في بيعة المسلمين قديما هناك فهما خاطئا للبيعة زورتها لنا الكتب
التاريخية والأعمال الفنية بأن على كل فرد من الرعية أن يبايع أمير المؤمنين أو
حاكم البلاد وتلك كذبة جدا كبيرة ساقوها لنا وصدقها الأغبياء ... والحقيقة هي أن
من وجبت عليهم المبايعة هم مسؤلين الدولة والعاملين فيها وأعيان وتجار الدولة وليس
كل فرد يعيش أو يقيم على أرض الدولة ... بدليل مثلا السعودية عند مبايعة الحاكم أو
ولي العهد فهل سيفقون ينتظرون مبايعة أكثر من 15 مليون مواطن !!! ... العقل
والمنطق يرفض تصديق هذه الخرافة لأنها أكبر من قدرة الإنسان أي الحاكم وولي عهده
... والكويت عندما حدثت أزمة الحكم في 2006 كان 50 نائبا في مجلس الأمة يمثلون
الشعب الكويتي بالقدر المطلوب للمبايعة بالإضافة إلى أبناء الأسرة الحاكمة من
كبارها وليس صغارها ... وبالتالي المبايعة غير مطلوبة من كل فرد في الدولة للحاكم
لكن الأهم أن يكون للفرد ولاء للدولة لا يخونها ولا يغدر فيها ولا يعين عليها ولا
يناصر أعدائها ... فالحكام زائلون والشعوب هي الباقية ولذلك البيعة كثيرا ما يحدث
فيها جدال ونقاش والبعض يظن أنه يعيش في زمن الرسول الزمن "الإستثنائي"
في كل شيء ... لذلك خرجت تنظيمات إرهابية ضربت كل الأعراف والقيم والمبادئ الوطنية
في عرض الحائط وأصبح الولاء للمجرمين والإرهابيين وليس للدولة وكيانها وأمنها
وسلامتها وما أكثر العملاء والمندسين في هذا التنظيمات المرتزقة ؟
صيغة البيعة في تنظيم الإخوان المسلمين : أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديا مخلصا في جماعة الإخوان المسلمين
وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره الا في معصية الله وعلى اثرة علىّ
وعلى ألا أنازع الأمر أهله وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت الى
ذلك سبيلا والله على ما اقول وكيل ... صيغة البيعة في تنظيم داعش الكافر : أعلن بيعتي لأمير المؤمنين فلان ابن فلان عظّم الله شأنه ورفع ذكره فأقول
بايعتك على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا أن لا ننازع
الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان ... صيغة البيعة في
تنظيم حزب الله : عهدا لك خميني نبايع خامنئي قسما بالمهدي وبروح الله بالخامنئي بولي الله بالسيد عباس شهيد الله إنا على العهد يا نصرالله أنا بايعتك حتى الموت حزب الله حزب الله أنا بايعتك حتى الموت حزب الله حزب الله هل من ناصر حسيني لبيك يا حسين هل من ناصر حزب الله لبيك يا نصر الله عهدا لك خميني نبايعه خامنئي قسما بالمهدي وبروح الله ان على العهد يا نصر الله ... كلها تنظيمات مرتبطة بالإسلام ليس لها
ولاء لأوطانها على الإطلاق ولا تعترف بأي رئيس دولة وليس لها ولاء لأي حاكم إلا من
يتبعونه بولاؤهم الفاسد ... كل ما سبق هو قسم لا قيمة له على الإطلاق لأنه بني على أهداف شيطانية فاسدة ... إنها عقيدة الولاء والبراء التي كل يأخذها وفق مزاج
رأيه يترك من يشاء ويوالي من يشاء يباع هذا ويترك ذاك إنهم فسدة الفكر ومرتزقة
الإسلام لا عهد ولا أمان لهم والطائفية والغلو والعصبية منهجهم ... لا يرجعون إلى
كتاب الله بل إلى أولي الأمر منهم من النصابين وكبار عملاء المخابرات الأجنبية ومن
يتبعهم لا عقل له فقد باعه وسلمه لهم بالمجان ؟
"لقد ابتلاني ربي بالولاية عليكم وقد ابتلاكم بالسمع والطاعة
لي" ... تلك جملة التي يبدأها كبيرهم الذي علمهم علم الكهنة وفن السحرة يرسم
صورة ولي الأمر الزاهد العابد بمشهد تمثيلي يقارع محترفي التمثيل فيه ... صناعتهم
الرعب الذي يصنعونه في قلوب الناس من هول فظائعهم وجرائمهم وكم سفك دماء الأبرياء
التي تسيل على أيديهم ... وعدد لا تعرف له رقم من سبي النساء واغتصابهن وبيعن
وصناعة تجارة الرقيق في أسواقهم وتهجير عشرات الآلاف من قراهم ومساكنهم في رحلة
عذاب لا أحد يستطيع الشعور بألمها ومعاناتها إلا أصحابها فقط ... كل ذلك جرى ويجري
باسم الإسلام فهل حرروا القدس ؟ كلا ... هل قاتوا الصهاينة المحتلين ؟ كلا ... هل
حاربوا حتى اقتصاد اليهود ؟ كلا ... لقد سطرت لكم الأيام دليلا واقعيا عليه آلاف
الأدلة والبراهين وسجل وكتب التاريخ حقيقة وهي :أن : سوريا دخلت في حرب داخلية
طاحنة لمدة 7 سنوات لم يجرؤ نجس واحد أن يزعج الكيان الصهيوني المحتل ولا حتى
بطلقة واحدة بالخطأ ... وعليه فإن كل التنظيمات التي تقاتلت في العراق وسوريا هي
تنظيمات إرهابية 100% وكذب ثم كذب من يقول أو ادعى أنه جهاد في سبيل الله ... وأن
كل ولي أمر لتلك الجماعات هو تاجر دين ومرتزق حرب وكل مال قبضوه هو مال سحت وكل
دولة شاركت أو عاونت بأي شكل من الأشكال لدعم تلك الجماعات فهي دولة إرهابية 100%
... وأن الكل والجميع لم يكن القدس في بالهم ولا مخططاتهم بل كان حماية الكيان
الصهيوني المحتل هو في أول اهتماماتهم وأهدافهم ؟
ما بين عام 2012 إلى 2016 كنت أوجه كلامي لمشايخ الفتن تجار الدين
سفلة القوم المحرضين في دول الخليج ... وكنت أقول لهم : لماذا يا شيخ لا تذهب أنت
أولا للجهاد إن كنت تؤمن حقا أنه جهاد ؟ لماذا يا شيخ لا ترسل إبنك وأبنائك إلى
الجهاد ألا تريد أن تفرح بهم وهم في صفوة كرام الشهداء في الجنة ؟ ... لا أحد كان
يجيب وكنت أنا من يكتب ويحذر الناس من أن هؤلاء هم كلاب الدنيا وأنجاس الأرض وهم
أكبر خطر على دولنا ومجتمعاتنا وهم أكثر الأنفس إجراما وإرهابا ... ولما انتهى دور
دولهم بمشاركتهم في الإرهاب في سوريا والعراق انقلبت عليهم حكوماتهم وحمّرت العين
عليهم فعاد كل تاجر دين إلى قفصه كالكلب المطيع وصمت صمت أهل القبور ... وعادوا
اليوم إلى "تغريدات" الود والنصح السليم والوجه الجميل ونسي غالبية
الناس أن هؤلاء مجرمين حرب ومحرضين نجسة وعملاء وخونة أوطان لا ولاء ولا أمان لهم
ولا لأوطانهم !!! إن أخطر فئة تعيش بيننا هي من شاركت بالتحريض ومارست فعليا
أعمالا إرهابية وهناك من ذهب بنفسه وشارك في القتال وعادوا إلى أوطانهم وكأن شيئا
لم يكن !!! ... لقد كانوا ولاة أمر نصابين كذابين دجالين اتخذوا الدين ستار لشيطنتهم بامتيــــاز ؟
لا تصدقوا أن كل من يعيش بينكم أن له ولاء 100% لوطنكم
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم