بعدما استشرى النفاق السياسي في البلاد وبعدما طغى الإرهاب الفكري على مواقع التواصل الإجتماعية وبعدما وصل النفاق الإجتماعي إلى درجة الغثيان والحسرة على ما وصل إليه الكثير من أفراد المجتمع ... أدى كل ذلك إلى أنه قد ساد في المجتمع شخصيات وصل الأمر بالمنافقين والغوغاء والسفهاء إلى تقديس وتعظيم تلك الشخصيات وكأن ذاتهم مصونة لا تمس بالقول أو الفعل ... لذلك خرج هذا الموضوع من بين زحمة الأفاقين والمنافقين والمدلسين ليضع كل في حجمه الطبيعي وأن الدولة محكومة ولها نُظم دستورية وقانونية منظمة لها ولا رمز في البلاد كائنا من كان إلا القيادة السياسية فقط وحصريا المتمثلة بمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده بإجماع أدبيات أهل الكويت وأخلاقياتهم والقيم والمبادئ التي جُبلنا عليها ومن بعدهم اتفاق المحكمة الدستورية العليا ومحاكم التمييز على رمزية سمو أمير البلاد حصرا ... وهذا الموضوع موجها لكشف الحقائق السياسية وليست الشخصية للسيد "أحمد عبدالعزيز السعدون" والذي سنتاوله بالأدلة والأحداث والتصريحات وكم تناقضاته وكشف المستور في تاريخه السياسي ... وإذ تؤكد المدونة على احترام وتقدير كل أفراد أسرة السعدون الكريمة وأن هذه السلسة لا تعنيهم بأي شكل من الأشكال وأن المعني حصريا هو الناشط "التويتري" والمعارض والنائب السابق أحمد السعدون فقط وحصريا ... لذا اقتضى التنويه .
الموضـــــــوع
يقول الكاتب "محمد بوالروايح" : ترتبط "الصنمية" في أذهان كثيرين بصورتها المادية التي تتجلى في الأصنام التي اتخذها الجاهليون أربابا من دون الله والتي عمّرت ردحا من الزمن إلى أن انتهت وانتهى عُبّادها غير مأسوف عليهم بعد أن انتشرت أنوار الهداية التي كسرت أغلال العقل وأعادت الإنسان إلى الفطرة التي نكص عنها طوعا أم كرها وللصنمية في الحقيقة صور أخرى غير هذه الصورة المادية ومنها الصنمية الفكرية في صورة الآراء الفكرية التي يحاول من يتولونها ويتبنونها من الأتباع تقديمها على أنها قمة الفكر ومنتهى النظر وقد يغالي بعضهم أكثر من ذلك فيحيطونها بهالة من القداسة لا تنبغي إلا لأهل الرسالة تجعلها منزهة عن الخطأ لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها "انتهى الإقتباس" ... ومن الواضح أن هناك نرجسية مفرطة إلى درجة أعمت أصحابها ممن يعتقدون أن الله ما خلق سواهم ... لا يخطؤون لا يزلّون هم دايما وأبدا على صواب وكل من حولهم على خطأ كل الناس لديهم عيوب إلا هم ملائكة الله على الأرض ... يتوجسون من كل رأي ونصيحة فينفخ في صدورهم إبليس اللعين فيزيدهم ظلمة وعتمة في نفوسهم وعيونهم فتتملكهم النرجسية المفرطة فينظرون للرأي وللنصح بنظرة الريبة والشك ... لا أحد يفهم ولو كان كبير القضاة وحاكم البلاد ودهاة والفكر والثقافة لا أحد يرى مثلما يرى هم ولا أحد يعرف مصلحة الأمة سواهم ... ولا يُسمح لأحد من قطعانهم وأتباعهم من مطايا "العبودية الطوعية" أن يصل إلى المقام العالي لأصحاب "الصنمية الفكرية" التي تخشبت عقولهم وأُعمِيت بصائرهم ... وعلى الجانب الأخر هناك حالة قد استشرت منذ عقود طويلة وهي "الحالة الصنمية" وهي تقديم الرعاع والغوغاء من العوام لشرذمة من أفراد المجتمع سواء كانوا "سياسيين - فنانين - لاعبين" إلخ على أنهم حالة استثنائية وعظماء لم يسبق للبشرية أن أنجبت أحدا مثلهم قط ... وهذه الحالة مصدرها هشاشة شخصية الفرد نفسه وسطحية عقله والفقر الشديد في العِلم والثقافة والإطلاع ... وهذه الشرذمة سهل اختطافها وتحييدها وفصلها عن الواقع وتوظيفها وسلب إرادتها ومن ثم تطويعها لتصبح هذه الشرذمة أصوات ناعقة كالغربان في النهار وهمس الشياطين في الليل ... فهم لا يقرؤون وإن قرؤوا لا يفهمون وإن فهموا يتخبطون ولذلك فهم لا يستخدمون عقولهم التي وهبها الخالق عز وجل للجميع بالمجـــــان كلا وأبدا بل يذهبون قفزا إلى مرحلة ألا وعي ألا إدراك ... أي توجههم إلى حيثما شئت وقتما شئت في أي اتجاه شئت أي لا فرق بينهم وبين أي قطيع من دواب الأرض على الإطلاق ؟
لو أخذت "الصنمية الفكرية" ووضعتها بمقارنة مع "الحالة الصنمية" ستتضح لك تماما صورة المشهد السياسي في الكويت وتلك مفارقة غريبة وعجيبة في نفس الوقت ... وقد قرأت مقولة بليغة على الإنترنت "مجهولة المصدر" تقول "الناس أسئلة والأيام إجابات" ... ولأني كمتابع وراصد قد أدهشني هذا التطابق الذي يرقى إلى إجابات الأيام التي تأتينا يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة وبعد سنة فتتكشف حقيقة أفراد سواء على الصعيد الشخصي أو العام أو السياسي وما إلى ذلك ... كيف صنع الرعاع والغوغاء من مطايا "الحالة الصنمية" هالة وقدسية لأصحاب "الصنمية الفكرية" !!! ... تقديس وصل إلى رفع الشخصيات السياسية من أفراد المجتمع العاديين إلى منزلة الرمز والمناضل الوطني !!! ... مع أنك في الكويت أي لا وجود للنضال أصلا وليست في دول عربية تاريخ طغيانها أشهر من نار على علم ولست في مصر ولا العراق ولا السعودية ولا سوريا ولا الصين ولا في كوريا الشمالية ولا في إيران ولا في باكستان ولا ولا !!! ... وكيف هذه الزمرة الشيطانية التي ظلت لأكثر من 10 سنوات وهي تطعن في الكويت وشعبها بوحشية الفجور في الخصومة إلى درجة ترقى إلى عمى البصائر ... ومطايا "الحالة الصنمية" تنشر الإشاعات والأكاذيب والإفتراءات دون أدنى خوف من الله عز وجل ودون أي ضمير أخلاقي ووطني وإنساني ... إشاعات لم تستثني أحدا وممارسات ومظاهرات نالت وطالت الدستور والقانون والمقام السامي لسمو أمير البلاد وضرب السلطة القضائية والتشكيك بنزاهتهم وضرب السلطة التنفيذية وضرب السلطة التشريعية لم تبقى سلطة ولم ينالها أذاهم ... بدليل أن سمو الأمير الراحل "صباح الأحمد" طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته قد قال بتاريخ 26-6-2014 : ما يجري ليس أمراً عفوياً أو وليد الساعة بل جزء من مخطط مدروس يهدف إلى هدم كيان الدولة ودستورها ... وكعادة الأوغاد والأنذال وعبدة الشيطان في مسلكهم وسلوكهم فقد أشاعوا كذبا وبهتانا بأن "المعارضة" خارج الساحة السياسية طيلة 8 سنوات ... وهذا تدليسا وقلبا للحقائق وتظليلا لأصحاب العقول المتواضعة بل كانوا موجودين ينشرون الأكاذيب والإشاعات وبالمئات كانت تستهدف ضرب الروح المعنوية للشعب وإيهامه وإيهام الخارج أن الكويت أصبحت مثل العراق مثل الصومال وباتت قاب قوسين أو أدنى من كولومبيا ابان عهد تاجر المخدرات والإرهابي "بابلو أسكوبار" !!! ... ونالوا ضربا وتشويها لشخص رئيس مجلس الأمة "مرزوق الغانم" أكرر لشخصه أي عداء شخصي وفجور شخصي وأحقاد شخصية ... وكيف لا وهم المحترفين بالإساءة والتشويه فقد سبق ذلك تشويه وضرب رئيس الحكومة السابق الشيخ "صباح الخالد" ومن قبله الشيخ "جابر المبارك" ومن قبله الشيخ "ناصر المحمد" وقائمة طويلة من قياديين الدولة "ما شاءالله كلهم فاشلين وفاسدين بس أحمد السعدون وشرذمته الأطهار الأنقياء" !!! ... كلها أدلة واقعية تثبت أن العداء شخصي صرف ومتأصل فيهم وليست المسألة كما كذبوا أنها مسألة إصلاح ومكافحة فساد وبالتأكيد ليس للعمل السياسي شأن في مسلكهم الشيطاني ؟
الحقيقة التي ظللوا بها المغفلين
المعارضة كان لديها عداء شخصي مع أمير البلاد الراحل "صباح الأحمد" أكرر عداء شخصي وليس عداء سياسي كما يقولون كعادتهم بالكذب والتدليس والإفتراء وهذا الثابت من الحملات الملعونة والتغريدات القديمة والتي أحتفظ بالكثير منها نصا وإسما وتاريخا لأصحابها وبجنون ووحشية ما قالوا وما كتبوا آنذاك ... والمقام السامي لا يُعادى بطبيعة عمله وبحكم منصبه ووقاره لأنه مُحصّن دستوريا وقانونيا ومن قبلهم مُحصن أخلاقيا وعُرفا لدى كل كويتي وكويتية يملكون ولاء للدولة ولنظام الحكم بأخلاقيات جبل عليها الشعب الكويتي ... وتحضرني ذاكرتي آنذاك أني قد كتبت جملة قلت فيها "إن وصلت بكم قلة الأدب والتطاول على المقام السامي فمن بعده ستحترمون وستوقرون في الكويت" !!! ... أي إن سقطت هيبة أمير البلاد فهل لك أن تتخيل كيف سيصبح الوضع العام في الكويت من انحطاط ووضاعة لا قاع لها ؟ ... بديل كم التطاول وكم التشويه وكم الأكاذيب وكم الإشاعات التي نالت سمو أمير البلاد ورؤساء حكوماته ووزراؤه بعداء شخصي لم تشهد الكويت له مثيلا من قبل إلا في معارضة الأربعينات الخائنة التي كانت تطالب بضم الكويت للعراق جهارا نهارا وإسقاط حكم البلاد ... وبدليل أخر عقدت "المعارضة الفاجرة" مؤتمرها تحت عنوان "الإصلاح السياسي" بتاريخ 11-4-2011 والتي كانت تستهدف تعديل وتنقيح الدستور الكويتي ... لكن بطبيعة الحال كانت تعديلات تستهدف ضرب الأسرة الحاكمة وضرب صلاحيات أمير البلاد وتحجيمه دستوريا ... راجع موضوع "كشف عورة البيان الإصلاحي للمعارضة المزعومة" المنشور على المدونة بتاريخ 13-4-2014 ستقرؤون فيه عجب العجاب ... وكعادتهم في الكذب والتزوير والتدليس وقلب الحقائق أشاعوا أن الكويت في ظل مرسوم الضرورة لـ "الصوت الواحد" والذي خرجت فكرته من هذه المدونة بتاريخ 6-2-2011 في موضوع "الكويت دائرة واحدة وصوت واحد" والمكون من 4 أجزاء أصبحت دولة فساد ونظام حكم الفرد مع أن هذا كله غير صحيح جملة وتفصيلا ؟
لقد أشاعوا بأن الكويت في ظل الصوت الواحد قد استشرى فيها الفساد والسرقات ونهب المال العام وما إلى ذلك ... وأنا أسأل وأوجه سؤالي للناشطين السياسيين والمتابعين ولكبار السن بحكم أنهم عايشوا حقبات زمنية عديدة : ماذا كانت الكويت قبل مرسوم الصوت الواحد في 2012 وتحصينه دستوريا في 2013 ؟ ... هل كانت دولة ملائكية لا يوجد فيها فساد !!! ... أخبروني وأخبروا كل من يهمه شأن الكويت كم مستشفى كانت لدينا اليس أخر مستشفى تم بناؤه في الكويت كان مستشفى مبارك في سنة 1982 ؟ وكم طريق وكم شارع وكم منطقة وكم محطة كهرباء وكم مواقع استراتيجية للمياه وماذا كانت المشاريع النفطية وكم مسرحا وناديا وملعبا وصالة وكم عدد وزارات وهيئات الدولة التي كانت تقع في عقارات مؤجرة ؟ وكم مدرسة وكم جامعة ؟ ... هاتوا لغة الأرقام وأدلة الواقع لتتحدث وتفصل بيني وبينكم لا حديث وهرطقة سفهاء وحمقى عُميت بصائرهم عن الحق ... ومن تحرير الكويت في 1992 وحتى 2006 أي 14 سنة هاتوا وأخبرونا كم مؤتمر دولي أقيم في الكويت ؟ ولا مؤتمر باستثناء مؤتمر القمة الخليجية أي مؤتمر إقليمي معتاد ... وأخبروني كيف كان الفساد في الكويت قبل الصوت الواحد ؟ من كان يوفر الحماية والغطاء البرلماني للص الهارب "فهد الرجعان" ومن تواطأ وخان الشعب في قانون المديونيات الصعبة في مجلس 1992 ؟ ولماذا لم يلجأ أي عضو من أعضاء مجلس 1992 بكل أسمائهم الرنانة الطنانة إلى المحكمة الدستورية العليا لإبطال قانون المديونيات الصعبة بما فيهم أحمد السعدون الذي كان وقتها عضوا ورئيسا للبرلمان ؟ ... وعلى طريقكم ليخبرنا أحمد السعدون وشرذمة المعارضة من هم الأعضاء الذين تلقوا "رشوة الجنسية الكويتية" لأقاربهم وكم كانت أعدادهم ؟ وكذاب ثم كذاب ثم كذاب من يقول لا أعرفهم لا أعلم عنهم شيئا ... والشرفاء الذين يدّعون مكافحة الفساد من كبار شخصيات المعارضة أخبروا الشعب إن كان فيكم من يجرؤ أن يتحدث كيف "بر مشرف" أراضي الدولة تحت سلطة أملاك الدولة تتحول بقدرة قادر إلى مناطق "الصديق - الزهراء - السلام - الشهداء" لمصلحة من ولماذا سكتم ؟ ... وقبلها ليخبرنا أحمد السعدون السياسي القديم كيف تحولت أراضي أملاك الدولة في "ميدان حولي والنقرة" والتي كانت تعرف بـ "بيوت البلدية" المخصصة للكويتيين حصرا كيف تحولت إلى عقارات بأسماء أفراد وفي عهد أحمد السعدون نفسه فلم سكت وصمت صمت أهل القبور عن هذا الفساد ؟ ... كلها وقائع وأكثر من ذلك بكثير حدث وحدثت وزعيم المعارضة "أحمد السعدون" كان شاهدا على ذلك هو ورفاقه وكذب ثم كذب من ينكر ذلك كل شيء يعرفونه لكنهم يتحدثون فيما يريدون ويحجبون عنكم ما لا يريدونه لتظليل الحمقى والمغرر بهم ... وعلى طريقكم أخبروا ضحاياكم من مرضى "الحالة الصنمية" كيف كان نواب مجلس الأمة فاسدين فجمعوا ما بين عضوية مجلس الأمة وما بين تجارتهم بشكل مباشر أو سماسرة بعمولات بخضوع مطلق من الوزراء والحكومات آنذاك ؟ فحققوا ثروات مهولة من بوابة عضوية مجلس الأمة ... هل هذه أيضا أحمد السعدون لا يعلم عنها شيئا أم أنه كان شريكا مع العضو التاجر "محمد الصقر" في "الفحم المكلسن والمدينة الإعلامية" وغيرها وما خفي كان أعظم ... ولماذا الشريف النزيه زعيم المعارضة أحمد السعدون رفض وبقوة حل قضية البدون في مجلس 1986 ؟ وكيف تحالف مع التجار ووقف رافضا بشكل شرس لإسقاط الديون عن الكويتيين أو حتى إسقاط فوائدها في مجلس 2008 ورفض أيضا السماح بعمل الكويتيين بوظيفتين لتحسين دخلهم ... ولأن زعيم المعارضة أحمد السعدون كان صديقا مقربا من سمو ولي العهد ورئيس الحكومة الراحل "سعد العبدالله" فبالتأكيد كانت كل الأمور بخير وطيبه حتى ولو رميت في وجهه 100 ملف فساد لأن المصلحة تغلب القيم والمبادئ الشريفة ... تماما مثل مصلحة "كرسي رئاسة مجلس الأمة" أعمت الرجل ذو الـ 88 عاما فركل أصحابه ومطاياه وتنكر لكل مبادئه وتصريحاته وأعلن خوض الإنتخابات البرلمانية 2022 ... وفق الصوت الواحد الذي هو حسب زعم السعدون "شرعنة للفساد" وبذلك أحمد السعدون يدين أحمد السعدون نفسه ويضعه في قالب الفساد والمفسدين ؟
ليعلم كل كويتي وكويتية وكل ناخب وناخبة أن لا أحد أكرر بالمطلق لا أحد من أي أعضاء مجالس الأمة منذ مجلس 1962 وحتى المجلس القادم 2022 له فضلا على الكويت وشعبها ... ولا يوجد تيار سياسي ولا توجد كتلة سياسية لها أي فضل على الكويت وأهلها وهذه المعلومة أرميها للجميع فقط حتى لا يخرج كائنا من يكون فينسب فضلا كاذبا لا وجود له وليس له أساسا من الصحة أصلا ... إنما العمل البرلماني هو عمل جماعي وليس عمل فردي يتم وفق صفقات سياسية ما بين الأعضاء والأعضاء أنفسهم ثم ما بين الأعضاء والحكومة من جهة أخرى ... والنقطة الأخرى التي يجب أن تنتبهوا لها هي أن كل رئيس مجلس أمة أيا كان إسمه أكرر "رئيس المجلس" فهذا عضو رئيس أي عضو جاء لكرسي الرئاسة حصــــرا ومن يأتي لكرسي الرئاسة حتما وبالتأكيد ستكتشف بسهولة أن نشاطه التشريعي فقير جدا وإنجازاته متواضعة ... مقابل ذلك فهو يقود مجلس الأمة وفق إدارة تتماشى مع متطلبات كل وأي مرحلة بما يتسق ويتوافق مع خط سير نظام الحكم ... لتكون المحصلة والنتيجة أنه كعضو فقد قدرته على الرقابة والتشريع وممارسة دوره بنسبة 90% لتتحول هذه النسبة الـ 90% إلى إدارة مجلس الأمة سياسيا وإداريا وبروتوكوليا فيصبح عضوا مُشرّعا بنسبة لا تتجاوز 10% كأفضل الأحوال ... تماما مثل الأعضاء الذين يصلون إلى كرسي البرلمان ومن ثم يديرون ظهورهم لناخبيهم ويوافقوا على "التوزير" فيصبحوا وزراء في الحكومة فتسقط كل وعودهم وكل برامجهم الإنتخابية بنسبة 100% وهذا احتيالا بلا شك ... فلا رئيس مجلس الأمة كان قريبا من ناخبيه ومن الشارع فعليا ولا أعضاء البرلمان الذين أصبحوا وزراء نفعوا ناخبيهم بشيء ... بمعنى أن الأعضاء بعدما يصلون من خلالكم للبرلمان تلقائيا تذوب وعودهم الإنتخابية لأني أنا كناخب لم أنتخبك لتكون أنت رئيسا للبرلمان ولا أنت وزيرا لصناعة أمجادكم الشخصية على حسابي أنا وغيري ... بل انتخبتك لتمارس الدور الرقابي أولا ثم الدور التشريعي ثانيا وكشف الفساد والفاسدين وتطوير التشريعات التي تمنع وصول الفاسدين إلى سدة القرار التشريعي في البلاد ... والأهم توفير أقصى درجات الهدوء السياسي وتوحيد الشعب وليس تمزيقه ولا إضاعة الوقت في ممارسات لا ترقى إلا كونها ممارسات مراهقين سياسة لا أكثر ... وفي كل هذه الفوضى فمن الطبيعي أن تجد المجتمع بمعظمه يعاني من أزمة وعي حقيقية ؟
في الجزء الثاني : فتح ملف التاريخ السياسي القـــذر
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم