بلا شك أن الحكومة قد فشلت بصناعة الإكتفاء
الذاتي وساعدها في ذلك كم كبير من الكويتيين الذين تحايلوا على القوانين ...
وحولوا المزارع المخصصة للدواجن والأبقار والخراف والزراعة إلى منتزهات عائلية
ولجلساتهم الخاصة في "جبد والإسطبلات والهجن" وغيرها ... ضف على ذلك أن
من يملك أراضي مخصصة للزراعة أصبح غالبيتها يكتفي لنفسه ولعائلته ولأصدقائه كتفضل
منه والقليل من يتاجر في السوق الكويتي ... متناسين كل هؤلاء أنها أراضي الدولة
برسوم رمزية وليست أملاك خاصة وتناسوا أيضا الهدف الرئيسي الذي أنشأت من أجلها ...
لتتضح الصورة بعد ذلك أن الحكومة فاسدة ومواطنيها المعنيين في هذا الأمر فاسدين
أيضا بل ومتحايلين والحكومة تعلم ذلك لكنها لا تريد أزمة سياسية ... والمسألة لا
تحتاج إلى عبقرية حلول لكنها تحتاج إلى رجال قرار تسحب كل تلك القسائم من أصحابها
الشيخ والتاجر قبل المواطن لا استثناء لأحد كائن من يكون لأن الكل فاشل والكل متحايل
والكل كذاب ... وكل ما تحتاجه تلك المناطق المخصصة للثروة الزراعية والحيوانية أن
تتحول إلى مناطق سكنية لمن ينتظرون دورهم في الرعاية السكنية ... ناهيكم أن تلك
المناطق مهيئة من الماء والكهرباء حتى لو احتاجت بنية تحتية فلن تكون من الصفر لأنها
من الأساس قائمة وبالتالي التكلفة سوف تكون أقل ؟
إن ما يحدث هي بعثرة أموال وفساد ضمائر وهدر
طاقات لو جمعتها ستصنع ما يصدم العقول لكن لا يحدث ما أتمناه طالما أن التاجر
يتدخل في الأمن القومي "الغذائي" ويتحكم ويستغل ويبتز ... وليس خافي على
أحد أن المواطن الكويتي قد أثبت فشله بسبب صراعات جمعياته التي ينشأها مجموعة
مزارعين مجموعة صيادين مجموعة تجار لحوم ومسرحية في غاية التفاهة تتم مشاهدتها
أمام مرأة ومسمع من الحكومة ... جمعيات ظاهراها الحرص والوطنية وخدمة المجتمع
وباطنها عصابات تسعى بكل ما أوتيت من قوة للسيطرة على السوق الكويتي والمحافظة على
أعلى سعر مستهدفين جيوب المواطنين والمقيمين على حد سواء ... بدون كويتي سوري مصري
لبناني سعودي بنغالي الكل يمزق المواطن الكويتي والكل يعبث في أسواقه ويتحكم في
أسعاره ... وإن كانت وزارة الشؤون قد دخلت على الخط لتفكيك تلك العصابات من شبكات
الفاسدين والمرتشين فإن الأمر لن يعرف التوقف لأن الحكومة ليست جاده لتنظيف السوق
الكويتي من تلك المافيا لعدم يقينها من تحقيق أي نصر أو ربما لعدم وجود حل جذري
... والسؤال المنطقي : لماذا الكويت تستورد الفواكه والخضروات من كل مكان وهي
لديها كل الإمكانيات والقدرات ليس بأن تزرع وتحقق الإكتفاء الذاتي بل وتصبح أيضا
دولة مصدرة للمنتوجات الزراعية بمواصفات عالمية ؟
وفق الإحصائية التي أعددتها بنفسي وفق تقديري
"المتواضع" فإن الشعب الكويتي "كويتي - مقيم" وبأقل تقدير
يصرف شهريا أكثر من 70 مليون دينار على الخضار والفواكه أي أكثر من 840 مليون
دينار سنويا = 2.7 مليار دولار ... وبسؤال أهل الإختصاص أجابوا أن الرقم ليس 840
مليون بل أكثر من 1.5 مليار دينار سنويا = 4.9 مليار دولار سنويا ... فهل عرفتم
لماذا يتقاتلون على سوف الخضار والفواكه في الكويت ؟ وكيف خرجت مافيا الخضار
والفواكه من الجنسيات المصرية والسورية واللبنانية وقوة سيطرتهم ؟ ... الكل يريد
حصته من الـ 70 مليون دينار شهريا والكبار يريدون حصصهم من الـ 840 مليون دينار سنويا
... وبالتالي نحن أمام مبلغ مرعب ضخم يعطينا تأكيد قاطع أن هناك فســـــاد مؤكد
تغلغل إلى قلب حتى مؤسسات الدولة وجيوب المواطنين ... مبلغ يتجاوز المليار دينار
كافي لأن يكون عامل مشجع بل ومغري لاقتحام هذا المجال وتطويره بل وتنظيفه وتطهيره
من العصابات التي لم تجد بعد من يضعها في حجمها الطبيعي ... ولذلك أرى أن هذه
الفكرة هي الأفضل على الإطلاق وهي بمثابة مشروع أمن قومي "غذائي" مشروع
يحميه القانون الكويتي من الألف إلى الياء ويرعاه أكفأ العقليات والطاقات الكويتية
؟
الفكــــــــــرة
1- تنشأ 5 شركات زراعية كويتية يحميها القانون الكويتي 100%
بملكية حكومية 100% ؟
2- بعد إنشائها وافتتاحها وعملها الفعلي بـ 5 سنوات يحق
للكويتيين الدخول بشراكة وشراء حصص لا تتجاوز 70% بحيث تضمن الحكومة الرقابة
الصارمة عليها .
3- يتكون مجلس الإدارة من الكويتيين كاملا ويمنع عمل أي
وافد في أي وظيفة إدارية أو استشارية نهائيا .
4- لا يتم تعيين أي موظف في الشركات إلا كويتيين وكويتيات
فقط ولا وجود لأي استثناء لأي مقيم .
5- الإدارة كويتية 100% الإشراف كويتيين 100% مراقبين
ملاحظين مدققين كويتيين 100% .
6- في كل مشروع يجب أن يضم ما لا يقل عن 100 مبنى من
الطابوق والإسمنت المسلح بمساحات مختلفة لا يقل الواحد منها عن 5.000م² وتصل إلى 20 ألف م² .
7- يتم تسوير مبنى المشروع لخارجي بالكامل ووضع إضاءات ليلية
"كشافات" + كاميرات مراقبة داخل وخارج المبنى تغطي الرؤية لجميع تفاصيل
المباني 100% .
8- يتم فرز عدد من المباني ليتم تصميم كل منها بما لا يقل
عن سرداب + 6 أدوار تخصص لزراعة الخضروات والورقيات مثل : الخس - الجرجير -
الكزبره - النعناع - الكرفس - الريحان - السبانخ - الخيار - الطماط - الزهره -
الباذنجان - الكوسه - لعنب ... إلخ والزراعة ستكون بالتربة والماء على مدار السنة
دون توقف بسبب وجود أفضل الأبنية على مستوى العالم بإضائة وطاقة شمسية وتهوية
مركزية خاضعة للتحكم البشري الكامل .
9- تخصص أبنية من الطابوق والخرسانات المسلحة على ارتفاع لا
يقل عن 20 متر بأسقف زجاجية بأفضل تربة زراعية بمساحات مفتوحة وهذه الأبنية تكون
مخصصة لزراعة : اليمون - البرتقال - التفاح - الموز - التين - التوت ... إلخ وإن
كانت المواسم هي من تتحكم بالإنتاج فنحن سنجعل الإنتاج لا يتوقف بسبب توفر كل
العوامل الطبيعية التي تحمي الأشجار وتساعدها على النمو دون توقف .
10- تجمع المحاصيل الزراعية وتنزل مباشرة إلى
"سرداب المبنى" عبر الأجهزة والماكينات التي تنقي وتغسل وتعقم ثم توضع
بأفضل عمليات تغليف وتوضع في البرادات الضخمة المعدة سلفا ثم عبر السيارات المبردة
ثم عبر خطوط التوزيع .
11- أولوية العرض في جميع الأسواق الحكومية والجمعيات
التعاونية تكون لإنتاج هذه الشركات وبأسعار تنافسية هدفها الأول هو كسر الأسعار
لأطول مدة زمنية وتثبيت الأسعار ليخضع بعدها الجميع دون أي استثناء أو يتم تفكيك
تلك العصابات من تلقاء نفسها .
12- يتم استحداث خطوط توزيع وتوصيل المنتجات إلى
عموم مناطق الكويت إلى منازل المواطنين والمقيمين بجودة منتجات لا مجال فيها لأي
"استرجاع" بمراقبة صارمة وحاسمة لمنع أي عملية غش في الخضار والفواكه مع
تبيان تاريخ قطف المحصول ومدة الصلاحية والسعر ورقم الإقتراحات والشكاوي يعمل على
مدار الساعة دون أي توقف 24/7 .
13- تنشأ مقرات سكنية وفق أفضل المستويات لتكون
سكن للعمال والمزارعين والأطباء والمختصين داخل المشروع نفسه + توفير وحدة صحية
تعمل 24 ساعة + توفير وسائل نقل ومواصلات واتصالات ... جميعها تكون من ضمن الخدمات
للعامل ولا تدخل من ضمن الراتب المخصص له والذي يجب أن لا يقل عن 300 دينار ولا
يزيد عن ألف دينار .
14- يحق للشركة أن تشتري مباشرة المنتجات
الزراعية من المزارعين الكويتيين فقط وحصريا بشرط قاطع أن لا تقل جودة المنتج عن
جودة الشركة وأي مشتريات تالفة يوضع المزارع الكويتي في القائمة السوداء التي
تمنعه من بيع منتجاته + تفرض عقوبات قاسية على المسؤل الذي أعطى الأمر بالشراء .
15- يمكن توسعة المشروع فيما بعد إلى تصنيع كافة
أنواع العصائر والمثلجات بأعلى المواصفات العالمية كذلك تصنيع سلال من الفواكه
الطازجة حسب الأحجام والأنواع مع خدمة توصيل للمنازل لكافة المناسبات وبأفضل
الأسعار وبأجود الأنواع .
فكّر وتخيّل مباني ضخمة متلاصقة يجمعها تحتها
أكبر وأضخم سرداب عرفته البشرية بحجمه فوق زراعة من كل شكل ولون ونوع وفق أعلى
المواصفات والمستويات العالمية من الجودة شكلا وصحة ... حدث غبار أو رطوبة حرارة
شديدة أو برودة قارصة كل العوامل الطبيعية الخارجية لن تؤثر نهائيا على زراعتنا
وعلى جودة إنتاجنا ... الأرض أرضك ودولة غنية والمشروع سهل إقامته خلال فترة زمنية
من سنة إلى سنتين كأقصى حد والخبرات والكفاءات الكويتية متوفرة والتكنولوجيا في
خدمتك والآلات والمعدات تحت أمرك فأين المشكلة إلا إن كنت إما فاشل أو فاسد ...
فإن كانت السعودية قد نجحت نجاحا باهرا بتحويل الأبقار إلى ماركة عالمية لمنتجاتها
ذات الكفائة الموثوق فيها فإن الكويت قادرة أن تزرع وتكتفي ذاتيا بل وتصدر
منتجاتها إلى الأسواق الإقليمية وتصنع سجلا عالميا مشرفا بأفضل منتجات زراعية على
الإطلاق ... أما عصابات الكويتيين والسوريين والمصريين واللبنانيين والبنغالية فهؤلاء
عفن يجب استئصاله من جذوره وقطع دابر فسادهم ... ومبلغ يتجاوز مليار دينار كويتي
سنويا مصدره جيوب المواطن والمقيم جدير ومحفز لأن يكون في جيب الدولة بدورة مال
طبيعية وتوفر دخلا إضافيا في الميزانية العامة أم أن المليار دينار أصبح رقما
تافها في أعين الفاشلين والفاسدين ؟
نحن نستطيع وبثقة مطلقة أن تكون لدينا زراعة
مثل هذه بشرط أن تكون هناك رغبة وإرادة وطنية حقيقية والمستحيل لا يوجد إلا
في عقول وصدور الجبناء فقط وحصريا
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم