تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
وَتَبَّ ﴿١﴾ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿٢﴾ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ
لَهَبٍ ﴿٣﴾ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴿٤﴾ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن
مَّسَدٍ ﴿٥﴾ سورة المسد
سبب نزول الآية
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : "يا آل غالب يا آل لؤيّ يا آل مرة يا آل كلاب يا آل عبد مناف يا آل
قصيّ إني لا أملك لكم من الله شيئا ولا من الدنيا نصيبًا إلا أن تقولوا لا إله إلا
الله"
فقال أبو لهب: تبًّا لك لهذا
دعوتنا ؟
فأنـزل الله تعالى : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ )
من هو أبو لهب الذي ذكر في القرآن
الكريم ؟
هو عبدالعزى بن عبد المطلب المعروف
بكنية أبو لهب وهو عم الرسول محمد - عليه الصلاة والسلام - وكنيته أبوعتبة مات سنة
624م ... وهو الأخ غير الشقيق لعبدالله بن عبد المطلب والد النبي محمد - عليه
الصلاة والسلام - عرف عبدالعزى بكنية
أبوعتبة نسبة لابنه الأكبر عتبة بن عبدالعزى بن عبد المطلب لكن الاسم المشهور له
هو ( أبو لهب ) لقبه إياه أبوه عبد المطلب لوسامته وإشراق وجهه ... يوم ولادة محمد
صلى الله عليه وسلم جاءت جاريته ( ثويبة ) وبشّرته بميلاد ابن أخيه ففرح لذلك
وحرّرها من الرق .
كان له أربعة أبناء
الصحابي عتبة بن أبي لهب
الصحابي معتب بن أبي لهب
عتيبة بن أبي لهب
الصحابية درة بنت أبي لهب
الخلاصة أن أبو لهب قد عارض الدعوة
وحاربها بكل ما أوتي من أساليب وأدوات متواضعة جدا آنذاك ... فدار برأسي هذا
السؤال وبالتأكيد لا أعترض على كلام الله سبحانه وتعالى حشا لله جل جلاله
لو جئت بالتاريخ الإسلامي من بعد
وفاة أشرف وأطهر الخلق سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - وإلى يومنا هذا أي أكثر
من 1.400 عام هـ ... فكم هو عدد المجرمين والطغاة من كبار القوم أو من الحكام
وولاة الأمر ؟ وهل ما فعله أبو لهب في زمانه يساوي ما فعله كل هؤلاء أو بعضهم ؟
لنقارن بشي مختصر وقليل
في زماننا هذا يوجد الطاغية عفن
اللحود صدام حسين الذي وصل عدد ضحاياه لأكثر من 8 مليون إنسان ما بين قتيل وجريح
ومفقود ولاجي ... ويوجد جحش سوريا الذي أهلك الحرث والنسل فوصل عدد ضحاياه لأكثر
من 7 مليون إنسان ما بين قتيل وجريح ومفقود ولاجئ ... وضف على هؤلاء ما تفعله بعض
الأنظمة العربية بشعوبها من قهر واستبداد وتعذيب وتنكيل في غياهب مقراتها الأمنية
والحجم المهول والمرعب من أساليب سلب الإرادة ... لدرجة أن هناك من ماتوا ولا يعرف
عنهم أي شيء ولا حتى يعرف أين دفنوا ... ثم بعد ذلك نعود للوراء للحروب القديمة
بمعاونة الإنجليز وما نتج عنه من حروب ومعارك راح ضحيتها عشرات الآلاف ممن شهدوا
بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... ثم تجاوزوا احتلال فلسطين والقدس
لأنها أقدم وصمة عار في تاريخنا العربي الحديث في جباه كل الحكومات العربية التي
ترتعب وتتراعد خوفا من إخوان القردة والخنازير في عاصمتهم المسخ ( تل أبيب ) ...
ثم نعود للوراء للدولة العثمانية ( التركية حاليا ) وما حدث فيها من مجازر
ومؤامرات ودماء المسلمين التي سالت ... وهكذا كلما عدت للوراء ستكتشف حجم الجرائم
التي اهتزت لها سماء الخالق ملك الملوك وجبار الجبابرة سبحانه وتعالى ... حتى أصبح
اليوم قيمة الإنسان المسلم لا تساوي حتى ثمن الطلقة التي قتلته ؟
أنا أرى أن أبو لهب ما هو إلا تلميذ
أو طفل صغير غبي في مقابل أشهر وأخطر قتلة عرفهم التاريخ برمته من المجرمين
والسفاحين والطغاة العرب والمسلمين الذين عاثوا في الأرض فسادا ما بعده فسادا ...
فعاشوا طغاة وماتوا أنجاس وكأنهم كانوا ينافسون طاغية الزمان فرعون والذي أكثر من
ذكر في القرآن الكريم من شدة بغيه وظلمه وطغيانه ؟
مات أبو لهب فخرج علينا ألف أبو لهب
لكن بصور وأشكال حيرت حتى إبليس اللعين
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم