في ستينات وسبعينات القرن الماضي
عندما بدأت رحلة النساء العربيات إلى الدول الأوروبية والأمريكية من أجل تحصيل
العلم ونيل الشهادات هنا كانت بداية الكارثة ... العلم هو حق للذكر والأنثى ولا
جدال في ذلك ... لكن استأنست الكثيرات بحياة الغرب وأعجبن بها إعجابا كبيرا ...
فبدأ تفكير بعضهم : لماذا لا يتم التعامل معي أنا بمثل ما أرى وأسمع في بريطانيا
أو في أمريكا ؟ وما هذا التخلف الذي نعيش فيه في أوطاننا ؟ وإلى متى تسلب منا
حقوقنا ؟ ومن ينصفنا من هذا الجور ؟ متناسين هؤلاء النسوة بأن مجرد الموافقة على
سفرهن للخارج هي عدالة وأمانة دولهم وأهاليهم ؟
ثم بدأت الأصوات ترتفع بما يسمى
بحقوق المرأة ثم تطورت الأمور وانتقلت من مرحلة حقوق المرأة إلى المساواة بين
الرجل والمرأة ... ومن غباء نعم غباء الكثير من الحكومات العربية أخرجوا تشريعات
تتمرد على الفطرة الإلهية وتسلب حقوق الأخ والأب والزوج ... فسحقت حقوق الرجل بشكل
لم يسبق إليه في التاريخ الإسلامي برمته وعلى سبيل الواقع في الكويت :
يتزوج رجل بامرأة زواج صحيحا ثم
يتقدم لطلب للحصول على منزل حكومي أو أرض من الحكومة ... فيتحمل مبلغ قد يتجاوز 70
ألف دينار كويتي = 247 ألف دولار ... ويلتزم بدفع الأقساط الشهرية إلى أن يتم
تسديد قيمة القرض الحكومة ويدفع أقساط الماء والكهرباء وهاتف المنزل ... وقبل ذلك
يكون قد بدأ برحلة العذاب من تجهيز المنزل وبناؤه وتأثيثه ... فتأتي الحكومة فتقول
: هذا المنزل الذي دفعت له من جيبك وتحملت شقاء الزمان وعانيت معاناة لم يشعر بها
أحد غيرك وبعد كل ذلك فالمنزل نصفه لك ونصفه لزوجتك !!! طيب وإن كانت الزوجة لم
تدفع فلسا واحدا ولم تتحمل أي شيء فبأي حق تقومون بالسطو والسرقة باسم القانون على
ما أملك ؟ طبعا لا توجد أي إجابة سوى جملة : إنه القانون ونحن نطبق القانون !!!
وما سبق فإني أتحدث عن من لم تدفع شيئا لمنزل زوجها أما من ساهمت وشاركت زوجها
بتأسيسها منزل الزوجية فبالتأكيد يحق لها بأن تتملك جزء من المنزل ؟
في الجهة الأخرى أقرأ وأسمع بل وأبحث
وأنا باحث جيدا في مجالات كثيرة ... فتكتشف تمردا أصبح بشكل جنوني وغير عادي في
أيامنا هذه من فتيات ونساء مثل المثل القائل : لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب
... فهم يريدون الرجل مفصل على حسب مزاجهم ومقاسهم لا يزيد أصبع ولا ينقص أصبع
تريده ملكا لها وكأنه أحد ممتلكاتها الشخصية ... بل وصلت الأمور في هذا الوقت إلى
أن بعض الفتيات والنساء أصبحن يبدلن الرجال كتبديل موديلات الشنط ... وعادي جدا
نفس الحديث ونفس المفردات ونفس الضحكات ونفس الأنوثة تنتقل من رجل لأخر وعادي أيضا
جدا أن تنام مع هذا وذاك دون أن تشعر بأنها أصبحت حمام عمومي كل من يدخله لقضاء
حاجته ويخرج ... أكرمكم وأجلكم الله ؟
يأتون بجمل ومفردات وبمعتقدات ووجهات
نظر مقنعة لهن فقط لا غير مثل : أنا نفس وأنا روح وأنا أحتاج إلى الحب والحنان ومن
يحتويني ومن يخلص لي وأحتاج للخروج والترفيه عن نفسي وأحتاج للعلاقات الإجتماعية
وأحتاج وأحتاج وأحتاج ... فتمردت المرأة بقصد أو دون قصد على الفطرة الإلهية
والبشرية التي فطرها ربها عليها ... وتمردت فعلا لا قولا على شريعتها وإسلامها
تمردا لا يقبل الشك مطلقا ... ولو كانت الأمور بأيديهن لنسفوا الشرع برمته وجعلن
لهن حق الزواج بأربعة رجال والرجل له حق الزواج بواحدة فقط ... فالقضاء يقف مع
المرأة والمساعدات الحكومية تقف مع المرأة فتم تجريد الرجل من حقوقه وسطوته
الفطرية الشرعية ... فيبدؤون الزواج عند رجل دين من باب الحلال والحرام وفي الطلاق
ونزاعاته يبتعدون عن الدين ويلجؤون إلى القوانين الوضعية التي فصلت على مقاس
النساء ... وهذا تمردا وتحايل خطير على الشريعة الإسلامية في 90% من الدول العربية
... فوجدنا الكثير من المطلقات يسافرن لوحدهن ويخرجن للسهر والمرح بل كثيرا منهن
دمرن حياة أعز صديقاتهن المتزوجات ... اتركيه وعيشي حياتك فازدهرت مكاتب المحاماة
من على شاكلة هؤلاء الزبائن ... فأصبحنا اليوم نعلم بوجود عشرات الآلاف من الأبناء
لا يعرفون شيئا عن آبائهم ولا آبائهم يعرفون شيئا عن أولادهم والسبب أن والدتهم
سليلة الشرف والعفة فعلت ما فعلت ودمرت ما دمرت فصورت لأبنائها بأن والدهم باعهم
ولا يريدهم ويكرههم ... وهذا واقع لا تنكروه وواقع واسع الإنتشار إلا من رحم ربي
ممن تملك ضميرا حيا وتمتلك ذمة تخاف ربها سبحانه وتعالى ؟
بعدما سبق هناك سؤال
ما الذي يجعل الرجل بأن يتزوج بإمرأة
غير مضمونة ويدفع مهر وشبكة ويؤثث منزل لا يقل وأكرر لا يقل عن 15.000 دينار كويتي
= 52 ألف دولار ؟ لماذا يدفع هذا المبلغ لزوجة وهناك أمامه 10 نساء في الحرام ؟
ستقولون أن لذة الحلال أفضل ؟ نعم صحيح ... لكن ما هو الضمان بأن يتزوج إمرأة لا
تستمر معه ؟ وما هو الضمان الأخر بأن نفس هذه المرأة التي لم تستمر معه بأن لا
تلجأ إلى المحاكم وتقوم بحملة انتقام كعادة 90% من المطلقات الكويتيات ؟ لا توجد
أي ضمانات على الإطلاق ... فيقول الكثير من الرجال اليوم : الحرام أفضل بكثير من
الحلال ؟
أيها الناس افهموا واستوعبوا فطرتكم
خلقت المرأة للرجل وليس الرجل هو من
خلق للمرأة وهذه هي الفطرة الإلهية ... ومن تقول أن المرأة ليست جارية للرجل فهذه
ذهب عقلها بجهالة نفسها الخبيثة ... فالمرأة جارية وأما وأختا وحبيبة وعشيقة
لرجلها وزوجها ... والإنسان ما هو إلا أصل وفطرة شاء من شاء وأبى من أبى ... وحتما
وبالتأكيد ستعود الفطرة لأصلها رغما عن أنف نساء المسلمين وهنا أجمع ولا أخص أعمم
ولا أجزأ ... عندما يأتي وقت ستقول نساء المسلمين : يا عبد الله استرني يا عبد
الله آوني ... وهذا حديث صحيح عن الرسول – عليه الصلاة والسلام ؟
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت
المرأة أن تسجد لزوجها
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
أيما امرأة باتت وزوجها غضبان إلا
لعنتها الملائكة
طبعا الحين أخذ حجي وتفقه ووجهات نظر
إن الأحاديث تنطبق على الزوج الصالح مو الفاسد ومو اللي سكانه أمه واللي يستاهل
والكفو ... إن كانت النساء لا تطيق تطبيق الشريعة بزواج زوجها من ثانية وثالثه فهل
تتوقعون بأنها تقبل بالأحاديث السابقة أو أن تقبل بالموضوع برمته ؟
أقول ما سبق وأنا أعلم أن الكثيرين
لن يقبلوا مقالي هذا ... لكن مواجهة الواقع أفضل مما تهوى به أنفسكم وكشف الحقائق
أفضل من تزييفها وتحريفها ... ومن تابع هذه المدونة سيعرف من تلقاء نفسه أني لا
أعمم في أي موضوع ولا أعمم في أي وجهة نظر ... مثل اللي يقول حق مرته : بس يا مره
مشاكل بس يا بنت الحلال بس يا حياتي نبي نستقر بس يا قلبي دحري عنج ابليس ...
فتكلم وتحدث ونصح وفهّم وعلّم وصرخ وزعل ورعم كل ذلك هي كما هي عقلها لا يستوعب
عشرات المشاكل ولم تتعظ من أخطائها ... وأخر العلاج هو الكي أي الفراق وسيجد
بديلها بالعشرات وبأسرع مما تتخيل ... فالمرأة المطلقة ليس لها كل يوم زوج تجده
بسهولة ... لكن الرجل يستطيع أن يتزوج كل يوم وبسهولة سواء أكان زواج رسمي أو
مسيار شرعي أو متعة وأما في الحرام فحدث ولا حرج ؟
لله در أمهات الماضي تحملن حملا
ثقيلا وأيام قاسية مؤلمة برجال كانوا أشد قسوة وظلما من رجال اليوم
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم