تعريف الخيال كيت إيجان : هو تمرين العقل وتنشيط وظائفه
المختلفة وهو ليس وظيفة عقلية بحد ذاتها فهو قدرة الإنسان على التفكير بالأشياء الممكنة
وهو يعبر عن الحداثة والمقدرة على الإنتاج والتكوين لدى الفرد وتساعد العقل على إثراء
معلوماته وأفكاره والمقدرة على تكوين الصور وتخيّلها هي عامل مشترك وشكل من أشكال الخيال
.
تعريف الخيال شاكر عبد الحميد : عمليّة
يقوم بها الإنسان بإرادته وبكل مرونة يستطيع من خلالها أن يتجول في عالمه الخاص بواسطة
عقله وتكوين الصور وتحريكها حتى يصل إلى ما يريده وهي عمليّة كلية ذات فروع خاصة بها
.
وأنا أعرف الخيال : هي حالة استفراد
فردية في باطن العقل البشري من التفكير العميق يصول ويجول فيها بحرية مطلقة لأقصى
ما يستطيع من أفكار إيجابية أو سلبية مشروعة أو غير مشروعة مألوفة وغير مألوفة وقد
تصل إلى الشذوذ البشري والفطري والجنسي كل ذلك يحدث لأن الإنسان ضمن بنسبة 100%
بأنه مؤمن من أي انتهاك لعقله أو أي تأثير خارجي عليه مع استحالة اطلاع كائن من
يكون من محيطيه بمعرفة باطن العقل واستحالة انتهاك خصوصية التفكير والخيال ولذلك
يبحر بكل اطمئنان مع إمكانية تحول الخيال إلى فكرة أو نية فعل إيجابي أو سلبي .
إن الخيال هو فكر إنسان مرتبط بثقافته
وبيئته وبالمرحلة العمرية التي يعيش فيها وقد يرتبط الخيال بالأمنيات مع عدم
استبعاد استحضار نية الفعل ... بمعنى شخص يفكر بعداوة شخص آخر ويفكر بصمت ويستحضر
الصور في مخيلته وربما قد تتشكل له نية الفعل بإيذائه تحت تعريف الإنتقام الذي قد
يصل إلى القتل ... كما هناك شخص يدخل في حالة التفكير العميق حبا في فتاة أو إمرأة
فيصنع من صورتها وجهها وجسدها مشاهد متنوعة ومختلفة كثيرة ما بين استنباط أجمل
المفردات وابتكار أجمل المفاجآت وصولا إلى المعاشرة ... كما أن هناك من يعانون نقص
الحنان العاطفي والجنسي وهؤلاء يحصرون أنفسهم بالخيال لأن تتولد لديهم هواجس
الحلال والحرام أو العادات والتقاليد أو التوجس من رفض الطرف الآخر وأسباب أخرى
متعددة ... والفطرة البشرية بطبيعتها تميل إلى الخوف من الموت والمستقبل المجهول
فتجد الثري يخاف من الفقر وشماتة الناس والفقير يتمنى الثراء وكيد الأعداء فيعيش
الجميع في صراع نفسي طويل لا يخلو مطلقا من الخيال المرهق العميق ؟
الخيال الجنسي : هي حالة من التمني والتفكير
العميق ناتج عن نقص عاطفي بالدرجة الأولى فتضغط خاصية النقص على النفس والبدن
والشعور بالحاجة والرغبة للطرف الآخر سواء بالنظر أو باللمس أو المعاشرة ... في
النهاية يحدث التفريغ الجنسي سواء منفردا أو مجتمعا مع طرف آخر ... لكن بنهاية
الأمر يعود إلى الفطرة البشرية التي لا دخل للإنسان فيها عل الإطلاق لكن التحكم
فيها والسيطرة عليها هنا يكمن الأمر المهم ... فعملية التحكم تعتمد وتختلف من شخص
لآخر حسب المرحلة العمرية وحسب نوع وشكل التربية وحسب مستوى ودرجة الثقافة العقلية
للفرد ... فربما نجد وزير مراهق وربما وجدنا موظف بسيط حكيم الفرق بين هذا وذاك
ليس المنصب لكن نوع الثقافة وشكل التربية ومبادئها وقدرة التحمل ... والإنسان
بطبيعته البشرية متى ما شبع فإنه يزهد ويترك بمعنى ضرب إمرأة الجوع فتتخيل وليمة
فلانه وبوفيه علانه لكن متى ما أكلت وشبعت تتبخر فورا كل صور الأطباق التي قبل 10
دقائق كانت تتمناها وتتلاشى رغبة الأكل تماما ... والرجل الذي يتخيل أن له قدرات
خارقة في الجنس ويتمنى ويريد ما أن تضعه في سوق الحريم ستتلاشى قوة وشدة الرغبة
وتعود لطبيعتها لأن المعروض أمامه أصبح أكثر من المطلوب والمفروض ... كل ما سبق
مرتبط كليا بالخيال وتصوره ونواياه لأن العملية اكتملت وهي "الرغبة والفطرة
والخيال والقدرة" لكن التنفيذ أو التطبيق على أرض الواقع هنا يتصادم الإنسان
ما بين خياله وما بين الواقع وموانعه المتعددة والمختلفة ؟
لو عدت 300 سنة فقط للوراء وتخيلت حال المجتمعات العربية حتما
وبالتأكيد ستكتشف أنك أنت وأنتي في زمانكم هذا تعيشون وكأنكم كبار تجار زمانهم وأفضل
حتى من حكامهم بنسبة 100% ... هذه الصورة من الطبيعي أن تكتشفها بسهولة متناهية
لأنهم لم يكن لديهم سيارات مكيفة فارهة ولا طرق ولا جسور وإنارة ولا قطارات ولا
اتصالات ولا انترنت ولا تكييف ولا مستشفيات ولا أي شيء مما أنتم تنعمون به في
أيامكم هذه ... فما بالكم لو عدتم إلى ألف سنة إلى الخلف بالتأكيد أن أمة الـ 300
سنة سترى أنها أفضل ممن سبقوهم ... كلا الأمرين مرتبط تماما بالخيال والتصور
والرغبة والفطرة والقدرة فالخيال كان حسب الممكن والتصور كان كالعادة بالمطلق والرغبة
هي التمني والفطرة هي الخلق والقدرة هي الطبيعة ... لكن الفصل والحسم في كل ما سبق
هو التطبيق والتنفيذ فليس كل ما تتخيله يمكن أن يكون واقعا وحقيقة والخيال يبدأ من
عقول الأطفال وصولا إلى عقول المسنين متعلم أو جاهل محترم أم أحمق ... ويكفي أن يعلم الجميع أن
كل ما وصلت إليه البشرية من تطور وعلم وحضارة وتكنولوجيا بدأ أولا بالخيال ثم
بالفكرة ثم بالنية ثم بالكتابة ثم باللفظ ثم بالعمل حتى تحقق الإنجاز والنجاح ... وفي
النهاية كل منا وله خياله الخاص الذي يختلف من إنسان لآخر بدرجاته ما بين عقلانيته
وجنون وإبداع وبساطته وبالتأكيد أنت وأنتي ستعرفون أنفسكم أنتم أي نوع وشكل الخيال
الذي تمتلكونه ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم