من جهل الأمة أنها تعاقب السارق ومن
أخطاء فهم التطبيق في الشريعة الإسلامية أن السارق تقطع يده دون البحث عن الأسباب ...
فلم لا يطبق حكم السارق بقطع اليد ولماذا تم استبدالها بالحبس أو الجلد ...
بالتأكيد خوفا من ثورة دول العالم على الدول الإسلامية التي تطبق مثل تلك العقوبات
القرآنية ... لكن القرآن الكريم لم يجعلكم طلقاء تقطعون أيادي الناس بمزاجيتكم أو
وفق أهوائكم بالرغم من حجم الجهل الذي نحن غارقون فيه ؟
هل سأل أحدكم في مرة أي سارق لماذا
سرق ؟
وما هي ظروفه ؟ طبعا كلا وطنش تعش !!!
على سبيل المثال يوجد في كل الدول
العربية فئة البدون أي الذين لا يحملون أي جنسيات ... وهؤلاء يعيشون أوضاع معيشية
قاهرة وصعبة جدا فلا أوراق ولا تعليم ولا علاج بل أن هناك منهم من ينتقل إلى رحمة
الله ويدفن في مكان مجهول وهذا واقعا أتحدث عنه وليس فبركة أو افتراء ... فلو أحد
من هؤلاء سرق أيحق للشرع والدين أن يعاقبه بأي حكم ومهما كان ؟ بالتأكيد أي حكم
عليه يعتبر انتهاك صارخ لعدالة الأرض التي أقامها وتعارف عليها بني البشر ومخالف
تماما للكثير من أركان الإسلام وقواعد الشريعة الإسلامية ... لأن الأساس في الإسلام
لا يعاقب السارق إن ثبت أن ليس لديه عمل وليس لديه ما يأكله في يومه ... مثل
المديون أو المغرم في الشرع لا يسجن إن ثبت أنه لا يملك ؟
هذا يعني أننا سنعيش في فوضى السرقات
؟
كلا بالتأكيد فالأمر لم يكن كذلك على
الإطلاق ... ففي الإسلام وجبت الزكاة ورفعت منزلتها من المستحب إلى الفرض الواجب
... فالأثرياء لو أخرجوا زكاة أموالهم لفاضت الأموال ولكفت كل فقير في كل الدول
العربية والإسلامية ... لكنهم فعليا لا يخرجون زكاة أموالهم وإن أخرجها بعضها فإنه
يضعها في غير محلها ليستبيح تلك الأموال تجار الدين من المرتزقة والحثالة تحت حجج
لا تقنع سوى الشياطين أمثالهم + أن كل البنوك الإسلامية أو التي تقول عن نفسها
أنها بنوك إسلامية لا تخرج زكاة أموالها ولو أخرجت زكاة أموالهم لما بقي فقير عربي
واحد ؟
حقيقة البنوك الإسلامية وفضيحتهم ؟
30 شخصية عربية من أصل 100 شخصية من
أثرياء العرب تملك أكثر من 102 مليار دولار أمريكي ... كما أن هناك 7 حكام عرب
تتجاوز ثرواتهم بأكثر من 62 مليار دولار أمريكي ... فيكون المجموع هو 164 مليار
دولار ... والواقع يقول بأن ثروات حكام العرب وأثريائهم تتجاوز أكثر من 300 مليار
دولار ... فلو تم إخراج زكاتهم بشكل سنوي منتظم فنحن نتحدث عن أكثر من 2 مليار
دولار سنويا ... فلكم أن تتخيلوا 2 مليار كم من مشروع تنموي سيتم إنشاؤه وكم من
فرص عمل ستحتضن وكم فقير سيتم انتشاله من فوق خط الفقر ؟
قبل 10 سنوات تقريبا سألت صديق مصري
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وكان إماما لأحد المساجد في الكويت
سألته : لماذا أنتم في مصر لديكم انحرافات
وتجاوزات في الشريعة الإسلامية مع عدم التشكيك بإسلامكم طبعا مثل أن الزواج العرفي
مباح والتشريعات الصوفية ومسائل الزواج ومنع الزوج من الدخول بزوجته قبل إقامة
الزفاف والذي يأخذ من الوقت سنوات طويلة بهدف الإنتهاء من تجهيز بيت الزوجية من
المستلزمات وطريقة دفن موتاكم وما إلى ذلك ؟
قال : نحن دولة يصل تعداد سكانها 80
مليون
( هذا الحوار قبل 10 سنوات مصر الآن
95 مليون نسمة )
والدولة فقيرة والناس فقراء ومعدمون
والملايين وصلوا إلى تحت خط الفقر والناس لو لم نجد لهم المخارج الشرعية سيأكل
بعضهم بعض والله سبحانه عالم وشايف ؟
لم أجد بعد كلام الصديق العزيز إلا
أن أصمت وأتفكر فيما قال
يا من تتنعمون بنعم الخالق عز وجل
وعلى رؤوسكم تحملون الهموم
إن في هذه اللحظة وأنا أكتب هذه
السطور بلغ عدد سكان البشرية في الكرة الأرضية أكثر من 7 مليار و 253 مليون نسمة
فانظر لما أنت فيه وقل : حالي اليوم بفضل الله سبحانه أحسن من 5 أو 6 مليار إنسان
... فإن كنت بصحة فغيرك يتمناها وإن كنت مدين بمال لأحد لكن عرضك وشرفك بخير وإن
كنت تتمتع بالمطاعم والبوفيهات والماركات فاشكر ربك فهناك الملايين والمليارات من
يحلمون مجرد أحلام أن ينالوا ربع مما أنت فيه وإن كنت آمنا في منزلك فهناك اللاجئون
والمشردون وبعشرات الملايين ... ما أنتم فيه من خير فهي من آيات ونعم وتسخير من رب
العالمين فلا تجزعوا ولا تتكبروا ؟
الفقر لم يترك كرامة لأحد فأذل أعز
الناس فبيعت النساء بأبخس الأثمان جهارا نهارا
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم