من عيوب السياسة الكويتية منذ زمن طويل وإلى يومنا هذا أنها دائما
تتعمد إبعاد الشارع الكويتي عن أي أزمة أو خلاف أو مؤامرة "داخلية أو
خارجية" ولا تخبره ولا تطلعه عن حقيقة ما الأمر ... وهذا ربما كان راجعا
لاعتبارات أمنية داخلية أراها شخصيا أنها اعتبارات "سخيفة" وربما كان
هذا الحجب لعدم ترك الشارع يكون له تأثير على القرار السياسي ... وربما لعدم ثقة
متخذين القرار السياسي بالشارع الكويتي والذي غالبيته لا يفقهون سياسة ولا حتى
أسسها ولا ثقافتها ولو أردنا أن نضع النسبة المئوية فإن ما بين 85% و 90% لا
يفقهون سياسة ... وأيضا ربما كانت تلك من ضمن الأسباب التي استند عليها أصحاب
القرار السياسي الكويتي بصحة حجب ما يدور خلف الأبواب ... وكيف لا ومخرجات
الإنتخابات البرلمانية الكويتية تعطي الجميع المؤشرات بمدى وعي أو جهل الشارع
السياسي الكويتي والذي طبعا "الله بالخير" ... لكن من المهم أن نعرف
ويعرف متخذ القرار أن أيضا في الكويت هناك من هم أهل عقول سياسية واسعة الثقافة
والإطلاع من عامة الشعب ... لهم الحق بأن يعرفوا ماذا يجري من الداخل وليس مما
تكتبه وتتناقله الصحف العالمية والمواقع الإلكترونية ولا يجب أن يختزل الأمر على
أعضاء "لجنة الشؤون الخارجية" في مجلس الأمة والذين أصلا حديثي العهد في
عالم السياسة أي طلبة سنة أولى ؟
بتاريخ 1-2-2018 قال الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون" أثناء زيارته إلى تونس : إن الربيع العربي لم ينته
بعد "انتهى التصريح" ... هذا التصريح الخطير مر مرور الكرام منذ وقتها
وإلى يومنا هذا وكأنه قال "الربيع الغربي" !!! ... والمطلع على خبايا
السياسة وأخبارها ودهاليزها يعرف تماما أن فرنسا كانت من ضمن الدول الرئيسية التي
أسقطت أنظمة حكم في ليبيا وتونس واستغلت الجزائر والمغرب وابتزتهم ... وبالإلتفات
إلى الوضع العربي "المزري المخجل المعيب" بشكل عام فإننا لن نجد ربيع
عربي قادم إلا في منطقة دول الخليج وإيران فقط وحصريا ... دول فاحشة الثراء كان
"بعضها" يستخدم المال القذر في سفك دماء الأبرياء في كل مكان واليوم جاء
الدور عليها لتشرب من نفس الكأس الذي سقته لدول وشعوب أخرى ... وحتى يكون موضوعنا
هذا ذوو "بحث سياسي علمي" فإنه من المعيب حقا أن يتم السرد دون علامات
وإشارات وأدلة وهذا ما سوف أضعه بين أياديكم الكريمة ليس لصناعة الرعب في نفوسكم
بل لمعرفة ما هو قادم ولأقرع أجراس الخطر القادم ... والذي سبقني فيه سمو أميرنا
"الحبيب الغالي" صباح الأحمد في 24-5-2018 أثناء زيارته إلى نادي ضباط
الجيش حيث قال سموه : إن منطقتنا تشهد ومنذ سنوات أحداث وتطورات بلغت مداها بخطورتها
وأخذت تشكل تداعياتها تهديدا مباشرا للأمن والسلم ليست في المنطقة فحسب وإنما على الصعيد
الإقليمي ؟
الرئيس الأمريكي "دونالد
ترامب" ... عربيد العالم
هذا العربيد صاحب أسوأ سمعة شخصية
يتعامل مع الخليجيين حصرا وتحديدا كما كان يتعامل كسرى الفرس في جاهلية العرب ...
فكسرى الفرس كان أشد من استحقر وأهان العرب على الإطلاق وكان يرى في كلب الشوارع
في بلاد فارس أطهر وأشرف وأنفع من أي عربي في صحرائهم القاحلة ... والرئيس
الأمريكي العربيد الحالي هو أول رئيس عالمي يهين الخليجيين بشكل لم يسبق له مثيلا
في كل تاريخ دول الخليج ويستحقرهم علنا ... ولنستذكر تصريحات العربيد ترامب ماذا قال ؟
1- في شهر 9-1988 : أمريكا توفر الحماية لدول
كثيرة مثل الكويت فيما يعيش فقراء الكويتيين كالملوك وفي المقابل فإن أمريكا لا تحصل
على شيء وعدم أخذ 25% من الناتج المحلي من الكويت مقابل ذلك فهذه نكته .
2- في شهر 12-2011 في كتابه ""Time to Get Tough:
Making America Again
: انظروا إلى السعودية إنها أكبر ممول للإرهاب في العالم السعودية تستخدم البترودولارات
أموالنا الخاصة جدا لتمويل الإرهابيين الذين يسعون إلى تدمير شعبنا بينما يعتمد السعوديون
علينا لحمايتهم .
3- في شهر 11-2014 : السعودية لا تملك سوى
الألسنة والتخويف إنهم جبناء يملكون المال ولا يملكون الشجاعة .
4- في شهر 8-2015 : السعودية دولة ثرية وعليها
أن تدفع المال لأمريكا لقاء ما تحصل عليه منها سياسيا وأمنيا وسواء أحببنا ذلك أم لم
نحببه لدينا أشخاص دعموا السعودية أنا لا أمانع بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف
دون أن نحصل على شيء بالمقابل .. عليهم أن يدفعوا لنا.
5- في شهر 1-2016 : السعودية دولة ثرية وعليها
أن تدفع المال لأمريكا وخاصة لحماية المملكة من إيران ولدي العديد من الأصدقاء في السعودية
أشخاص جيدون ولكن على السعودية أن تدفع إذا كنا سنقوم بحمايتهم من إيران .
6- في شهر 3-2016 : لو كانت السعودية دون عباءة
الحماية الأمريكية لا أعتقد أنها كانت ستكون موجودة .
7- في شهر 9-2016 : هل تتخيلون أننا ندافع
عن السعودية بكل الأموال التي لديها !!! نحن ندافع عنها وهم لا يدفعون لنا شيئا .
8- في شهر 10-2016 : مؤسسة كلينتون هي مؤسسة
إجرامية مدعومة من السعودية وقطر وغيرهما من الدول التي تسيء معاملة النساء ... أمريكا
تحمي السعودية الغنية بأموال طائلة ولكنها لا تدفع لنا شيئاً وعليها دفع مبالغ مقابل
حمايتا لها .
9- في شهر 4-2017 : بصراحة السعودية لم تعاملنا
بعدالة لأننا نخسر كماً هائلاً من المال للدفاع عن السعودية .
10- في شهر 6-2017 : من الجيد أن نرى أن الزيارة
إلى السعودية تأتي بثمارها بهذه السرعة قالوا إنهم سيأخذون موقفا حازما من تمويل التطرف
وكانت كافة الإشارات تدل على قطر ربما سيكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب .
11- في شهر 3-2018 : السعودية بلد ثري جدا وستعطي
الولايات المتحدة بعضا من هذه الثروة كما نأمل في شكل وظائف وشراء المعدات العسكرية
.
12- في شهر 4-2018 : دول منطقة الشرق الأوسط
لم تكن لتبقى أسبوعا واحدا لولا الحماية الأمريكية وعلى الدول الثرية أن تدفع لنا لمواجهة
نفوذ إيران لقد دفعنا 7 تريليونات دولار خلال 18 عام في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية
الدفع مقابل ذلك .
كل ما سبق تعطينا تأكيدات قاطعة اليقين
لا تقبل الشك أو اللبس أن دول الخليج تواجه مخطط إفلاسها واستغلالها وابتزازها على
يد "كسرى أمريكا" ... مخطط لسحق صناديقها السيادية والهدف واضح وضوح
الشمس بأن يتم تمزيق "منظمة أوبك - OPEC" الدول المنتجة للنفط
والتي تتحكم في الإقتصاد العالمي والتي بسببها تشتعل وتقوم الحروب هنا وهناك ...
وبالتالي هذا العربيد ترامب لم يكتفي بإعانة واستحقار الخليجيين لفظا وتصريحا علنيا
بل أيضا بالإبتزاز العلني مما جعلهم حفنة سفهاء بلا قيمة في أعين دول العالم ...
ولسان حال العالم كمن يقول "هل لكم عين أن تفاوضوننا على صفقاتنا الإقتصادية
والعسكرية بعدما فعل بكم ترامب ما فعل " !!! ... مما أثار استغراب ليس الشعوب
الخليجية فحسب بل كل الشعوب العربية أنه لم يصدر أي رد رسمي من الدول التي طالتها
إهانات ترامب على كل هذه الوقاحة العلنية !!!
الربيع العربي الخليجي
هناك دفعا بكل قوة في منطقة الخليج
يجريان حاليا لأمرين الأول : هو صناعة علاقات كاملة وطبيعية بين الكيان الصهيوني المحتل
إسرائيل "النجسة" وبين "بعض" دول الخليج ... الأمر الثاني :
الدفع بكل قوة حتى تحدث حرب بين أمريكا وإيران مهما كان الثمن ... وإن كانت
الصحافة العالمية قد قدمت لنا كمتابعين ومراقبين خدمات عظيمة بتسريبات يملؤها
الخزي والعار إلا أن المخطط سائر وقائم على قدم وساق ... والأكيد والموثوق فيه أن
ما يجري كلها حسابات خاطئة مليـــار% وقد كتبت سابقا منبها ومحذرا من أن الحرب ضد
إيران سيكون ثمنها أكبر مما تتصوره عقولكم ... نعم وألف نعم مخطط إشعال الحرب الطائفية
"الصرفة" هو المخطط شكليا وظاهريا فقط لكن الهدف الحقيقي هو تمزيق
الإقتصاد السعودي وتحويله إلى سيناريو العراق وفنزويلا وروسيا ... دولا غنية
بالنفط لكنها فقيرة اقتصاديا وعملتها لا قيمة لها وأوضاع اجتماعية تفلق الحجر ...
وبالتالي فإن إن وقعت الحرب الطائفية بين "أمريكا وإيران" فإن الصندوق
السيادي السعودي سينهار في أقل من 3 أشهر ... فالحرب نفسها ستكون هي الربيع العربي
الذي لا أحد يستطيع أن يعطي ضمانات وتأكيدات 100% كم دولة خليجية ستسقط أو لا تسقط
وكم دولة سينهار اقتصادها أو يتضرر وينكمش لكن الأكيد أن هناك ضررا ودمارا بالغا
رهيبا سيحدث ... ولذلك اليوم خريطة التحالفات الدولية والعسكرية قد تغيرت ولا تزال
تتغير كل ذلك حدث بسبب أن هناك من وصلته الرسالة وفهم أن ترامب كائن لا يمكن الوثوق
به وأن العرب والخليجيين هم أخر اهتماماته وأن كل ما يفعله يصب في صالح الكيان
الصهيوني المحتل ... أما من لم يفهم وبإرادته اختار أن يكون في صف ترامب فليتحمل
فاتورة ذلك جملة وتفصيلا ... مع العلم أن حتى أقرب حلفاء أمريكا اليوم أصبحوا في
مواجهة مباشرة مع أمريكا وترامب وإدارته فها هي أوروبا وروسيا والهند والصين
وأمريكا الجنوبية تتوحد ضد قرارات ترامب الإقتصادية وابتزازه الذي لا ينتهي ...
وأما السفهاء الذين يفرطون بالثقة ويمنون أنفسهم كذبا ووهما بأنهم بخير وأن أي
أزمة قادمة فإن الإنتصار حليفهم "المؤكد" فينطبق عليهم قوله سبحانه { فمثله
كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص
القصص لعلهــــــم يتفكـــــــــــرون } الأعراف ... احذروا كسرى أمريكا فإنه عدو
خبيث وشر مستطير يلوح بالأفق وصدق من قال : من لم يسمع طبول الحرب فهو أصم ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم