من عجائب العالم العربي منذ القدم وإلى يومنا هذا وحتى في مستقبله
التعيس أنه كثيرا ما يعشق الجهل ويرتعب رعبا عظيما من الحقيقة أو حتى مجرد التفكير
في حقيقة أي أمر ... والجهل وصل في الكثيرين من أغلب الشعوب العربية أنهم ظنوا أن
الحاكم هو بمنزلة رب العالمين "والعياذ بالله" يسبحون بحمده ويقسدونه
تقديسا عظيما ... فالحاكم وفق نظرتهم أو تفكيرهم "المنحط" هو الرازق وهو
من يحي ويميت وهو الشافي المعافي ... ولذلك لا نستغرب أبدا عندما يخرج حكام عرب
ومسلمين في حقيقتهم هم حفنة مجانين تجمعت كل الأمراض النفسية فيهم ... وكمثال
واستدلال "صدام حسين" عفن اللحود الذي كاد يقول "أنا ربكم
الأعلى" وطلب أن يكتب القرآن الكريم من دمه في سنة 1990 من 600 صفحة ونسب
نفسه لسلالة آل لبيت عليهم السلام ... جن جنونه بسبب كم الرياء والنفاق وكم المديح
والتهليل فأينما ولى وجهه وجد صوره في الشوارع في الطرقات فوق المباني في المنازل
في التلفزيون في الحفلات في المهرجانات وحتى في أعراس الناس الخاصة لا أحد يعصي له
أمرا ولا أحدا يجادله ولا يناقشه كائن من يكون ؟
أما "معمر القذافي" البائد الذي استهزأ بالقرآن الكريم
وأنكر الرسول وطعن به فهو مسلك وفعل لم يجرؤ عليه حاكم مسلم في كل التاريخ العربي
والإسلامي أن سلكه أو قام به ومن أقواله
1- -إن الكعبة هذه هي آخر صنم ما زال باقيا
من الأصنام ... "خطاب القذافي في افتتاح مجلس اتحاد الجامعات العربية في بنغازي
بتاريخ 17-2-1990 .
2- -محمدا مرسل للعرب فقط والقرآن جاء من أجل
العرب وبلغة عربية موجه للعرب فقط وأي واحد غير عربي اعتنق الإسلام هذا متطوع في الحقيقة
أمره عند الله لكنه غير معني ..."لقاء القذافي مع أساتذة الجامعات بتاريخ 19-2-1978 .
3- -تعتبر الشريعة الإسلامية مذهبا فقهيا وضعيا
شأنه شأن القانون الروماني أو قانون نابليون وكل القوانين الأخرى التي وضعها الفقهاء
الفرنسيون أو الطليان أو المسلمون فالذي يدرس القوانين الرومانية يعتبر أن علماء الإسلام
يحملون قانونا وضعيا يضاهي القانون الروماني لكن لا تقول هذا دين ... "حوار القذافي
مع حفظة القرآن في طرابلس بتاريخ 3-7-1978 .
4- -لا يوجد في القرآن حاجة اسمها المعراج إطلاقا
خاصة في مسألة الإسراء وليس هناك أي مصدر لحكاية المعراج تعتمد عليه ولو كانت المعراج
هي وقعت بالفعل أو فيه شيء إسمه المعراج لكان القرآن ذكرها هذه القصة الخيالية التي
تسرد دائما على ألسنة الفقهاء ليس لها ما يدعمها من مصدر وحيد للمعلومات في هذا الخصوص
وهو القرآن خاصة حكاية البراق هذه خرافة تماما ليس لها وجود من هنا يجب أن ينتهي الجانب
الأسطوري في الإسراء والمعراج ... "حديث إذاعي للقذافي بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج
بتاريخ 24-6-1976 .
5- إن الثورة ليست بالضرورة أن تكون بيضاء
دائما ممكن تكون حمراء ضد أعدائها والمعارضة لا بد أن تسحق قلت لكم إن الأديان سحقت
معارضيها والله يسحق معارضيه الذين خلقهم وكل واحد يسحق معارضيه الشعب مثل الله ..
الله في السماء والشعب في الأرض ليس معه شريك الله لو معه شريك قال : لاتخذوا إلى ذي
العرش سبيلا لو كان معه آلهة كان واحد منهم يقول : أنا أريد أكون إلها الذي بقى في
العرش الآخرين يحاولوا أن يقوموا بانقلاب عليه الشعب فوق الأرض لازم أن يكون هكذا متأله
فوق أرضه ... "خطاب القذافي في ذكرى جلاء الطليان 7-10-1989 .
ما سبق لهي ترهات لأنها وقعت قبل 27 سنة و 35 سنة لا تذكر أمام التطور
المهول والمرعب فيما وقع وحدث فعليا ... ففي مصر رأينا من يسجدون سجدا علنيا على
صورة الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" ويعظمونه تعظيما نبرأ إلى الله
منهم ... وفي سوريا رأينا من يسجدون علنا دون أدنى حياء من رب العالمين خالقهم
سبحانه مقدسين طاغية العصر "بشار الجحش" ... وخذوا في طريقكم
"بعض" رجال الدين الذين هم من مطارق الدين السياسي التي تهدم ولا تبني الذين
يطلقون منذ القدم وإلى يومنا هذا عبارات التمجيد بالحكام ووصف ما ليس بالحاكم ... إنهم
أهل الرياء والشقاق والنفاق فهذا يوصف الحاكم بأنه عمر ابن الخطاب وذاك يصف الحاكم
بالرسول عليه الصلاة والسلام وذاك يصفه بأن الحاكم هو جند من جنود الله ... إنهم
لسان الشيطان الذي زين لهم حب الدنيا وأنساهم لقاء ربهم يوم العرض العظيم يوم
يأتونه فرادا مهانين أذلاء لا أحد يذود عنهم ولا فردا ينصرهم ؟
في 17-2-2003 كان سمو الأمير الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح
أميرنا الحبيب كان وقتها وزيرا للخارجية فأطلق تصريحا ضد الأمين العام لجامعة
الدول العربية "عمرو موسى" فقال سموه "إن الجامعة العربية جامعتنا وعمرو موسى ما هو الا موظف فيها"
... فاشتاط غضبا "عمرو موسى" واعتبر التصريح فيه من الإهانة له الشيء
الكثير فتدخلت مصر لحل "سوء التفاهم" فرفضت الكويت وقتها أي تدخل من مصر
... وفي تاريخ 27-4-2003 بمؤتمر "شرم الشيخ" في مصر صرح وزير خارجية
الكويت "آنذاك" سمو الأمير الحالي الشيخ / صباح الأحمد فقال "لا نعلق
أهمية كبيرة على خلاف بيني وبين فرد عادي "يقصد الأمين العام" لذلك لم نطلب
وساطة مصرية لان وساطة مصر تكون لشيء أكبر" ... وفي نفس هذا المؤتمر كان هناك
تصريحات عديدة لسمو الأمير الشيخ / صباح الأحمد شديدة الصراحة مجيبا على سؤال حول ما
إذا كان يعتزم لقاء "عمرو موسى" الموجود في شرم الشيخ فقال سموه نصا "أقول
أهلا وسهلا الأمر لا يرتقي الى حد الخلاف فنحن أعضاء في الجامعة العربية ونتمنى أن
تبقى الجامعة العربية بأعضائها فالأمين العام موظف كمن سبقه في نفس هذا المنصب أمثال
الدكتور عصمت عبد المجيد والشاذلي القليبي والدكتور محمود رياض فلماذا يغضب "عمرو
موسى" عندما نقول أن الامين العام موظف أنا النائب الأول لرئيس وزراء الكويت أعتبر
نفسي موظفا وكل من يتسلم راتبا يعتبر موظفا وهذا لا يعيبني إذا قلت أنا موظف"
(انتهى التصريح) ... صدق أميرنا الحبيب وجاء بأصل الحقيقة وهي أن : كل مسؤل في الدولة
ابتداء من الحاكم وانتهاء بأقل موظف ما هم إلا موظفين يتقاضون رواتب من الأموال
العامة أي "أموال الشعب" مقابل عملهم باختلاف درجاتهم الوظيفية وحساسية
كل منصب ومركز كل على حده ... شتان بين الحكام الطغاة المستبدين كفرة الدنيا
والآخرة وبين حكام مسلمين متواضعين يعطون دروسا لشعوبهم بالتواضع والصراحة ... وها
هو منزل حاكمنا الرجل المتواضع لا يبعد عن الشارع العام لرعيته أكثر من 10 أمتار
فقط يسير بيننا في الشوارع والطرقات ويدخل مستشفياتنا وأعراسنا وعزائنا دون بهرجة
ومواكب طويلة عريضة ... أيها الناس لا تعبدوا إلا الله ربكم وخالقكم ولا تقديس لأي
حاكم أيا ومهما كان لا ملكا إلا الله ولا سلطان إلا لله سبحانه وحده لا شريك له { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من
تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } آل
عمران .
اللهم بارك في عمر عبدك صباح الأحمد الصباح وألبسه ثوب الصحة والعافية
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم