في الكويت في الخليج في الدول العربية أي في عالمنا العربي
"المريض" عملية تقلد المناصب في الوزارات والهيئات الحكومية لا شأن لها
بالكفائة والقدرة وقوة اتخاذ القرار ... بل السواد الأعظم يتم تعيينه وفق الواسطة
والمحسوبية وعلى ذلك تعقد أكبر الصفقات السياسية والإجتماعية نظير ذلك ... ومما لا
شك فيه أن مثل هذا السلوك الفاسد يعزز ويدفع لصناعة مجتمع فاسد أو فاقد الثقة
بحكومته ... حتى قيل : لماذا نسهر وندرس ونتعب ونحصل الشهادات العليا ليعتلي
المناصب أهل الحظوة والمحسوبية ؟
تكمن قمة المهزلة أن تجد مسؤل يتحكم ببضعة موظفين أو مسؤل رفيع يتحكم
بإدارة وتحته عشرات الموظفين وصولا حتى إلى الوزير الذي يقود عشرات آلاف الموظفين
... تجد عقولهم أتفه من التفاهة ويتصرفون تصرفات سفيهة لدرجة تجعلك في صدمة كيف
لمثل هذه العقلية "التافهة" وصلت إلى ما وصلت إليه حتى تعيث فسادا أو
تتصرف بحماقة مع صغار الموظفين ؟ ... فتجد مسؤل ذوو صلاحيات كبيرة يسفه عقله الذي
هو أصلا سفيه ويصب جم اهتمامه وكل قوته من أجل "إيذاء" موظفة مسكينة أو
موظف مغلوب على أمره ليس لشيء سوى أنه العناد ... وكيف أنا المسؤل الفلاني هذا
الموظف "التافه - النكرة" يتحدث معي بطريقة "فجة" أو يعلي
صوته علي ومن هذا أصلا الذي يجرؤ على هز صورتي وأركان منصبي أمام سيدهم ؟!!!؟ ...
وهو نفس هذه العقلية عقلية "الطاووس" هو "طرطور" خادم لمن هم
أكبر منه نفوذا وسلطة ومركزا ... وبالتالي المسألة لا تخرج سوى أن هناك خللا
وظيفيا فاضحا وهناك سوء اختيار كارثي بأن يتم تنصيب صغار العقول على كرام الناس
... فالموظف يتقاضى أجرا مقابل عملا لدى الحكومة وليس لدى المسؤل أيا كانت منصبه
ومركزه الوظيفي وأيضا المسؤل وكبارهم يتقاضون أجرا مقابل عملا ... بمعنى أوضح الكل
خــــــــادم للوطن وللشعب وتتقاضون رواتبكم من أموال الشعب وفوضكم الشعب لإدارته
وتصريف أعماله وليس تفضلا منكم بل خسأ من نفخ فيه إبليس اللعين وظن أنه سيد الأفضال
على الشعب ؟
من المهم بمكان أن يتحرك ديوان الخدمة المدنية وهيئة مكافحة الفساد
لإعادة رسم وصناعة نوعية واختيار مسؤلي الدولة ... بمعنى رئيس الحكومة إن أراد
وزيرا للداخلية فلا هو من يختار بل هناك جهات رسمية هي من تضع له الترشيحات وفق
تقارير رسمية "سري للغاية" تعطيه أكثر من مرشح والرئيس هو من يختار +
وجب فتح أبواب الشكاوي على مسؤلي الدولة من الوزير نفسه إلى أقل مسؤل في الدولة
... وهذه الشكاوي تدرس وتراجع بسرعة وبسرية مطلقة فإن تجاوزت أكثر من 30% من موظفي
المسؤل المباشرين وجب وقفه عن العمل فورا ومراجعة سياساته والوقوف على أسباب أي انحراف
أخلاقي أو وظيفي دون النظر لإسمه أو قوة نفوذه ... وبالكويتي الناس تشتغل عند
الحكومة مو عند أبوك ... ولقد كتبتها سابقا وأعيد وأكررها : لا يستلم أي مسؤل في
الدولة منصبه الجديد إلا بعد دورة "إجبارية" مكثفة لا تقل عن 7 أيام ولا
تزيد عن أسبوعين ... ومن لا يتجاوز هذه الدورة بتقدير جيد جيدا أو امتياز فيتم
تغييره وإلغاء أي قرار بتعيينه ... وبمعنى أنت كنت مدير إدارة وستصبح مدير عام فهل
إدارة بعدد 100 موظف هي نفس الإدارة بـ1.000 موظف ؟ ... طبعا وبالتأكيد كلا وأبدا
وبالتالي الدولة الذكية هي من تصنع القيادي وليس القيادي هو من يصنع الدولة ؟
مسؤل عقله عقل طفل هذا يدمرك ويصنع ثقافة الأطفال والسفهاء ... مسؤل
يخطط لإدارة ولدولة وينزل لمستوى موظف للتو تم تعيينه حتما إنه مسؤل أحمق ... مسؤل
يرسم تصور لراحة آلاف المراجعين وتجده في الحقيقة سافل بمضايقة "بعض"
الموظفات حتما هذا كائن مريض مكانه الطبيعي في الطب النفسي ... ولذلك أعيدوا رسم
سياسة اختياركم لمسؤلي وقيادي الدولة ... إنت زين هذا كلاك وحجي "دواوين"
لكن الدولة ومراكزها لا يتم توصيفها حسب من هو الأقرب إلي ومن هو الأكثر ثقة ...
الأخلاق + الكفائة + الأمانة + قوة اتخاذ القرار + مستوى الذكاء والإبداع = هي
المعايير التي يجب على أساسها اختيار من يجلس على كراسي القيادة ... وليس بتصنيف
أسخف من السخافة المستورد من مصر رب ولب الفساد العربي بمبدأ "الأقدم"
... وماذا لو كان الأقدم ضعيف وفاشل بل وحتى تافه هل أضعه على مركز قيادي ليخلق لي
مركزا من الضعف والفساد ؟
عزيزي المسؤل التافه
عقلك الصغير هذا تمارسه وتمشيه على بيتك وزوجتك وعيالك ... أما في
عملك إنت بالأول اللي تحترم نفسك مرتك بالبيت ماسحه فيك الأرض وفي ثاني يوم تفرز
مراجلك "الورقية" على موظفيك حتما إنك كائن ضعيف ... وعليه وجب على كل
موظف إن وجد تعسفا أو ظلما من أي مسؤل مباشر عليه أن يلجأ فــــورا إلى هيئة
مكافحة الفساد ويقدم بشكوى رسميه بحق مسؤله وبشكل علني ومباشر + شكوى مماثلة إلى
مكتب الوزير ومكتب وكيل الوزارة وجميعهم يرتعبون من هيئة مكافحة الفساد ... تزعل
ترضى باللي ما يحفظك إنت موظف وأنا موظف ورواتبنا من الحكومة ليس لك فضل علي وليس
لي فضل عليك وكلانا نقدم عملنا وواجبنا تجاه دولتنا ... ولا حضرتك أسطورة اليابان
ولا أعجوبة ألمانيا !!!
المسؤل اللي مو متربي هيئة مكافحة الفساد تربيه
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم