كلمة وهم في معجم اللغة العربية تعني : تخيل أو تصور ... وفي علم
النفس الوهم هو : شك ووسواس أي اعتقاد خاطئ يؤمن به الإنسان بقوة وباقتناع بالرغم
من عدم وجود أي أدلة مادية حقيقية عليه ... والهم أنواع وكل نوع له درجات ومن
الأنواع : الوهم العاطفي - وهم العظمة - وهم الإثم أو الشعور بالذنب - وهم
الإضطهاد - وهم السيطرة - وغيره من أنواع الوهم وكل حاله ولها درجاتها ... لكن
هناك أيضا يوجد الوهم الديني ومندرج تحت القائمة السابقة وهي الحالات التي تكون قد
وصلت إلى مراحل خطيرة في الروحانيات ... فيعتقد المريض أنه يرى ما لا يراه الناس
وأنه قد كلم الله أو أن الله قد اختاره واصطفاه لمهمة لإنقاذ أهله والبشرية وما
إلى ذلك من تلك الخزعبلات المرضية ... وعندما مات جدي ووالد جدي ووالده جميعهم
انتقلوا إلى رحمة الله وهم مسلمين موحدين وكانوا يظنون ويعتقدون أن الخلافة
الإسلامية قادمة فماتوا ولم يروها إذا الحقيقة أن الخلافة الإسلامية ذهبت ولن تعود
أي أنها وهــــــم ؟
كيف تقول الخلافة الإسلامية وهــم وقد ذكرها الرسول - عليه الصلاة
والسلام ؟
منعا للإطالة .. هذا الرد في البحث العلمي الشرعي في موضوع : أكثر من 183 سنة مفقودة من الإسلام .. أين هي ؟
من عجائب الغرب المذهلة أنهم لا يفكرون بقلوبهم ولا بأديانهم ولا
يضعون معيارا أو مقياسا أو خطا للمحرمات كما نفعل نحن العرب ... بمعنى أن الغرب
يبحثون ولا يملون يجربون ولا يكلون لا يوقفهم دينهم ولا عقيدتهم ولا مذهبهم ولا أي
شيء مما نحن قيدنا أنفسنا به ... لذلك هم وصلوا للقمر وابتكروا وصنعوا ونجحوا ولا
يزالون يحققون نجاحات عظيمة باهرة ومستمرين حتى حكموا الأرض بصناعاتهم
وتكنولوجيتهم ... ومن الأمور المذهلة حقا أنهم متميزين لدرجة الإحتراف الخارق في
مسائل التحليل في شتى المجالات ... وعلى سبيل الواقع والمثال الحي يوجد لدى وكالة
المخابرات الأمريكية الـ CIA إدارة كاملة متخصصة تملك أكبر
وأضخم أرشيف عن تنظيم القاعدة والتنظيمات الإسلامية الأخرى المتطرفة على الإطلاق
بل يعرفون ما لا تعرفه دول رعايا هؤلاء المتطرفين ... صور تسجيلات اعترافات تقارير
مراسلات كل ما يتصوره وما لا يتصوره العقل ... وهذا العلم مرتبط بالتحليل الذي يصل
إلى الذهاب أن المتهم أو المجرم أو حتى المشتبه به في أي يوم وأي شهر ولد فيه وأي
برج ينتمي إليه وبالتالي ما هي نوعية شخصيته وطريقة تفكيره وأسلوب حياته ... ثم
يبدؤون بالبحث عن أسرته أي بيئته ونوعية ثقافتهم وطريقة تربيتهم ومستواهم المادي
الذي قد يؤثر سلبيا أو إيجابا وما هي المتغيرات وكيف تغير ومن كان السبب أو ما هو
الحدث الذي غير تلك الشخصية ومن هم أصدقاؤه ومن موله وكيف ومتى وكم ... فكر
وأسلوب مذهل مدهش لا يمكنك أن تقف أمامه إلا باحترام وتقدير لنوعية بشر يصلون إلى
لب الحقيقة بكل وأدق تفاصيلها حتى يعلموا تماما مع من يتعاملون وكيف يتعاملون وأي
موضع تحديدا يوجع ويصيب عدوهم أو خصمهم بمقتل حاسم لا يقبل الشك ؟
انظر ما سبق ونحن إلى يومنا هذا نفرّخ وننتج أجيال 95% جهل × جهل
يعلمون الطلبة في المدارس كل أنواع الكذب والتزوير الوقح للتاريخ العربي والإسلامي
... لا يجرؤون أن يعلموا الأجيال الحقائق أن عمر قتل وعلي قتل وعثمان قتل وفتن
ومجازر وظلم الأمويين وثورة العباسيين وكم الحقد والغل والفجور وسيل من الدماء
رهيب بالملايين من المسلمين وكيف تم تحقير وتسفيه العلماء والفلاسفة ونوابغ الأمة
في زمانهم من قومهم ... وكيف تمت صناعة المذاهب الإسلامية الكثيرة التي مزقت وفرقت
بين المسلمين أهل الدين والرب الواحد ... مثل عالم السينما والدراما السينما
والتلفزيونية العربية الذي صورت لكم كذبا أن لبس الكفار هو اللون الأسود وراياتهم
سوداء وأصواتهم غليظة جهورية مرعبة ووجوه عابسة مكفهرة ... وأن المسلمين وجوه نور
على نور وملابسهم بيضاء وحديثهم جميل وحسن وراياتهم بيضاء وأخلاقهم ما يعدها أخلاق
وكأنهم ملائكة أنزلت من السماء وليسوا بشرا ... وهذا كله كذب في كذب لا يمت
للحقيقة بأي صلة على الإطلاق بل يكفي أن يعلم الجميع أن راية رسولنا - عليه الصلاة
والسلام - كانت راية ســـــوداء ... لكن الدجل والتأثير الإعلامي فعل فعله بتزوير
التاريخ وغسل أدمغة الأمة كجهل قنواتنا الإخبارية تضلل الرأي العام وتحجب الحقائق
دائما عنه ... بل إلى يومنا هذا لم يجرؤ أحد ولا باحث واحد يخرج بحثا تفصيليا
بالفكر الجهادي كيف استطاع هذا الفكر أن يغسل أدمغة الفقراء والأغنياء الأغبياء
منهم والأذكياء ... كيف ومن أي الجـــــــــذور التاريخيـــــة أي العمق والأصل
حتى وصل الأمر أن قتل المسلم لأخيه المسلم بات أسهل من رمي السلام في الطريق ...
حتى وصل الأمر إلى أن يصبح ديننا الإسلامي هو الدين الإرهابي الأول على مستوى
العالم وانظروا للأمر بحقيقته وكأنه عادي جدا وطبيعي جدا ماتت مشاعرنا وانطفأت
غيرتنا وتلبدت أجسادنا ... ولا تزال كل الحكومات العربية بنفس سياستها وعلى درجة
نومها وسباتها السخيف وأجهزتها الإعلامية لا تزال في عصر أبو لهب لا تعي ولا تفقه
ما يحدث حولها ... فلا أحد استنفر ولا أحد نهض واستوضح ولا أحد تجرأ وصحح ولا أحد
شن حرب فكرية وأوضح ... والوضع هو الصمت ودع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم
القضاء !!! فليمت ألف عربي ولا تجرح مشاعر واحد أجنبي فقد تعودنا أننا أمة بلا
قيمة وكذبوا علينا منذ صغرنا بأننا رجال أفعال لا أقوال وأننا أمة العزة والكرامة
... وأنا منذ أن ولدت ما رأيت كرامة لعربي قط بل هو وهــــم الكرامة وأحيانا أنا
شخصيا أحاول أقنع نفسي أو أعيش في كذبة الكرامة العربية كي لا يجن جنوني ... فويل
من أخ غادر وويل من طعنة شقيق كاره وكم أسعدنا وأفرحنا عدونا وكم صفق لنا على خيباتنا
وغبائنا ؟
الخلافة الإسلامية التي لم يراها جدي فهي وهم ولم يراها والدي فهي وهم
ولم أراها أنا إلى يومنا هذا فهي وهم ... والوهم الحقيقي والخيال المضحك أن يتفق
العرب والمسلمين في يوم ما ... فخلاف على كرة قدم يمكن بسهولة أن يحقد شعبين
عربيين مسلمين على بعضهما البعض فهل أنتم مجانين حتى تصدقوا أن العرب بتاريخهم
الطويل والعريق من سلسلة الخيانات التي أهلكت الحرث والنسل ... التي لا يعرف أولها
ولن يعرف آخرها يمكن أن يتفقوا ويتوحدوا ويصبحوا على قلب رجل واحد !!! إما أنكم
مجانين أو أنكم جاهلين لم تقرؤا تاريخكم لا القديم ولا حتى الحديث قبل شهر ؟
أخر خلافة رأيتها ورأيتموها كانت خلافة الإرهابي أبو بكر البغدادي قتل
وشرّد وروّع الآمنين والأبرياء وسبى النساء وهتك الأعراض وزعزع أمن دول المنطقة
... والحقيقة أنها بروفة لاستحقار الخلافة الإسلامية وصناعة صهيونية استهزأت بكم
وبدينكم وضربت أروع مشهد تمثيلي للعالم بتشويه إسلامكم وأنتم كالعادة الحقيقة في
واد وأنتم في واد آخر ... ونحن لا نزال نستنكر ندين نشجب نجتمع نصدر البيانات نحذر
والأفعال لا شيء ولن يكون هناك شيء يا أم اللوك لوك ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم