قال ربكم سبحانه وتعالى قبل 1.400 سنة الأية الكريمة في سورة يونس { وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون } ... والغفلة هنا تحمل أمرين إما غفلة من فرط هموم الحياة ومشقتها أو من فرط اللهو والعبث والفجور ... وأنا القارئ للتاريخ ومن قلّب في دفاتر الأمم والشعوب والحضارات والأديان سأقول لكم وأصارحكم بواقع وحقائق أظن غالبيتكم تجهلونها أو غفلتم عنها فعوا واقرؤوا جيدا ما هو قادم عل وعسى أكون سببا بلفت انتباهكم لما هو أهم وأخطر وأنتم عنه غافلون ... إن اليوم وفي زمانكم في 2024 أستطيع أن أؤكد لكم جميعكم أنكم قد بلغتم من عظمة الحياة ما لم يسبقكم إليها أحدا من قبل قط في كل التاريخ البشري ... بمعنى حياتكم اليوم هي أفضل بمليون مرة من حياة الأنبياء والرسل وملوك الأرض في زمانهم ... وتتنعمون بالتكييف والعلاج والتعليم والسيارات وكم الأسواق والجمعيات التعاونية وملايين من أصناف منتجات الطعام والشراب والفواكه والخضروات والحلويات والملابس والمستلزمات المنزلية إلخ ... وتسافرون وتتنقلون بين قارات الأرض بكل أريحية وفخامة حتى من فرط الترف السفن التي كانت مخصصة للحروب ونقل البضائع أصبحت "كروز" سفنا للسياحة والترفيه لأقصى درجة ... وفي غفلة من كل هذا يزداد الأثرياء ثراء ويزداد الفقراء فقرا وكل الشعوب العربية وقفت تتفرج على مجازر قتل وإبادة المسلمين في "سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان واليوم في غزة" ... لا بل اليوم الكثير من الأعراب الخونة والعملاء يناصرون قلبا وقالبا الكيان الصهيوني اللقيط دون أدنى خجل أو حياء حتى من ربهم ودينهم وشريعتهم وأمتهم ؟
أقول ما سبق وقد صنعوا منكم أمة ذليلة جبانة خاضعة وقيّدوكم بوسائل الترفيه والترف والبذخ والإسراف "حفلات - مباريات - مهرجانات - احتفالات وفعاليات - إلخ" ... حتى وصلت الأمور بالتبذير الفاحش الخالي من الأخلاق والتواضع بنقل السيارات الفارهة لبلاد الغرب حتى يتفاخر "الكويتي والسعودي والقطري والإماراتي" أمام الجميع برسالة "انظروا أنا غني أنا فاحش الثراء أنا من الأسر المهمة في وطني" !!! ... وظنت الحكومات المتقدمة التي تملك وبيدها الإنترنت والتكنولوجيا التي لا حدود لها أنهم سيطروا على البشرية ... وأنهم نجحوا باختراق هواتف كائنا من يكون حتى أقمارهم الصناعية تسجل كل ما يحدث على أراضينا ... وسيطرت مواقع التواصل الإجتماعية على الأجيال فنجحت نجاحا باهرا بكشف الأستار وهتاك أسرار البيوت فأصبحت العورات تتوزع وتتناثر جهارا نهارا ويشاهدها الجميع دون أدنى عناء ... حتى أصبح العالم بمشهده الواقعي الحالي أن الرجال يحتشمون والنساء عاريات في شوارع أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وفي شرق أسيا وفي معظم الدول العربية والإسلامية ... والجنس مقابل المال أصبح يعرض ويقدم دون خوف ودون أدنى حياء لا بل وفي بعض الدول القانون يحميهم ... وقد كشفت "حرب غزة" واقع وحقيقة العالم القذر الذي نعيش فيه من خلال دولا وحكومات عاشت تكذب لعقود على المغفلين على أنها دولا ترعى الإنسانية وتحمي القيم السامية وإذ بأقنعتها تتساقط فتظهر وجوه الشياطين والملاعين فاخذوا ثم احذروا مما هو قادم وإني والله لأرى ما لا ترونه ؟
عندما ضربت العالم وكل البشرية جائحة "كوفيد 19 - كورونا" والتي تصنف على أنها أكبر جائحة ضربت أمم وشعوب الأرض في كل التاريخ البشري بعدد إصابات تجاوزت أكثر من 800 مليون نسمة ووفاة أكثر من 7 ملايين نسمة ... وخسائر اقتصادية تجاوزت أكثر من 15 تريليون دولار بحسب التصريح الرسمي لمدير صندوق النقد الدولي "جيفري أوكاموتو" في 21-7-2021 ... وكانت "كورونا" بمثابة إنـــــذاراََ ورسالة للبشرية حتى تعيد مراجعة ذاتها دولا وحكومات وشعوب وبعد ان انتهت الجائحة عادت كل البشرية إلى ما كانوا عليه بل وازدادوا جنونا وتمردا وفحشا من أجل المال أو المظاهر ... واليوم وبتاريخ هذه السطور فإني أحذر الجميع : أن الإنسان اليوم قد وصل لدرجة من الإنحطاط الأخلاقي الذي لم ولن تصل إليها حتى الحيوانات ... وإذ أنبهكم وأحذركم أن الله سبحانه وتعالى قد وعدكم وحذركم إن وصلتم إلى ما وصلتكم إليه من نرجسية مفرطة وتكبر عظيم وتباهي بحياتكم وبصناعاتكم وتقدمكم فإن ضربة السماء قادمة قادمة قادمة ولا عذرا للجاهلين ولا الغافلين ... { إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينّت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } يونس ... واحذروا من هذه الفقرة التي فيها وعدا مؤكدا لا لبس ولا شك فيه مطلقا لأهل الأرض خصيصا وحصريا { وظن أهلها أنهم قادرون عليها } ... وهذه المرحلة التي تعيشونها اليوم في زمانكم ظنا في كل نفس منكم واعتقادا بكل حكومة في العالم وظنا بكل أثرياء الدنيا أنكم وصلتم للقدرة والقوة في العلم والصناعات والإختراقات الأمنية والتكنولوجيا بعظمتها وجنونها والتطور ألا محدود ... حتى أصبحت القوانين في كل دول العالم وحتى ما بين كل حكومات العلم تطبق حسب المزاج وحسب من يملك القوة أكثر ... كل هذا السفه من الغرور والنرجسية ظن الإنسان في خلده وفي قناعاته أنه قادرا ويستطيع أن يفعل ما يشاء ... لكن الحقيقة هي أن الإنسان هو من صنع أقداره ومهد لنفسه أسباب الهلاك والبلاء القادم ... فأدركوا أنفسكم وراجعوا ذاتكم واستعدوا لما هو قادم فإن الله ضربا من الخيال والمستحيل أن يترك الإنسان يعربد ويفسد في الأرض دون حساب ولا عقاب قبل يوم القيامة ... بل سيضرب المؤمنين بالملاحدة والكافرين وسيهلك أمما وشعوبا على يد أبنائها من "صِبية الحُكام" ومن أرذل أقوامهم من شراذم الرويبضة والإمعة والساقطين وأنتم في أخر الزمـــــان بأدلته وبراهينه نحن في أخر الزمـــــان ... فاختاروا طريقكم اليوم وبإرادتكم ولا سلطان فوق رؤوسكم وليتحمل الجميع تبعات قراره في الدنيا قبل الأخرة ... والنوازل والإبتلاءات العظيمة قادمة ثم قادمة شئتم أم أبيتكم والإنسان الحمـــــار هو من لا يتعظ من أهل القبور ممن كانوا أسياد الدنيا في وقتها وفي زمانهم ... ألا هل بلغت اللهم فاشهد ؟
دمتم بود ...
إقــــــرأ
البشرية فعلا بحاجة عقاب السماء ؟
https://q8-2009.blogspot.com/2021/12/blog-post.html