ما أن تمشي بسيارتك في الشوارع والطرقات حتى ينتابك شعور غريب بأن هناك طبيعة بشرية تتحرك إلى جانبك ... منها صاحب الذوق في القيادة الذي يسمح لك بالمرور ومنها من تشعر بأنه خبيث فيضايقك بالطريق ومنهم من تجده يمشي بسيارته وكأن الشارع بأكمله ملك له وعينات وأشكال ما أنزل الله بها من سلطان ؟
كما أن هناك أمر غريب فكما قالوا عنه
( هناك وجوه ما أن تقبل عليك حتى ينشرح صدرك لهم وهناك وجوه ما أن تقبل عليك حتى ينقبض قلبك منهم )
وهذه حقيقة شاهدتها ورأيتها من الكثير من موظفين الدولة الحكوميين ... فإذا جاءت حسناء تلقفها الموظفون لإنهاء معاملتها وإذا كان رجل
( مزيون )
تبسمت له الموظفات أو رمين سهام النظرات باتجاهه ... وفي كل الأحوال المعاملة خالصة خالصة !!! أما إن كان الوجه غير مناسب لمزاج الموظفين فإنهم ينهون معاملته لكن بتجهم في الوجوه وبما معناه
( يرحم أمك هاك معاملتك وتوكل بعيد عنا )
بالرغم أن العمل لا يعرف وجه حسن أو عكسه ولا شأن له بالشكل أو الدين أو الهيئة ... فالموظفين الحكوميين ما أن يقبل بالوظيفة فهذا يعني أنه أصبح في خدمة المواطنين وليس العكس ؟
هناك أيضا نوعية من الأزواج ومن الطرفين الزوج أو الزوجة ... فتجد الزوج خارج المنزل في قمة الانشراح والفرح والسرور والضحك العشوائي وما أن يدخل منزله حتى يتحول بقدرة قادر وكأنه من كفار قريش ... وجه عابس ولا سلام ولا كلام وهات يا أوامر حتى يجعل من منزله مجرد فندق للنوم والأكل فقط لا غير ... أما بعض الزوجات فسبحان الله الكم الهائل من العطور والمكياج مخصص للخارج فهي في المنزل مهملة والوجه كأنه عجينة دون خميرة فلا كريم مناسب ولا مكياج هادئ ولا عطر فواح ولا لبس مناسب وكأنها ساحرة تنتظر زبائنها .... وإذا ما فكرت بالخروج يبدأ الإبداع في اللبس والشكل وقمة الاعتناء وكأن زوجها أحد فقراء أفريقيا ؟
فعلا أمور غريبة تحدث بيننا تنم وتعطيك مؤشر قوي أن هناك مرحلة نمر فيها دون أن نشعر بأن الكثير أصبح لا يتحمل الكثير ومن الطبيعي أحيانا كثيرة تصل مرحلة عدم التحمل إلى مرحلة التصادم المباشر بكل الأحوال والأشكال المختلفة ؟
حقيقة لا أعرف السبب الحقيقي والمباشر ؟ هل بسبب رتم الحياة السريع الذي أصبحنا نعيش فيه اليوم ؟ هل بسبب التكنولوجيا المتطورة والتي سرعة تطويرها أصبحت تذهلنا ؟ هل بسبب أن بفضل هذا التطور أصبح من السهل علينا أن نوجد بديل الصديق وبديل الزوجة وبديل الحبيبة وبديل وبديل وبديل ؟ هل بسبب متطلبات الحياة التي أصبحت تتزايد يوما بعد يوم ؟ هل بسبب المشاكل المادية والديون التي أصبحت كالكابوس على ورؤوس الكثيرون ؟ هل بسبب الغربة والابتعاد عن الوطن ؟ هل بسبب ما نعيشه في أوطاننا من تناقضات وسلبيات وانتهاكات لها أول وليس لها أخر ؟ هل بسبب تعاملاتنا العاطفية مع الطرف الأخر وما ( نعتقده ) بأنه نكران وجحود أو غدر ؟ هل هل هل أسئلة كثيرة والسبب الحقيقي غير معروف ؟؟؟
لكن الحقيقة أننا اليوم نعيش مع بعضنا البعض وهناك شيء في النفس ومزاجية في التعامل وأحيانا كثيرة لا نتحمل بعضنا البعض ؟
هدؤا النفوس وتعوذوا من إبليس فالحياة تعيشونها مرة واحدة فقط لا غير فانظر واهتم لنفسك وحالك ولا تنشغل بمن حاله بيد الخالق عز وجل فهو مدبر ومصرف الأمور سبحانه ... واعلم إن أصابك مكروه فلن ينفعك أحد ... فكن طيب الذكر حسن الخلق متسامحا ومتجاوزا عن من أساؤا إليك أو ظلموك وكن حكيما ومتعقلا تكن أسعد الناس .
دمتم بود ....
وسعوا صدوركم