يعتقد
مئات الملايين من العرب أن الكويت بلد نفط ومال فقط ويظن المليارات من العالم أن
الكويت مجرد خيام وجمال وبالتأكيد أن من يعتقد ذلك فهو جاهل 100% ... لأن المنطق
يقول لك "لا تعطي رأيا عن أمر لا تعرفه ولم تبحث عنه" ولو بحثوا كل هؤلاء الجهلة
لصدموا مما قد يرونه ... هو نفس الجهل الذي يلف عقول الكثير من الخليجيين الذين
يرون الكويت أنها مجرد دولة تحتضن تيار "الإخوان المسلمين" فقط ولا يريدون أن
يشاهدوا إلا أن الكويت تعني "الإخوان المسلمين" !!! ... والغريب أننا نعيش في عام
2020 أي في زمن المعلومة التي تركع وتسجد تحت أقدامكم ومن النادر تجد من ينظر
إليها !!! ... ولذلك لا غرابة أبدا عندما "يفتـــن" الكثيرين بـ
"عبدالله النفيسي" فظن الكثيرين أن الكويت هي "عبدالله
النفيسي" وهذا قول خطأ وغير صحيح ولا أساس له من الصحة ... بل الكويت فيها
عقولا ودهـــاة الفكر والثقافة لدرجة تجعلك تصاب بالحيرة عن ما هذه الدولة وكيف
تحتضن هذه العقول ولماذا لا يخرجون إلى الإعلام ؟ ... ولأن الوطن العربي دهاة
العقول فيه من نوادر البشر فظنوا "عبدالله النفيسي" هو أحد هذه العقول
وهذا قول كذب وغير صحيح ألبته ... وما صاحبكم "عبدالله النفيسي" إلا رجل
يحمل فكرا لكنه شخصية مليئة التناقضات وتعرضت شخصيته لكثير من التحولات فضاع عمره
كله دون أن يثبت على مبدأ واحد ... والكاريزما للنفيسي أي "الجاذبية
المقنعة" هي من لفتت انتباه الكثير من المساكين فالفنان "عبدالله
الرويشد" يملك كاريزما طاغية لكنه انتهى فنيا والنفيسي يملك كاريزما لكنه
يحمل فكرا متطرفا كثير الهرطقات وكثير الشذوذ الفكري ... واسال "النفيسي" هل تملك مشروع دولة ؟ ما هي حلولك للنظام السياسي والإجتماعي والإقتصادي ؟ وأين كنت في الغزو العراقي ؟ وكيف طبلت ومجدت بطاغية العراق المقبور بعــــد تحرير الكويت وليس قبل ؟ وأسئلة لها بداية ولا نهاية لها ... وأقسم بالله العظيم أني ترددت كثيرا أني أكتب عن "عبدالله النفيسي" وتراجعت وأعرف أكثر من جيد لو كتبت موضوع متعدد الأجزاء عن هذا "الشاذ فكريا" لصدمت عشاقه صدمات مزلزلة وارجو أني لا أكتب بما يستحق لأنه لا يستحق ... ولأن الناس تعشق من
يخدرها في الحديث ويدهن ظهرها بدغدغة المشاعر ولأن نوادر العقول ودهاتها ترفعوا عن
الظهور لأن الكثير منهم يرون أن "هذا زمن الذي كثرت فيه البهائم" ولا
أمل فيهم فاحترموا عقولهم وابتعدوا عن أي ظهور وركلوا الشهرة والمال بأقدامهم ...
فلم يبقى على الساحة إلا المتناقض والفكر الشاذ والفكر المتطرف والطبال والدجال
والبهائم تعجب وتصفق وتبارك وتهلهل والويل وعظائم الأمور لمن ينتقد حبيبهم وسيدهم
!!! ... ولا يعلم الكثيرين من العرب والخليجيين أن الكويت من كثر ما تملك عقولا جبارة ومثقفين من المستوى العالي فستجد أن كل شهرة فلان وعلان ومعجبيه 90% مصدرها خارج الكويت وليس داخلها ؟
الشخصيات
المعتوهة هي التي تؤثر في المعتوهين أمثالهم والفكر المتطرف هو من يؤثر في الفكر
المهيأ للتطرف وأصحاب المنطق الغبي هم من يؤثرون في الأغبياء ... لكن هناك عقولا
تحترم نفسها وتعرف قيمة نعمة العقل الذي منحهم ووهبهم إياه ربهم سبحانه وتعالى وهؤلاء
هم من يرفضون أي معتوه وكل متطرف وكل غبي أيا كان إسمه أو شهادته أو مركزه أو إسمه
... ولأننا نعيش في زمن الجهل والسفاهة رغم وفرة أنهـــار العلم والمعرفة فهنا يجب
أن تحلل ما سبب ذلك هل بسبب الكاريزما أم بسبب كره الناس للقراءة وحبهم للإستماع
أو تأثير "التطبيل" والإعجاب في الردود على ترهات "المستثقفين"
... ومهما حللت ومهما حددت الأسباب فلن تستطيع منع الجهل في الأمة لكنك على الأقل
تنقذ البعض مما يعتقده ويظنه عل وعسى يكتب الله لك أجر العلم والعالم ... مثل أستاذ
القانون وأحد نجوم مواقع التواصل الاجتماعي ما أن يقول كلمة أو يكتب تغريدة حتى
سبح السفهاء بحمد "عبدالله النفيسي" أيضا ما قال كلمة إلا والتكبير
يلحقه من شدة عقليته وكأن الله ما خلق عقولا لمعجبيه السذج ... وسبب ذلك أن لا أحد
يبحث في الماضي "الفكري والسياسي" لهذا أو ذاك ولو بحثوا من باب على
الأقل فهم تطور فكر فلان وعلان لوجدوا ما تشيب له الولدان من كم تناقضات وفجور
وجهل وسفاهة يندى لها جبين العقلاء ... وهذه مشكلة القارئ العربي لا يبحث ولا يريد
أن يبحث وهذه أيضا مشكلة المستمع أو المتلقي العربي لا يبحث ولا يريد أن يبحث الكل
استسلم للإعلام والغالبية أصبحوا عبيدا للإعلام ما يقوله فلان أو علان ... وربما
جملة يقولها أحد المعتوهين تكون حقيقية لكن لا أسلمه كل عقلي ولا أسمح لقناعاتي أن
تسلم له إرادتها مطلقا ... يقول فلان أو علان خذ المفيد واترك غير المفيد وإن ذهب
بك الإعجاب فابحث خلف فكره ما هو فكره وكيف ومن أين بدأ وما هي التحولات الفكرية
التي أطلقها وهل ما يقوله صحيحا أو كذبا ... وما هو توجهه الفكري ولمن ينتمي أو لم
لا ينتمي وماذا يريد ومن يقف أو لا يقف وراءه وكم مرة كذب في فكره أو تناقض في
قوله وما هي مواقفه السياسية والإجتماعية وتوجهات العقائدية والدينية ... كلها
معطيات ضرورة البحث حتى لا تصدق بل حتى تثق به وتسلمه عقلك ليستفهم أو ليأخذ من
علمه أو فكره أو فلسفته أو رؤيته أم حسبتم أن الله خلقكم مطايا للغير أو عبيدا
خاضعين !!! ... ومن يعرفون الفكر في الكويت ومستواه ومن هم دهـــاة العقول سيعرفون
تلقائيا أن من هم على الساحة ما هم سوى "هوامـــش فكــــر" وليسوا الفكر
نفسه ؟
في
مدونتي الصغيرة هذه سطرت وكتبت أناملي عشرات الملايين من الأحرف وملايين الكلمات وآلاف
المواضيع حاربت أفكارا وفكرا ونجحت بتغيير قناعات الكثيرين ... ولو قسّمت ما كتبت
بواقع كتاب بـ 200 صفحة فيعني أني قد أصدرت أكثر من 7 كتب وأعرف يقينا أني لو ظهرت
إعلاميا فإني سأؤثر في الرأي العام وسأقلب موازين الكثيرين وسيحاربني الكثيرين ...
لكني لم أفكر في ذلك ولا أسعى لذلك ولن أفعل ذلك لأني نجحت بصناعة العقول وأفتخر
بذلك ونفعت الكثير والله يعلم أكثر مني سبحانه وذلك يكفيني ... فلا أبحث عن مال
ولا عن شهرة ولا عن بهرجة إعلامية ولم أخضع ولن أخضع لكائنا من يكون وأعرف مسبقا
أني في يوم ما سأختفي بإرادتي أو بأمر الله سبحانه ... لكني من الناصحين أنصح
وأمضي أبين الحقائق وأسير ولا ألتفت ورائي أصحح مفاهيم خطأ ولا أبالي بضرب الفكر
الشاذ ولا أهتم بوجعه ... لأن الحقيقة الصادمة التي الكثير منكم لا يعلمها وهي :
أننا يوم صمتنا وترفعنا عن الجهل زاد التزوير والتلفيق والتحريف فتحول الباطل إلى
حقائق !!! وعليه أخذت على عاتقي أن لا أصمت عن الكذب ولا تزوير الحقائق ولا تصديق
الأكاذيب تارة بالأدلة والأرقام والصور وتارة بالتحليل الموثوق ... فلا تتأثروا
بكاريزما فلان أو علان ولا تسحركم شاشات الإعلام ولا تخدعكم أعمال الشياطين في
القنوات الفضائية وكل فكر هو محل نقد موضوعي ... وكل فلسفة هي محل أخذ ورد وكل
مفكر وكاتب هو محل قبول أو رفض جزئي أو مطلق وكل سياسي هو محل شك وكل تاجر دين هو
من أهل جهنم وبئس المصير ... ولذلك أتذكر أني في مرة قلت لمتابعيني على
"تويتر" لا تصدقوا كل ما يكتب إلا بعد أن تبحثوا وحتى أنا لو قلت معلومة
فابحثوا من خلفي ... وهذا الأمر أهدف منه أن أجعل المتلقي يبحث ويبحث ثم يبحث
ويبحث لأنه سيكتشف بعد أقل من 3 سنوات أنه قد ملك عقلا محترما وفكرا مستقلا وأرشيف
معلومات موثوق فيه وتعود على البحث ... لا أن أستعرض مهاراتي والكاريزما وأخذ قطيع
السفهاء يمينا وشمالا وأعبث بهم كما يعبث إبليس بأولاده لأن يوم ألقى وجه ربي
الكريم سيسألني عن ما علمت وماذا فعلت بما علمني إياه ربي سبحانه وقتها فلن تنفعني
لا شهرة ولا مال ولا تويتر ولا متابعين ولا أهل ولا أقارب ولا بطيخ ... احترامك
لعقلك يعني احترامك لنفسك لشخصيتك لإرادتك أما مسألة أسمع وأصدق وأقتنع فلست بهيمة
يسوقها الراعي ويوم يناديها تلبي ندائه ... إن العقل نعمة من ربكم فلا تهينوا نعمة
ربكم بأرذل البشر ولا تسلموها للكذابين والأفاقين فعقلك ربك منحك إياه لك أنت وليس
لغيرك ... ولو بحثت أنت في عقلك جيدا لتبصرت لحقيقة منطقية واحدة وهي : أنك أحسن
ممن تراهم على الشاشات أو يمكن أن تكون أحسن منهم ... وطالما أننا بشرا فلا أحدا
منزها ولا أحد معصوما ولن يصل أحدا إلى منزلة الملائكة التي لا تخطئ منذ خلقها حتى
ما بعد يوم القيامة ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم