قبل أن أبدأ موضوعي هذا فأنا وغيري الكثيرين من أبناء الكويت حامدون
شاكرون نعم ربنا سبحانه وتعالي علينا والتي لا تعد ولا تحصى وممتنين لفضله إلى أن
يتوفانا الله ... وفي هذه المدونة كتبت كثيرا عن القناعة والمعقول وانتقدت
الكثيرين بسب تضخيمهم لأمور لا تستحق ... لذلك ما سوف أتحدث عنه لا دخل له بالنعم
والخيرات لأنها أصلا مسألة محسومة الفضل والثناء لكن موضوعي عن الإدارة المالية
للدولة وفرط الصرف الغير مبرر وضعف الرؤية وشح إنقاذ الحالة المادية والمعيشية
للكويتيين لذا اقتضى التنويه .
الموضــــــــوع
يخبرنا التاريخ الكويتي أن كل الأجيال الكويتية قد طحنت طحنا وتمزقت
تمزيقا بسبب الفقر الشديد ما قبل النفط والديون حديثا إلا جيل واحد فقط هو من نجا
من مطحنة الحكومات الكويتية ... إنه جيل "تثمين البيوت والأراضي" الذي
في وقته صدر في عهد أمير الكويت الشيخ الراحل / أحمد الجابر الصباح أول مخطط تنمية
في تاريخ الكويت في 1952م ... والمخطط كان عبارة عن شراء الحكومة لمناول المواطنين
داخل السور وإجبارهم على الخروج خارجه من أجل توسعة الكويت وإيجاد مساكن للمواطنين
... في تلك الفترة انتعش السوق الكويتي وبدأت النهضة المتمثلة : إنشاء الطرق
والمحطات الكهربائية وتكرير المياه والمدارس والمستشفيات ومناطق سكنية جديدة وكل
شيء حتى دخلت الكويت في ستينات القرن الماضي وإذا بها تتلألأ نهضة وعمران ومشاريع
وتنمية حقيقة ... وما قبل 1950 كان النفط حديث عهد بالكويت ونوعا ما زاد الناس
راحة بالمال بسبب استحداث الوزارات والهيئات وشركة النفط ... وما قبل النفط كان
الناس في فقر شديد وضيق الحال وأما من السبعينات إلى يومنا هذا فإن الأجيال تطحن
في دوامة الديون وصناعة استعبـــــــــــاد المواطن الكويتي في الوظيفة الحكومية
وفـــخ القروض البنكية ... أقول ما سبق فقط حتى يتم الإستدلال كحقيقة مخطط قديم
جدا بأن يحرم المواطن الكويتي من التمتع بخيرات وطنه ليكون تحت رحمة الحكومة التي
تتعامل بسياسة النقيضين "رحمن رحيم" على الخارج و "شديد
العقاب" على الداخل ؟
فاجأنا مجلس الأمة في جلسته المنعقدة أمس 26-6-2018 بأن لدى مؤسسة البترول الكويتية أرباحا "متكدسة" تحولت إلى
محفظة مالية قدرت قيمتها بـ 17 مليـــــــــــار دينار كويتي = 56.2 مليــــــار
دولار أمريكي ... فاقترح النواب بأن تنتقل هذه الأموال إلى الحكومة بدلا من رغبتها
"المتهورة" بالإقتراض من الخارج فرد الوزير نصا : إن التنازل عن الـ 17 مليــــار المحجوزة سيؤدي إلى تآكل المحفظة المالية
بسرعة كبيرة وسنحتاج للذهاب إلى الإحتياطي العام للدولة لا سيما أن القطاع سيستخدم
هذه الميزانية في مشاريع السنوات الخمس المقبلة "انتهى التصريح" ... من
الواضح جدا أن معالي الوزير لا يعلم ماذا يعني مبلغ 17 مليار دولار ويظن أنها 17
مليون وليست مليار !!! ... يا معالي الوزير 17 مليار دينار = 56 مليار دولار كافية
تنقذ لبنان ومصر والأردن واليمن مجتمعين ... 17 مليار كافية أن تسقط كل ديون
الكويتيين وتعيد انتعاش السوق المحلي ... 17 مليار كافية أن تختصر وتسرع مشاريع
الكويت القائمة حاليا لتنتهي جميعها بعد 6 أشهر والعملاقة بعد سنة ... 17 مليار
دينار كافية جدا أن تنهي طلبات الإسكان لأكثر من 90 ألف مواطن على قائمة الإنتظار
خلال سنتين فقط ... 17 مليار دينار قادرة على بناء 5 مستشفيات عملاقة كمستشفى جابر
و 150 مستوصف و 100 مدرسة ... 17 مليار دينار تستطيع أن تنتهي من البنية التحتية
كاملة لمدينة الحرير في أقل من سنيتن فقط ... والمصيبة الأكبر أن وزير النفط يقول
أن الـ 17 مليار سنستخدمها خلال الـ 5 سنوات القادمة !!! ... يا رجل أليس كل
ميزانياتكم من الدولة مباشرة ؟ أليست مناقصاتكم كلها من الدولة مباشرة ؟ فلو كنت
تستخدم الـ 17 مليار فلم تطلبون أموال لمشاريعكم وتطرح في لجنة المناقصات العامة
!!!؟؟؟!!! ... مصفاة الزور بقيمة 4.8 مليار دينار من الـ 17 مليار التي تكدسونها
أم من الميزانية العامة للدولة وبمناقصات رسمية !!! ... ومشروع "تجميع
32" في حقل برقان بقيمة تتجاوز 400 مليون دينار وعقود يناير 2017 بقيمة 111
مليون دينار وعقود فبراير 2017 بقيمة 137 مليون دينار ومجموع مشاريعكم في 2017
بقيمة 1.5 مليار دينار هل كلها من الأموال المكدسة الـ 17 مليار أم من المال العام
في الميزانية السنوية !!!؟؟؟ ... وخطتكم المعلنة لنفط الكويت 2040 والتي توقعتم
حجم الإنفاق سيتجاوز 508 مليار دولار = 153 مليــــــــــار دينار كويتي ...
والمصيبة الكبرى أن الوزير يقول أنها محفظة !!! محفظة يعني أن تلك الأموال يتم
الإستثمار فيها يعني ربح وخسارة ... فمن يدير تلك المحفظة العملاقة ومن يراقبها
وفي أي نوع من الإستثمار تتحرك هذه المحفظة وبأوامر من أي مسؤل في الدولة الذي
يمكن مسائلته سياسيا وجنائيا هل الوزير أم رئيس الحكومة ؟ ... إني لا أرى سوى شبهة
فســـــاد وسوء إدارة وموقف من مجلس أمة هــــش تتجمع حولها كل ظلال الشك وعدم
الإطمئنان لصحة وسلامة ما يحدث ؟
بتصريح رسمي "قديم" مع صحيفة الدستور الأردنية صرح مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية السيد بدر مشاري الحميضي بأن :
الكويت أقرضت أكثر من 100 دولة في العالم "انتهى التصريح" ... وبالبحث
فإن عدد دول العالم = 196 دولة أي أن الكويت أقرضت أكثر من نصف سكان كوكب الأرض ...
ناهيكم أن أصول التأمينات العامة الكويتية تتجاوز بأكثر من 20 مليار دينار كويتي =
66 مليار دولار تدار وتستثمر في داخل وخارج الكويت ... والهيئة العامة للإستثمار
تدير أصول الدولة السيادية بقيمة تجاوز أكثر من 178 مليار دينار = 592 مليار دولار
... ودخل "إيرادات" من النفط سنويا لا تقل عن 15 مليار دينار كويتي 49.6
مليار دولار في ميزانية 2017-2018 و 50 مليار دولار في ميزانية 2018-2019 والعجز 5
مليار دينار كويتي ؟
العجز في كل ميزانية بسبكم أنتم وفشل الإدارة بسببكم أنتم وكأن هناك
تعمد بخلق وصناعة العجز اصرف سيارات فخمه 2018 و 2019 واصرف بند ضيافة وبند هدايا
وأعمال ممتازة روح اصرف ... تبرعات مليونية وملياريه واصرف سفرات وبدلات ومكافآت
وتجديد ديكورات وعطور وبخور واشتري أجهزة وقطها بالمخازن ملايين احرقها مو من جيب
أبوك ولا اللي خلفوك ... والكويتي تحفرون راسه على 50 و 100 دينار تقعدون له قعده
وأفلام هنديه سخيفة رئيس مجلس الأمة يقول "الكويتي أجير" ووزير المالية السابق الأقرع يقول "الموس على كل الروس" ووزير يطلع يقول "السكين وصل
العظم" ... وأخر تصريح مؤسف صرّح به أمس وزير خارجيتنا الشيخ صباح الخالد
عندما قال في المجلس "نحن أقرب إلى الشارع من حبل الوريد"
!!! ... تصريحات كلها تعبر عن مدى اضمحلال الفكر والرؤية لدى المسؤلين فأصبحوا
يهذون ظنا بأنهم يعرفون وهم لا يعرفون ولو كان فيهم عقلا جهبذا ورأيا حكيما لشطبت
كلمة "عجز" من قاموس الميزانية العامة للدولة ... الشيخ صديق التاجر
والتاجر عدو الشيخ وصراع المصالح يتجدد دماؤه والمواطنين البسطاء ضحية ألاعيبهم
والوطن بأكمله ضحيتهم ... كذب من يقول أنهم يريدون حلولا فجميعهم أي المسؤلين
مستمتعين بمناصبهم وامتيازاتها الإستثنائية ... وزير "أبو وريد" ما يدري إن أكثر من
90% من الشعب الكويتي يوم 5 من الشهر مفلس والله إنك ما تدري عن حقيقة الشارع
الكويتي ... دولة قوانينها أكثر من شعبها وتشريعات تجعل شعر رأسك يقف من كثرتها
وتزاحمها وكأن المجلس الأكثر قوانين يعني هو الأفضل إنجازا !!! التفتوا للكويتيين ولا
تستغلوا الأوضاع السياسية الخارجية كحجة تهذون بها علينا فهذه اسطوانة جدا سخيفة
... المجتمع الكويتي بحاجة إلى إصلاح والحالة المالية للأسر الكويتية بحاجة إلى
إصلاح وديون المواطنين بحاجة إلى إصلاح ... فمن كان عاجزا عن الإصلاح فليبتعد
ويتنحى ومن كان عاجزا عن الحلول فلدينا الحلول الذي تصدمكم إلا إذا كان الأمر نهج
وتعمد بأن تجعلون الكويتيين لا يفكرون إلا بديونهم ؟
أعيدوا قرائة المجتمع الكويتي فعيونكم كثر رمدها
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم