مشهود لها
بالنزاهة على مستوى العالم وجلبتهم للكويت وقلت لهم : ابحثوا وتحروا وحققوا ودققوا
في كل أسماء أعضاء مجلس الأمة من 1962 إلى 2016 وأخرجوا لنا أسماء من دخل عضوا
وخرج عضوا ومن دخل عضوا وخرج مليونير ؟ وكم كان يملك وكم الآن يملك من أموال
منقولة وغير منقولة من أموال نقدية أو من عقارات وأراضي ؟
مسبقا ومقدما كل كويتي سيعرف النتيجة
يقينا ... فهل كل عضو مجلس أمة تقاضى أمولا أو عقارات أو أراضي ؟ كلا طبعا ليس
الكل لكن الأكيد أن هناك فعليا من قبض في يوم ما في زمن ما في وقت ما في توقيت ما
لسبب ما ... وكل من قبض في أي زمن وأي تاريخ تم ذلك بفساد حكومي بنسبة 100% ... فالحكومة
تمارس نفس اللعبة دون أي تغيير تثري هذا وتكبر ذاك وترفع من شأن هذا وتنكر وتحارب
ذاك ... كل ذاك يحدث على حساب المال العام أي أموال وقوت الشعب فهذا يوهب ما لا
يملك لمن لا يستحق والأمر لا يزال مستمرا ... مستمرا بالرغم من الكم المهول من
الأدوات الرقابية المتعددة والمتفرعة ... وفي 2012 خرجت مظاهرات سميت بمظاهرات كرامة
وطن ... قادها أعضاء من مجلس الأمة بمخطط واضح وضوح الشمس بهدف تغيير تركيبة نظام
الحكم ومنع رأس الدولة أمير البلاد من ممارسة صلاحياته المطلقة وفق مشروعهم ومخططهم
الخبيث ... لكن الله سلم وعبر سمو أمير البلاد - بارك الله بعمره - بنا من هذه
الكارثة التي انتهت وكشفت للشعب الكويتي وانتهوا سياسيا كل من كان له يد في مؤامرة
كرامة وطن العفنة ؟
متى حكوماتنا تتعلم وتتعض من العبر
والدروس ؟
متى حكوماتنا تبتكر تكتيك جديد في
اللعبة الديمقراطية ؟
متى حكوماتنا تتوقف عن إظهار فلان
وتقوية علان ؟
متى حكوماتنا تتوقف عن كسب الولاءات بالعطايا
والهبات ؟
إن ما حدث في مظاهرات 2012 كحكومات
أنتم السبب الأول والرئيسي فيه بعدما ظللتم تكبرون فلان وتنفخون أرصدة علان
وتمنحون المناقصات الحكومية لهذا وذاك ... فلما كبرت أرصدتهم أشتروا بأموالكم
الحثالة والرعاع وجندوهم ثم خيل إليهم أنهم كبار وعظماء فنفخ فيهم إبليس ثم حدث ما
حدث ... متى تستوعبون أن اليوم من تكبرونهم سيأتي يوما وينقلبوا عليكم جهارا نهارا
... متى تتوقفون عن مثل تلك الألاعيب الديمقراطية وإن كانت مشروعة بالفكر السياسي
لكنها خطرا على أمن واستقرار نظام الحكم في أي مستقبل قادم ؟
ألا تعلموا أن كل عضو مجلس أمة سابقا
كان أم حاليا له أذرع وخدام في كل وزارات وهيئات الدولة ؟ إلى متى هذا الإختراق وهذا
العبث وهذا الفساد ؟ حتى رأينا قياديين يتحدون الوزراء والسبب أن ورائهم أعضاء
مجلس الأمة فكبلت أيادي الوزراء وأصبحوا عاجزين عن أي تطوير ... وأقصى تطوير
يستطيع الوزير أن يقدم عليه هو تدوير القياديين هذه لعبة ألفناها منذ عقود طويلة صبه
حقنه لبن !!!
الحكومات الفاسدة أو الفاشلة إداريا عالميا
وتاريخيا هم من يسمحون للغير بالتدخل في شؤونهم وفي لب اختصاصاتهم وفي قلب مقار
أعمالهم ... والوزير المشلول هو من لا يستطيع أن يقيل أو يحيل للتقاعد أي قيادي
لديه ومن ثم يضرب سياسيا !!! أنتم تشلون أيادي الوزراء ومن ثم تحاسبونهم بأي عقل
ومنطق ممكن أن نقبل مثل هذا الهرج وهذا الفساد السياسي ؟
أوقفوا ولا مرسوم أميري بتعيين
قياديين الدولة إلا للسفراء والوزراء والوكلاء فقط لا غير ... وأطلقوا يد الوزراء
على كل قيادييهم وموظفيهم دون أي تدخل من مجلس الوزراء أو من سمو رئيس الحكومة ...
واضربوا على يد كل موظف وكل قيادي يستقبل أي عضو مجلس أمة في مكتبه أو خارج مكتبه
... وممنوع على أي قيادي في الدولة أن يحتك أو ينشأ أي نوع من أنواع العلاقات مع
أي عضو مجلس أمة ... فعضو مجلس الأمة مكانه داخل المجلس يقرأ ويفكر ويناقش ويستفسر
ويشرع القوانين وليس مندوب معاملات لتدعيم وتقوية قواعده الإنتخابية على حسابكم وعلى حسابنا ... فكيف يحق له بتعزيز مكانه في الإنتخابات القادمة باستغلال عضويته ولا يحق لغيره من أي مرشح قادم في الإنتخابات القادمة ؟ فأي فساد هذا أنتم سمحتم به وعلنا ؟
غيروا سياستكم
ابتكروا آلية عمل جديدة
أسسوا ثقافة القانون على الجميع
دعموا العدالة الوظيفية على الكل
اصنعوا لكم شعبية توثق وتسجل أسمائكم
للتاريخ
اقتلعوا الأجانب من الأماكن الحساسة
فماذا نفعل إن كان المسؤل لا يستحي من نفسه ولا يخجل من وطنه ؟
لا تكونوا كالجاهلية يصنعون أصنامهم
من تمر ولما جاعوا أكلوا ما صنعت أياديهم
تعس عبد لا يشبع وهلك عبد لا يقنع
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم