وفق
تقديرات الخبراء الإقتصاديين في العالم ووفق ما نشرته الصحف الدولية فقد بلغت
الخسائر العالمية بسبب فايروس كورونا بأكثر من 1.7 تريليون دولار = 525 مليار
دينار في أقل من شهرين ... ووفق تقديراتي ووفق الحسابات فإن خسائر الكويت قد
تجاوزت أكثر من 5 مليار دولار = 1.5 مليار دينار كويتي شهريا وبارتفاع مضطرد ...
فتعطيل الدوائر الحكومية بأكثر من 300 ألف موظف وموظفة + الإعانة الشهرية للطلبة +
وقف الكثير من الرحلات الجوية + خسائر البورصة + خسائر أصحاب المحلات التجارية
جراء وقف البيع وشح الزبائن + تعزيز المخزون الطبي والأجهزة ... وأمور كثيرة غيرها
فيصبح الرقم 4 مليار دولار أقل بكثير جدا مما أتحدث عنه وبالتالي فعليا نحن أمام
كارثة طبية عالمية وكارثة اقتصادية أخرى لا تقل أهمية عن الكارثة الطبية ... وكي
لا يعتبر حديثي مبالغا فيه فقد نشرت صحيفة الأنباء الكويتية خبرا بتاريخ 8-3-2020
يؤكد أن خسائر بورصة الكويت في بداية شهر مارس الحالي قد بلغت في أول 4 جلسات تداول من شهر مارس 2020 حوالي 1.33 مليار دينار منها
780 مليون دينار خسائر قطاع البنوك بعد أن خسرت البورصة في 1 مارس حوالي 3.2
مليارات دينار من قيمتها السوقية نتيجة هلع المستثمرين من انتشار فيروس كورونا ...
أي أن خسائر البورصة لوحدها أكثر من 10 مليـــار دولار ودون أدنى شك أن هذه الخسائر
جدا فادحة بحق الاقتصاد الكويتي وفرصة لا تقدر بثمن لتجار الأزمات الذين يتكسبون
بخستهم المعتادة على أي أزمة وأي كارثة ؟
حقيقة الأمر أن أزمة كورونا في الكويت
كشفت حقائق لطالما كان البعض يكذبها والبعض الأخر كان يغمض عينيه عنها ويتجاهلها
لكن هذه الحقائق قد فرضت نفسها وبقوة على المشهد العام ... فقد أثبتت الكارثة
الصحية التي تمر بها الكويت بأن حجم الوعي والإدراك أقل بكثير جدا من حجم الجهل
والرعونة التي وصلت في كثير من الأحيان لدرجة الوقاحة والسفاهة ... فالعقول التي تصدق
الإشاعات الكاذبة والخسيسة لا يجب أن نقيم لها وزنا ولا يجب أن نحترمها بل الحقيقة
أن مثل هذه العقول هي عالة على المجتمع الكويتي ... أما من ناحية العنصرية فدون
أدنى شك أن المجتمع الكويتي "في غالبه" هو مجتمع عنصري بامتياز عنصرية
قذرة مريضة تصنف الناس درجات وتقسم البشر لأنواع ومرحبـــــــا يا إســـــلام ... أما
لو أردنا أن ننظر للوجه المشرق في أزمة فايروس كورونا فدون أدنى شك هم مسؤلي
الدولة وجيش الأطباء والممرضين الذين يعملون 24/7 أي على مدار الساعة + الأجهزة
الأمنية ومراكز الإطفاء والدفاع المدني والأبطال العاملين في محطات الكهرباء
والماء والجنود المجهولين في محطات مصافي النفط ... ولا أنسى أن أذكر معهم
العاملين من الأخوة المقيمين الشرفاء الذين أصبحوا مع إخوانهم الكويتيين في الصفوف
الأمامية لهذه الكارثة العالمية ... فلهم مني كل الشكر والتقدير والعرفان على جهودهم
وعملهم دون أي استثناء ابتداء من عامل النظافة وانتهاء بأكبر مسؤول ؟
يا سادة يا كرام إن الأمراض والأوبئة
لا تعرف جنسية ولا لون بشرة ولا دين ولا معتقد فإن أصابت وضربت فإنه ضرب الأعمى يصيب
كل من يقف في طريقه ... وفي الكوارث الطبيعية والأوبئة والحروب تعرف الأرض أبنائها
ويتلألأ الشرفاء في سماء الأوطان فتتحول الخلافات الشخصية والسياسية إلى تلاحم
وطني عظيم المنظر ... ويم تصاب الأوطان بالضرر يتحول الأفراد المدنيين إلى دروع
واقية في صورة مدهشة من التلاحم والتكاتف ... وهذه الكلمات ليست شعارات بل هي
حقائق وواقع فمن يشكك بكلامي فليخبرني أحدكم ماذا كان حالكم يوم كان وطنكم تحت
الغزو العراقي فهل كانت لكم كرامات أو شرفا حتى ؟ ... فمن لا يعرف قيمة الوطن لا
يستحق أن يكون ابنا له ومن لا يملك الإنسانية فلا دين له ومن لا يملك عظيم الأخلاق
وقت الشدائد فلا فرق بينه وبين أي حيوان نجس ... وقد رأينا في الكويت الكثير من
الأنجاس ممن استغلوا الأزمة التي تمر بها الكويت فرفعوا أسعارهم بأضعاف مضاعفة
وهؤلاء الأنجاس ليس لهم من الإسلام في شيء إنما هؤلاء مسلمون بالإسم فقط لا أكثر
ولا أقل ... الإسلام أخلاق قبل أن دين وشريعة فإن فقدت القيم الأخلاقية فقدت دينك
وإسلامك ... وفي مثل هذه الظروف لا يمكن إلا أن تفرض عليك أن تؤازر حكومتك وتعزز
من جهود الطواقم الطبية والأمنية والخدمية وإن كان هناك خللا انتقد وأطلق الحلول
والبدائل لكن لا تكن لسان الشيطان فتستغل الأزمة حتى تتكسب تكسب رخيص فتصبح أكثر
مما أنت فيه من وضاعة تصبح خسيسا وعارا على وطن جريمته أنك أحد أبنائه بخطأ لا
يغتفر ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم