الإنسان منذ ولادته وحتى مماته هو في رحلة بحث طويلة واستكشاف كل أمر
جديد وغريب هذا إن كان إنسانا طبيعيا ... والإنسان الطبيعي لا يتلون ولا يتغير في
قراراته التي تحكمها مبادئ وقيم عالية القيمة وربما ينحرف هنا وهناك لكن تبقى
القيم ثابتة كالإنسانية والضمير والمخافة من الله وغيرها ... لكني وجدت أمرا غريبا
في الكويت ولم أشأ أن أخص الكويت فتجولت عبر عالم الإنترنت في بعض المجتمعات القريبة
منا فاكتشفت أن نفس العلة التي أصابتنا قد أصابتهم ... وهي أن الناس عبر مواقع
التواصل الإجتماعي أصبحت لا تستحي ولا تعقل ولا تعي في أي حدث جدا تافه أو جدا
طبيعي يصنعون منه حدثا إجتماعيا وتقوم الدنيا ولا تقعد وسأفند كل حدث على حده حتى
لا أعمم ولا أشمل ؟
حارس الأمن في مواقف التأمينات الإجتماعية
مرت إمرأة وجدت حارس أمن في مواقف السيارات يقرأ القرآن بصوت عالي وهي
ميزة مغرية لأن الصوت ينتج عنه "صدى واسع" ... فانتقدت المرأة أنه يقرأ
القرآن بصوت عالي وأثناء تأدية عمله فقامت قيامتها ولا أبالغ إن قلت عشرات الآلاف
أكلوها ذما وانتقادا وطعنا وشتما وتشكيكا ... والأكيد أنهم جميعا كانوا جهلة
وسفهاء لا نقاش ولا جدال في ذلك والأكيد أنهم ليسوا من أهل المساجد ولا حتى روادها
... لأن أهل المساجد يعلمون علم اليقين أنه لا يجوز ويمنع أن تقرأ القرآن الكريم
في المسجد بصوت عالي أو حتى بـ "ونونه صوتية" لأنك تؤثر على الآخر من
يقرأ القرآن ومن يصلي ومن يتعبد ويسبح وتزعجهم ... وهذه المعلومة أنا أقولها وأنا
متأكد منها 100% وأهل المساجد يعرفونها ومتأكدين منها ... بالإضافة إلى أن "بعض"
الناس بجهلها تظن وتعتقد أن القرآن يمكن أن تقرؤه أو تشغله في أي وقت وأي مكان
وهذا بالتأكيد سقوطا بعدم توقير كتاب الله سبحانه وآياته القائل جل علاه في سورة
الأعراف { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون } ... وهي آية يعلمنا ويعلمكم ربكم آداب القرآن وتوقيره واحترامه لما
لقدسيته شأن عظيم وبالتالي لا يجوز أن تقرأ القرآن "صوتيا" ترتيلا أو
تلاوة أو تشغل حتى تسجيلاته وحوليك أصوات أو حديث أو إزعاج ... لأن الأصل هو أن
يستمع الإنسان استماعا مؤدبا يليق بعظمة كتاب الله كما يحدث في مجالس الذكر التي
يقيمها بعض الصالحين بدعوة بعض الأصوات الجميلة ليرتلوا القرآن بأصوات عذبة
ويتدبرون معاني الآيات وكلماتها في منازلهم ... وعودة إلى أساس الفقرة فإن الحارس
لا يعاقب ولا يكافأ بل ينبه عليه وبعد انتهاء الدوام الرسمي يكون المبنى خاليا
فليقرأ ما يشاء ... المهزلة حدثت عندما هذا هب له وذاك فزع له بعمل بديل وراتب
مضاعف وتسويق جدا رخيص للغاية وأنا أسأل كل من ظن أنه "حاتم الطائي" في
زمانه : أين أنت من فقراء البدون ؟ وأين أنت من المساكين والمحتاجين في وطنك ومن
أبناء وطنك ؟ وأين أنت ممن أذلتهم الديون وقهرتهم والأيام ؟ وأين أنت ممن يتم
الحجز على سياراتهم وأثاث منازلهم يوميا في محاكم الكويت ؟ وأين أنتم ممن هم في
السجون بسبب مبالغ مالية ؟ ... { ألا إنهم هم السفهاء
ولكن لا يعلمون } البقرة ؟
عمال تنظيف الشوارع
إنهم أكبر شرذمة محتالين ونصابين يستغلون جهل الناس بل وحتى غبائهم
... في سنة من السنين القريبة يروي لي أحد مسؤلين لإحدى شركات التنظيف وكان عربي
الجنسية ... فيقول لي نصا "ما تراهم هم مافيا فالمناطق يتم تقسيمها وفق المال
بمعنى من يريد ضاحية عبدالله السالم يدفع مبلغ أكبر من منطقة صباح السالم ومن يريد
محافظة حولي ومن يقف في الشوارع الرئيسية يدفع مبلغ أكبر ممن يقف في الشوارع
الداخلية كلهم جميعهم يدفعون لمسؤلهم المباشر والمسؤل المباشر يدفع لرئيس العمال
الكبير الذي يقع مكتبه داخل الشركة وجميعهم من جنسية واحدة فتأتي الحصيلة اليومية
تدفع في مساكنهم بعيدا عن أعين الشركة "المتواطئين" بالتأكيد فتكون
الحصيلة يوميا بآلاف الدنانير يتقاسمونها بينهم من جيوب المواطنين والمقيمين
المغفلين " ... ثم يكمل المتحدث فيقول "ألهذه الدرجة الناس أصبحت أغبياء
يدفعون ربع أو نصف دينار لعامل مكانه لم يتم تنظيفه !!! فأساس عمله هو أن يكنس
المنطقة المخصصة له فكيف في كل يوم الأتربة تتراكم لولا أن هذا لا يعمل أصلا بل
يقف لاستعطاف الناس وإطلاق علامات وإشارات تتراسل بين العامل الغبي والمواطن الغبي
ولذلك تراهم يتعمدون أن يقفون في أشد الحر وأشد البرد لأنه إن لم يأتي بالمبلغ
المحدد يوميا فإنه إما سيتم ضربه أو سيتم نقله إلى موقع أقل زحمة ولا يجرؤ أحد
منهم أن يعترض وإلا فإنه في أقل من 3 أيام سيتم إبعاده عن البلاد وكلها داخل مافيا
أبناء جلدتهم وجنسيتهم الذين يجنون أكثر من 30 ألف دينار شهريا من جيوب المساكين
هذا في أقل وأضعف تقدير والبعض حقق 80 ألف شهريا من كل محافظة في الكويت يتم
تقاسمها فيما بينهم والعامل هو الفخ الذي يقف للجميع وبالمناسبة فإن 90% منهم لا
دخل لهم بالإسلام ولا بالصلاة ولا يعرفونها أصلا" ... يكمل المتحدث فيقول
"لماذا لا تضع الحكومة صندوق تحت رعاية ورقابة وزارة الشؤون مباشرة يدفع فيه
المواطن والمقيم مباشرة نقدا أو تحويلا أو عبر الرسائل الهاتفية أو عبر الإنترنت
فيتكون مبلغ شهريا عظيما ينفق منه على من عليهم ديون والمعسرين والمسجونين من
المواطنين والمقيمين يا رجل لو أنا أنظف شارع "فريجكم" كل يوم لأجعله
أنظف من سياراتكم فإن حبت الرياح وأثارت غبار شارعكم فهذا يعني أن عامل النظافة
كان يستغلكم ولم يكن يعمل إلا بمشهد تمثيلي عليكم والناس تعشق من يكذب عليها"
... انتهى حديث الشخص الذي نقلت لكم نصا عما رواه لي منذ سنوات لأبين لكم حقيقة
مخزية واستغلال وقح يتعرض له الناس يوميا بحسن نيتهم "العبيطة" ...
وهناك مواقع لجان خيرية أو حتى الهلال الأحمر الكويتي الذي بضغطة زر تستطيع أن
تدفع دينارا واحدا فقط أو مليون حسب رغبتك ... فلماذا تدفعون لعمال محتالين تظهر وتكشف
الرياح النشطة سوء عملهم من كثرة الأتربة التي هم عمدا لم يزيلوها وتركوها تتراكم
أياما وأيام أليس في رؤوسكم عقول لتحلل وتفكر وتتبصر ؟ ... في الدول المحترمة لو
بقعة تراب صغيرة وجدوها بجانب الرصيف لتمت معاقبة العامل ونحن لا أحد يراقب ولا
أحد يتابع ولا أحد يحاسب لأنهم "والله أعلم" بالمال تخرس المراقب ؟
الطيبة نعمة لكن عندما يحكمها العقل وليس القلب
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم