في إحصائيات 2015 - 2016 - 2017 فإن أكثر من 28 ألف مستخدم انترنت "حول
العالم" يتصفح مواقع إباحية في كل ثانية أي مليون و680 ألف مستخدم أو زائر كل دقيقة أي أكثر من
100 مليون في كل ساعة ... والأرقام تتفاوت لكن الأكيد أن المواقع الإباحية تدر
دخلا يتجاوز أكثر من 97 مليار دولار سنويا من شركات الإنتاج الأوروبية والأمريكية
... تلك الصناعة الجنسية الإباحية التي بدأت في 1953 وتم تنظيمها في 1970 لتشكل
اليوم وجود أكثر من 4.5 مليون موقع إباحي موجود على شبكة الإنترنت وفق تصريح الأستاذ المساعد في علم الاجتماع في جامعة نيومكسيكو
"كاسيا وايسك" ... وفي 2016 تطورت تلك الصناعة لتصبح
اليوم دخلا مهما ورئيسيا لملايين الفتيات والنساء عن طريق "البث
المباشر" ... فالفتاة تقدم طلب اشتراك لدى موقع إباحي فتتم الموافقة على عقد
الإشتراك للموقع نسبة ولها نسبة فتعرض في الوقت الذي تريد وحسب مزاجها أو انشغالها
... والمشاهدين يقدمون ورود أو هدايا "إلكترونية" ذات قيمة مالية كل
موقع إباحي وله قائمة أسعاره في سوق تنافسي لا يعرف التوقف على الإطلاق وإن غابت
فتاة ظهر بدلا عنها المئات بأعمار تبدأ من 17 سنة إلى حتى 75 سنة ... ويدخل في هذا
السوق أكثر من 9.5 مليون فتاة وإمرأة شهريــــا
؟
قبل 7 أو 10 سنوات احتارت المواقع الإباحية
كيف تطور عملها وتواكب مواقع التواصل الإجتماعي ليكون لها مكان فيه ... فلم يجدوا
إلا أطباء علم النفس ليجدوا عندهم ضالتهم التي يبحثون عنها وهي "زنـــا
المحارم" الأب وابنته الأم وابنها الأخ وأخته الجد وحفيدته "والعياذ بالله" ... وتلك الحالات
والقصص كانت حقيقية 100% منها التي خرجت إلى العلن والشرطة والقضاء لكن الغالبية
كان يتم معالجتها بهدوء وبعيدا عن أي فضائح ... فدخلت المواقع الإباحية وفتحت
أقساما تختص بإباحية "الجنس العائلي" فلاقت نجاحا باهرا انعكس عليها
بالربح المادي ... لكن الحقيقة ليست كذلك على الإطلاق فالحقيقة هي أن مئات
الملايين وربما لا أبالغ إن قلت المليارات يعانون من "شذوذ جنسي" حاد
لدرجة تفوق الخيال ... شذوذ لا يعرف له نهاية كل مزاج عقل وله مكان وكل رغبة ولها
قبول لا أحد يقول لك "لا يوجد - غير متوفر" طالما أنك تدفع فطلبك
بالتأكيد متوفر ... وليس متوفر فحسب بل حتى ملكات جمال العالم لا يصلون إلى ربع جمال
فتيات تلك الأسواق فلكل فتاة سعر يوضع حسب مستوى جمالها وعمرها وخبرتها ... فلو
تجاوزت الـ 30 عاما فإن سوقها يضعف وينتهي أمرها حتى وإن كانت باهرة الحسن فتلك
الأسواق لا يوجد لديها أي معايير سوى المال فقط ... عالم خفي وسري لا حظر ولا
موانع تقف أمامه وأسواق جنسية لو اجتمعت حكومات العالم وأصبحت على قلب رجل واحد
فإنها لن تستطيع هزيمته على الإطلاق ... وتشكل قارة أوروبا كأكبر سوق إباحي على وجه
الأرض بصدارة دون منافس خصوصا إذا ما علمتم أن كل 20 دقيقة ينتج فيلم إباحي وكل
دقيقة واحدة ينشر على شبكة الإنترنت فيديو إباحي ... ولا تستغربوا إذا ما علمتم أن
أحد المواقع الإباحية كان يحقق نسبة مشاهدة ودخول إليه بأكثر من 350 مليون نسمة
شهريا فهل هذا الرقم كبير بنظركم ؟ ... كلا فهناك مواقع إباحية تصل نسبة مشاهدتها
أكثر من 2.5 مليار مشاهدة شهريا وهذا الموقع يملك مواد إباحية يصل حجمها إلى 200 TB أي 200 ألف GB ستحتاج إلى
50 ألف ساعة لمشاهدة محتواها أي أكثر من 2.000 يوم أي أكثر من 5 سنوات وهذا فقط
موقع واحد فلكم أن تتخيلوا فظائع وحجم ما تملكه المواقع الأخرى مع التكرار أو عدم
التكرار ... ناهيكم عن أن المواقع الإباحية كانت تتفنن بانتهاك الأطفال "بنات
- أولاد" بصناعة أفلام لهم لإرضاء زبائن المواقع تلك وكانت لها أقسام خاصة
حتى شددت الأمم المتحدة في 2013 على الحفاظ على الطفولة وتجريم أي انتهاك لها
فأزالت المواقع الإباحية أقسام الأطفال في 2016 تقريبا لكن الأفلام أو المقاطع لم
تختفي على الإنترنت ... خصوصا إذا ما علمتم أن هناك أكثر من 100 ألف موقع مخصص
للأطفال كفيديو جنسي حقيقي + أفلام كارتون جنسية من هؤلاء الأطفال فقط وحصريا تدر
تجارة الإباحية أكثر من 3 مليارات دولار سنويا ؟
ما سبق كانت مقدمة مهمة للغاية حتى يعرف
القراء الأعزاء حقيقة ما يجري في كل ثانية ودقيقة وساعة ويوم حول العالم في العالم
الإباحي والذي حفز ودفع "زنـــا المحارم" لأن يتمدد بشكل خرافي صادم ...
والتي كانت الأفلام والمواقع الإباحية العامل المساعد الثاني في تشجيعه وتنميته
والدفع إليه لكن المواقع والأفلام الإباحية لم تكن على الإطلاق هي السبب الرئيسي
الأول في هذه الجريمة ... بل بيئة الإنسان بالدرجة الأولى هي من تلعب هذا الدور
بيئته وثقافته وفكره ومستوى إدراكه وقوة وحجم إيمانه سواء أكان متدين أو معتدل أم
ملحدا لكن الخطيئة لا تعرف متدينا أم غير ذلك لأن الجنس فطرة خلقت مع الإنسان ...
وهذه الجريمة ليست مجرد استثناء كما يصوره الكثيرين بل هي حالة مرضية الثابت من
ملفات القضايا أنها بدأت منذ سبعينات القرن الماضي لكن الحقيقة هي منذ زمن بعيد
يصل إلى ما قبل الميلاد ... ولو كان أحد منكم قد قرأ التاريخ "ما قبل
الميلاد" سيجد أن الفراعنة كان الأخ يتزوج أخته وعلنا وإن لم تخني ذاكرتي حتى
في التاريخ الصيني والياباني قبل الميلاد ... وفي أيامنا هذه تفجع المجتمعات
العربية بمثل هذه الجرائم ولا توجد دولة واحدة لا تمارس فيها مثل هذه الرذيلة
والخطيئة العظيمة التي لا تغفر لها كل الأديان السماوية لفظاعة فعلها ... ولذلك في
كل شهر تستقبل أقسام المباحث والقضاء في كل دولة عربية وأجنبية قضية اغتصاب أو هتك
عرض المحارم وتلك بلا شك أنها فاجعة ومصيبة تحل على الأسرة والعائلة بأكملها ...
كيف لا وهو شذوذ لا يزال يتحرك بيننا دون أن نشعر به ومن هنا يأتي
"الخيــــال الشيطاني" الذي يوسوس للإنسان بكل ما هو دنيء وقد يؤدي إلى
ندما عظيما ... مع الإنتباه الشديد لا يعني أن زنا المحارم الرجل هو المسؤل ربما
كان هو فعلا المسؤل والبداية منه وربما كانت الفتاة أو الطرف الأخر هو من كان
بداية الإغراء والتي في كل الأحوال لا أحد معفي من الخطيئة والذنب العظيم ؟
زنا المحارم أي
نكاح ما حرمه الله في كتابه الكريم هو أمر واقع وموجود
في أوطانكم ومجتمعاتكم وهو شذوذ لا يعرف التوقف لكن يقف ويتراجع عندما يرى الحرص
والمتابعة الأسرية وذكر الله وقوة الإيمان في صدور المؤمنين ... والشذوذ رغم أنه أنواعا
وأشكالا ودرجات إلا أن أعلى درجاتها "زنا المحارم + السادية" فتلك
الحالتين المرضيتين قد تؤدي إلى القتل أو الموت أو الأذى الجسدي والنفسي الذي
يستحيل علاج المريض حتى الموت ... وكل أنواع ودرجات وأشكال الشذوذ لا يقتصر على
فئة معينة أو تحديد معين كلا وأبدا بل كل إنسان يمكن أن يكون شاذا سواء حاكم أو
وزير أو تاجر أو فقير أي سياسي شهير أو لاعب ممثل مغني لا يوجد هناك أي استثناء
على الإطلاق ... وقد تعمدت أن لا أكتب أو أنشر أي قصص من الفظائع التي قرأتها
حفاظا على استقرار نفسياتكم التي لو نشرت بعضها لتأثرتم كثيرا ... زنا المحارم
خطيئة ثم خطيئة ثم خطيئة خسيسة لا يأتيها إلا من كفر بالله ورسله ورسالاته وباع
دنياه واشترى جهنم الآخرة ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم