لا شك أن حجم ووضع المملكة العربية السعودية اليوم أصبح ذو هالة لا يستهان بها على الإطلاق من الناحية الاقتصادية والسياسية ونوعا ما من الناحية العسكرية وهذا الأمر لم يأتي بمحض الصدفة .
لكن ؟
في ظل هذه الظروف الإقليمية الاستثنائية للغاية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وقطار التغيير الذي تحدثه الشعوب بمخطط موضوع ومدروس ( خارجي ) والتذكير بجملة ( شرق أوسط جديد ) والذي كان وقتها مدعاة سخرية من قبل سياسيين وإعلاميين ومثقفين العالم العربي آنذاك ... فقد تحول الأمر من الهزل إلى الجدل ومن الجدل إلى الواقع ومن الواقع إلى الحقائق ومن الحقائق إلى الفضائح ورويدا رويدا حتى تيقنا وتأكدنا بهشاشة وحجم الضعف العالم العربي متمثلا بدول وحكومات وحكام لم يكونوا سوى أسود ولكن على شكل كراتين ، وكل ما كان كان متمثلا بحجم وقوة أجهزتهم الأمنية التي كانت لا تدافع عن الشعب والوطن بقدر ما كانت مسخرة لأمن وحماية الحاكم ونظامه بشكل مطلق ؟
المملكة العربية السعودية لها خصوصيتها وظروفها وتاريخ تأسيسها القصير مقارنة مع عمر وتاريخ عهود وتواريخ إمبراطوريات وحقبات حكم فيها من حكم وتلاشوا مثل الأموية والعباسية والعثمانية وغيرها من العرب والغرب دون أن يتعلم هذا من ذاك ودون أن يأخذ العبر هذا من ذاك ولماذا وكيف بدأ وإلى أين انتهى وما هي الأسباب ؟؟؟
السعودية موطن القبائل والقبائل لها تاريخها وأصولها وأنسابها وجهلها وعلمها وسفهائها وعقلائها وبخلائها وكرمائها وجبنائها وفرسانها من قبل الإسلام إلى يومنا هذا وإلى أن يقضي الله أمر كان مفعولا .
لكن ؟؟؟
إلى متى يستمر قمع المواطن السعودي من قبل الأجهزة الأمنية أو من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ونحن وأنتم تعلمون أن ولاء المواطن السعودي لآل سعود ووطنه وليس لأحد سواهم ... فما الداعي لهذا الرعب وإلى متى سيستمر وإلى أين سينتهي بكم ؟؟؟
يا سادة يا كرام ما كان جائزا وصالحا بالأمس أصبح اليوم لا يجوز ولا يمكن حجبه ونحن نرى المملكة تسبح في أنهار الفساد من كل حدب وصوب ونحن نعلم الجهود المخلصة لخادم الحرمين الشريفين بعملة ومدى طموحه لإيصال أفصل الخدمات والسبل لراحة الإنسان السعودي وتطويره ... لكن هذا لا يعني غض البصر عن أدمية وحرية عقل الإنسان في السعودية ولا يوجد منطق أو عقل يقبل بتكميم الأفواه بل هي ظاهرة جيدة وصحية لأن بعلو الأصوات ينتبه ويعلم متخذ القرار عن بواطن الخلل وبالتالي يستطيع ويمكن معالجتها حسب رؤيته وليس حسب رؤية فلان أو علان .
ارفعوا يد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أخذوا حقهم وأكثر من ذلك إذا ما علمنا أن المملكة العربية السعودية هي راعية الحرمين الشريفين وخدماتها لهما لا مثيل لها جعلها الله في ميزان حسناتكم ... واطمئنوا فلا خوف على إسلامنا ولا على أي انحراف فيه لأنه محفوظ بقدرة القادر سبحانه وليس الأمر بحاجة لشيخ أو مطوع كي ينبهني أو يكون سيف على رقاب العباد والبلاد لأنه هو هذا الشيخ أو هذا المطوع نفسه لم يضمن الجنة حتى يكون وليا على العباد ... ولا واليا ولا راعيا ولا حاكما سوى ولي الأمر الحاكم .... أما هؤلاء فهم رعية ليس إلا وهم حالهم كحال البشر مثقلين بالذنوب أم حسبتموهم ملائكة منزلين أو سياط الجبار أنزلهم لكم خاصة ... أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ؟؟؟
وثقوا العلاقة ما بين أجهزتكم الأمنية والمواطن ولا تكونوا حنبـلـيـيـن أكثر من أحمد بن حنبل ولا تكونوا ملكيين أكثر من الملك ولا تتشددوا لأن بالتشدد انهيار وإن طال الزمان ولا يركبكم العلو والغرور والكبرياء فإنها وربي مهلكة هالك صاحبها لا محالة ... ولا سجن دون حكم ولا انتهاك لرجل حر ولا تعذيب وقد نهاكم ربكم و شرعنا ولا ترهيب لأعزل .
ديننا سمح وجميل وبسيط ولا يوجد به أي تعقيد سوى في بعض عقول أنتم أدرى بها ورحمة ربي وسعة كل شيء والأعراض حرمات والفقر والحاجة مذلة لصاحبها والدين هم بالليل وذل بالنهار فأفيضوا مما أعطاكم الكريم للذليل وأنفقوا لرعيتكم فهم الأحق والأولى بخيراتهم وتذكروا أنكم ملتحفون بالقبور لا همسة ولا نور وحدك ذليل رغما عن أنفك مهما كنت ومهما علا شأنك فإن لا حرس ولا خدم لا قصور ولا بنوك تقف بينك بين العزيز المقتدر فتذكروا قدرة الله حتى تكونوا خير أمة أخرجت للناس .
ما سبق لا أبغي منه أي أمر ولا ألمز لأي قصد وإن كنت أملك شجاعة الحوار والاعتراف لكنه حديث نابع لأخوة لنا بالدم والدين والنسب والمصاهرة وجرس أقرع به كي لا تدمى قلوبنا بانهيار الأحباء والكرماء فيصبحون أذلاء من بعد عز لا قدر الله في وقت تتكالب علينا الأمم أمام أعيننا من كل حدب وصوب فإن سقطتم سقطنا ونحن أمة لا تقبل السقوط أبدا.
حفظ الله المملكة حكومة وشعبا من كل مكروه
حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه
دمتم بود .....
وسعوا صدوركم بس