الهدوء السياسي الذي تعيشه الكويت هو الأول من نوعه في كل التاريخ السياسي الكويتي ... وهذا الهدوء السياسي جر خلفه هدوء إجتماعي كبير جدا حتى بات الناس اليوم يعيشون في حالة غريبة من السلوك الكويتي ... ليس هذا فحسب بل أصبح أمامنا اليوم دليل قاطع لا يقبل الشك بالمطلق بأن أعضاء مجلس الأمة هم السبب الأول في زعزعة أمن واستقرار الكويت وإثارة الغوغاء والسفهاء في الشارع الكويتي ... وهم السبب الأول منفردين بإثارة مواقع التواصل الإجتماعي لاستغلال ضعاف النفوس وعديمي الثقافة والبسطاء من رواد تلك المواقع لضرب الروح المعنوية في صميمها ... فاختفت التصريحات ألا مسؤلة والإجتماعات الجاهلة في أبسط قواعد العمل السياسي الحقيقي وتلاشت التصرفات الصبيانية التي أساءت كثيرا وكثيرا جدا ... فإن كان للحكومة سلبيات وفسادا فهذه السهام أطلقناها كثيرا وكثيرا جدا وهذه المدونة تشهد كتاباتها بالكم المهول من انتقاد الحكومة ... لكن أيضا أعضاء مجلس الأمة ليسوا ملائكة الله على الأرض بل أيضا هناك أعضاء فاسدين وأعضاء يوم وصولهم لكرسي البرلمان نقضوا شرفهم أمام ناخبيهم وأعضاء لا نعرف كيف أصبحوا أثرياء ... وأعضاء بقدرة قادر أهاليهم أصبحوا في مراكز مرموقة وأعضاء خانوا الكويت وحكامها وشعبها عندما أصبحوا مطية للخارج وتذكروا كيف كانت مظاهرات "كرامة وطن" سيئة السمعة كيف كانت تدار من قطر ... إننا لم نطلب المستحيل سواء في كتاباتنا أو تغريداتنا بل كنا نطالب بالطبيعي وهو العمل السياسي الحقيقي بفنونه المختلفة التي تنجح دائما بعقد صفقات سياسية ترضي الطرفين وتوفر الاستقرار السياسي ... لكن ما كان يحدث لم تكن ديمقراطية ولم يكون العمل بالدستور ولم يكن عمل سياسي بل كانت مخططات ومؤامرات ويا ليتها كانت ذات مستوى رفيع بل كانت بمستوى أطفال الشوارع ؟
الكويت اليوم تعيش في عهد جديد أي في ظل حاكم جديد وولي عهد جديد وكلاهما عاصروا حكام الكويت وهم من نسل حكام ومن صلب أسرة الحكم ... وتلك من البديهيات السياسية أن تتغير السياسة وتتغير البطانة وتتغير الرؤية وتتوسع الأهداف أو تتغير أو تتجمد وتلك هي طبيعة الحكم في كل وطن عربي حصريا ... لكننا في الكويت ونحن الدولة التي تتمتع بالإستثناء الرائع عن باقي كل الدول العربية فالكويت لم تتآمر ضد دولة عربية قريبة أو بعيدة ... والكويت لم ترسل جواسيس للإضرار بدول وبشعوب أخرى ولم تترك دولة عربية تغرق حتى وصلت نجدة الكويت لها ... والكويت ليس لها ذباب الكتروني وليس لديها ألاعيب الكترونية حتى تضرب هذا وتسيء لذاك أو تستغل الرأي العام ... والكويت ليس لها سجلا أسودا من الجرائم السياسية ولا معتقلات يتم التعذيب فيها ولا يوجد سجين رأي واحد بل كل سجناء الرأي خالفوا قوانين أمن الدولة ومارسوا حماقة الكافرين بنعم رب العالمين ... ولا يوجد سجين واحد في الكويت انتهكت حقوقه القضائية ولا توجد محاكمة لسجين كويتي أو مقيم تمت دون وجود محامي ودرجات تقاضي وبتغيير القضاة وتنوعهم حتى يتمتع المتهم بأقصى درجات النزاهة القضائية ... ولدينا حريات نستطيع من خلالها أن ننتقد كل وأي مسؤل في الدولة وكل أعضاء مجلس الأمة وفي نفس الوقت القوانين والدستور لم يسمحوا للسفهاء وعديمي التربية وساقطي الأخلاق بأن ينتقدوا حاكم البلاد ويوجهوا له الإتهام والذّم والسب والشتم ... فإن سمحنا بالتطاول على المقام السامي لسمو أمير البلاد فمن بعده لدينا كبيرا نحترمه ونوقره ؟ ... كل ما سبق سببه بعض أعضاء مجلس الأمة الذي ابتدعوا بدعا شيطانية لتصنع شرذمة من الغوغاء الذين يتحركون كقطعان الأغنام ودواب الأرض إنهم أوغادا بالفعل أوغادا ؟
بكل أسف وبكل ألم أننا شعب لا يتعلم من أخطائه ومن سلبياته ومن كوارثه لكن الخير فينا كبير جدا وتلك من التناقضات الغريبة العجيبة ... تناقض يجعلك تجلس وتتفكر في سيكولوجية الإنسان الكويتي بحيرة مطولة ... فتصل إلى نتائج متضاربة وغريبة واحتمالات متعددة فإما تجد كويتي خائنا عميلا للخارج أو كويتي عبدا للمال وكلبا وفيا لمن يدفع أكثر أو كويتيا سفيها جاهلا يسمع ولا يقرأ أو كويتيا أخذته القبلية أو الطائفية أو العنصرية إلى طريق التهلكة ... ومن المؤسف أن الثرثرة أصبحت مرضا لا داء له وما هلك أهل النار إلا بسبب لسانهم وجهل عقولهم ... ولو أردت أن أُحدد أعداد ما بين الخير والشر في الشعب الكويتي فستكون النتيجة التالي : 200 ألف كويتي وكويتية أوغاد ومختلين عقليا بلا شرف بلا قيم بلا وطنية بلا ضمير بلا أخلاق في مقابل مليون و 300 ألف كويتي وكويتية أهل صلاح وإصلاح وأهل دين وخلق ومبادئ وقِيم وضمير ... وبالتالي الخير في الكويت والكويتيين باق بفضل رب العالمين سبحانه وعلى رأسهم حكام وحكومات الكويت الذين يهبّون لمساعدة فقراء الكويت في الداخل والخارج وشعب الكويت الذي لا يوجد شعب عربي يستطيع منافسته في الأعمال الخيرية ... ومثلما لدينا فسادا فأيضا لدينا إصلاحا فاتقوا ربكم بوطنكم وبالنعم التي لا تعد ولا تحصى التي أنعم بها علينا رب الخير والنعم ولعن الله كل فاسد وكل سارق ومنافق ومجرم أراد بنا وبوطننا الشر والضر ... وإذا رأيت نظرك لا يرى في الكويت سوى السوء والسلبيات فاعلم وقتها أن الله قد أعمى بصيرتك لتأكل نفسك بنفسك وتعيش بقهر وحسرة أنت صنعتها بيدك بعد أن جحدت نِعَم ربّـك عليك واستخفّيت بِها أو قللت من شأنها ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم