الجهل الذي غيّـب عقول الكثيرين والغرور الذي
فاق غرور إبليس اللعين أعماهم عن حقيقة النعم التي يتمتعون بها ليس سنويا ولا
شهريا ولا أسبوعيا بل يوميــــــا { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم } النحل ... وفي موضوعي هذا بالتأكيد لن أستطيع الحصر
لكن سأضع تصور العقلية البشرية وفق مفهومها في هذا الوقت لكم النعم التي ينعم بها
الإنسان على سبيل جزئية العدد والأنواع لا الحصر بالتأكيد ؟
1- استيقظت من النوم وأدركت كل شيء من حولك هذه نعمة العقل
عادت بعد تغييب .
2- في ثواني أو دقائق صنعت جدول ماذا ستفعل الآن هذه نعمة
الإدراك والإرادة .
3- نهضت من السرير ووقفت على رجليك ومشيت إلى الحمام هذه
نعمة العافية .
4- وجدت حمام نظيف وماء وفير وأدوات تنظيف متعددة هذه نعمة
ورزق الماء .
5- تعد طعامك أو زوجتك تعد طعام الفطور هذه نعمة أن وجدت ما
تأكله .
6- غيرت ملابسك استعدادا للخروج من المنزل تزينت وتعطرت هذه
نعمة الكساء .
7- ركبت سيارتك وهي تعمل وسرت في الطرقات ووصلت إلى عملك
هذه نعمة الحفظ .
8- تكلمت مع زملائك وأديت عملك والكل راض عنك هذه نعمة كف
ألسنة الناس عنك .
9- عدت إلى المنزل طلبت من مطعم وجبة الغداء هذه نعمة
التسخير أي تطلب فيلبى طلبك .
10- تشاهد تلفزيون موبايل تتفاعل
مع مواقع التواصل الإجتماعي هذه نعمة العلم والبصر .
11- يتصل أو تتصل بصديق تتحدث معه تتواعدون ثم يمضي
كل منكم في طريقة هذه نعمة الأمن والأمان .
12- تحتار ماذا تأكل على العشاء من كثرة العروض فتأكل
من تقبله لنفس ولست مجبورا وهذه نعمة الإختيار .
13- تمشي الساعات قبل النوم متنقلا بين مئات
القنوات الفضائية ومئات حسابات مواقع التواصل الإجتماعي وهذه نعمة فرط الترف
والتسلية .
14- تخور قواك الجسدية والعقلية فتخلد إلى النوم
بكل أمن وأمان واطمئنان دون أي إزعاج .
ما سبق هو سيناريو "مبسط" لروتين "الإنسان
الطبيعي" فيها شكليــــا 14 نعمة بينما الحقيقة أن فيها عجب العجاب ... فقد
ذكر العلماء أن الإنسان منذ استيقاظه من النوم صباحا إلى عودته إلى النوم مساء
تسجل العين والعقل أكثر من 800 ألف صورة ولقطة جديدة أو مكررة ... وفي اليوم
الواحد تقوم كلية الإنسان بغسيل الجسم لـ 36 مرة دون أي شعور للإنسان أي بأريحية
مطلقة ... وتتجدد خلايا المخ العصبية في كل يوم 700 خلية ... ويضخ القلب أكثر من 7.000 لتر من الدم يوميا بدورة مدهشة ... ناهيكم عن أمور أخرى كثيرة شديدة
التعقيد تجري يوميا في جسم الإنسان حتى يحافظ على كيانه وقوته وتماسكه ومنعه من أي
إنهيار بشكل يومي فائق الدقة ... { صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون
} النمل ؟
في الجانب الآخر من حياة الإنسان والذي
غالبيتكم يستخفون فيه هي نعمة الأمن والأمان والتسخير ... بمعنى تخرج من منزلك
وتعود وأنت في يقين واطمئنان من أن منزلك وأهلك آمنين 100% ولا يساورك الشك في ذلك
على الإطلاق ... تدخل الأسواق فتجد محلات لا حصر ولا عدد لها فيها من كل البضائع
التي تتمناها تحلو أو لا تحلو لك جاءت من كل دول العالم الصناعية ... تدخل أسواق
الخضرة والفواكه فترى بأم عينيك ما لذ وطاب من كل وصنف وبعضها جاءت بالطائرات
بعدما زرعت ونبتت وأثمرت في الخارج لتكون تحت ناظريك ... تدخل أسواق اللحوم فتجد
الأسماك واللحوم والدواجن والطيور من كل نوع وشكل ومن كل دولة ومكان وضعت تحت طلبك
طازجة ... تدخل الأسواق المركزية "الجمعية" ترى بأم عينيك أيضا آلاف
الأنواع والأشكال من كل احتياجاتك وكمالياتك استنفر العالم ليضعها تحت قدميك
لتختار ما تريد ... تعود إلى منزلك فتجد خادمك أو خادمتك لا تعصي لك أمرا تكنس
وتنظف وتغسل وتطبخ وتأمنها على منزلك بتخسير رب العالمين الناس للناس ... لاحظوا
أن كل ما سبق هو نظام شديد التعقيد وعملية خرافية بكل المقاييس قليلا من يحللونها
بدقة ويفهمون عظمتها لاستدراك نعم رب العالمين وتفضله علينا سبحانه وتعالى ؟
الجاهل من ظن ويظن أن المال هو النعمة وهو
الحياة فإن كان المال كما يعتقده السفهاء فهل يستطيع المال أن يعيد الأموات من
قبورهم أو يستطيع أن يشفي مليار مريض نفسي في العالم ... هل يستطيع المال أن يشتري
السعادة ووفاء الأصدقاء وهل يستطيع أن يصنع عقل الحكماء ؟ هل يستطيع المال أن يوقف آهات وآلام من يإنون في المستشفيات من الأمراض المختلفة ؟ ... يكفيكم فقط أن
تعلموا أن كــــــــل عظماء الأرض هم من الفقراء حصريا وأن أغلب طغاة الأرض هم من
الأثرياء حصريا ... المال وسيلة وليست غاية وسبيل للعيش وليس هدف الحياة التي من
أجلها خلقت وستمضي إلى قبرك ... باختصار المال أذهب عقول الكثيرين منكم مما جعل الكثيرين يرتكبون أشد الحماقات ... أعيدوا قرائة واقعكم
وتحليل حياتكم وانظروا لنعم رب العالمين التي أنستكم شياطينكم عظمتها عل وعسى أن تدركوا
فضل الله عليكم ورحمته بكم وحلمه وصبره العظيم على سفاهة عقول الكثرين منا وممن حولنا ...
وألسنتكم التي تجلب لكم السوء والذنوب والتقوّل دون فهم وإدراك والإفك والبهتان
والإفتراء على الناس فما هلك الناس في جهنم إلا من وراء ألسنتهم ونميمتهم المريضة ...
ويكفي أن تعلموا أن لو كان عمر الإنسان 60 عام فإنه يقضي 58 سنة لنفسه وحياته وسنتين فقط
لرب العالمين ... شاهد موضوع : هذا هو حساب حياتكم ... من ولادتكم إلى وفاتكم ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم