جريمة
الإتجار في البشر هي عملية واسعة جدا وهي مهنة قديمة منذ آلاف السنين وتطورت حسب
الظروف وتغير الزمان وتوالد أمما جديدة وفناء أمما أخرى ... حتى دخل العالم في
القانون الدولي الجديد في 1945 عندما أنشأت هيئة الأمم المتحدة والتي قامت باعتماد
قوانين قديمة واستحدثت قوانين جديدة ... وجريمة الإتجار بالبشر هي آفة العصر
الفعلية التي تتفرع إلى "تجارة الجنس" والتي قدرتها الأمم المتحدة بحجم
عمليات تجاوزت أكثر من 600 ألف نسمة سنويا ... وتجارة "الأعمال الوهمية"
والتي قدرت أعدادها بأكثر من 4 مليون نسمة سنويا ... وتجارة الأعضاء البشرية التي
تدر دخل عالمي سنويا بأكثر من 2 مليار دولار والتي تحتل مصر المركز الأول على مستوى
الشرق الأوسط في هذه التجارة الخسيسة ... المصدر : صحيفة
اليوم السابع المصرية "دينا شرف الدين" 2-6-2017 ... بل كل من يمارس تجارة الأعضاء فهو كافر ولا يتبع أي دين ولو شهد بالله لأنه ببساطة ربكم طيب ولا يقبل إلا العمل الطيب ...
وتجارة التهريب البشرية حول العالم والتي قدرت مداخيلها السنوية بأكثر من 7 مليار
دولار ... أي أن هناك عالم أخر خارج عن القانون المحلي والدولي تديره عصابات
ومافيا كلها ودون أي استثناء تدار بعلم أجهزة المخابرات الدولية حتى أصبحت سلاحا
سياسيا كما حدث بين تركيا وأوروبا وكما حدث بين أمريكا والمكسيك وإلخ ... تجارة الإقامات هي إحدى أفرع جريمة
الإتجار في البشر التي تتكون من الضحية والتاجر والوسيط ليتكون مثلث الجريمة نفسها
... ومن الخطأ الشائع الذي يقع فيه الكثيرين أن الأنظار تتجه دائما إلى التاجر ويصورونه
أنه هو فقط وحصريا المجرم الحقيقي ولا نخجل من أن تصدح ضمائرنا ونقول : نعم وألف
نعم كل من تاجر بالإنسان فهو مجرم لا نقاش ولا جدال في ذلك في أي مكان في العالم ؟
الحقيقة
والمنطق والواقع جميعهم يصرخون بحقيقة واحدة لا أحدا يريد أن يسمعها وهي : كل عامل
يريد أن يذهب للعمل في الخارج ويعلم بفساد أو يتعاطى مع الرشوة ويدفع حتى يحصل على
عقد عمل هو إنسان فاسد ومجرم ولا فرق بينه وبين من تاجر به ... وبمعنى أكثر صراحة
كل من يدعي قولا أو بأدلة واقعية بأنه تعرض للغش أو للنصب والإحتيال يجب أن يلقى
القبض عليه هو والوسيط والتاجر وجميعهم يقدموا للمحاكمة والسجن ... لأن فقرك لن يكون
سببا لكسب التعاطف معك وأنت أيها العامل أو أيا تكن في أي دولة في العالم كنت أنت
الفاسد أصلا في عملية الخروج من وطنك وطالما أنك دفعت ثمن عقد العمل صحيحا أو
مزورا أو وجدت العمل أو لم تجده فليس لك أي حق بالتذمر والشكوى ... أنت عامل فاسد
ولا يحق للفاسد أن يطالب بأي حق مشروع و "لعن
رسول الله ﷺ الراشي والمرتشي" والراشي هو العامل والمرتشي هما الوسيط والتاجر
... ودائما ما يكون الوسيط المرتشي من نفس بلد الشخص الراشي بمعنى مصريين تعرضوا
للنصب والإحتيال من تاجر إقامات كويتي فالوسيط مصري والضحايا مصريين وجميعهم
فاسدين ومجرمين ... وعمليات التهريب التي تمت وتتم في سورية والمغرب وتونس
والجزائر الضحية فاسد والوسيط فاسد ومن نفس الجنسية وتجار التهريب من نفس الجنسية
لكنهم متجنسين بجنسيات أوروبية مختلفة لكنهم جميعهم من نفس البلد ... وتتكرر نفس العملية تماما في
القارة السوداء وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية فاسد ضعيف يتوسل فاسد كبير
والأموال الصغيرة تتحول سنويا إلى ثروات بالمليارات ... ولذلك أقولها وبمعلومة أنا
بنفسي تحققت منها ومتأكد منها 100% وهي أن وزارات الداخلية في الكثير من الدول
العربية والأجنبية عندما ينشرون تقاريرهم السنوية يخفون الأرقام الحقيقية عن
الجرائم الثقيلة حتى لا تنتشر الأرقام الرسمية في أرجاء الإعلام فتضرب السياحة
لديهم فتنهار اقتصاديات دخل السياحة لديها أمرا مهما للغاية ؟
يا
سادة أفيقوا من عاطفتكم وشاهدوا الأمور بطرق مختلفة فلا تأخذكم رحمة أو شفقة على
العامل الذي يتباكى على ما حل به من بلاء فهو بالأساس رجل فساد ويعلم مسبقا وقبلكم
بأنه فاسد لكنه يريد أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من خلال كسب أكبر قدر ممكن من التعاطف
... وتاجر الإقامات ليس هو المجرم الحقيقي فحسب بل الحكومات هي المجرم الفعلي والحقيقي
لأنها تسمح للبعض بتحقيق مكاسب ثراء فاحش من خلال هذه التجارة الخسيسة ... وتلقي
القبض على صغار تلك التجارة لترميهم أمام المنظمات الدولية من باب أنها دولة تكافح
الإتجار بالبشر وفي النهاية المحصلة واحدة الكل يتاجر في البشر كل حسب فهمه
وقناعاته وهناك من لا يتاجر فعليا ويمارس العمل الشريف ... لكن العالم ليس بالصورة
التي ترونها أبدا فقد شاهدنا أن أول ما بدأت المناطق السورية بالسقوط في الحرب
الأهلية خرج من أبناء البلد السوريين من كسر الأبواب وسرق ممتلكات أبناء وطنه من
الأبرياء ... وشاهدنا نفس المشهد حدث في العراق ما بعد 2003 وفي السودان بعد سقوط
البشير مباشرة ولا أبعد من أمريكا التي لو تنطفئ الكهرباء لمدة 6 ساعات لكسرت
ولنهبت الأسواق والمحلات في غمضة عين ... إنها مشكلة الأخلاق البشرية التي تعاني
منها معظم البشرية وليست مشكلة ربكم ولا مشكلة أديانكم بل مشكلتكم أنتم أي بني
جلدتكم في أوطانكم ... فلا تتعاطفوا مع العامل ولا مع التاجر ولا مع الوسيط ولا
حتى مع الحكومة فجميعهم مجرمي مال وأينما وجد المال مارسوا تجارتهم دون النظر للحلال
والحرام ومن يقول لا أعلم ولا أدري فثقوا بأنه كذاب أشر ملعون اللسان خبيث القلب
والعقل لا ضمير لديه ولو أقسم على كتاب الله بالصدق فلا تصدقوه ... والخزي والعار من أن نتعاطف مع فاسد اتفق مع وسيط فاسد في تجارة يديرها فاسد في وطن غارق في الفساد
{ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } سورة يوسف ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم