"انهضوا أيها العبيد فإنكم لا ترونهم
كبارا إلا لأنكم ساجدون" تلك مقولة
الرئيس الأمريكي الـ 16 "ابراهام لينكولن" وهي إشارة على حجم الثقة وعدم الخوف وتحفيز عامل الجرأة لدى الآخرين ...
ونحن في الكويت نمتلك قوة اقتصادية وسمعة دولية عالية الثقة ومركز مالي ذوو متانة
وتصنيف ائتماني موثوق فيه وطاقات شبابية خطيرة لكن ومنذ سنوات وأنا أنادي
باستغلال تلك الفرص وتلك الطاقات الشبابية لكن لا أحد يريد أن يفهم ... وقد وقع ما لم يكن في الحساب وضرب العالم
فايروس كورونا الذي يعتبر أول حدث في كل التاريخ البشري يصيب ضرره أكثر من 95% من
دول العالم ... وعلى الرغم من حجم المأساة بفقدان أرواح بريئة إلا أن أزمة كورونا
كشفت الوجه الحقيقي للعالم بأسره وللبشرية برمتها بأن الدول العظمى ما هي سوى كذبة
وأن التقدم العالمي أيضا ما هي سوى أكاذيب ... فالدول التي لطالما رأينها تهدد
وتزمجر أصبحت كالأسد الأعرج الجريح والبعض أصبح كالنملة المسكينة التي لا حول لها
ولا قوة وأن العنصر البشري كان هو الرقم 1 في عمليات الإنقاذ البشري ... أما في
الكويت ففي بدايات الأزمة حدثت فوضى وارتباط وخللا وثغرات استمرت لفترة ما بين
أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ثم تم تدارك الأمور عندما شعرنا بروح الفريق الواحد ... ثم
أديرت أزمة فايروس كورونا بالشكل المطلوب بروح الواثق من نفسه ومن العاملين تحت
قيادته وبالفعل نجحت الكويت نجاحا باهرا بقيادة هذه الأزمة والسيطرة على أكثر من 4
ملايين نسمة ... ولو أردت أن أضع نسبة انضباط المواطن والمقيم فلن تقل النسبة عن
95% انضباط ذاتي والـ 5 هم من الحمقى والجهلة وعديمي الإحساس ... ومهما عظمت أزمة
فايروس كورونا إلا أننا على يقين بأن هذه الأزمة ستتلاشى وستنتهي لكن المهم بل والأهم
هو ماذا بعد أزمة كورونا في الكويت ؟ ... وبلا شك أن ما مرت به الكويت من هذه
الأزمة كان بمثابة وكأنه اختبار ميداني حقيقي للحكومة بوزرائها وبقيادات وموظفي
الدولة المعنيين بالأمر ... وهذا أول اختبار حقيقي تنجح فيه الحكومة منذ 27 سنة أي
من بعد تحرير الكويت وأعتقد أن هذه الأزمة التي جاءت بمحض الصدفة كان جرس انذار أو
صرخة تحذير للحكومة بأن ما كانت تعيش فيه من إدارة كانت مجرد ترهات واستهتار فاضح
بعامل الوقت وسباق الزمن ؟
الكويت
من الآن يجب أن تدخل في سباق حقيقي سباق بأقصى طاقتها للإستعداد للأسوأ والأخطر
وتوضع احتمالات : الحرب في المنطقة - فايروس جديد - انهيار اقتصادي - هلع اجتماعي -
اضطرابات شعبية - تهديد خارجي - زلازل ... نعم يا سادة هكذا يجب أن نفكر ببعد نظر
واسع النطاق ويجب أن يتحول العقل البليد إلى شعلة من الإبداع والإستعداد لأننا في
حالة ووضع استثنائي نادر أو قليل من في مثل أوضاعنا ... بمعنى دولة صغيرة وسماحة
صغيرة وشعب صغير وثروة وسيولة هائلة وطاقات شبابية واسعة وموثوق فيها تلك الأفضلية
لا تتمتع بها إلا ما يناهز 4 أو 5 دول من أصل 193 دولة ... وعليه يجب أن تسرع
الحكومة الكويتية بإعادة النظر في الإستراتيجية الطبية في الكويت والإستعجال ببناء
المستشفيات + بناء مستشفيات تحت الأرض مقاومة للزلازل بمخازن أدوية هي الأضخم وليس
لها مثيلا في العالم ... وقد فشلت الحكومة بمراكز الإيواء التي أصلا كانت مخصصة في
المحافظات الـ 6 عبر بعض المدارس وعليه يجب أن تنتفض وتسرع ببناء ملاجئ تحت الأرض
حقيقية مقاومة للحروب والزلازل والأوبئة ذات مساحات شاسعة وخدمات عالية التطور
ويتم تنظيفها وتجهيزها بنسبة 100% ... والأهم بل والأخطر هو البدء في إعادة تأهيل
البنية التحتية للطاقة والتي تعد أهم مركز أمني واستراتيجي في أي بلد على وجه
الأرض ونقل محطات الطاقة "الكهرباء والماء" من فوق الأرض إلى تحتها على
أن تكون مصممة لمقاومة الزلازل والحروب والأوبئة ... والعمل بسرعة على شراء المولدات
الكهربائية الضخمة بعدد لا يقل عن 500 مولد يتم تخزينها في موقع تحت الأرض محصن من
التلف أو السرقة أو الإستهداف بنسبة 100% ... بالإضافة إلى تحويل مخازن الغذاء الحكومية
من فوق إلى تحت الأرض ورفع قدرتها إلى مخزون غذائي متعدد لا يقل عن سنتين ... ومن
يرى أن ما أتحدث عنه مبالغة فهو مغيب تماما عن ما يحدث وما سوف يحدث والأمر يؤخذ
على محمل الجد لصناعة خط أول وثاني وثالث وحتى رابع لأي حالة طارئة في البلاد
وتوفير أقصى درجات الأمن والحماية في البلاد ... وإن كانت كل تكلفة ما أتحدث عنه
قد تتجاوز 10 مليار دينار فلتتجاوز 20 مليار دينار لكن لن تشك وقتها بقوة ومتانة
وضعك الداخلي من ناحية أمن الطاقة والأمن الغذائي والمائي وثقتك بخطوطك الدفاعية
المتعددة لأي أزمات ... ولذلك يجب أن تتحول الحكومة من جهة تستأجر وتستنجد بالتجار
والوكلاء إلى جهة مالكة تملك ولا تستأجر تملك المعدات الثقيلة والآليات بكافة
أشكالها ... ولا يغيب عن بالنا أن الإدارة العامة للإطفاء يجب أن تتغير استراتيجياتها
وتتحول من العمل التقليدي إلى العمل الإستثنائي بمعنى أن رجال الإطفاء يجب من الأن
أن يتم تأهيلهم بأقصى كفاءة ممكنة للتعامل مع الزلازل والكوارث الطبيعية والحروب
... أي لو سقطت 20 بناية سكنية أو 20 منزل فهل تملك الإدارة العامة للإطفاء
الكفاءة للتعامل مع مثل هذه الظروف ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... لأنها تفتقد
للعنصر البشري والآليات ولو وضعت معها الدفاع المدني ... ولذلك يجب رفع قوة
الكفاءة لمستويات عالية للغاية على كافة الأصعدة والميادين دون النظر لفساد
السياسة واستخدام القوة البشرية المتوفرة واستغلالها بأقصى درجة ممكنة والتي تضم
ما لا يقل عن 400 ألف نسمة كأقل تقدير ؟
إن ما
أتحدث عنه هو العمل بالأسباب والنظر للمستقبل بعين ثاقبة والإستعداد للمستقبل ليس
عيبا بل هو المطلوب أصلا حتى لا نتخبط ولا نضيع يوم تأتي الأزمات من اتجاهات لا
أحد يعلمها ... استغلوا فرق العمل المتوفرة الآن وادخلوا في سباق مع الوقت ولا
تلتفتوا إلى نباح الرعاع والصعاليك فإنهم موجودون في كل زمان ومكان من تاريخكم ...
والناس هم الناس هناك من يعقل لكن الكثير من يجهل ومن لا يعقل وفي الجهة الأخرى
هناك الأفعال والنجاحات التي تكون شاهدة على أفعال العظماء ووطنية الشرفاء والرؤية
البعيدة لمن فاق الجميع برؤيته كمن يبصر لشيء ما لم يبصر به أحدا غيره ... أرجوكم
لا تتوقفوا يوما واحدا فتعب اليوم هو أمانة لأبنائكم ولأجيالكم القادمة ومن
سيتهمكم بالفساد والسرقة اعلموا أن هذه التهم عملتم أو جلستم فالتهم ستنالكم فأدوا
أعمالكم بكل أمانة وليكن ربكم هو الشاهد عليكم يوم تأتونه فردا فردا فرادى ... ومن
يقول لماذا كل هذه المشاريع وكل هذه الإستعداد وصرف كل هذه المليارات فاعلموا أنه
من السفهاء فترفعوا عنه لأنه وقت الكارثة سيقبل أحذيتكم راجيا بمن ينقذه أو ينقذ
أسرته ,,, ومتى ما عدتم إلى برودكم وثرثرتكم ثقوا بأنكم قد خنتم أمانتكم وقسمكم
ورميتم وطنكم بين أنياب الكارثة القادمة التي لا أحد يعلم ما هي وكيف ومتى إلا
ربكم سبحانه ... "انهضوا أيها العبيد فإنكم لا
ترونهم كبارا إلا لأنكم ساجدون" نعم انهضوا واصنعوا ما لم يجرؤ أحدا غيركم
على فعله وصناعه واصدموا العالم بجرأة أفعالكم ؟
ألا هل
بلغت اللهم فاشهد
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم