الصيــــن
لا أحد يختلف على قوة الإقتصاد الصيني
الذي التهم العالم بأسره بسبب قوة منافسته الإقتصادية والتي تمركزت بالدرجة الأولى
بكسر الأسعار وتحطيم مركزية المنتجين والصناعات ... لم تترك شيئا الصين إلا
واخترقته اقتصاديا وصناعيا بل وتفوقت حتى عسكريا لأنها تنظر باهتمام بالغ في
القارة الأسيوية التي هيمنت الصين عليها كليا ... وهي من صنعت كوريا الشمالية
فوضعتها أمام كوريا الجنوبية واليابان وتايوان الذي اضطر تلك الدول إلى الإستنجاد
بأمريكا وفرنسا وبريطانيا ... فاستمتعت الصين بهذا الإستنزاف العسكري بعدما حققت
عامل الرعب في تلك الدول فتركتهم فاقتحمت أوروبا بأسرها وصولا إلى اختراق الصين
إلى مراكز النفوذ والسيطرة الأوروبية والأمريكية في منطقة الخليج العربي وأفريقيا
بأسرها ... ولذلك بدأت الصين ولأول مرة في تاريخها بإنشاء قواعد عسكرية خارجية في
جيبوتي وباكستان وسورية وتتحدث التقارير عن أن الصين حتى عام 2040 ستمتلك أكثر من
120 قاعدة عسكرية حول العالم في دول الخليج "الإمارات - قطر - الكويت"
والصومال والسودان وتونس والمغرب ومصر وبعض دول أمريكا الجنوبية ... لم يحدث ذلك
صدفة بل قررت الصين أن تنتقل عسكريا إلى الخارج لحماية استثماراتها الإقتصادية
ومواطنيها العاملين في الخارج وتحديدا في دول الإستثمار الصيني ... والقوة
العسكرية الصينية تعتبر أكبر قوة عسكرية على وجه الأرض بقوة رسمية تتجاوز 2.3
مليون عسكري + قوة احتياط بقوة تتجاوز 500 ألف عسكري مدرب جاهز + 100 مليون نسمة
يمكن أن يلتحقوا في أي حرب عالمية كبرى تكون الصين طرفا فيها ... والصين وحدها
قادرة على اجتياح كل قارة أوروبا في غضون خلال ثلاثة أشهر وهذه المقارنة فقط
لتوضيح مدى القوة العسكرية الصينية والأكيد أن كل قوة أمريكا العسكرية التقليدية
لا تستطيع أن تواجه الصين ... وعلى سبيل المثال الواقعي افتعلت الهند خلافا حدوديا
ضد الصين في منتصف 2019 وهذا الإفتعال مصدره أمريكا والكيان الصهيوني الذين هم حلفاء
الهند الذين حركوا نيودلهي بعدما قررت باكستان أن تكون الصين حليفا اقتصاديا
وعسكريا لها ... وأدركت أمريكا أن القوة العسكرية والإقتصادية الصينية إن لم يتم
إيقاف تمددها وهيمنتها فإن أمريكا واقتصادها وقواعدها العسكرية وأماكن سيطرتها في
عدة دول حول العالم ستصبح في خبر كان ومن الماضي ... والصين تعي جيدا المخططات
الأمريكية ونواياها بل أصبح الكل موقنا أن الحرب العالمية الثالثة أمر لا مفر منه
وأن الحرب باتت قريبة جدا والكل يستعد لهذه الحرب بطرق وأساليب بالتأكيد سرية
للغاية لتحقيق عامل المفاجأة والصدمة ضد خصمه ... لكن إن تغير الرئيس الأمريكي الحالي
"ترامب" ستتغير السياسة الأمريكية في أفرعها وليس أصل استراتيجياتها وكل
ما يحدث اليوم ليس إبطال هذه الحرب بل مجرد تأخير موعد إندلاعها فقط لكن الأسباب
سوف تظل قائمة وتتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم بل وبشكل مضطرد مرتفع عالي الخطورة ...
بدليل تواجد أكثر من 40 قطعة بحرية حربية وغواصات في البحر الأبيض المتوسط قبالة
سورية ومنها قوات أمريكية وصينية وروسية وبريطانية وفرنسية وإيطالية وغيرها وتواجد أكثر من 35 قطعة بحرية عسكرية في البحر الأحمر والخليج العربي ...
إذن الصين قوة عظمى عالمية لا شك ولا جدال في ذلك وزادت من قوتها عندما أصبحت
حليفا استراتيجيا موثوقا فيه مع روسيا ولا يغيب عنكم أن كوريا الشمالية هي بيد
الصين ... والأهم أن ماليزيا وأندونيسيا وسنغافورة وفيتنام هي دولا تميل أكثر إلى
الصين وأكثر من يمكن أن ينظم إلى الصين في أي حرب هي فيتنام وكوريا الشمالية بل وأسرعهم بالدفاع عن مصالحها
الإستراتيجية ... ولذلك الصين تراقب استخباراتيا كل التحركات الأمريكية والأوربية
في العالم بأسره وفي منطقة دول شرق أسيا ودول الخليج والأهم من ذلك أن الصين لديها
قوات عسكرية في سورية بدأت بـ 5.000 جندي ووصل في 2019 إلى أكثر من 10 آلاف جندي
مندمجة ومتواجدة في القواعد الروسية المنتشرة في "قاعدة حميم ومطار الضيعة
العسكري وفي طرطوس" ... ويأتي ذلك في ضوء التحالف الصيني الروسي الوثيق
بينهما والذي أعلن كلا البلدين أن أي اعتداء عسكري أو عمل إرهابي ضد أي دولة يعني
اعتداء مباشر على الدولة الأخرى ... ولذلك أمريكا وأوروبا حذرين بأقصى درجة ممكنة
من أن يتورطوا مع الدول العظمى لكنهم يحاولون استهداف الدول الأقل قوة ونفوذا في
المنطقة بالإضافة إلى فيتو في مجلس الأمن الدولي ... ولا ينبغي أن أختم فقرة الصين
إلا وألفت عنايتكم أن الصين تدير ثروة مالية تتجاوز قيمتها بأكثر من 17
تريليــــــون دولار أي 17.000 ألف مليــــار دولار فلا عجب إن تجاوز عدد أثرياء
الصين بعدد تجاوز أكثر من 100 مليون نسمة وفق إحصائيات 2017 ... أي الصين تدير
ثروة مالية = 5.162 ترليون دينار كويتي أي ميزانية دولة الكويت لمدة تتجاوز 206
سنة بواقع 25 مليار دينار كويتي سنويا ... مبلغ كافي أن يضعكم في صورة كيف أمريكا
في خطر من أن سيتدمر اقتصادها وتنتهي الهيمنة العالمية للدولار ويتلاشى في
الإقتصاد العالمي وتحل مكانه عملات أكثر ثقة وتداولا والذي اليورو هو الأوفر حظا ليكون
بديلا هذا إن لم يصعق العالم ويصبح "اليوان الصيني" هو بديل الدولار ؟
روسيـــــــــــا
أول نقطة يجب أن نلتفت لها أن القوة
الروسية لا شك أنها مرعبة وزاد من رعبها التحالف العسكري الصيني أي أنك إن أردت أن
تواجه روسيا تلقائيا عليك أن تواجه الصين معها وبشكل مباشر ... وروسيا تتمتع بدهاء
سياسي مكّنها من دخولها في مناطق النفوذ الغربي في العالم فاخترقت قطر والكويت
ومصر والسعودية والإمارات والعراق وصنعت تحالفا وثيقا جدا مع تركيا وكلها منطق
نفوذ أمريكية ... فأصبحت روسيا فعليا تمتلك القرار السياسي أو تشكل أهمية وثقل
واسع في القرار السياسي في العراق وسورية وإيران وشرق أوكرانيا وكوريا الشمالية
وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا ... بل روسيا هي من ساهمت وقدمت كوريا الشمالية إلى
أمريكا في المقابلة التاريخية بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وبين
الرئيس الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" أي أن روسيا هي من صنعت هذا المجد
السياسي لـ "ترامب" لأنه بالأصل لا يحمل أي خبرة أو فهما سياسيا ومثل
هذا اللقاء التاريخي هو أكبر من قدرات ترامب بألف مرة ... كما تمتلك روسيا قوة
اقتصادية مخيفة في أوروبا عبر الغاز الروسي الذي يشكل أكثر من 40% من امدادات
الطاقة والتدفئة في قارة أوروبا عبر 13 خط غاز مباشر بين روسيا وبين كل من : فنلندا
وأستونيا ولاتفيا وألمانيا وبيلاروسيا إلى ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا وإلى سلوفاكيا ورومانيا وهنغاريا وبولندا ... وخط غاز جديد
سيكون جاهزا في 2020 بين روسيا وتركيا يمتد عبر خطوط أنابيب عبر قاع البحر الأسود ومنها
للحدود التركية اليونانية ومنها لأوروبا والإستغناء عن خط أوكرانيا ... بمعنى أن
روسيا تستطيع أن تترك أوروبا تواجه شتائها القارص فيأكل ويقتل ما لا يقل عن 100
ألف شخص في قارة أوروبا لو أرادت ذلك بوقف إمدادات الغز الطبيعي الروسي لأوروبا ...
ووصل النفوذ الروسي إلى القارة السمراء أفريقيا عندما أسقطت روسيا في بدايات 2019
أكثر من 20 مليار دولار عن دول أفريقية وضخت استثمارات واسعة وهذا يستحيل أن يحدث
لولا أنها ضمنت تواجد اقتصادي وعسكري موثوق فيه في القارة السمراء منافس لأوروبا
وأمريكا وتلقائيا يفهم منه أنها استراتيجية روسية مضمونة خلال الـ 20 سنة القادمة
في القارة الأفريقية أي تواجد روسي "اقتصادي عسكري أمني" هناك ... لكن
يجب أن نلفت أن القوة العسكرية الروسية لا يمكن أن تصمد أمام القوة العسكرية
الأمريكية في أي حرب تقليدية لقوة وحجم القوة العسكرية الأمريكية التي لا تستطيع
روسيا أن تصمد أمامها ... ولذلك يجري صراع مرعب في الفضاء بين الدولتين عبر إنشاء
قوة فضاء عسكرية لحماية الأقمار الصناعية التجسسية بين البلدين ... ولذلك خيارات
الحرب بين البلدين تفوق الحرب التقليدية وترقى كل مخططاتها واستعداداتها إلى الحرب
النووية ناهيك إلى حليف روسيا وهي الصين التي تنسف أي حرب تقليدية وتحولها تلقائيا
إلى حرب نووية ... والأهم أن ألفت عنايتكم بأن العراق شكليا هي منطقة نفوذ سياسي
أمريكي لكن واقع الأرض يؤكد أن روسيا تمتلك القرار السياسي والعسكري العراقي بنسبة
100% ... ولو وقعت الحرب ضد إيران فستعطي روسيا لإيران الضوء الأخضر التي ستأمر العراق
بأن يطرد القوات الأمريكية على أراضيه بما فيها اعتقال أو قتل أعضاء السفارة
الأمريكية في بغداد وأربيل ... حيث بلغ عدد العاملين في السفارة الأمريكية في
بغداد وأربيل في 2011 أكثر من 15 ألف موظف وتقلص هذا العدد إلى ما يقارب النصف في
2019 ... وبالتالي القوة الروسية لم تعد كما كانت في 1990 ولا 2001 بل تغيرت
وتنوعت القوة العسكرية والإقتصادية بشكل أصبح يشكل قلقا لأوروبا وأمريكا ...
والأهم أن نعلم بأن البعد الجغرافي بين أمريكا وروسيا هو من يحول بين أي مواجهة
عسكرية مباشرة بدليل أن كل استراتيجيات الحرب بين أمريكا وروسيا تتمحور حول
الأسلحة الصاروخية "الباليستية - بعيدة المدى - العابرة للقارات" ...
وتطورت الإستراتيجية إلى حرب الأقمار الصناعية التي تمتلك أمريكا لوحدها أكثر من
80% من مجموع كل الأقمار الصناعية التي تسبح في الفضاء ... وتدمير الأقمار
الصناعية الأمريكية أو الروسية يعني كمن ملأ عينيك بالتراب أي ستكون أعمى وستكون
مضطرا إلى استخدام استراتيجيات الحرب القديمة ... والأهم من كل ذلك أن روسيا
باختراقها لمناطق النفوذ الأمريكية في العالم العربي ودول الخليج أضعفت قوة النفوذ
الأمريكي في المناطق التي تسيطر عليها بنسبة تجاوزت أكثر من 70% فأصبحت أمريكا عاجزة بشكل واضح جدا من أن
تصنع أي تحالف يقف إلى جانبها بشكل وثيق وموثوق فيه ... بل إن أي حرب ستقدم عليها
الولايات المتحدة الأمريكية "حاليا" وتتحرك من ضمن حلفائها يجب تلقائيا أن نعلم بأن
التحالف الأمريكي مخترق بنسبة لن تقل عن 70% وهذا الإختراق يفشل أو يعطل أي تحالف
على وجه الأرض وأينما كان لأن هناك أبواب خلفية لحلفاء أخرين ؟
الكيان الصهيوني المحتل
تعتمد قوة الكيان الصهيوني اللقيط على
أمر واحد فقط وهو "ضعف الدول العربية" وهي ضعيفة بالفعل بل دول ورقية لا
قيمة لها على الإطلاق وليس لها أي ثقل في الميزان الدولي الفعلي وقوة التقدم
الصهيوني تكمن في المجال التكنولوجي والمخابراتي ... والضعف العربي يتنوع ما بين
جزء كبير من الشعوب العربية وليس الغالبية هم كتلة غباء وجهل فاضح يدعمون الوجود
الصهيوني المحتل ... أما النوع الثاني من الضعف العربي فهو يشير إلى الكثير من
الإقتصاديين العرب الذين لا يرون أية مشكلة بالتعاون الإقتصادي والتجاري مع الكيان
الصهيوني وهم بالفعل على صلة وثيقة باقتصاديين وتجار في فلسطين المحتلة ... والنوع
الثالث من السياسيين الذين تهبط طائراتهم ويخوتهم في الأراضي المحتلة والكثير منهم
يملك منازل في "تل أبيب" وهؤلاء هم الأخطر على الإطلاق فهم أخضعوا دولهم
وشعوبهم إلى أعداء الإسلام والمسلمين ... ولذلك لا عجب أن يتحول الشعار العربي من
"الصراع العربي الإسرائيلي" إلى "الصراع الإيراني الإسرائيلي"
وهذا ما يميز العقل اليهودي عن العقل العربي ... فالعقل اليهودي ينظر للمستقبل بـ
20 و 50 سنة قادمة ماذا سيحقق من مكاسب وإلى أين ستصل أقدامه وكم سيكسب وما مدى
خطورة استراتيجيته وخططه دون النظر للأشخاص بقدر ما تكمن الأهمية للأهداف ...
بمعنى الكيان الصهيوني إن وضع خطة فإن تغيير رئيس الحكومة ورئيس الدولة لا يغير
بالخطة بالمطلق ولا أحد يستطيع أن يغير الإستراتيجيات وإلا فالخيانة تهمة لا شك
ولا جدال فيها أيا كانت الشخصية في البلاد ... بعكس العرب تماما الذين لا يزالون
صبية مراهقين لا ينظرون أبعد من أرنبة أنوفهم والحماقة عنوان مؤكد للسياسات التي
تعتمد كليا على بث الرعب والخوف في شعوبهم والخضوع للخارج كليا ... ولذلك الكيان
الصهيوني اليوم فعليا يشعر بخطر ماحق من إيران التي تختلف معه "سياسيا
وعقائديا واجتماعيا" وحتى استراتيجيا في التفكير السياسي والتنوع العسكري
وهذا ما يضرب الكذبة التي روج لها بأن الصهاينة والإيرانيين حلفاء ... وما لا
يفهمه الكثيرين أن إيران أصبحت محترفة سياسيا لدرجة تقارع العقليات السياسية
الأوروبية والأمريكية وهذا ما رأيناه بل وأدهشنا في صراع الإتفاق النووي الإيراني
سواء في المفاوضات الشاقة قبل أو بعدما خرجت أمريكا من الإتفاق ولذلك العقل العربي
السطحي لا يريد أن يصدق ولا أن يستوعب من أن إيران قد تجاوزته كثيرا وكثيرا جدا في
الدهاء السياسي وهذا الإعتقاد مصدره النرجسية العربية وغرورها الأعمى ... ولذلك إيران تعي أكثر من جيد أنها في نهاية المطاف أن الحرب
واقعة والمواجهة بينها وبين أمريكا أمر مؤكد مليون% ولذلك هي تعلب سياسة مع
الصهاينة والأمريكان فأنشأت تحالفات إقليمية واسعة وموثوق فيها لدرجة الموت وكنز
إيران يكمن بعامل الوقت الذي تعرف أكثر من جيد كيف تستخدمه بأقصى درجة ممكنة ...
مما شكل هذا الأمر رعبا حقيقيا للكيان الصهيوني الذي حاولت إسرائيل أكثر من مرتين
بالهجوم على إيران بعملية واسعة لكن الرئيس السابق "باراك أوباما" منعها
من القيام بذلك وبشدة ... ولما جاء الرئيس الحالي "ترامب" أدرك الصهاينة
مقدما أنه ليس رجل سياسة وليس رجل حرب بل رجل مال فاستغلته لتحقيق مكاسب سياسية لم
تحلم بها إسرائيل في تاريخها الوضيع على حساب غباء رجل المال "ترامب"...
فأخذت اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها
واعتراف "ترامب" بحق إسرائيل السيادي على مرتفعات الجولان السورية مع
موافقة أمريكا على أن الإستيطان في الأراضي المحتلة بأنها لا تعتبر خرقا للقانون
الدولي ومن حق إسرائيل ... تلك كانت مكاسب سياسية عظيمة للصهاينة بعدما زرعوا
الصهيوني "كوشنر" زوجا لإبنة ترامب "إيفانكا" فسلمه
"ترامب" بعد الدعم الصهيوني الـ AIPAC لـ "كوشنر"
ملف خطة السلام الصهيونية والتي سميت بـ "صفقة القرن" والتي كان مخططا
ظهرت تسريباته قبل أكثر من 7 سنوات أي قبل وصول "ترامب" للسلطة ...
فالصهاينة رتبوا خسائر عقارية أدت إلى لقاء "كوشنر" و "إيفانكا - ابنة
ترامب" في 2005 ثم تطورت وتوطدت العلاقة في 2007 ثم حدث الزواج في 2009
فتزوجت سيدة الأعمال المسيحية باليهودي الصهيوني بعدما تخلت عن مسحيتها واعتنقت
الديانة اليهودية ... وهكذا هم الصهاينة يبنون مكاسبهم على المدى البعيد لا يتركون
شيئا للصدفة كل شيء مخطط له ولذلك اليوم الكيان الصهيوني الشهير بالأكاذيب لدرجة
خرافية يشعر حقيقة بأن أمنه القومي على المحك ومستقبله لا يبشر بأي خير ... فحزب
الله اللبناني الإيراني من جهة وحركة حماس الفلسطينية من جهة أخرى والحرس الثوري
الإيراني في سورية أصبح في مواجهتها وهذا تهديد ثلاثي استراتيجي لم يسبق له مثيلا
خلال أكثر من 70 سنة الماضية أي إسرائيل محاصرة حصارا محكما من 3 جهات تنتظر ساعة
الصفر ... بمعنى متى ما ضربت أميركا الأراضي الإيرانية فستتولى إيران وأقلياتها في دول الخليج أمر القوات
الأمريكية في كل دول الخليج وستتولى الحركات الموالية لإيران "حماس - حزب الله - الحرس الثوري في سورية - عصائب أهل الحق" والتي تحاصر إسرائيل
أمر العاصمة الصهيونية تل أبيب ... ولذلك تعتقد إسرائيل أنها بتواجدها بين عملائها
في الخليج العربي يمكنها من النظر عن قرب إلى التحركات الإيرانية لكن في حقيقة
الأمر الكيان الصهيوني عينيه على المدينة المنورة أكثر من إيران التي لا تستطيع أن
تواجهها أو حتى تحقق أي انتصار ضدها بل هذه المهمة منسقة مسبقا وهي تركت لأمريكا
والتحالف الأوروبي معها ... فهي تتحرك ضد إيران رسميا وعلنا لكنها في واقع الأمر
هي تسعى بشكل خطير لأن يعود الصهاينة إلى التواجد والعيش والإقامة في المدينة
المنورة وتحديدا في أملاك نسلهم من "بني قريظة - بني النظير - بني
قينقاع" ... ولا تعرف بعد هل هذه استراتيجية إسرائيل بصناعة وطن بديل لليهود
في المدينة المنورة أم تمهيدا لتقسيم السعودية على حساب الأردن أم الأمر له أهداف
أخرى ... فلا عجب أن نشاهد وكالعادة الذكاء الصهيوني اليهودي يتفوق على الغباء
والسذاجة العربية فالسياسة والدهاء اليهودي والصهيوني دائما ما يربك ناظريك باتجاه
ويثير أمورا تثير انتباهك لكنه في حقيقة الأمر هو ينظر لمكان أخر ويسعى لتحقيق هدف
غائب عن ناظريك تماما ... ولذلك هذه الحرب القادمة ستكون القاطعة الحاسمة والتي إياكم ثم إياكم أن تصدقوا حكوماتكم فهم يكذبون عليكم وسيغلفون لكم أمن دولكم وسيستخدمون عاطفتكم ووطنيتكم حتى تشككوا في كل شيء والحقيقة هي أنه في هذه الحرب يجب وبأقصى درجة أن يسقط الكيان الصهيوني اللقيط بأي ثمن ومهما كانت درجة الأمور وأينما ستصل إليه ... فبسقوط هذا الكيان اللقيط سيسقط معها كل عملائها وستسقط كل المخططات التي وضعت ضدكم وضد دينكم وإسلامكم ودولكم ومخططات سرقة أوطانكم ونهب ثرواتكم ... وقلتها في السابق وها أنا ذا أعيدها وأوثقها وأسجلها مرة أخرى : كل من سيحارب الكيان الصهيوني اللقيط سأقف معه مهما كلفني هذا الأمر ولو وضعت في السجن حتى مماتي ولو ميليشيات صغيرة في المكسيك جاءت من أقصى الأرض لتحارب الكيان اللقيط النجس سأؤيدها وسأقف معها لن أترك فرصة للتخلص من هذا الكيان إلا وسأستغلها ... وهذا النظام هو مكمن بلاء العالم وهو الشوكة القذرة التي وضعت في خاصرتنا والحرب القادمة هي أخر فرصة في تاريخنا الحديث للتخلص من هذا الكيان النجس ومن أنجاسه الذين زرعوهم بيننا { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } ؟
يتبع الجزء الثالث
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم