كثير من السياسيين "الأغبياء" والليبراليين
"الحمقى" يعلمون علم اليقين أن مجتمعاتهم العربية لن تصل إلى الحريات
وديمقراطية الغرب ولا حتى 10% ولو بعد 100 سنة قادمة ... لكن في حقيقة الأمر أن
هؤلاء الكذابين الدجالين فطنوا أن بقائهم في نجوميتهم قد ارتبطت بكذبة الديمقراطية
وحرية الرأي والفكر والفعل والممارسة على حساب كم كبير من الأغبياء والمغفلين ...
ولذلك لا عجب أن نراهم في الماضي يصولون ويجولون في كتاباتهم "المحدودة"
في أوطانهم و "المطلقة" في الخارج ... ثم خرجت الفضائيات في بداية
التسعينات فوجدوا ضالتهم بالتواجد على منابر القنوات الفضائية التي للتو كانت في
بداياتها ولا تريد سوى إثبات الوجود من خلال المواضيع الغير عادية والتي لم يعتاد
عليها العامة ... ثم انفجر عالم الإنترنت فاندمج الشرق بالغرب والشمال بالجنوب
فأصبح العالم قرية صغيرة وانفجر معها جمال وروعة العقول وعلى النقيض كان هناك شطح
وشذوذ وجنون العقول ... بين كل هذا الفلك الإعلامي صنع المال الفاسد نجوما إعلامية
وانكشف وجه المجتمعات العربية على حقيقته التي رأيناها بكل قبحه وفجوره وغبائه
وجهله ... وفي المقابل كل عقل مستنير وكل أفق يناطح عنان السماء ضربه الإحباط لأن
موج الجهل كان ولا يزال وسوف يبقى هو الأعلى لأنهم الأكثرية المطلقة والسواد
الأعظم ... فلا غرابة إذن عندما نرى سطوة التيارات الإسلامية بأريحية كبيرة ولا
عجب أن نرى السلطة السياسية تلهوا بالجميع وتحرك الجميع كيفما ووقت ما شاءت ...
ولذلك صدق ولم يكذب بل أصاب كبد الحقيقة الفيلسوف والمفكر والمؤلف الايرلندي الشهير "جورج برناردشو"
المتوفي سنة 1950 عندما قال : إن الديموقراطية لا تصلح لمجتمع جاهل لأن أغلبية من الحمير سوف تحدد مصيرك ... وفي
قول أخر له يقول : من عيوب الديمقراطية أنها تجبرك على الاستماع
الى رأي الحمقى ... ولذلك نسمع منذ سنوات طويلة نهيــــق معظم الشعوب العربية التي تظن
أنها تعلم وهي لا تعلم وتعتقد أنها تفهم وهي لا تفهم لأن كل واحد منهم يعيش وكأنه
"أينشتاين" والأخر
"نيوتن" والثالث "جاليلي" والقائمة طويلة ولا تنتهي "إلا
من رحم ربي" ؟
لماذا تنظرون دائما للأسوأ لماذا ليس للأفضل ؟
هو السؤال المعتاد والذي أصبح مقطوعة موسيقية نشـــاز يطرب عليها كل
أبله لا يريد أن يعي الحقيقة وواقع المجتمع وانظم إليهم جماعة الهبل أصحاب نظرية
الطاقة السلبية والإيجابية ثم انظم إليهم نجوم الكذب والتدليس من مشاهير مواقع
التواصل الإجتماعي الذين لو ينقطع الإنترنت ينتهون في أيام معدودات ... لماذا تنظرون دائما للأسوأ لماذا ليس للأفضل ؟
ولماذا لا نكون أفضل من أمريكا وبريطانيا في الحريات والديمقراطية والأحزاب ؟
ولماذا لا يحق لنا أن نكون أمة محترمة تناطح أعرق الدول الديمقراطية ؟ ... هرطقات
يهرطق بها المجانين أو المساكين ويعيشون على حجة هذه الأسئلة والإستفسارات حجة
لبقائهم متسيدين على منصات الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي التي توفر لهم الشهرة
الواسعة ... لكن الحقيقة لها وجه أخر تماما وكليا نادرا ما تجد من يراها ويقرأها
بشكلها الحقيقي والصحيح فأصبحت لديه يقينا لا يقبل الشك على الإطلاق لأن الفلسفة
والنظرية شيء والواقع شيء مختلف جملة وتفصيلا ... ولذلك لا يحق لنا أن حتى نحلم
بأن نملك الديمقراطية الصرفة ولا حريات الغرب لأنها أولا ستتعارض وتتضارب مع دينكم
وشريعتكم الإسلامية وثانيا ستنسف كل قيمكم ومبادئكم العربية من جذورها ... ولذلك
هم لا ينقلون لكم ولا يطرحون لكم سوء جزء بسيط ويسير من الديمقراطية في جزئية
الفكر وإبداء الرأي وحرية الطرح فقط ... حتى إذا ما اقنعتم بذلك يأتون بباقة
الديمقراطية كاملة والتي تضم حرية الفكر والإعتقاد والممارسة بتفرعاتها السياسية
والإجتماعية برقيها وإنحطاطها ؟
وما دخل كل ما قلته بالحرية والديمقراطية ؟
الديمقراطية في الغرب هي : حرية الفرد فكرا وديانة ومعتقدا وممارسة
وحمايته من أي تأثير ... أما تعريف الديمقراطية "السياسي" فهي : حكم
الشعب لنفسه بحكم الأكثرية ورعاية وحماية الأقلية ... أما في الإسلام فهناك الشورى
وهي : حكم الجماعة من أهل الرأي والحكمة التي يختارهم الحاكم ولا يتم انتخابهم
شعبيا ورأي الأكثرية يفرض على الأقلية بقوة القانون أو بقوة سلطة الحاكم ... والأمر
الثاني هو نسف قيمكم ومبادئكم لو انتقلت الديمقراطية الغربية والأمريكية إلينا
كشعوب عربية فإن لا أحد سيكون له أي احترام وأولهم الحكام بشخوصهم وبصفاتهم
وبسلطاتهم ... ونقد السلطة ونظام الحكم سيكون مباحا ودون أي حدود بالقول لا الفعل
بمعنى لو كتبت على لوحة "طز بالحاكم الفلاني" "يسقط الحاكم
العلاني" وتضع له صورة مهينة وتمشي في الشوارع والأسواق فإن لديمقراطية تمنع
كائن من يكون أن يوقفك أو يحاسبك أو يقاضيك بما فيهم الحاكم نفسه ... ويحق لبنت
ذات الـ 19 سنة أن تنام خارج منزل أسرتها وتمارس حياتها وفق قناعتها وتفكيرها
المحدود وتمارس الجنس مع كائن من يكون وباسم القانون الديمقراطي لا أحد يحق له أن
يوقفها أو يحاسبها ولو كان والديها أو أخوتها وأخواتها ... كما يحق لكائن من يكون
أن يطعن بدينكم وبشريعتكم ويسوق ويشجع العامة وعلنا على الخروج من الدين الإسلامي
إلى اليهودية والمسيحية وللملحدين نفس حقوقكم تماما ... ويحق للتجار أن يحصلوا على
تراخيص محلات الدعارة والمراقص والبارات بكافة أشكالها وأنواعها ومحلات بيع
الأدوات الجنسية ... ويحق للملحدين بإنشاء صفحاتهم على الإنترنت داخل دولكم
ويطعنون ويشتمون ربكم وخالقكم ويحميهم في مماراساتهم قانون الديمقراطية ... فهل لا
زلتم تريدون ديمقراطية وحريات الغرب أم كعادة مزاجيتكم تريد أن تنتقي ما يحلوا لها
والحكومات تريد أن تنتقي ما يناسبها !!!
"غالبيتكم" في ظل دينكم وشريعتكم الطعن والسب والشتم فيما
بينكم وصل إلى عنان السماء والسرقات والفساد أبكت حتى ملائكة السماء من هول
جرائمها ... والكذب يجري في دمائكم والغدر والخيانة والنفاق في جيناتكم والمال
والجنس أعمى بصائركم وفتنة النساء أذهبت عقولكم ... فماذا ستفعلون إذن لو رفعت
عنكم كل المحظورات والممنوعات باسم الحرية والديمقراطية !!! حتما سيظهر إبليس علنا
على وجه الأرض ويعلن توبته ويلعن نسلكم من هول فظائعكم التي وأنتم مسلمين مزقتم
بعضكم بعض وطعنتم بعضكم بعضا وتفننتم في حسدكم وفجوركم وكذبكم وافترائكم ...
والإجابة على سؤال لماذا تنظرون دائما للأسوأ لماذا ليس للأفضل
؟ هات لي شعب بريطانيا وستحصل على ديمقراطية بريطانيا وهات لي شعب
ألمانيا وستحصل على ديمقراطية ألمانيا وهات شعب أمريكا وستحصل على ديمقراطيتها ...
وانقل الشعب العربي إلى أمريكا وبريطانيا والمانيا واستمتع بجهلها وتخلفها بل
وانهيارها وغزوها واحتلالها وابتزاز قادتها ونهب ثرواتها وقتل وتعذيب شعوبها ...
ولذلك لا نستغرب أن أول جمعية للحمير أنشأت في مصر في سنة 1930 ثم أعيد إحيائها من
جديد في 2004 وأعلنت الجمعية في مصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق ... ويلقب أعضاء الجمعية حسب مدة العضوية ومن ألقابهم وتصنيفاتهم الرسمية "الجحش - الحمار الصغير - الحمار الكبير - صاحب الحدوة - صاحب البردعة" ... ولذلك
الديمقراطية الرفيعة تتناسب مع المجتمعات الغربية التي تعيش وفق عادات وتقاليد
تختلف كثيرا جدا عن عادات وتقاليد العرب ... فالعري لدى الغرب أمر مألوف مثلما
الإحتشام لدينا مألوف وتوقير الحاكم لدينا واجب وفى الغرب يجوز الحط من
قدره ... وطالما نحن لم نفهم "أ ب ت ث ج ح خ" من الديمقراطية
"المحسّنة" وطالما أننا نفجر في الخصومة الإجتماعية والسياسية بالتالي
نحن لسنا كفؤا للديمقراطية التي تتيح لنا حرية الفكر والتعبير "المسؤل" لأن
أكثر من 90% من العالم العربي لم يفهم بعد معنى الحرية والديمقراطية ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم