يوما بعد يوم وسنة بعد سنة وعقدا بعد عقد تتزاحم الأدلة والإثباتات بأن السياسيين في أوروبا وأمريكا يتمتعون بنسبة غباء كارثية ... غباء جعلهم أضحوكة وسخرية لباقي أمم العالم وربما أقدار السماء كانت لهم بالمرصاد أمام مخططاتهم الشيطانية ... مخططات ماسونية أو يهودية أو غربية تعددت الأسباب والخسارة واحدة خسارة تجبرنا أن نتوقف لنعيد التفكير والتحليل اليوم بعمق وجرأة لنتحدث ونوصل الرسالة ... رسالة مليئة بالسخرية من الأغبياء والمختلين عقليا استهدفوا عقول البسطاء والمساكين من الأبرياء والسذج وجهلة السياسة والغالبية ممن لا يبحثون ولا يتحققون ولا يتابعون ولا يرصدون ... جعلوا المسلم هو وحده الإرهابي ومصدر المسلم الإرهابي هو دينه وشريعته وكل من ينتمي إلى الديانة اليهودية والمسيحية وكل من يعتنق البوذية والملاحدة جميعهم ملائكة السماء تمشي بأقدامها على الأرض !!! ... وفي موضوعنا هذا سنثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن كل المخططات الشيطانية التي صنعتها "أمريكا وبريطانيا وفرنسا" بالإضافة إلى عملائهم في بعض دول الخليج والدول العربية كان غباء سياسيا لا يتجاوز الأعمال الصبيانية لكنها أيضا شيطانية ... ليأخذنا بحثنا هذا إلى نتيجة مؤكدة أن الأمر كان لا يستحق كل هذه المخططات الشيطانية ولا كل هذه الخسائر بأكثر من 3 تريليون دولار = 904 مليار دينار كويتي خلال الـ 20 سنة الماضية ؟
في مايو 1973 وفي اجتماع سري "عقد بشكلين مختلفين" عقدته مجموعة بيلدربيرغ في جزيرة خاصة تملكها عائلة "وولنبيرغ - Wallenberg" السويدية اليهودية في "سولتهوبادن - Saltsjoe baden" خارج العاصمة السويدية ستوكهولم تم التخطيط للعملية الإقتصادية المتمثلة في الصدمة النفطية التي واجهها العالم نتيجة الارتفاع الهائل الذي طرأ على أسعار النفط آنذاك وبنسبة 400% ... الإجتماع الأول : تم بين كل من "وزير النفط السعودي الراحل "أحمد زكي يماني" - وزير خارجية أمريكا "هنري كسينجر" - وزير خارجية بريطانيا "دوغلاس هيوم" - وزير خارجية فرنسا "أندريه بيتينكور" ... ناقش الاجتماع أسعار النفط وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وفي هذا الإجتماع وضعت مخططات لوصول العميلين "صدام حسين والخميني" اللذان وصلا للسلطة في نفس السنة من عام 1979 بفارق 4 أشهر فقط ... ووضع مخطط الحرب العراقية الإيرانية التي اشتعلت بعد أشهر قليلة من وصولهما للسلطة ومخطط غزو واحتلال الكويت في 1990 وغزو واحتلال العراق في 2003 ... نعم هكذا تجري المخططات الدولية التي تخطط للمستقبل لمدة 20 و 30 و 40 سنة ... الإجتماع الثاني : كان يضم ملاك والرؤساء التنفيذيين لأكبر البنوك العالمية وشركات النفط من قبل الدول "أمريكا - بريطانيا - ألمانيا - السويد - فرنسا - إيطاليا - هولندا" ... وفي هذا الاجتماع لم يعرف أحد بمخطط والإجتماع الأول الذي حضره الوزراء لكن في الاجتماع الثاني تمت مناقشة كيفية التحكم بأسعار النفط والإمدادات النفطية والإستثمارات الإقتصادية ... لأن أكثر من 60% من طاقة العالم موجودة في "السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران" جميعهم يتواجدون في منطقة واحدة وهي منطقة الخليج العربي ... ويلاحظ من هذا الاجتماع حجم الضعف والتهميش الدولي الذي كان باتجاه "الإتحاد السوفييتي آنذاك والصين" ؟
في 1983 قال رئيس جهاز المخابرات الأمريكية "جيمــس وولســي" يشرح فيه مخطط وتآمر أمريكا وأوروبا على الإسلام والمسلمين "حصريا" وتم تسريب الفيديو في 2006 فقال : سنصنــع لهــم إسلامــاً يناسبنــا ثــم نجعلهــم يقومــون بالثــورات ثــم يتــم انقسامهــم علــى بعــض لنعــرات تعصبيــة ومــن بعدهــا قادمــون للزحــف وســوف ننتصــر إننا سننجح في النهاية كما نجحنا في الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي سوف نجعلهـــم متوتريــــن سوف نجعل الأسرة الحاكمة في السعوديــة متوتـــرة سوف نجعل نظام "حسني مبارك" في مصـــر متوتـــر وإذا نجحنا في تحرير العــراق وبدأنا التفرغ إلى سوريـــا وليبيـــا والدول الأخرى وبالضغط عليهم لمحاولة تغييرهـــم فسيأتينا نظام آل سعود ومبارك ويقولون "نحن متوترين جدا جدا" وجوابنا يجب أن يكون "هذا جيد" نحن نريدكم متوترين نريدكم أن تعرفون أنه الأن وللمرة الرابعة خلال المئة سنة الماضية أن هذه الدولة "أمريكــــا" وحلفائها قادمــــــون للزحــــف وسوف ننتصـــر لأننا إلى جانب هؤلاء الذين يخــــــاف الحكـــــام العــــرب من شعوبهــــم "انتهى الإقتباس" ... بالتأكيد أن المتحدث مغفل لدرجة الغباء الأحمق ؟
في 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الصهيوني "برنارد لويس" وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة ... وفي 20-5-2005 قال الصهيوني مُخطط تقسيم منطقة الشرق الأوسط "برنارد لويس" : إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات وتقوِّض المجتمعات ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية ؟
في 2004 قال الرئيس الأمريكي "جورج بوش - الإبن" : إن الحرب على الإرهاب هي حملة صليبية ستأخذ بعض الوقت ؟
في 2006 أطلقت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية "كونداليزا رايس" تصريحها العلني الخطير "سنُعيد تقسيم منطقة الشرق الأوسط" ثم أطلقت مصطلح "الفوضى الخلاقة" الذي كانت تسوّق له ؟
في 2007 أجرى الجنرال المتقاعد "ويسلي كلارك" مقابلة على شبكة "فوكس نيوز" وعلى صحيفة "واشنطن بوست" يقول فيها : لقد كنت مارا بالبنتاغون بعد تسعة أيام فقط من أحداث 11 سبتمبر "تفجير البرجين في نيويورك" وقابلت الوزير "دونالد رامسفيلد" ونائبه "وولفويتز" ثم توجهت إلى الطابق السفلي فقط لأقول مرحبا لبعض من الناس في هيئة الأركان المشتركة الذين اعتادوا على العمل معي لقد دعاني أحد الجنرالات وكان ذلك يوم 20-9-2001 وقال لي يجب أن نتحدث لقد اتخذنا قرارا بشن الحرب على العراق ... فأجبته لماذا ؟ ... فأجابني لا أعرف واعتقد أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون ... وبعد بضعة أسابيع عدت لرؤيته وكنا في ذلك الوقت نقوم بقصف أفغانستان وقلت له هل مازلنا في حالة حرب مع العراق ؟ ... فأجابني بل أسوأ وأخرج ورقة قال إنها وصلت إليه من مكتب وزير الدفاع في الطابق العلوي وهي تضم أسماء سبعة بلدان من المقرر أن يتم تدميرها في غضون خمس سنوات من ذلك التاريخ بدءا من "العراق ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وانتهاء بإيران" ... وهذا ما يفسر مقولة نفس الجنرال "ويسلي كلارك" عندما قال في 2004 : من يظن أننا ذهبنا إلى أفغانستان انتقاما لأحداث ٩/١١ فليصحح خطأه لا نريد أن يبقى الإسلام مشروعا طليقا يقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام بل نحن من نُقرّر ما هو الإسلام ؟
في 2013 أطلقت وزيرة خارجية أمريكا السابقة "هيلاري كلينتون" اعترافها الشهير في جلسة استماع خاصة في الكونجرس الأمريكي عندما قالت "نحن من صنعنا تنظيم القاعدة وكانوا حلفاؤنا ودربناهم مولناهم حتى انقلبوا علينا" ؟
كل ما سبق أكد بما لا يدع مجالا للشك بأن أمريكا خططت وتآمرت على الإسلام كدِينا وعلى المسلمين كدول وشعوب وأوروبا ضالعة في المخطط والمؤامرة ضروع الشريك الثاني الرئيسي في الأمر ... وقد شارك في هذا المخطط بشكل أساسي ورئيسي في بداياته وتحديدا ما بين سنة 1979 إلى 1988 كـ "مرحلة أولى" كل من "مصر والسعودية والكويت وقطر والإمارات والمغرب" وغيرهم ... ومشاركتهم كانت عبارة عن خداع نعم تم خداع كل الدول العربية بسذاجة كبيرة جدا من خلال أمرين ... الأول : الاحتلال السوفييتي لأفغانستان وإعلان الجهاد الإسلامي لتحرير أفغانستان وكانت تلك أول مرحلة من لعبة "شيطنة الدين الإسلامي" ... الثاني : إشعال الحرب العراقية الإيرانية عبر العملين "صدام - الخميني" كلاهما وصلا للحكم في نفس السنة 1979 بفارق 4 أشهر فقط وفق ما هو مخطط له في اجتماع مايو 1973 في السويد ... ومن تلك الفترة بدأ تنفيذ مخطط "شيطنة الإسلام والمسلمين" ؟
المرحلة الثانية : كانت في حرب تحرير الكويت التي بدأت عملياتها في 17-1-1991 كانت أمريكا بكل سهولة وبكل أريحية في ذلك الوقت أن تسقط "نظام صدام حسين" وللأبد ... فقد كان الجيش العراقي مدمرا مبعثرا والحرس الجهوري في أضعف حالاته والروح المعنوية في العراق 0% والدمار يغطي كل أنحاء العراق ... بالإضافة إلى أن تكلفة إسقاط النظام البعثي العفلقي العفن كانت ستضاف إلى فاتورة حرب تحرير الكويت أي وكأن إسقاط النظام العراقي سيكون بالمجان ... لكن أمريكا بطبيعتها يعتمد بقائها على الأزمات تركت طاغية بغداد في الحكم حتى تستنزف الكويت اقتصاديا وعسكريا ويكفي أن نعرف أن وقود كل طائرات وآليات الجيش الأمريكي في الكويت وعبر سنوات كلف الكويت أكثر من 3 مليار دولار ... لكن الدعاية الإعلامية الأمريكية والعالمية كانت بحاجة إلى أن يرى العالم وحشية العرب والمسلمين فيما بينهم لأخذ الرأي العام العالمي إلى الوجهة المطلوبة من المؤامرة ؟
المرحلة الثالثة : كانت بالإنتقال إلى الجزء الصعب والأصعب من المخطط الشيطاني بضرب برجي "مركز التجارة الدولية" أو بما عرفت بـ "هجمات 11 سبتمبر" في 2001 ... وقد أثبتت كل "التحقيقات العميقة المستقلة" أن تلك الهجمات لم تحدث إلا بعلم مؤكد وتنسيق بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ... لكنها كانت ضرورية حتى تنتقل المخططات الشيطانية إلى مرحلة المواجهة وبالفعل رأت أمريكا أن أفغانستان تمثل أهداف ذات قيمة عالية ... منها أن أفغانستان هي على حدود مباشرة بين إيران ومن الجهة الأخرى مع روسيا وبالتالي التواجد الأمريكي هناك سيكون عامل ردع وذوو تأثير قوي جدا على "روسيا وإيران" وكموقع استراتيجي كان يستحيل أن يتم إلا بالتضحية الكبيرة فكانت التضحية في حادثة "برجي التجارة العالمية في نيويورك" ... بالإضافة إلى أن هزيمة تنظيم حركة طالبان التي توفر ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة والإسلام الراديكالي سيعتبر كسرا لشوكة الجهاد الإسلامي الذي يملأ الكتب والمناهج الدراسية والإجتماعية في كل الوطن العربي ... فأعيد فِكر الإحتلال والإستعمار كما كان مخطط له في الثمانينات بتفعيل وتنفيذ مخطط "برنارد لويس" الذي اعتمده الكونجرس الأمريكي في 1983 ... رفضت السلطة الحاكمة هناك "حركة طالبان" بتسليم "أسامة بن لادن" وتسليم رفاقه وتفكيك وإنهاء وجود تنظيمه وأي تنظيمات وبعد شهر أو أقل من ضرب البرجين أعلنت أمريكا الحرب رسميا ضد أفغانستان وكل التنظيمات الإرهابية في ضربات من كل اتجاه بدأ في 7-10-2001 ... وتم احتلال أفغانستان حتى أن انتهى في هذا الشهر وتحديدا سُجّل رسميا انتهاء الغزو الأمريكي لأفغانستان بتاريخ 15-8-2021 ؟
المرحلة الرابعة : من المخطط كانت بتحرير العراق من طاغيته وزبانية البعث العراقي "لكـــــن" تسليمه على طبق من ذهب إلى إيران في 2003 لحلب وابتزاز دول الخليج ... وتجاهلت أمريكا غضب السعودية ومصر من تلك الخطوة بل جابهتهم أمريكا بالتجاهل وشيئا فشيئا وسنة بعد سنة أصبحت إيران هي من تحكم العراق وليس أمريكا ولا أي عراقي حتى ... لتكتشف أمريكا فيما بعد وبعد وقت متأخر بأنها جلبت صعاليك ورعاع من شوارع لندن الذين كانوا يصفون أنفسهم بـ "المعارضة العراقية" لتنصبهم على العراق فمزقوا وطنهم بالفساد والسرقات والخضوع المطلق لإيران فأضعفوا أمريكا ضعفا كبيرا وشديدا ... حتى أن الوضع أصبح اليوم أن أمريكا قرار طردها من العراق أصبح بيد إيران التي كعادتها تقرّب العدو حتى تحذر منه كثيرا وتجعله تحت قبضتها ... فأمريكا اليوم فعليا هي في قبضة إيران وليس العكس كما يتصور الكثيرين بل وخسرت العراق بنسبة 100% ؟
المرحلة الخامسة : من المخطط لشيطنة الدين الإسلامي بدأ في 2010 تم بمشاركة رئيسية من قبل "قطـــر" التي كانت من أوثق حلفاء الكيان الصهيوني في المنطقة ... وبدأ "الربيع العربي" الذي قادته "أمريكا وفرنسا وبريطانيا" وتحديدا في عهد "باراك أوباما" ... ثم في 2014 تطور المخطط ودخل على الخط والمشاركة الفعالة كل من "السعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا" فصنعوا "تنظيم داعش" الإرهابي ... وصناعة داعش كان تفعيلا لمشروع "جو بايدن" الذي كان ينادي في الكونجرس الأمريكي في 2007 بتقسيم العراق إلى 3 دويلات "سنية وشيعية وكردية" ... وقتها أي عند ظهور "تنظيم داعش" هددت إيران المسؤلين العراقيين بأن إن لم تتحرك الحكومة العراقية خلال 72 أي 3 أيام فإنها ستتدخل عسكريا وترسلهم لحماية المقدسات الشيعية في "النجف وكربلاء" ... وبالفعل تم رصد الحشود الإيرانية بكثافة متسارعة فأعلنت الفصائل الشيعية ذات الولاء المطلق لإيران عن ولادة "الحشد الشعبي" العراقي ... ورفضت أمريكا وقتها تقديم أي دعم عسكري للعراق سواء كتسليح أو دعم جوي في عهد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ... لتكشف التحقيقات العميقة بأن تنظيم داعش كان صناعة كل من "أمريكا - إسرائيل" بتمويل مالي من قبل "السعودية - الإمارات - قطر" ودعم لوجستي على الأرض من قبل "الأردن - تركيا - مصر" ... بدليل أن كل حركات الجهاد كانت حركات عميلة تابعة لأجهزة أمن ومخابرات دولية ولذلك لا نستغرب كيف طحنت سوريا والعراق ولم يجرؤ ابن أبيه على إزعاج الكيان الصهيوني المحتل بطلقة واحدة طيلة 10 سنوات ؟
مخطط أعد له في 1973 وبدأ التنفيذ في 1980 وحتى عامنا هذا في 2021 أكثر من 40 سنة ماذا حققت أمريكا وأوروبا خلال الـ 40 سنة الماضية ؟ ... خسائر بأكثر من 3 تريليون دولار + هجرات من "الدول الضحية : أفغانستان - العراق - سوريا - إيران" بأكثر من 30 مليون نسمة ... وفي حساب الأرباح والمكاسب فالنتيجة = 0 ... لأن أمريكا وأوروبا خسروا العراق وسوريا وأفغانستان كمواقع استراتيجية وخسروا في المخططات وهُزموا في الحروب وفشلوا بإضعاف الإسلام والمسلمين كعقيدة ثابتة وكدين بدأ قبل 1400 سنة ... ثم تفجرت جائحة كورونا العالمية في سنة 2020 لتحرق وتضرب كل اقتصاديات العالم بتأثر بالغ في أوروبا التي كشفت حقيقتها بأنها دول أضعف مما كنا نعتقد بخسائر إجمالية بأكثر من 300 مليار يورو في الإتحاد الأوروبي ... وخسائر بريطانيا التي خرجت من الإتحاد الأوروبي بأكثر من 250 مليار جنيه إسترليني ... وخسائر فادحة في أمريكا التي زاد الدين العالم فيها عندما أقر "دونالد ترامب" قانون "قانون حزمة الإنفاق والإغاثة لمكافحة كورونا" في 12-2020 بأكثر من 2.3 ترليون دولار وفي مارس 2021 ضخ "جو بايدن" أكثر من 1.9 ترليون دولار لخطة "تحفيز الاقتصاد" أي ان أمريكا خلال سنة ونصف فقط أنفقت 4.2 ترليون دولار فقط وكلها دين عام ... الكل خسر سُمعة ومالا والكل فشل "أمريكا - بريطانيا - فرنسا - السعودية - الأردن - قطر - تركيا - الإمارات" والكل هُزم إلا الكيان الصهيوني الذي لعب على الجميع وسخر من الجميع وكسب من الجميع ؟
دخلت الولايات المتحدة حروبا خلال الـ 70 سنة الماضية "الحرب الكورية - حرب فيتنام - حرب خليج الخنازير في كوبا - حرب أفغانستان - حرب سوريا - حرب العراق - حرب البوسنة والهرسك - حرب ليبيا" بالإضافة إلى عمليات عسكرية وضربات هنا وهناك ... وهُزمت في "فيتنام وكوبا وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا" وهذا دليل أن العقلية السياسية الأمريكية هي عقلية حمقاء لدرجة السذاجة ... في الوقت الذي لم تدخل الصين أي حرب خلال 70 سنة الماضية ولم تدخل روسيا في أي حرب منذ هزيمتها في أفغانستان في 1989 أي أكثر من 31 سنة ... والنتيجة هي أن الصين أصبحت قوة عظمى عسكريا وتنين اقتصادي مرعب أما روسيا فأعادت تأهيل نفسها من جديد وعادت قوة عظمى محدثة بالكامل عسكريا وقوة اقتصادية اليوم لا يستهان بها بنفوذ دولي واسع النطاق ... لتثبت الأيام أن "سياسة النأي بالنفس" من روسيا والصين قد أتت ثمارها وحققت نجاحات بكل المقاييس بعكس التدخل المباشر الأمريكي على أراضي ما كان لها داعيا ومن كان له ضرورة أيضا مان يجب البقاء في تلك الأراضي كثيرا ... كل تلك الخسائر والهزائم الأمريكية كان مصدرها المخطط الشيطاني والغباء السياسي والنرجسية بـ "عظمة القوة لكنها بعقل نملة" ... أضف إلى ذلك الأهم بأن الولايات المتحدة الأمريكية اليوم أصبحت حليفا لا يمكن الوثوق فيه بل وأصبحت عبأ على حلفائها لأنها ذات تاريخ من الفشل والهزائم ... ناهيك على أنها لا يمكن الوثوق بأي اتفاقية أو معاهدة توقعها أمريكا معك لأنه ببساطة يمكن أن يأتي رئيس أمريكي جديد لا يحترم الإتفاقيات الدولية وينسحب منها بحماقة وبتصرف لا مسؤل كما فعل الأحمق المعتوه "دونالد ترامب" عندما انسحب بأكثر من 6 اتفاقيات دولية ... والأخطاء السياسية الأمريكية لا حصر لها ابتداء من "كوريا الشمالية" عندما تركتها أمريكا تتأسس في 1948 بحماية ودعم الصين وكانت الصين آنذاك في أضعف حالاتها ... ثم تركت إيران تكبر حتى أصبحت اليوم قوة عظمى مصدر تهديد مباشر لكل دول الخليج وإيران ذاهبة إلى التفجير النووي وستصبح دولة نووية قريبا وقريبا جدا ... كل ذلك بعبّر عن غباء سياسي مفرط للغاية وثبت باليقين والأدلة أن دعم أمريكا للدكتاتوريات العربية لم تكن سياسة رصينة ولا عقلانية على العكس فقد كانت سياسة ساذجة أضرت بها أكثر من أن تكون قد نفعتها ... بدليل أن حلفاء أمريكا في دول الخليج أصبحوا ينوعون تحالفاتهم من جديد بعقد اتفاقيات مهولة مع الصين وروسيا ... ولذلك يجب اليوم أن نتعامل فعليا وواقعيا بأن العقل السياسي الأمريكي هو عقل غبي بشكل قد يهددك أنت لأنك تتعامل مع مجانين يمكن أن يقول لك الأن نعم وفي المساء يأتيك اتصال فيقول لك كلا !!! ... إنهم يكذبون بصدق ويستغفلون جهل الناخب الأمريكي بسطحية خرافية مثل التصريح المضحك الذي أطلقه الرئيس الأمريكي قبل يومين "جو بادين" عندما قال : لقد تأكدنا أنه لا يوجد رابط بين حركة طالبان وبين تنظيم داعش !!! ... سخرية التصريح كأنه يقول لك : لا يوجد رابط بين الأمريكي في واشنطن والأمريكي في نيويورك !!! ... فهو هنا إما أنه خضع بتذلل لحركة طالبان أو أنه كذب على شعبه كذبا صريحا علنيا لأن طالبان هي القاعدة والقاعدة هي داعش كلها تنظيمات إسلامية راديكالية "Made in USA" ؟
الدين الإسلامي لم ولن يضعف وقد مر في التاريخ السياسي الكثير ممن حاربوا الإسلام والمسلمين طيلة 1400 سنة جميعهم خسروا والكل هُزم لسبب أو لأخر ذهب الخونة والعملاء إلى مزبلة التاريخ وبقي الدين الإسلامي والمسلمين عبر أجيالا كثيرة وطيلة ... لا أحد اليوم يستطيع أن يهزم الدين الإسلامي مثلما لا أحد يستطيع أن يهزم الدين المسيحي واليهودي لأنها أديان تتوارثها أجيالا متعاقبة ... وانظر إلى الحروب في قلب الدين المسيحي وما خلفته من مجازر يندى لها الجبين كلهم ذهبوا وبقى الدين المسيحي والفتن والمؤامرات بين اليهود أنفسهم في دينهم كلهم انتهوا وماتوا ودفنوا وبقي الدين اليهودي فهل الدين الإسلامي سيكون تافها أو هشا أو ضعيفا ؟ بالتأكيد هذا ضربا من الخيال والجنون ... وقمة الغباء البشري أن "تُـشيطِـن" الدين الإسلامي ليصبح الدين "المسيحي واليهودي" هم الأبرياء لأن الجميع في النهاية بشرا وليسوا ملائكة السماء ... وقد تنجح أمريكا وروسيا والقوى العظمى من أن تصنع مسؤلين وقادة من العملاء والخونة هذا سهل لكن المستحيل هو أن تصنع شعبا وأمة بأسرها من الخونة والعملاء ... فإن كان هناك 50 مليون عربي عميل وخائن ففي المقابل هناك 400 مليون نسمة غيرهم ثابتين على دينهم وقيمهم الإسلامية ناهيك عن أكثر من مليار مسلم حول العالم لا يمكنك إخضاعهم بكبسة زر كما يتصور عقل الحمقى ... ونعرف مخططات "الماسونية والصهيونية والليبرالية والعلمانية" ومخططات "المثليين وحرية المرأة وحرية الديانة والمعتقد" ... لكن للسماء وأقدارها رأيا أخر مختلفا كليا والسنن الكونية لها دورا والبشرية كلها وفي كل تاريخها لم ولن تخضع لقوة واحدة تتحكم بمصير كل البشرية ... إنما هي سذاجة خرجت من عقول أغبى نوعيات بشرية ملأتها النرجسية بثرائها الفاحش مثل الكذبة التي أصبحت أكبر كذبة في التاريخ البشري الحديث ... عندما صوروا كذبا وزرا وبهتانا بأن "عائلة روتشيلد - Rothschild family" اليهودية الصهيونية تملك وحدها ثلث أو نصف ثروات الأرض وكأن عقول البشرية كلها عبارة عن عقول أطفال لم يبلغوا من العمر إلا 6 سنوات !!! ... ولذلك يجب أن نعترف بأن أمريكا دولة عظمى حقيقية تمتلك صناعات مرعبة وتطور مهول لكنها في نفس الوقت يحكمها مجموعة مغفلين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم ... واليوم الذي ستحدث فيها "الحرب الكبرى" المجنونة وقتها ستعلم أمريكا إن سقطت روسيا يعني ستسقط أوروبا وإن سقطت الصين ستسقط دول شرق أسيا وإن سقط الخليج العربي ستخسر أمريكا كل شيء خارجيا ... وفي قلب أمريكا ستتفجر قنابل موقوتة ستحصد أكثر من 50 مليون قتيل كأقل تقدير لأن من يحمل الجنسية الأمريكية شيء وإيمانه واعتقاده ودينه شيء أخر مختلف تماما ... وبعدما سبق لا يجب التهويل لعظمة "سياسية" لا وجود لها على أرض الواقع بل يجب أن نضع التاريخ القريب لأمريكا ليكتشف الجميع حجم الغباء السياسي الأمريكي في العالم وحجم فشل كل المخططات التي أعدت مسبقا ولا يجب التبرير لفشل السياسة الأمريكية بل واليوم من الغباء ومن المغامرة أن تثق بالسياسة والوعود الأمريكية ... في ظل غرق أمريكا بإجمالي ديون تتجاوز أكثر من 21 ترليون دولار وارتفاع معدلات البطالة بأكثر من 15 مليون عاطل وعدد فقراء يتجاوزن أكثر من 40 مليون نسمة ؟
العالم اليوم ليس كمثل العالم في الماضي فالظروف قد تغيرت كليا ... تعداد سكاني تضاعف وتكنولوجيا متقدمة ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت منافسة لشبكات الأخبار العالمية وعالم الإنترنت أصبح يكشف كل شيء وفي أي مجال وفي كل تخصص وكل شاردة وواردة ... كلها معطيات فرضها الواقع على الأرض الذي من الطبيعي أن تفرض تغير وتطور في المدارس السياسية وفي الدبلوماسية ... نتج عن كل ذلك تغيّر سياسة ومدرسة الحليف الواحد إلى تنوع الحلفاء لأن متغيرات البشرية هي من فرضت تلك السياسة تحت ضغط الإقتصادي لجذب الإستثمارات وخلق فرص العمل ... واليوم أصبح أي ضرر يصيب أي دولة فإنه تلقائيا يصيب دول جوارها لارتباطات اقتصادية واجتماعية وإنسانية ... والعالم بعد جائحة كورونا اكتشفت البشرية بأنها أضعف مما كانت تتوقع والدول والحكومات بشكل عام كشفت الأزمة عن كذبها وهشاشتها ... كلها تداعيات أصبحت تفرض واقعا جديدا أساسه المصالح الإقتصادية وتوسع الإستثمار وتعاون سياسي كبير ... وثبت أن كل المخططات الشيطانية التي صنعت وأعدت كان مصيرها الفشل الكارثي وارتداداتها التي انعكست على دول كثيرة جدا بمن فيهم دول التآمر ... وبعد سنوات قادمة سنرى مهاجرين الأمس أصبحوا مسؤلين اليوم في تلك الدول التي بالأمس كانت تتآمر وتصنع المخططات ... والبشرية اليوم بحاجة إلى مساعدات ونهضة وتطور وسلام وخلق فرص عمل وخلص استثمارات وتنوع اقتصادي وتأمين الغذاء والدواء والتعليم للبشرية ... والبشرية يجب أن تفهم أن الحروب كانت في الماضي في سالف الأزمة والأمم تؤتي ثمارها وتحقق مكاسب لا حصر لها لكن اليوم الحروب تعني الفشل السياسي والهزائم العسكرية ... وعقيدة البشرية منذ الأزل وحتى يومنا هذا لا تزال ثابتة وهي "حق الدفاع عن الوطن" تسمونه معارضة مقاومة جهاد كلها تؤدي إلى نفس المعنى مع تنوع الغرض ... فمن لم يتعلم من أخطائه لا يمكن أن يفهم مستقبله فالشركات الصناعية الصينية والكورية العملاقة اكتسحت العالم على حساب الشركات الأمريكية والأوروبية العملاقة ... وكان هذا ثمن للسياسة القذرة التي انتهجتها أوروبا وأمريكا على مدى عقود من الزمن فهل كان الأمر يستحق حقا ؟ ... هل كان الأمر يستحق فعلا بأن تنفق لأكثر من 20 سنة أكثر من 3 تريليون دولار ؟ ... هل كان الأمر يستحق فعلا أن تتضرر سمعتك ويوثق ويسجل التاريخ مدى قذارة سياستك كدولة وحكومة ؟ ... لا شيء يستحق سوى أن الأمر كشف الكم الكارثي من الغباء والحماقات السياسية وجهل القراءة الصحية للأحداث وقصر النظر الأعمى للمستقبل ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم