اضطراب
القلق الذي ينتج التوتر + الوسواس القهري + انعدام الثقة الطبية + الإكتئاب النفسي
+ الوصـــم الاجتماعي ... كلها أمراض نفسية صرفة تضرب الأفراد نتيجة فعل ما أو
لسبب ما أو لظرف ما ... وقبل الدخول في لب وفحوى الموضوع يجب أن نعلم بأن
التقديرات العالمية تشير إلى أن هناك أكثر من 2 مليار نسمة حول العالم مصابون
بأمراض نفسية وعقلية ... ويحتل مرض الإكتئاب في المركز الأول بين كل الأمراض
النفسية يليها مرض "السيكوباتية" ناهيك أن علم الأمراض النفسية واسع لدرجة
لو تعمقت فيه قد يصيبك أنت شخصيا "اعتلال نفسي" ... ومن الخطأ لدرجة
الجزم أن تعتقد في نفسك اعتقادا وتفترضه على الأخرين بالتأكيد ليس الأمر كذلك على
الإطلاق لأن ما تفكر به أنت يختلف عما يفكر به غيرك وما تعتقده أنت ليس بالضرورة
أن يعتقده غيرك ... ولا أقرب مثال من أن أخوة وأخوات خرجوا من رحم أو بطن واحدة
لكنهم مختلفين في الفكر والسلوك والعادات والتوجهات والأمنيات ... وعلى الرغم من
أن دول العالم استنفرت كل دولة وحكومة في العالم لمواجهة "فايروس
كورونا" كل دولة وشعب حسب قدراته وإمكانياته لكن يجب أن ينتبه الجميع بأن
هناك زلزالا نفسيا قد وقع بالفعل وأصاب فعليا المليارات ... إنه الزلزال النفسي ؟
لقد
خلق الإنسان وتوالدت البشرية متطابقين ومتشابهين 100% أي في الجسد والتكوين وبمعنى
أدق كل البشرية لديها قلب ورأس وعقل وكبد وكليتين والذكر ماذا لديه والأنثى ماذا
لديها ... لكن رغم أن الإنسان هو في خلق واحد لكنه مختلف في نمط التفكير وكل وله
اعتقاد وحياة وشكل من أشكال العمل والكل في صراع داخلي ما بين الخير والشر والقبول
والرفض والفرح والحزن والحب والحقد ... لتخرج لدينا حالة أكبر من الفهم والرصد
والتحليل وهي "سيكولوجية المجتمع" أي سلوك المجتمع كيف يتصرف وكيف يتأثر
وكيف يتعاطى مع المسائل والأحداث والأمور ... والأكيد أن كل مجتمع وكل شعب له نقاط
قوة ونقاط ضعف فإن عرفت نقاط قوة أي شعب فقد ملكته وقدته بجدارة وإن عرفت وتيقنت
من نقاط ضعف أي شعب كان لك أن تمزقه تمزيقا دون استقدام طلقة مسدس واحدة ... إنها
يا سادة الطبيعة البشرية التي عليها ألف دليل ودليل كجمهور الملاعب وعشاق الأندية
إن ضيع لاعبهم ضربة جزاء شتموه فورا وإن سجل هدفا بعد الفرصة الضائعة مدحوه مدحا
مجنونا وليس هناك فرق بين الضياع والتسجيل سوى بضعة دقائق ... إنه السلوك البشري
الذي دائما لا تنتبه إليه الحكومات على الإطلاق وتحقر من شأن هذا العلم الدقيق
والعميق لكن يحرص عليه دهاة الفكر والعقول السياسية الخطيرة لأنهم باختصار يعرفون
في كل وأي أمر كيف سيتعاطى الفرد والمجتمع مع ما حدث أو ما سوف يحدث ... ولذلك
عندما ضرب العالك "فايروس كورونا" الأنظار توجعت تلقائيا إلى حالة
الفوضى وخلو الشوارع وتعطل كافة أعمال الدول السياسية والبرلمانية والإجتماعية
والإقتصادية في حدث حتى في الحرب العالمية الأولى والثانية لم يحدث ... بل في كل
التاريخ البشرية بأسره لم يحدث ما حدث في أيامنا وزماننا هذا بسبب
"كورونا" ولذلك إن كنا نتحدث عن أن هذا الوباء قد أثر أو ضرب أكثر من 4
مليـــار نسمة من أصل 7.7 مليار نسمة ... فعلينا أن ننتبه أن هناك ما لا يقل عن
500 مليون نسمة قد أصيبوا بأضرار نفسية تتراوح ما بين الشديدة إلى الخفيفة وإن كنت
أنت تثق في نفسك بأنك على ما يرام فلا يفترض أن تفترض أن الحالة النفسية لأختك
زوجتك ابنتك صديقك والدك أيا كان هم على خير ما يرام ؟
يجب أن
تدركوا فعليا أن ما حدث ليس بالأمر الهين على الإطلاق فما حدث كأنه سحرا من الخيال
والفانتازيا السينمائية ... الحياة كانت تسير بطبيعتها بهدوء وجنون البشر ثم فجأة
الحياة تتوقف والشوارع تصبح خالية والمطاعم والأسواق أغلقت ولا يسير في الشوارع
سوى القطط والكلاب والطيور من فوق تراقب وتنظر بتعجب ماذا حل بالمدن والقرى ... ثم
ستحدث المفاجأة ويعلن أن وباء كورونا في أضعف حالاته ويستطيع الناس من غدا أن
يعودوا لممارسة حياتهم اليومية فتنفجر الشوارع والطرقات بالناس من جديد ... وتعود
الأسواق والمحلات والمطاعم تستقبل زبائنها ويعود المصلين إلى مساجدهم وكنائسهم وتعود
المراقص والخمارات إلى عملها من جديد وتعود الأعمال التجارية إلى عملها من جديد
سواء كانت أعملا مشروعة أو ممنوعة ... حالتين من حياة الواقع انتقلت من الطبيعية
إلى الحظر التام لأسابيع وأشهر ثم تعود إلى الطبيعة من جديد حالة هي الأولى من
نوعها في التاريخ البشري ... يستحيل ثم يستحيل أن تترك هذه الحالة دون تأثير على
أحدا بل على مئات الملايين الذين سيتأثرون تأثيرا بالغا قد يصل إلى حالة من التطرف
الديني أو الشذوذ العقلي أو فقدان الثقة بالدولة والمجتمع ؟
إن مثلما استنفرت
وزارات الصحة في العالم لمكافحة "فايروس كورونا" عليها أيضا أن تستعد وتستنفر
للعلاج النفسي للعشرات للمئات كلا بل للآلاف ... ودون أدنى شك يجب على الأسرة أن
تعيد مراقبة وتحليل سلوك الطفل بشكل دقيق لربما طرأ تغيرا على الفكر والسلوك لضبك
جماح خياله وإعادته إلى الواقع الفعلي وليس الواقع الإفتراضي ... وعليه يجب أن
نستعد لظهور حالات نفسية ستخرج بوجهات نظر جديدة عليها وليس علينا وهي حالات مصابة
بـ "اعتلال نفسي" أدى إلى تطور في السلوك بشكل اندفاعي شديد مكونا حالة
من القناعة "الوهمية" لدى الفرد بأنه ينظر إلى ما لا يستطيع أحدا النظر
إليه ... وبلا أدنى شك أن المصابين بهذا الإعتلال تلقائيا يجب الفهم بأنهم من شدة
الضغط النفسي انتابتهم أحلام قاسية بل وليس صحيحا أن الأحلام تأتي صدفة بل هي
نتيجة ضغوط نفسية متراكمة لا يشعر بها الفرد وإن شعر بأنه على خير ما يرام ولذلك
يجب التفريق جيدا بين الحلم وبين الرؤية ... ولا يجب أن نستخف ولا يجب أن نطلق
حالة من التنمر تجاه أفراد هم بطبيعة شخصيتهم وحياتهم يكرهون الجلوس في المنزل ثم
فجأة وجدوا أنفسهم مجبرين على الجلوس في منازلهم ... لكن يبقى السؤال : هل من في
الخارج فهم أو قرأ أو استوعب شعور من هم في السجون لأي سببا كان ؟ ... والأهم يجب
أن يفهم ويستوعب كل صاب محل في أي سوق في أي مكان في العالم أن بعد أن تنكشف الغمة
بأن مبيعاته ستتضاعف بشكل كبير ليس بسبب رزق السماء بقدر ما هي حالة طبيعية نفسية
في الإنسان نتيجة ظرف يحدث لأول مرة في التاريخ ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم