الحكومات بشكل عام الكل يعرف كيف تشكلت وكيف تدير أعمالها فهي قد بدأت منذ آلاف السنين قبل الميلاد وكانت الزعامة هي نواة فكر ومصطلح الحكومة ... أي أن الفطرة البشرية هي نواة زعيم القبيلة أو العشيرة ولما تكونت مجموعة قبائل وعشائر وأفخاذ توسع العدد فأصبحوا بالآلاف فأصبح يحكمهم زعيم يدير شؤونهم ويحافظ على حقوقهم ويوفر لهم الأمان والحماية من أي اعتداء خارجي ... أما المافيا "المنظمة" فقد ظهرت قبل 1860 والتي كانت تعتمد على حماية المناطق وطرق التجارة وتهريب الممنوعات في ظل ضعف أو غياب أو تقاعس الحكومات عن أداء دورها المنوط بها ... ولأن عالم الإنترنت أخرج ما تشيب له الولدان من أسرار وحقائق لتتضح الصورة بأن الحقيقة واضحة وضوح الشمس بأن لا فرق بين الحكومات والمافيا ... لكن وجه الإختلاف أن الحكومات تعمل باسم القانون "الدجال" والقضاء "الأعور" لتوظف القانون في خدمتها وتضع يدها على مقدرات الشعب وتقودهم كيفما أرادت ... أما المافيا فهي تعمل خارج نطاق القانون والقضاء تماما وتقوم بكل الأعمال الخارجة على القانون وضد كافة القيم والمبادئ المجتمعية ... ولو أردنا تبسيط المسألة أكثر حتى تصل فكرة الموضوع أن الحكومات تعمل في النور والمافيا تعمل بالظلام ... الحكومات فوق الأرض والمافيا تحت الأرض كل وله عالمه وقوانينه وكلاهما متفقان تماما على تقاسم الثروات والصلاحيات ومواقع النفوذ ؟
أكثر من 95% "أي عدم تعميم" من الأنظمة وحكومات العالم تقوم بأعمال قذرة "تجسس - قتل - اختطاف - تعذيب - فساد - سرقة مال عام - غسيل أموال - إلخ" ... لكنها لا تظهر بالصورة أمام شعوبها ومجتمعاتها لأن لديها أجهزة متخصصة بذلك بل ومحترفة كأجهزة المخابرات والمباحث ... والمافيا ما كانت تستطيع الإستمرار إلا باتفاق سري مع تلك الحكومات وأنظمة الحكم فالمافيا متخصصة في عمليات "تجارة بيع الأعضاء البشرية - المخدرات - غسيل الأموال - تجارة الجنس - تزوير العملات - الأسلحة - إلخ" ... مثل الحكومات التي كانت تعلم علم اليقين وبأدق التفاصيل عن عمليات نقل الإرهابيين في "داعش" من "تونس والسعودية والكويت" وغيرها إلى "تركيا والأردن" التي كانتا "البوابة الرئيسية" ولما انتهى دورهم في "العراق وسوريا" نقلوهم جوا إلى ليبيا حتى يكملوا مهماتهم كل شيء تم بتنسيق "سري للغاية" ... لكن المافيا لا تدخل حروب ومعارك في الخارج لأنها تؤثر على كيانها وتضر بتجارتها وتفضل العمل بهدوء وبصمت بعيدا عن ظهور إعلامي وأي شهرة لأن الشهرة تضرهم ... ولو أردت أن يذهب عقلك بعيدا فلا مانع من الربط بينهم وبين الماسونية التي تدير العالم لكن كل شيء يسير وفق نظام دقيق للغاية لا يسمح بالخطأ فيه ولا 1% ... والحديث من أن الحكومات لا تتعامل ولا تتفاوض مع الإرهابيين والفاسدين فهذا حديث هراء لا أساس له من الصحة بدليل فضائح "وثائق ويكيليكس" + "وثائق بنما" ... دلّت وأثبتت وكشفت عن حجم الفساد الخُرافي الذي مارسه ويمارسه رجال الأعمال والسياسيين ورؤساء الحكومات وحتى حكام الدول ... والتي رمتنا تحت حقائق بأن الفساد في الحكومات وأجهزتها وارتباطها بالمافيا المحلية أو الدولية أمر غير قابل للنقاش ... ولو علمتم أن تقديرات الأمة المتحدة لعمليات الفساد وغسيل الأموال تتجاوز سنويا أكثر من 2 تريليون دولار = 2.000 مليار دولار أي تسديد ديون دول قارة أسيا وأفريقيا والشرق الأوسط مجتمعين ؟
من الغريب فعلا أن يحدث هذا الإرتباط بين الحكومات والمافيا بشكل غير مباشر ويستمر لعقود طويلة يموت الفرد منهم ولا تموت التجارة ومن يسقط من الطاولة بديلة ينتظر دوره ... وتشترك "بعض" أنظمة الحكم والمافيا في أمر واحد يجمعهم جميعا وهو أنهم شخصيات مريضة تعاني من اختلال عقلي وشخصيات "سيكوباتية" تربع فوق رأسها كل شياطين الأرض ... فهم لا يشبعون مالا على الرغم من أن ما يملكونه يكفيهم لعاشر حفيد من سلالتهم القذرة أي ثروات تكفي سلالتهم لأكثر من 200 سنة قادمة ومع ذلك لا يتوقفون عن أعمالهم ... مثل بعض رجال الأعمال في أوطانكم تجد الرجل منهم بلغ من العمر 70 عاما ولا يزال يذهب إلى عمله ويجري اجتماعات وصفقات ويجوب العالم في تعب وشقاء فيموت دون أن يستمتع بحياته وهو يظن أنه قد استمتع وهو كاذب ... وأيضا كلاهما متفقين في الأطباع فهم يكرهون كل من يكتب ضدهم ويكرهون ثرثرة الفقراء ويعتقد غالبيتهم بأن الله خلقهم حتى يكون الفقراء عبيدا لهم ولا قيمة لهم ولا لشرفهم ولا لأطفالهم ونسائهم ... مثل نظرية الكثير منهم بزعم قولهم "لماذا تنفق الدولة على كبار السن فهو على موعد مع الموت فلم كل هذا الإنفاق على رجلا ميتا لا محالة" !!! ... وأيضا مثل منطق اليهود في الكيان الصهيوني الذين يعلمون أولادهم وفق عقيدتهم بأنهم أمة الله المختارة وأن العالم بأسره عبيدا لهم وقد تناسوا تاريخهم الذي يؤكد بأن قوم بني إسرائيل هي أقدم أمة عبيد عرفها التاريخ البشري ... ويبقى العالم في اعتقاد واهــــم من أن "أغلب" حكوماتهم وأنظمة حكمهم شريفة عفيفة عادلة وأن هناك أمن وطني وقضاء نزيه وعدالة اجتماعية ومجتمع حر وديموقراطية رائعة ... والحقيقة هي أن هناك مافيا تحت الأرض ومافيا فوق الأرض كل منهما له زيه الخاص ولسانه ومنطوقه الخاص ... وطول ما الإنسان عبــــدا للدولار يعني أن حكومات المافيا والمافيا على وفاق وأعمالهم بازدهار بعيدا عن أعين الجميع ... وحتى الصحافة لا تجرؤ على الحديث في هذا الشأن ولا الجري خلف التحقيقات الصحفية المثيرة لأنها على يقين مطلق بأن مصيرهم التصفية الجسدية أو قتل أعز أحبائهم ... فقط أطلق لعقلك العنان ودعه يحلق في الأفاق ودعه يفكر ويحلل بحرية مجرد تفكير لا أكثر ليتسائل : هل كل ما يحدث في داخل وخارج الأوطان من سياسة واقتصاد مجرد صدفة وصدف ؟؟؟ !!! ؟؟؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم