الفكر الثوري هو أن ينتقل العقل من مرحلة التفكير المتعقل إلى مرحلة
التفكير أللا محدود وهي مرحلة فقد الصواب وانعدام الرؤية وفقد البصيرة ... وهذه
المرحلة المتقدمة من جنون التفكير تعتمد على شخصيتين الأولى : شخصية أقصى تمردها
أن يكون داخلي أي داخل العقل متحسسا جسا لنبض أضعف المقربين له ... الشخصية
الثانية : هي الشخصية المتمردة والتي تعتقد في قرارة نفسها أنها شجاعة وقادرة على
إحداث التغيير والفرق لكن غالبا وبنسبة 99% تفشل بسبب ضعف المحيطين به أو لعدم
ثقتهم به أو لسوء ماضيه ؟
لقد توقفت كثيرا وقرأت كثيرا عن الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع
العربي وهو مخطط خارجي بنسبة مليون% أخذ دعما سريا في بداية الأمر من دولة قطر ...
ثم بعد نجاح التغيير في تونس ومصر والمحاولات في الأردن والكويت والمغرب انكشف
المستور واتضح جليا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من كانت تقف خلف كل ثورات
الربيع العربي بأدلة لا تقبل الشك ولا حتى اللبس ... والمؤسف في الأمر أن الشعوب
العربية وإلى يومنا هذا لا تعي حقيقة إلى كل الأهداف والأفخاخ المنصوبة إليها وأن
هناك مخطط مهول كبير ضخم مرعب من أجل تدمير أوطانهم وتقسيمها وتمزيقها ...
فالبداية كان تقسيم منطقة الشرق الأوسط على يد بريطانيا سنة 1920 – 1922 ثم احتلال
فلسطين في 1948 ثم تدخل الفكر الشيوعي السوفييتي ( روسيا حاليا ) فتم تدمير حكم
الملكية في العراق سنة 1958 وملكية مصر سنة 1965 وملكية إيران 1979 ( لاحظ فترات زمنية
متقاربة ) ... فتحولت تلك الدول من دول غنية ثرية عريقة في العلم والثقافة والفنون
والتطور والتقدم إلى دول متخلفة رجعية وشعوب فقيرة جائعة ومن دول اقتصادياتها
شديدة القوة والبأس إلى اقتصاديات منهارة لا قيمة لهم في ميزان الإقتصاد الدولي بل
البعض أصلا عملاتهم لا يتم تداولها على منصات العملات الورقية المالية العالمية
لهشاشة عملتهم ... ماذا كانت شعاراتهم وإلى أين أوصلتهم ؟ لا حاجه لسرد النتائج
فالكل يعلم ويرى ويشاهد بأم عينه كيف كانوا أسياد وكيف أصبحوا عبيد والفضل طبعا
لشعارات : الحرية - الكرامة - الشعب - القدس - فساد الحكام وأنظمتهم ... فلا قدس
رآهم وحريتهم يتم تطريزها في أجهزتهم الأمنية المخابراتية والكرامة قصة قديمة
كأمجاد العرب قديما تحكى في جلسات الخمر والأنيس والشعب بات متشعبا ممزقا مختلفا
ذليلا ؟
عندما تسأل عصابات الثورة أو العقل المفكر والمدبر لهذا العمل
الشيطاني
1- ما هي أسباب الثورة ؟
2- ما هو مخطط الثورة ؟
3- ما هي البدائل في حال الفشل ؟
4- كم توقعات الخسائر البشرية والإقتصادية ؟
5- من هو بدليل الحاكم والحكومة وهل قبل أو بعد الثورة ؟
6- ماذا لو حدث خلاف أو شقاق أو إنقلاب بين الثوريين ؟
7- ما هي خطة ارتداد الثورة التي تصاحب كل ثورة وإنقلاب ؟
أسئلة كثيرة قد أكرر قد يسطرون لك الإجابات النظرية وقتها وهم في أوج
ثقتهم وفي قمة ارتفاع الأدرينالين في الجسم ... لكن
ما لا يعلمه الكثيرين أن إدارة البلاد تختلف كليا عن إدارة منزل أو شركة أو حتى
منطقة أو جزيرة ... فالدولة أي اتفاقات وتعهدات دولية وشعب وخدمات وميزانيات
وأموال وأيدلوجيات وثقافات مختلفة ومتنوعة وميزان سياسي دولي وإقليمي شديد
الحساسية وكثير الصراع لذلك يسهل الحديث في هذا الشأن لكن التطبيق والتنفيذ هو
الجنون بعينه وهو الهلاك بإسمه ... مثل رجل مخبول مجنون لدينا في الكويت منذ سنوات
وهو يدرس علم صناعة القادة الذي نقله أو استورده من بريطانيا وأمريكا ... يعلم
ويحرض والمضحك أنه هو نفسه لم يصبح قائدا إلا على حفنة من الأغبياء والسفهاء من
أخذ ما في جيوبهم واستهزأ بعقولهم ؟
أيها الناس ... إن معمر القذافي طاغية مجرم حتى على رب العالمين تطاول
وتجاسر على الذات الإلهية ... وإن زين العابدين بن علي مجرم سارق عاش هو وأسرته
يكنزون من أموال الشعب وفقرائه سنوات طويلة وأذل رعيته ذلا مهينا ... وإن حسني
مبارك أغفل عن رعيته وغل يديه عليهم وسلم دولته لأسرته فعاثوا فسادا وظلما وبطشا
بالرعية ... وإن علي عبدالله صالح مجرما قاتلا إرهابيا لا عهد له ولا أمان وينكر
المعروف ... وإن بشار الأسد طاغية أهلك الحرث والنسل ولم يبقى ضميرا أمينا إلا
ودعا عليه ... وإن صدام حسين عفن اللحود كائن واحد راح ضحيته أكثر من مليون نسمة
وأهلك أمته بديون تجاوزت أكثر من 600 مليار دولار وقدم خدمات عظيمة للصهيونية
العالمية ... لكن بربكم بعد زوالهم أو زوال غالبيتهم ماذا رأيتم بأم أعينكم ؟ هذا
السؤال أترك إجابته لضمائركم وأنتم ستعرفون مغزى ومعنى حديتي ؟
انتبهوا لأوطانكم وحاربوا كل محرّض أيا كان إسمه أو منصبه أو مكانته
لديكم فإن بالأمس القريب كان هناك أمما أخوة لكم في الدم والدين يعيشون بنفس
غروركم واستهتار بعضكم ... واليوم أصبحوا يفككون أبواب منازلهم ويقطعونها حتى يجدوا
ما يدفئهم في برد الشتاء بعدما سقطت كراماتهم على قارعة الطريق ... منهم من انتهك
عرضه أمام عينيه ومنهم من فقد أعز ما لديه ومنهم من فرقهم الرحيل والذل حال الجميع
؟
يقول الشيخ إبراهيم العرجاني أحد رموز قبيلة
الترابيين
حينما يكون المستهدف وطنا يصبح الحياد خيانة
والصمت تواطأ
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم