لو وضعت قائمة بأفضل وأكبر وأنجح
الشركات العالمية ( الأجنبية وليست العربية ) لأن العرب أخذوا فن إدارة الأعمال بكل
تفاصيلها من الأجانب ... المهم لاكتشفت عجب العجاب بكيفية الإدارة والتطوير الخطير
والنظرة المستقبلية ودقة الحسابات ومراقبتها بأصغر عملة لديهم ... ولا مجال لأي
فساد ولا مجال لأي مجاملات أو اعتبارات اجتماعية ... وعلى سبيل المثال من فن
الإدارة :
فقد بحثت كثيرا حول أسباب إعلان
تسريع الموظفين أو العمال من وظائفهم لدى الغرب ... وكانت الأرقام أحيانا تتجاوز
الآلاف وبالتالي نحن نتحدث عن آلاف الأسر واحتياجاتها والتزاماتها ... فكانت
النتيجة صاعقة وهي : أن صاحب العمل يلجأ إلى هذه الخطة الخطيرة لأنه مثلا كان
يتوقع صافي أرباح 2013 ستتجاوز مليون لكنها فعليا لم تصل إلا إلى 950 ألف ...
فيتخذ قرار التسريح من العمل ... ولو كان هناك 10 موظفين في مكتب واحد وتم تسريح 4
موظفين فالباقي هم 6 موظفين فعليا وعمليا هم كانوا يعطون العمل من طاقاتهم بما لا
يتجاوز الـ70% وبعد قرارات التسريح وخوفهم من فقد وظائفهم واحتمالية أن يكون الدور
على أحد منهم أصبحوا يعطون من جهدهم وطاقاتهم بنسبة 100% ... لاحظوا أن هذا راجع
بالدرجة الأولى إلى من يقودهم ومن يديرهم بسياسة ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص ؟
الوطن العربي وفي بطنه الخليج العربي
يملكون ثروات مرعبة من أموال ومعادن طبيعية وأنهر وتربة صالحة للزراعة وممرات
مائية دولية وأيادي عاملة فيها من الثقة الشيء الكثير ... فماذا حدث وكيف تم
استثمار كل تلك النعم والطاقات ؟ لا شيء لا شيء لا شيء !!!
باختصــــار شديـــد
بدأت بوعد بلفور وباستيلاء الصهاينة
على فلسطين وتهجير أهلها ... ثم حرب مصر مع الكيان الصهيوني ... ثم الإنقلاب
العسكري في مصر على فاروق وتولي العسكر ونكسة 67 ... ثم فر الفلسطينيين إلى الأردن ومحاولة ياسر
عرفات الإنقلاب على حاكم الأردن الحسين بن طلال ... ثم الصراع العنيد بين البعث
السوري والبعث العراقي ... ثم دخلت إيران بحرب مع العراق لمدة 8 سنوات أهلكت الحرث
والنسل ... ثم تبعها الغزو العراقي الغاشم على الكويت وانقلب العالم رأسا على عقب ...
ثم حرب تحرير الكويت ... ثم حرب إسقاط نظام طالبان في أفغانستان وسيطرة أمريكا على
دولتهم ... ثم حرب إسقاط نظام صدام عفن اللحود ... ثم مسلسل الحمير العربي عفوا
الربيع العربي ... والله سبحانه العالم ما هو قادم ؟
من الطبيعي بعد كل هذه الكوارث أن
ينتج عنها فقر بل وازدياده بشكل كبير بين عامة الشعوب التي تكون في قلب الحدث ...
لكن افتقرت الشعوب وزادت ثروات الحكام بتناقض غريب عجيب ينم عن خلل فاضح وكبير في
هذه المعادلة المفترض أن تكون طبيعية ومنطقية ... وهذا الخلل + الفقر أوجد بطبيعة
الحال التنظيمات الإرهابية الجاهلة الفاقدة لأي بوصلة حقيقية ... فهل هو الغباء
العربي أو هي المؤامرات العربية التي أعمت كل التنظيمات الجهادية عن القدس ... ولم
يتوقف هذا الأمر بتاتا بل زادت الشعوب كارثة بعد كارثة وزاد الجهل فوق جهله جهلا
... حتى خرجت علينا احصائيات خطيرة ومرعبة وصاعقة بهجرة عشرات الملايين من الشعوب
العربية من أوطانها هربا من فقرها وجهلها واستوطانها في أصقاع الأرض ... ويكفي أن
تعرفوا أن عدد المسلمين في أوروبا لوحدها قد تجاوز أكثر من 60 مليون نسمة ... وفي
أمريكا بأكثر من 11 مليون مسلم ... والملايين المنتشرين في روسيا وكندا والصين
وأمريكا الجنوبية وفي بعض الدول الأفريقية الغنية بالألماس ... ولا نستغرب من
انتشار آلاف المساجد في تلك القارات ؟
لو بنت أو ولد تشاجروا في المنزل مع
والدهم أو والدتهم وبرعونة المراهقين فروا وخرجوا من منازلهم ... لغلبت العاطفة
الأبوية على واقع الحال وسامحوهم ولأعادوهم إلى حضن منزلهم ... الحكام هم كذلك
يفترض أنهم الحضن الدافئ لشعوبهم ... لكن انعكست الآية وكمن يقول حاله : يا الله
خلي البلد تصير خفيفة والدرب اللي يسد ما يرد أو دفعة مردي والهوى شرقي ... فذهب
الملايين ليواجهوا مصيرهم في الخارج وأوطانهم تتمزق بين عروق قلوبهم ؟
طيب وماذا حصل وحدث عن من هم موجودين في بلدانهم ؟
لا شيء فكل ما نسمعه من الحكومات هو
هو نفس الحديث ونفس الشعارات ونفس الأكاذيب ... فزاد الجهل بل وتم تعزيزه بشكل
يفوق التصور ... فخرج علينا تجار الدين يسوقون بضاعتهم التي هي بالأساس بضاعتنا
ونعرفها حق المعرفة ونؤمن بها إيمان مطلق ... لكنهم سوقوا وحرفوا وكذبوا وتحايلوا
وكيف لا وهم تجار الدين من قبل ما كانوا بالأمس حفنة صعاليك فأصبحوا اليوم من
النجوم والتجار وبعضهم من الأثرياء ... فتبعهم الجهلة كما تتبع البهائم أسيادها
وكأن الله سبحانه ما خلق لهم عقولا ولا عيونا ... وفوق الجهل والكوارث ابتليت
الأمة فوق ابتلائها بهؤلاء التجار ؟
كل ما سبق يحدث تحت أعين وبمعرفة
الحكومات وهم سعداء لماذا هم سعداء ؟
لأن الجاهل عندما يصل إلى مرحلة
الفقر بالتأكيد سيرضى بأقل القليل بينما حقه الطبيعي هو أكثر الكثير ... فخرج
الأغبياء يبكون على وفاة رئيس الحكومة الفلانية ويندبون ويشقون الثياب على موت
الحاكم الفلاني ... وكأن من مات هو عمر ابن عبدالعزيز أو عثمان بن عفان – رضوان
الله عليهم ... وسامحوا وأغفلوا عندما مات هذا الحاكم أو هذا المسئول كم خلف
لأبنائه من ثروة ضخمة هي بالأساس أتت من فساده وسرقات ثروات أهل وطنه !!!
الحكومات هي المسئولة عن كل إرهابي
وكل جاهل وكل فقير ... فالإرهابي أصبح إرهابي بسبب ترك من يحرض ويشحن ويوجه بغياب
أمني فاضح خطير ليزهق الخبيث الدماء الزكية ويذهب البريء بالبريء ... والجاهل ما
كان جاهلا لولا غياب برامج التوعية والتنمية واستثمار تلك العقليات وتحويلها إلى
عقليات ناجحة ذكية ... والفقير ما كان فقيرا لولا وجود السراق والفاسدين متربعين
على كراسي هم لا يستحقونها وتركوا عن عمد دون محاسبة وتركوا الفقير يشكو مظلمته
إلى رب العباد وملك الملوك وجبار الجبابرة سبحانه القادر القاصم ؟
لا توجد قوة في الأرض تحمي حكومة أو
حاكم أكثر وأقوى من شعوبهم فمتى يستوعبون تلك الحقيقة على أرض الواقع ؟
الولاء ليست كلمة تكتب لأطفال
المدارس فيصحوا في كبرهم على صفعات الواقع المؤلم والإحترام لا يفرض بل يجب أن
يكون نابعا من قناعة يستحقها صاحبها ؟
إن رأيت دولة متطورة وشعب منظم فاعلم بأن حاكمه عادلا وإن كان كافرا
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم