نطــــق المــــال وقــــال
أنا الأداة التي يتمناها أكثر من 6
مليار إنسان
أنا الهدف الذي يحقق ما عجز عنه
الشيطان
أنا يمكن أن أكون خيرا يفيض ويمكن أن
أكون شرا مستطير
أنا الذي في لحظة جعلت من الأغنياء
فقراء وعكستهم كتقلب الطير
يتمنوني كل البشرية ويدعون ربهم أو
ما يعتقدون به في كل صلاة وفي كل يوم ... جئت في لحظات منقذا ومفرجا وجئت في لحظات
غضبا وخافسا بهم ... كنت حلما للبعض فلما جئتهم أهانوا الناس وأذلوهم انتقاما من
أيام فقرهم ... وفي الجهة الأخرى جئت لفقراء فصنعوا بي ما لم يصنعه حكامهم من خير ؟
أنا الذي أصنع السعادة والتعاسة
أنا الذي يمكن أن أدمر الأدب
والكياسة
أنا الذي أصنع عبيدي خاضعين من
النجاسة
أنا الذي أتحكم بالأوطان فأحركها هنا
وهناك باسم السياسة
وبعدما فعلت وما سويت وما أكرمت يأتي
كل حقير ووضيع ليسبني ويلعنني ... فلو أعطيتك يا ابن آدم مال الأرض وكنوز ما في
باطنها فماذا ستصنع بها ؟
هل ستخلق خلقا جديدا ؟
هل ستصنع كوكبا جميلا ؟
هل ستحكم الأرض ومن عليها ؟
هل ستأكل كل ما خلق ربك ؟
هل ستعيش مخلدا أم سيكون لك قبرا
مميزا ؟
إن معدتك حجمها بحجم كف يديك وأعضائك
هي مثل أعضاء باقي سائر البشر وعافيتك أعطيت لك على قدرك ... لكن نفسك الأمارة
بالسوء كانت أكبر منك وعقلك كان أصغر منك فحكمك إبليسك فأضاع دربك وأظلم عليك
طريقك ... فما هو ذنبي أنا المــــال سيد كل الأزمــــان ؟ هالك كل مغرور مسكين
وربكم قال : وكل من عليها فــــــان ؟
أنا المـــال سيد كل الأزمـــان
أقرؤا وتفكروا وتبصروا مهما عليتم في
البنيان ... إنكم لن تصلوا ولن تبلغوا إلى عنان السماء ... ولن تملكوا لو بلغتم
الأرض كلها مهما أوتيتم من ذكاء ... فعبيدي معروفين والوثيقة بيني وبينهم وقعت
بأفعالهم الصفراء ؟
يا ابن آدم لم هذا الهم وقد كتب ربك
حياتك ومماتك من قبل خلق هذه الدنيا بخمسين ألف عام ... فإن كنت تريد النجاة فتفكر
بهذه الآية تصل إلى مماتك وأنت بألف خير ونعمة :
{ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في
أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ( 22 ) لكي لا تأسوا
على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ( 23 ) الذين
يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ( 24 ) }... سورة
الحديد
إني أنا المــــال سيد عبيدي ومذلهم
ومهين كراماتهم أقولها لكم أمانة
إني أنا الذليل الخاضع المطيع لكل من
تواضع وآمن بالله وعمل لآخرته فعلا لا قولا
هل وصلت رسالتي وفهمتموها أم أنكم لا زلتم مصرين
أن تكونوا عبيدي المخلصين ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم