الهوية الوطنية للدولة للمجتمع تمثل الشعب وتاريخه وتاريخ أرضه ... فإن كانت الهوية الشخصية هي ما تميزك كفرد بين الشعب فإن الهوية الوطنية تميز دولتك ما بين الدول والأمم والشعوب ... هويتك الوطنية هي مرجعيتك ومفخرتك ليس لك كإنسان كمواطن فحسب بل مفخرة لدولتك ولأجيالها ... تلك الهوية الكويتية التي كانت مدرسة حقيقية في منطقة دول الخليج اندثرت وانتهت ولم يبقى منها سوى نفاق هنا وكذبا هناك ... تتغنى الحكومات بخطاباتها بالهوية الوطنية وكلها أكاذيب وترهات ومجالس أمة سرقت الشارع فسحقت الهوية الوطنية سنة بعد سنة حتى تحول الأصل إلى تقليد وضيع ... أين الفن الكويتي الأصيل ؟ أين الطرب الكويتي العريق ؟ أين الرسامين والنحاتين الكويتيين ؟ أين الرياضة الكويتية ؟ أين مجالس الثقافة الكويتية ؟ أين الصالونات النقاشية الثقافية ؟ أين المهرجانات والإحتفالات الكويتية ؟ أين الفرق الشعبية والترويح السياحي ؟ أين سلاح الإعلام الكويتي ؟ أين طابع العمارة الكويتي ؟ أين وأين وأين ... ضاعت هويتنا ولم يبقى منها سوى هرطقات وأكاذيب يسطرونها على الجيل الحالي من الشباب والذين الشباب هم أنفسهم يعلمون أن حكوماتهم وإعلامهم ومجتمعهم يكذبون دون أدنى خجل أو حياء ؟
لو أجريت مسحا سريعا على الوطن العربي فلن تجد دولا عربية متمسكة بهويتها الوطنية إلا "المغرب - العراق - مصر - سوريا - عُمان - اليمن" فقط ... أما الباقي فقد دمروا تاريخهم ونفضوا وتنكروا لتاريخهم القديم فتحولت عمارتهم الأصلية إلى الحداثة وهدم معظم المباني الأثرية ... modern يا حبيبي modern خلاص زمن جدك وجدي انتهى !!! ... الطبيعي أن زمنهم قد انتهى لكن ما دخل أثرهم التاريخي حتى لا تتمسك به وما دخل هويتك الوطنية حتى تتنكر لها وكأنها وصمة عار !!! ... انظر لأهل المغرب لا يزالون لا يعتزون بل يفتخرون بتصميم المباني على الطراز المغربي القديم وحتى فرش المنزل لا يمكن أن يكون إلا وفق الطراز المغربي العريق والقديم بل وحتى أوانيهم لا تزال الأواني التاريخية ... وانظر للعراق لا تزال مبانيهم ترتبط بتصميم المباني العراقية القديمة ولا تزال ثقافة الطعام لديهم هي كما هي منذ عشرات ومئات السنين لم تتغير ولم تتأثر بالخارج ... وانظر لسلطنة عمان كيف لديهم اعتزاز فاخر بثقافتهم العمانية القديمة من حيث اللبس والمباني والعمارة والثقافة الموسيقية ... وخذ وقس على ذلك وتفحص وابحث بعمق فلسوف تكتشف عجب العجاب دون النظر مطلقا للفقر في تلك الدول ودون النظر للحالة الإقتصادية لحكوماتهم ؟
أين فرقة التلفزيون الكويتية ألم تكن إحدى أهم بصمات الهوية الوطنية الكويتية ؟ ... ألم يكن تاريخ 26-10-2004 يوم الفخر للكويت وشعبها يوم سمحت الأمم المتحدة لأول مرة بأن تقام في قلب قاعتها الرئيسية في نيويورك حفل موسيقي من قبل فرقة التلفزيون لدولة الكويت ؟ ... أين الصحافة الكويتية وجرأة طرحها للمواضيع الإجتماعية والسياسية والفنية بل وصراعاتها مع الحكومة ؟ ... أين الأعمال الدرامية الكويتية التي لم تكن تتوقف من إنتاج مباشر ورئيسي لتلفزيون الكويت ؟ ... أين فرقة الإذاعة التي كانت تسجل في كل سنة أكثر من 500 لحن وأغنية لمجموعة هواة وفنانين كويتيين وخليجيين وعرب ؟ ... أين المجلات الثقافية الكويتية التي كانت تقدم تقارير عن كل مجتمعات الوطن العربي بتفاصيل مثيرة ؟ ... كيف اختفت الفرق الشعبية الكويتية وتم إهانتها وسحقها بزعم حرمة الغناء والطرب بترهات تجار الدين وسيطرة الأحزاب الإسلامية ؟ ... أين مشاركات الكويت الثقافية والسياسية والإقتصادية والشعبية والفنية في الخارج ؟ ... كيف تحولت وزارة الإعلام من مركز الإبداع الوطني وتنوع البصمات الوطنية إلى مجرد وزارة بفكر modern لتحسب نفسها أنها تدير قنوات فضائية خاصة وليست قنوات دولة لها تاريخ مرعب في الفن والسياسة والإقتصاد ؟ ... كيف تحول كل رأي جريء إلى مشانق يجب أن يعلق عليها أصحاب الفكر والرؤيا ... أين المسرح السياسي الجريء أين المسرح الذي كان يسطر نصوص اللغة العربية بإبهار لا مثيل له ؟ ... أين برامج الأطفال التي كانت أساس راسخ في صلب التعليم المجتمعي في الدولة ؟ ... أين الإحتفالات والبرامج الوطنية التي كانت تعزز روح المواطنة وتعزز الوحدة الوطنية ؟ ... أين عظمة الفرقة الموسيقية للجيش الكويتي التي كانت تجوب العالم محققة إنجازات باسم الكويت ؟ ... كيف تحولت المنازل الحكومية التي تبنيها الهيئة العامة للرعاية السكنية إلى "تلوث بصري" بتصميمات منازل حكومية خالية من الروح الكويتية ؟ ... كيف هذا البرود والإهمال لإعادة بناء وترميم "سوق المباركية" وكأنه سوق عادي لينتهي ترميمه بعد سنه بعد سنتين لا مشكلة في ذلك !!! ... كيف أصبح منتخب الكويت مهزلة في قلب المجتمع الكويتي قبل أن يكون سخرية للخارج ؟ ... كيف المجتمع اليوم متأثر بالسعودية ومن قبله تأثر بالعراق وقبله تأثر بمصر أأنتم مجانين لا تدركون عظيم ثروتكم الوطنية والتاريخية التي تملكونها ؟
يجب إعادة إحياء الهوية الوطنية رغما عن أنف شاء من شاء وأبى من أبى ... ويجب رصد ميزانية سنوية لا تقل عن 5 مليار دينار كويتي تخصص فقط لكل ما من شأنه إعادة إحياء الهوية الوطنية الكويتية بحضرها بقبائلها بكل أطيافها ... دون النظر بالمطلق لعواء تجار الوطنية في مجلس الأمة ودون النظر لوزراء جبناء يخافون على كراسيهم أكثر من خوفهم على هوية الكويت الوطنية ... يجب أن تحدث ثورة وانقلاب على الجميع وفوق رؤوس الجميع لتعود الهوية الوطنية إلى سابق عهدها وأكثر ... يجب صوت الكويت أن يعود مؤثرا قويا كما كان في الماضي ... يجب تفكيك عصابات الفن والموسيقى والتمثيل ... يجب ولادة ودعم جيل جديد من الفنانين الكويتيين في مختلف المجالات الفنية بلا استثناء ... يجب إعادة إحياء الفرق الشعبية الكويتية ... يجب إعادة إحياء فن الرسم في الشوارع والطرقات ... يجب إعادة إحياء أكثر من 50 حديقة عامة وفق أعلى المستويات لتتحول إلى مدن ترفيهية وسياحية ... يجب إنشاء ما لا يقل عن 20 فندق جديد ذوو تصنيف لا يقل عن 5 نجوم ... يجب تصميم المنازل الحكومية للدولة بأن تأخذ طابع الهوية الكويتية ... يجب إعادة فرض جمال العباءة الكويتية القديمة بل وتقديم جوائز لأفضل التصاميم لها ... يجب إعادة إحياء جمال البرقع الكويتي وليس النقاب السعودي ... يجب إعادة إحياء اللهجة الكويتية وجعلها مادة رئيسية "نجاح - سقوط" في مناهج وزارة التربية في المرحلة "المتوسطة والثانوية" ... يجب فرض مادة الأخلاق كمادة رئيسية "نجاح - سقوط" من رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة ... يجب إعادة مادة الخط العربي كمادة أساسية "نجاح - سقوط" ... يجب إعادة تعزيز اللهجة الكويتية واللغة العربية والمواطنة الشعبية في مناهج التعليم ومن لا ينجح من أبنائكم "عساه ما نجح" خل ينثبر ولا يطلع لنا باجر واحد تافه فاشل حتى ما يعرف "أ ب ت ث" بالكويت ... يجب تفكيك حثالة التيارات الإسلامية وما أفسدوه في الدولة والمجتمع منذ عقود ... يجب أن يعود الشعب الكويتية إلى وطنيته وثقته بوطنه وثقته بحكومته ... يجب تفكيك السياسة الشعبية وتغييرها وفصل الشعب عن أعضاء البرلمان من الكذابين والأفاقين والمزورين والمرتشين والشرفاء منهم أيضا ... يجب أن يفتخر كل كويتي وكويتية باللباس الوطني للدولة وتاريخها ... من يريد شعب وطني يتمسك بالهوية الوطنية ويعزز الهوية الوطنية ويتدخل فورا ضد كل من يريد التأثير على الهوية الوطنية ... ابحثوا عمن ضيّع هويتنا الوطنية وكيف كنا وكيف أصبحنا وما هو مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأجيالنا القادمة ... حتى لا تأتي أجيال لا تحترمكم ولا توقركم بل وتلعنكم في زمانكم هذا يوم سكت الجميع في وطنه وعن هويته الوطنية ... يوم استهترت الحكومات ومجالس الأمة بالأمانة الوطنية ودخلوا في صراعات الأطفال وصبية الشوارع ... يوم أصبح الكثير يأكل من خير الكويت وولاؤه وقلبه مع دول إقليمية ... أفيقوا من سباتكم السخيف قبل أن يأتي يوما عندما يبكي الرجال ستبصق النساء في وجوههم لأنهم لم يحافظوا على هويتهم الوطنية كالرجال ... يا سادة الهوية الوطنية ليست جنسية وبطاقة مدنية ووظيفة وراتب فقط بل عشق لهذه الأرض وترابها وولاء لا ينفك إلا بالموت ... ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم