كثيرا ممن يسافرون للسياحة ويزورون دولا ثم يعودون وهم في غاية السعادة هم في حقيقة الأمر قد خاضوا مغامرة كادت أن تهدد حياتهم دون أن يشعروا ... وليس هذا فحسب بل لو كشفت لهم الحقيقة ستجدهم يشكلون أمامك جبهة معارضة مع عدم استبعاد أن يصفوك بالمضطرب نفسيا ... وبالتأكيد لهم الحق في ذلك لأنهم لا يملكون ثقافة واسعة الإطلاع كونهم ناس غير مهتمين دون إدراك أي عواقب فكان الله سبحانه وتعالى هو من حفظهم وليس ثقافتهم ... لو سألتني شخصيا : أي دولة تراها مناسبة للسفر كسياحة أو كاستقرار أو كاستثمار ؟ ... وهذا سؤال في حقيقته مكون من 3 أسئلة "سياحة - استقرار - استثمار" وكل واحدة ولها واقعها ... لكن بشكل عام برأيي الشخصي وقناعاتي وقولا واحدا : لا أسافر لأي دولة عربية ولا خليجية على الإطلاق لا سياحة ولا استقرار ولا استثمار ... ولو فتحت أرشيف عقلي وخبرني فالأمر بين الدول العربية إما دولة أمنية أنت مراقب لا خصوصية لك أو دولة جرائم وقتل أو دولة فساد أو دولة يعشقون استغلالك بأخلاق مقززة ... ولا هناك أكثر دليل على سجل حقوق الإنسان لكل دولة عربية إلا ما يكتبه وما ينشره الإعلام الدولي عنها + تصنيف القضاء عالميا فيها ومستواها في مؤشرات مدركات الفساد ... وبالتالي هنا لا يمكن أن أجمع كل الشعوب العربية في قمقم واحد بالتأكيد كلا لأن التعميم جهالة وموضوعي خاليا من تلك الجهالة ... وبالتأكيد هناك فئة كبيرة جدا في كل شعب يحمل صفات الكرم والشهامة والأخلاق لكن سجل الدول العربية مع الأسف سجل قذر قذر قذر ... وفي إحصائية "مؤشر السلام العالمي" لعام 2021 يتحدث التقرير عن أكثر دول العالم أمانا وأكثرها خطورة ... فجائت هذه الدول كأكثر دول العالم خطورة وهي "السعودية - مصر - لبنان - فلسطين - اليمن - سوريا - العراق - ليبيا - الصومال - السودان" ... وجائت معها أيضا "روسيا - الكونغو - أفغانستان - جنوب السودان - باكستان" ... وحلت هذه الدولة كدول غير آمنة بدرجة متوسطة أقرب إلى السيئة وهي "تركيا - الهند - إيران" ... وحلت هذا الدول العربية بمستوى جيد أقرب إلى الممتاز وهي "قطر - الكويت - الإمارات" ... وحلت هذه الدول كأكثر دول للسلام والأمان وهي "إيسلندا - نيوزلندا - الدانمارك - سويسرا - النمسا - إيرلندا - كندا - فنلندا" ؟
كل الدول العربية التي تشتهر بالسياحة أو كثرة الزوار أو التي تحقق أرقاما قياسية بعدد زوارها تخفي وزارات داخليتها حقيقة أرقام الجرائم فيها ... وهذه معلومة أنا شخصيا تحققت منها عبر الدخول لمواقعهم الرسمية فكانت أرقاما كالمسرحية السخيفة التي تضحك على عقول المشاهدين ... ودول عربية أخرى أصلا لا تنشر لك أي معلومات عنها كإحصائيات رسمية لأنها تعيش على فكر الستينات وترى أن مثل هذا الأمر هو اختراق لأمنها القومي وكأنها أصلا ليست مخترقة منذ 50 سنة !!! ... ودول كثيرة ما أن تهبط طائرتك في تلك اللحظة فيكون هاتفك تحت المراقبة وقابل للإختراق 100% وفنادق تسجلك صوت وصورة بكاميرات مخفية وفق أحدث ما توصلت إليه تلك التكنولوجيا التجسسية ... ودول تحوّل إليها الكثير من اللاجئين العرب إلى عصابات ومافيا تستهدف السياح بوقاحة وجرائم خطف وابتزاز ودول المخدرات فيها وكأنك تشتري "علبة بيبسي" لكثرة انتشارها ... ودول الشرطة فيها تعيش على الرشوة والفساد وتلفيق التهم بمقابل المال ... ودول فيها الإستثمار استغلال بشع وعمليات نصب واحتيال وكثيرا من تمت سرقتهم في الدول التي تنشط فيها السياحة ... ولا تستغربوا أعزائي القراء ففي مكة المكرمة وفي بيت الله الحرام سهل جدا أن يتم سرقتك وحتى في دولكم ابحثوا كم مرة وقعت حادثة سرقة حذاء أو نعال "أجلكم الله" وكم مرة سرقت سيارات المصلين وكم مسجد تمت سرقته ... أما على صعيد الحكومات فحدث ولا حرج هناك ملايين المطلوبين لكل الدول العربية لأفراد هذا كتب تغريدة وهذا نشر فيديو وذاك قال كلمة ... عرب ومسلمين يطاردون عربا ومسلمين أخرين لكن الخزي والعار أنهم يطاردونهم ببسالة الفرسان وأمام المغردين الأجانب والصحفيين والمحررين والكتاب الأجانب تتحول بسالة الفرسان إلى جبناء ترتعد فرائصهم دون أدنى حياء أو خجل وهذا هو حالنا وهذا واقعنا الذي يفر من مواجهته مئات الملايين منا ... رجالا على بعضنا البعض وإناثا أمام الأجانب ؟
إن السياحة لا يمكن أن تنعم بها إلا في الدول المتقدمة عليك علميا وصناعيا وتكنولوجيا وهنا تتحصل فائدة السياحة من خلال اكتساب ثقافة جديدة واطلاع جديد ... ناهيك عن مستوى النظافة والإحترام والرعاية والمناظر الطبيعية الخلابة واستكشاف ثقافة أمة وشعب واحترام خصوصيتك وضمان حقوقك ... والإستقرار في دولة يجب أن تحتل السمعة الدولية الرفيعة في حقوق الإنسان واحترام خصوصية الناس وتمتلك نظام قضائي يمتلك أعلى نسبة ممكنة من مقومات الشفافية والعدالة لتضمن لك استقرار هانئا مطمئنا في ظل أدنى نسبة من الجرائم بشكل عام ... أما الإستثمار فينجح في الدول التي تضمن حقوق المستثمرين وتحافظ على مصداقية عقودها المسجلة وتضمن سلامة التوثيق وتوفر بيئة عمل آمنة بشفافية حكومية بإغراءات جذب الإستثمار بسيف قوة مكافحة الفساد ... ومن هذه الدول بالإضافة إلى قائمة الدول الأكثر سلاما وأمانا المذكورة أعلاه نضيف "اليابان - كوريا الجنوبية" ... كما أن هناك دول تستطيع أن تستقر بها بل وتؤسس فيها حياتك الخاصة بكل أمان وسلام مثل "جزر القمر - المالديف" كلاهما دول فقيرة جدا لكنها تحتضن شعوبا مسالمة كثيرا ونسبة جرائم متدنية جدا ودائما هذه الدولتين منسيتين في أي تصنيف عالمي ... ابتعد عن الدول العربية فأنت بألف خير وأختار مقولة الشيخ الأزهري "محمد عبده" القائل : ذهبتُ للغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكن لم أجد إسلاما ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم