أخذت قرار شخصي بالابتعاد عن الشأن السياسي الكويتي الداخلي وذلك لحجم القرف السياسي والذي لا شك أنه أثر وقتها بشكل كبير على نفسيتي فقلت لا يوجد شيء يستحق كل هذا الكم من حرق الأعصاب فما بالكم لو رفعت ضدي قضية من قبل أحد أكبر الفاسدين فتحكم له المحكمة بالتعويض المادي فأدفع وأنا مجبرا لإنسان فاسد مما سيسبب لي معاناة لا أضمن أبدا ردة فعلها على الطرف الأخر .
لكن ؟
اليوم أنا أتحدث عن ثقافة جديدة طرأت في المجتمع الكويتي وهي الإضرابات والإعتصامات ... وبما أننا ( شكليا ) دولة ديمقراطية فالأمر جدا طبيعي بأن تقوم هناك اعتصامات وندوات وغيرها من مظاهر الاحتجاج ... وبالمناسبة فإن هذه الاعتصامات قد سبقتها مطالب ودية وكتب رسمية وحب خشوم لكن كل وزير يأتي يتجاهل هذه المطالب بل ويضربها بعرض الحائط معتقدا هذا الوزير العبيط أن سياسة التطنيش وألا مبالاة قد تأتي أكلها مع مطالب العاملين وهم يرون التمييز والفساد والرشوة والمحسوبية ومعالي الوزير الحالم الصغير يرتب أوراقه السياسية من أجل البقاء مهما كان الثمن متجاهلا كل التجاهل لمطالب العاملين لديه بل أن أبوابه مغلقة في وجوههم للأسف الشديد ؟
إن من المعيب فعلا أن نتحدث عن تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية للعاملين ومطالبهم في هذه الظروف ومتناسين ومتجاهلين الدور الرئيسي بما يحدث ألا وهو تجاهل الوزير وحكومته العبيطة بهذه المطالب على مدى أسابيع وأشهر وسنوات ... وكم من شخص وشخص وكم من مفكر ومفكرة وكم من سياسي وسياسية تحدثوا ونبهوا وحذروا وقرعوا نواقيس الخطر من ممارسة مثل هذه السياسة سياسة العمل على الأزمات وتنفيذ العاجل من الأمور والحذر من اللعب على سياسة العناد والتحدي وتخشب المواقف والتي لا تنتج إلا مثل ما يحدث اليوم ؟
نقابات ورؤسائها تجمعات ومنظميها أعضاء ومن خلفهم أوجدوا أمرا في غاية الخطورة وهو جيل الطلبة الذي اعتصموا ونفذوا اعتصاما نفذ منه 80% وكيف تخرج مثل هذه الجرأة وكيف لطالب يوفر 12 باص لنقل الطلبة من البنين والبنات ومن دفع وسهل له تنفيذ مثل هذا العمل ؟ ومن خلفه وكيف تم إقناع هذا الطالب ومن معه ؟ أسئلة كثيرة وهي في غاية الخطورة أن يتدخل أبناؤنا بالحركات السياسية التي تحدث على الساحة مما يعزز جرأته غدا بالتطاول على من يعلموه ويثقفوه ؟
أما الحكومة فوالله إن الضرب بالميت حرام ورأيي ووجهة نظري بهذه الحكومة ومن سبقها لهو رأي ثابت راسخ لا يتزعزع ... وما أقرؤه من احتمال تدخل الجيش والحرس الوطني بالقيام بالأعمال الضرورية ليؤكد أن حكومتنا أصابها إسهال العبط والتخبط كمن رميت طفلا في وسط الصحراء فأخذ يبكي وهو جالس لا حول له ولا قوة وهو في جيبه هاتف نقال وفي الجيب الأخر جهاز GPS !!!
في النهاية ستخضع الحكومة لكل هذه المطالب رغما عن أنفها لتأتيها صفعة الشعب بأن ما حدث المسؤل عنه هو تجاهل الحكومة ووزراؤها لهذه المطالب منذ وقت طويل جدا ... ولو أعطيت السلطة ( والعياذ بالله ) لأعطيت لكل وزير بما فيهم رئيس الحكومة لعبة مع باص مرسوم عليه رسومات جميلة لينقل كل واحد منهم إلى منزله ومعه لعبته ليعود كل منهم إلى سريره ليكمل نومته الهانئة .
أيها المسؤل
إن القسم لأمر عظيم وإن المسؤولية لأمانة وإن مصالح الناس في رقابكم إلى يوم العرض العظيم
دمتم بود ....
وسعوا صدوركم