الأزمة الإقتصادية المالية 2007 – 2008
التي نتجت عن خسائر عالمية تجاوزت 25 تريليون دولار = 25 ألف مليار كان مصدرها
الولايات المتحدة الأمريكية ... والتي تضرر جرائها أكثر من 15 مليون مواطن أمريكي
فقدوا وظائفهم وصودرت منازل أكثر من 11 مليون مواطن أمريكي بسبب الرهن العقاري
وارتفعت نسبة الفقر في أمريكا في 2009 إلى 46.2% ... وفي
2008 تدخل الرئيس الأمريكي جورج بوش "الإبن" فورا في أكتوبر وضخ 700
مليار دولار لكن الخسائر كان أكبر مما كان متوقعا ... فوصلت الأزمة إلى العالمية
وضربت قلب ماليزيا والصين وبريطانيا وفرنسا وكبريات اقتصاديات العالم ... وخسر
أكثر من 40 مليون إنسان وظائفهم وتلاشت مدخرات أكثر من 100 مليون نسمة حول العالم ...
واللعبة كانت بين حفنة "لعبـــوا" وربطوا الرهن العقاري بالقروض
بالإستثمار بشركات التأمين بشراء الديون المعدومة فخرج كبار اللعبة بسلام وأمان
بعدما جنوا مبالغ وضعت في جيوبهم وبسلامة وأمان تتراوح ما بين 400 مليون دولار و
1.2 مليار دولار ... وقد استنفرت آنذاك أمريكا قضائيا وأمنيا وكونجرس ولجان وتحقيقات
وعقدت مئات جلسات الإستماع وحقق مع المئات واعتقل الآلاف فسقط الصغار ونجا الكبار
وتغيرت القوانين والتشريعات منذ ذلك الحين لتصبح أكثر صرامة وأكثر مراقبة ومتابعة
؟
هناك 3 شخصيات "غالبيتهم" لا يملكون أمانة أو قلب ولا
يعرفون الرحمة وهم : الرجل الإقتصادي القيادي والمصرفي القيادي والمحامي ... هؤلاء
الثلاثة لا هدف لهم في الحياة سوى المال بالرغم من الكتب والتشريعات والمبادئ
"الورقية" التي تعزز مكانتهم المجتمعية وأهدافهم ومبادئهم السامية ...
إلا أن الواقع ينسفهم نسفا ولا يتحدث عنهم سوى أنهم لا يملكون إلا هدف واحد جميعهم
يتسابقون عليه ألا وهو المــــــــال ... وأذكر أني في أحد مواضيعي في المدونة قد
ذكرت أن هناك فئة بشرية قدراتهم تفوق كل من في مهنهم أو تخصصاتهم ... بمعنى تجد
هناك لاعبين في الشوارع قدراتهم الكروية تفوق اللاعبين العالميين أمثال ميسي وكريستيانو رونالدو وغيرهم بأضعاف كبيرة ... وهناك ممثلين ومطربين وصنّاع ومبتكرين
ومخترعين وعباقرة يفوقون فعلا وحقيقة أكبر عقول خريجين أعرق الجامعات بل وصفوة
صفوتهم أيضا من شدة مهاراتهم وقوة قدرة مواهبهم ... ولماذا ما أتحدث عنهم لم
يخرجوا للعالم وللإعلام وللشهرة ؟ السبب يكمن أنهم إما أن الفرصة لم تأتيهم بعد أو
محيطهم سيئ أو أنهم لم يوافقوا على العروض التي يرونها جدا تافهة مقارنة مع ما
يملكونه من مواهب ... أو أنهم يرفضون العمل الجماعي وهناك فعلا من يرفضون العمل
الجماعي إلا أن يكونوا هم قادته وليس أقل من ذلك ... ولذلك خرج عباقرة في الإقتصاد
كانوا يكتبون ويحذرون وينبهون من خطورة الإقتصاد الأمريكي وأنه ذاهب إلى الإنهيار
والكارثة لكن الجميع آنذاك استحقر هؤلاء العباقرة ... لأنهم لا ينظرون لهم في
حقيقة الأمر سوى أنهم حفنة صغار الموظفين يبحثون عن الشهرة والثراء السريعين ولم
يلتفت أحد لهؤلاء الصغار فوقعت الكارثة فعاد الجميع يسترجع المقالات والإيميلات ليصدم
الغالبية بأنهم كانوا "بلهاء" وأن شهاداتهم العريقة وخبراتهم الطويلة لم
تمنع الكارثة ... بالإضافة إلى صمت الجميع في أعرق دولة ديمقراطية والأكثر قوانين
صرامة ومراقبة وتشدد كيف فلت حفنة أفراد من المحاسبة والعقاب ؟!!!؟
لا يعني أنك متخصص في مجال عملك أن تكون أن الأعظم وأنت الأكثر علما
ودراية بدليل أن شركات الإتصالات لا توظف سوى مهندسين الإتصالات والشبكات أمثال
"Microsoft Systems Engineer" برمزهم الشهير "MCSE" و "Cisco
Network Engineer" برمزهم الشهير
"CCNA" + يتم
تعيين من هم أقل من هذا التخصص بمستوى شهادة "Professional" ... فما أسهل اختراق الهواتف والشبكات
وكسر الشفرات السرية واختراق السيرفرات وووو على يد "المحترفين" من
الهواة أصحاب القدرات العظيمة ... وكم من حالات مرضية عجز الطب عنها نجح فيها
"محترفين" الطب الشعبي ... وكم من هـــــواة يملكون أفكارا
"اقتصادية - تجارية - سياسية - اجتماعية - رياضية - فنية - علمية" لو
خرجت إلى العالم لتغير شكله 360 درجة ... وكم هناك من أفكارا لو خرجت لتم سحق
كلمة الفقر من العالم بأسره ... لكن القوى العالمية العظمى لا تريد سوى السيطرة
الإقتصادية ولا تنظر أنت عزيزتي وعزيزي القارئ لأصحاب الشهادات التي ممكن أن تسبب
ردة فعل بداخلك بالتالي "تصبغ" العظمة على صاحب الشهادة ... فكم هم كثر
الذين يملكون شهادات عليا مرموقة وهم أغبياء مع مرتبة الشرف ومرضى نفسيين قتلتهم
النرجسية ... وكم من هؤلاء الذين يظنون أن الأرض لم تنجب أمثالهم هم طغاة على
زوجاتهم وأنجبوا أفشل الأبناء والأكثر وضاعة ... إن الأمور لا تقاس وفق ما يريده
المجتمع أو وفق ما يفرضه المجتمع أو وفق تصور العادات والتقاليد فكم من حاكم وحاكم
هتف له شعبه وعند مماته لعنته أجيال وأجال ... وكم طبيب ومهندس سجن ؟ وكم من مخترع
تم سجنه أو نفيه أو قتله في التاريخ ؟ إلى أن وصلنا في عالمنا العربي
"المتخلف" أن الدراسة ونيل الشهادات العليا ليس بهدف ولا حبا بالعلم
والثقافة والمعرفة بل من أجل المال والمنصب فقط لا غير ؟
لو كان بيل غيتس عربي لكان متسول على أبواب اللجان الخيرية ولو كانت
مهندسة الصواريخ في وكالة الفضاء الأمريكية "NASA" مشاعل الشميمري
في السعودية لأصبحت حياتها في المطابخ والمصري أحمد زويل وستيف جوبز من أصل سوري ...
وخذ وقس على مثل هؤلاء العظماء لو أنهم لدينا في أوطاننا العربية فمن المجنون الذي
كان يظن أنهم يمكن أن يكونوا في يوم من الأيام أن يصبحوا من عظماء البشرية ؟
أن تكون متخصصا لا يعني أن تكون عالما وأن تكون قياديا لا يعني أنك
عقلية استثنائية
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم